من حق السواد الأعظم من أبناء شعبنا اليمني أن يحتاروا لما آل إليه واقع البلاد والعباد كيف لا وقد بلغ السيل الزبا وهم يتطلعون وبكل أمل لانفراج أزماتهم المركبة جراء الاختلالات السياسية والتنظيمية والإدارية والأمنية والاقتصادية وحتى المعيشية. إذاً من المسئول عن كل ما حدث ويحدث في يمن الإيمان والحكمة.. هذا السؤال لم يعد سؤال اليمنيين وحدهم بل تعدى محيطهم الوطني إلى الاقليمي وحتى الدولي. ما الذي جرى ويجري في اليمن وهل فعلاً صارت جدباء من العقلاء والحكماء وأصحاب العقد والحل والرأي والمشورة. كم في بلادنا من المستشارين بدءاً برئاسة الدولة ثم الحكومة إلى المؤسسات والمرافق العامة.. في بلادنا مجالس لا حصر لها بدءاً من مجلس النواب مروراً بمجلس الشورى فالمجالس الدنيا كمجالس إدارات.. وهيئات بمسميات عديدة كلها أصلاً تهدف لمعالجة أوضاع البلاد والعباد،وهناك هيئات ومنظمات مجتمع مدني لا حصر لها، ومع أن مسمياتها ومقاصدها متعددة ومتنوعة إلا أن ما تهدف إليه كل هذه الكياناتا وتلك تجنب البلاد والعباد الأخطار والكوارث والأحداث الخطيرة التي تئن وترزح البلاد وأبناؤها في أتونها بحيث صرنا لا نرى ولا نلمس في واقعنا لا حكيم ولا حكماء. الناس بحت أصواتهم بالهتافات والنداءات في الشوارع والتجمعات وفي المجالس يطالبون العقلاء إن وجدوا في الأمة لتدارك أوضاع البلاد وتجنيبها الانزلاق نحو المجهول.. الكتّاب المستشعرون لخطورة مآلات أوضاع البلاد الراهنة جفت أقلامهم لنفاد حبرها وهم أيضاً يتناولون واقع ومعاناة البلاد والعباد.. الدعاة أيضاً يطالبون العقلاء بإخراج البلاد مما آلت إليه. الكل يتابع ويترقب نتائج الحوارات التي لا نهاية لها ولا مطاف ولا نتائج جادة تبشر بانفراج أوضاع البلاد والأمة وكلهم أمل بالله أولاً وبالخيرين إن كان لهم وجود في الخروج من واقع صار أشبه بحبل خانق. الحيرة والذهول أطبق على الناس بحيث صاروا أشبه بنفق مظلم لا يدركون نهايته ولا حتى بصيص ضوء منفذه.. ومع كل ذلك السياسيون يتبارون في صراعاتهم وأهوائهم بمصالح البلاد ومستقبل البلاد إما بقصد أو بدون قصد متناسين أنهم سيكونون مسئولون ومحاسبون أمام الله وأمام التاريخ وأمام هذا الشعب الذي يتجرع مرارات حقدهم عليه وعلى مستقبله. الوطن والشعب يا هؤلاء ضاق بكم ذرعاً إذا لم تراجعوا حساباتكم الخاطئة ونواياكم الشريرة ومساراتكم المشبوهة.. فإن عداءكم له لن يطول كما أن صبره أيضاً لن يطول فمآ لكم إلى الزوال والبقاء دوماً للشعوب لأنها تمتلك إرادة الصحوة التي هي من إرادة الله مهما طال الزمن أو قصر. ومع كل ما أسلفنا ذكره فإن بصيص الأمل أمامكم لرد الاعتبار للوطن الذي هو هويتكم ولشعبكم الذي أتاح لكم فرصة إدارة شئونه وصون سيادته واستقلاله لا يزال معقوداً فيكم ولو من نافلة الضرورة.. فهل بمقدوركم وأد الأنانية وحب الذات قبل فوات الأوان وقبل أن تندموا حين لا ينفع الندم. فالسلطة والمسئولية أمانة والراعي مسئول عن رعيته أمام الله وأي قصور أو إهمال أو تعمد وغمط لحقوق الرعاة سيحاسبكم الله عليه. ومن باب إسداء النصيحة وقول كلمة الحق فإننا نقول لساستنا ومن بيدهم القرار لإنقاذ البلاد من هواجس ومآلات التمزق وويلات الحروب المتربصين بالأمة اتقوا الله يا هؤلاء وإذا كنتم لا تؤمنون بالتقوى فنقول فيكم حسبنا الله ونعم الوكيل والله المستعان.. وأفيقوا قبل أن تندموا.