ما يطلق عليهم بالدواعش مختصر مسمى دولة العراق والشام التي ذاع صيتها حتى بلغت الحرب الشرسة والمجنونة التي فرضت على الشقيقة الدولة السورية وألحقت فيها الدمار والخراب وبقصد وبغير قصد تم فتح منافذ تلك الدول أمام الغازين الدواعش، وتم تغذية تلك الحرب المجنونة التي مضى عليها أكثر من أربع سنوات. بداية الصراع في سوريا كان تحت مسمى الربيع العربي القاتل، هدفه تغيير النظام وتطوعت بعض الدول لدعم المعارضة وتدخلت أجهزة الاستخبارات الصهيونية والعالمية لتوسيع رقعتها من خلال الدفع بمجاميع مسلحة وتحت مسميات تنظيمية متعددة ومتنوعة بعد أن فشلت خطط إسقاط النظام السوري عبر المعارضة أو ما أسمي بالجيش الحر. الصراع في سوريا كما هو واقع الحال في العراق أخذ طابعاً طائفياً سيما بعد أن استهدف في طليعته المواطن، أو الشعب السوري البريء قتلاً وتنكيلاً، وتشريداً ودماراً ووفق أشنع وأبشع سلوكيات الإجرام. تنظيم القاعدة، أنصار الشريعة ومنظمات عديدة تحت مسميات لا حصر لها كل مجموعة نهمها القتل والانتقام والبطش والتنكيل والشعب السوري يدفع ثمن كل المؤامرات والمخططات التي تستهدف تركيع وإذلال سوريا لاعتبارها إحدى دول الممانعة أو ما يسمى بمجموعة دول الرفض والمقاومة والتصدي للمخططات الإمبريالية والصهيونية. اليوم تضيع سوريا كما ضاعت بالأمس ليبيا وقبلها العراق، وكذا ما يضمره أعداء اليمن الجريح بآلامه ومعاناته الاقتصادية والأمنية فالقتال يشتد ضراوة في بلاد الشام وما بين الرافدين وتتسع دائرة مخطط تدمير الأمة العربية والاسلامية من خلال محاولات جر دول كمصر والاردن بعد لبنان إلى ذات الدائرة ولو على المدى القريب والبعيد وحال أمة العرب والإسلام يئن من مآل احتدام آلات الموت والدمار في مواجهة لا يستفيد من تبعاتها سوى أعداء الأمة العربية والإسلامية. هل منا من وقف بوطنية وقومية وبتجرد في تقييم مسار وأهداف ما ينفذ تحت مسمى ثوب الربيع العربي وإلى ماذا آلت وتؤول إليه مقدماته الجارية في بعض الأقطار العربية وما أفرزته آثارها الكارثية على صعيد تدمير القدرة العسكرية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية وحتى الأخلاقية للأمة العربية.. وهل المؤامرة القذرة المستهدفة لحضارة الإنسان العربي ستتوقف عند حدود ما تم تنفيذه وهل بقية الدول العربية في مأمن مما حصل ويحصل وما سيحصل. أنا هنا أجزم ومن خلال مسار الأحداث وتحولاتها أن لاأحد في منأى من تبعاتها ومحصن من مسار اختراقاتها ومن هول كوارثها.. الدواعش صار لهم وجود في بعض بلدان المغرب العربي... وصار لهم وجود في اليمن بلد الحكمة والإيمان تحت مسميات عديدة منها أنصار الشريعة.. وكان قد سبقها قبل ما يقرب من عشرين عاماً جيش عدنأبين.. وتنظيم ما يطلق عليه القاعدة في الجزيرة العربية.. إلا أن خطرهم اليوم امتد أكثر في بلادنا الذين نتمنى ونسأل المولى عز وجل أن يجنب اليمن ويلاتهم ومخاطرهم التي تتسع في ظل صراع الأحزاب والمتمترسين وراء مصالحهم السياسية والمادية الزائلة. الجرائم في بلادنا توسعت دائرتها.. فلم تعد تستثني فئة دون أخرى أو شخص ما دون غيره الوطن مستهدف في سيادته: اليمنيون كلهم مستهدفون حاضراً ومستقبلاً.. اليوم الدماء تسال في المعسكرات بعد أن كانت محصورة في بعض الشوارع ومراكز المدن وبالقرب من المساكن والمرافق، فما الذي ينتظره أصحاب العقد والحل وفرقاء السياسة. الفأس وقع في الرأس.. فما أنتم فاعلون لتضميد جراحاته الغائرة هل ستصحون بعد أن نكون قد فقدنا قدرتنا على الأخذ بزمام أمور المبادرة لتجنيب الوطن مسار المجهول. في سوريا لا يزال هناك ما يشبه الدولة وفي العراق كذلك وفي ليبيا أيضاً أما نحن فصرنا نفتقد لذلك.. وتدارك أوضاعنا و ما آلت إليه أحوالنا صارت اليوم أشبه بعملية جراحية إنقاذية.. فأين حكماء الأمة ودهاتها ودكاترتها وأساتذة مرجعياتها نتمنى حضورهم وتداعيهم الوطني والإنساني والأخلاقي لموقف سوا يضع حداً لتهاوي مرتكزات الدولة وانتشالها مما آلت إليه والإبحار بسفينة الوطن نحو النجاة والله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه الكريم: { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} صدق الله العظيم.. فهل سنستفيد من عامل الوقت الذي يسابق البعض للأخذ بنا نحو المجهول... ونحو ما آلت إليه بعض الدول كسورياوالعراق وليبيا.. أفيقوا يا هؤلاء.