يسود الأوساط اليمنية أمل بأن تشارك كل القوى السياسية في الحوار الذي طلبه الرئيس عبدربه منصور هادي من دول مجلس التعاون الخليجي عقده في مقر مجلس الأمانة العامة للمجلس في العاصمة السعودية الرياض بعد تحرره من الإقامة الجبرية في منزله بصنعاء لبعض أسابيع وخروجه بصورة فاجأت الجميع في الداخل والخارج وقطع رحلة السفر إلى عدن المحفوفة بالمخاطر والتي لم تعلن تفاصيلها بعد، أي الرحلة. فهناك من المجتمع اليمني هنأ الرئيس بسلامة الوصول إلى عدن وأيدوه في ذلك لأنه بقدر مانفذ بجلده من مصير كان محتوماً في إحكام السيطرة على العاصمةوكل ما فيها من وزارات ومؤسسات مدنية وعسكرية وأمنية معززة بالأسلحة الكثيرة ومسنودة بالقرارات التي أراد البعض بها إثبات ثقتهم بالإمساك الشامل بشئون اليمن وباستحالة نجاح أية معارضة أو مقاومة للأمر الواقع الذي حدث في الحادي والعشرين من سبتمبر الماضي. لكن اختلاف الآراء حول إعلان الرئيس عن أن صنعاء مدنية أو عاصمة محتلة حمّله همّ انقاذ اليمن من الانهيار وإظهار أن هدفه الأول والأخير هو إحباط محاولة الانقلابيين التمدد والبسط على بقية المحافظات والمدن انطلاقاً من صنعاء وصولاً إلى عدن المرشحة أصلاً أن تكون عاصمة كما كانت قبل عام 90م فيها كل مقومات العاصمة الحديثة لليمن كلها مع الأخذ بعين الاعتبار الاعتراضات من بعض الشماليين والجنوبيين لا سيما أولئك الذين اتهموا الرئيس هادي بتمزيق الجيش والأمن باسم الهيكلة فيتمكن الانفصاليون كما يسمونهم من العودة باليمن وخاصة الجنوب من استعادة الحكم الشمولي وأيديولوجية جديدة لايخشى معها على الملكية العامة والخاصة والاستثمارات الحرة صناعياً وتجارياً وزراعياً. وبعد أن ترددت أخبار عن رفض بعض الأحزاب والمكونات السياسية وخاصة المؤتمر وأنصار الله عقد الحوار في الرياض لاعتبارات كثيرة بعضها قديم وبعضها جديد تنبش في الأحداث التي دارت رحاها بين اليمن في عهد الإمام يحيى في عشرينيات وثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي وأدت إلى تغييرات جغرافية وديمغرافية لصالح الجارة الشمالية مع تأجيل بحث الأسباب لنشوب الحرب في تلك الفترة التي اعقبت انسحاب الاتراك من اليمن بفعل الهزيمة التي تلقتها في الحرب العالمية الأولى والثانية على يد الحلفاء بريطانيا وفرنسا ومعهما بعض الزعامات العربية النمطية الهلامية الموعودة بالحكم والتحرر. ذلك من ناحية ومن ناحية ثانية وجود شكوك في نوايا بعض دول الخليج في اليمن وإن حاول بعض المسئولين فيها تصحيح الأخبار والتصريحات المنقولة عنهم حول تأييدهم للرئيس هادي والوحدة وأمن واستقرار اليمن لأن هناك من يستجرّون الماضي ويذكّرون بانحياز البعض منها أثناء حرب 94م لصالح الانفصال وتكوين شبكة إعلامية تعمل على مدار الساعة على وصف ما يجري منها حرب الشمال للجنوب، وعملت على عقد جلسات طارئه لمجلس الأمن واستصدار قرارات تطالب بالانسحاب من الجنوب، وكانت العبارة التي سميت على لسان وزير خارجية الجارة الشمالية قبل أيام قد ذكرت المعترضين على عقد الحوار اليمني الجديد خارج اليمن وفي تلك العاصمة بالماضي المكروه والمؤلم ويلومون الرئيس هادي على توجيه الرسالة جملة وتفصيلاً إلى من تحوم على نواياهم في اليمن شبهات كثيرة وهو أحد العارفين وسيّدهم لما لها من حساسية شديدة في نفوس الوطنيين الذين يملأون اليمن طولاً وعرضاً.