أقول لمختلف القوى السّياسية التي تتصارع من أجل الفوز بأكبر نصيب من “كدمة” السُلطة: أكيد أنكم اليوم مرتاحون لمشاهد التدمير والخراب الموجود في العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات، أكيد مرتاحون للدماء التي تُسفك بسببكم جميعاً لمواطنين هم من خيرة شباب اليمن، أكيد مرتاحون للعنات النساء والأطفال الذي يدعون عليكم كل صباح ومساء، أكيد مرتاحون لمشاهد القصف وهي تجهز على ما تبقّى من الجيش ومعدّاته وقدراته المتواضعة والتي أنهكته حروبكم السابقة، أكيد مرتاحون لمشاهد الجثث والأشلاء للمواطن اليمني الذي جاء من يقصفه إلى داره وهو نائم، أكيد مرتاحون في قضائكم على حلم المواطن في المدنية والمواطنة المتساوية والديمقراطية، أكيد مرتاحون أن الريوس عندكم جميعاً معطّل، أكيد مرتاحون لعدم سماع أي صوت جاد إقليمي أو دولي لنجدة مواطنيكم وأطفالهم ونسائهم، أكيد مرتاحون لارتفاع أسعار مختلف المواد الغذائية، أكيد مرتاحون للمواطنين اليمنيين العالقين في مطارات دول العالم، أكيد مرتاحون لكل ما يجري من عبث في وطني المنكوب خاصة أننا لم نر أو نسمع منكم جميعاً أي تصريح يستنكر ما يجري ويصفه ب«العدوان والتدخّل السافر في الشؤون اليمنية» ويناشد العالم لوقف هذا العدوان البشع الذي لم تشهده اليمن من قبل؛ خاصة أنكم جميعاً من تسبّب فيه، والله أولاً وثانياً وثالثاً ثم التاريخ لن يرحمكم. فبعد كل ذلك هل آن الأوان البدء لوقف حروبكم في البيت اليمني لترميم هذا البيت من الداخل، هل آن الأوان إلى قبولكم جميعاً بالآخر وبحقوق كل فرد في المواطنة المتساوية، هل آن الأوان لتوحيد صفوفكم ونبذ خلافاتكم بدلاً من محاولاتكم جميعاً رمي المسؤولية على الآخر، فجميعكم عبث بالوطن والمواطن كل حسب ما يستطيع إليه سبيلاً. فهل آن الأوان أن تكفّروا عن كل قبحكم وتحاولوا حقن دماء من تبقّى من مواطنيكم ولملمة ما يمكن لملمته لهذا البيت المبعثر المنتهك منكم أولاً ومن جيرانكم ثانياً..؟!. [email protected]