بالأنات والآهات الطوال أبتدئ مقالي هذا بعد أن استوطنت الأحزان في قلبي و بدت جلية في ملامحي وملامح الكثيرين حولي ممن يؤلمهم الواقع المرير الذي يعيشه الوطن اليوم. الوطن الذي يتعرض للمؤامرات الفاجرة و للطعنات الغادرة من غير ادنئ سبب و من دون ذنب يذنبه في حق أبنائه سوى احتضانه ودفئه و سعة أرضه لكل الناس.هذا الحضن الدافئ الذي يراد الاستيلاء والسيطرة عليه من قبل الفئات الضالة التي تمنع امتداد هذا الدفء الى خارج حدودها الحزبية او المناطقية او المذهبية. وتلك الأرض الواسعة التي تضيق بمن يزرعون السوء و ينصبون الشراك ويحفرون الخنادق فيها ويتآمرون ويمكرون على سطحها حتى تخلو لهم فيعيثون فيها ألوان الفساد. هذا الفساد الذي يهدم أركان البناء و يغير وينجس مجرى الماء ويهلك الحرث والنسل بل و يبث الروائح الكريهة في السماء. هذا الفساد الذي يشوه نضارة وطيبة هذا الوطن المعطاء. هذا الفساد الذي تسيل بسببه الدماء وتطيح الجماجم مخلفة وراءها اليتم والتأرمل و البكاء. بكاء الملايين من ابناء الوطن وبكاء الوطن على الملايين من المساكين الذين يتجرعون العلقم ويشربون كؤوس الخذلان والذل في بلد الكرامة والشموخ. البلد الذي خانته الايادي الخبيثة التي تحمل الحقد و تتصل بأربطة العماله والمكر والخداع تارة باسم الله والدين وتارة أخرى باسم مصلحة الوطن . إنه عام الحزن الذي اشتدت به الجراح ويا ليته كانت قبله أفراح. أجساد فجرت ودماء سالت ولا تدري بأي ذنب قتلت. مساجد وأعراض انتهكت و مؤسسات ومصانع ومدارس عطلت ولا تدري لماذا استهدفت. إنه عام الحزن العميق الذي نبكي فيه بيع أرض الوطن الغالية بأثمان بخسة. نبكي فيه بيع سماء الوطن وتعرية أبنائة وبناته . نبكي فيه هبوب الأعاصير الجنوبية والشمالية التي تحرق الأخضر واليابس ونبكي فيه العواصف الرعناء التي هبت وما هبت إلا في بلد الحكمة والإيمان .نبكي فيه السياسات التي لا تراعي أرضاً ولا إنساناً ولا يهمها سوى أمنها و الأمان وإن كان علي حساب دك و قتل و تدمير اليمن. إنه عام الحزن التي غابت فيه الحكمة والإيمان وقست فيه القلوب وكثرت المصائب والمحن ولكن ومع كل هذا ينظر اليمنيون وينتظرون بأمل حلول عام يغاث فيه اليمن وينعم بحياة سعيدة يتعايش فيها كل أطياف المجتمع تحت سلطة قوية تمثل كل اليمنيين وتعمل لمصلحة الوطن ككل . يرجون رحمة الله ويدعونه آناء الليل وأطراف النهار ويظل الصبر سلاحهم والحكمة منهجهم مؤمنين وموقنين إن مع العسر يسرا ولعل الله يحدث بعد هذا امراً فيه بشرى للصابرين.