شاهدت قبل أيام فيديو كليب “ردّت الدنيا” وهو عمل - كما تم الإشارة في بداية العمل - أنتجه وعمل عليه كثيرون من الشباب الذين مازالوا يحلمون بوطن يعيش فيه الجميع بكرامة ومساواة مهما اختلفت توجُّهاتهم وثقافاتهم وانتماؤهم، يمن يفخر به الجميع. فكرة الكلمات التي كتبها عجلان ثابت مستوحاة من كلمات النشيد الوطني للجمهورية الذي كتبه الشاعر الكبير الراحل عبدالوهاب نعمان ولحّنه الفنان العظيم أيوب طارش، كلمات عجلان فيها مناجاة جميلة للوطن ولوم لأنفسنا وقد تركناه للألم والوهن والانكسار، كما أن لحن الأغنية هو ذاته لحن النشيد الوطني. فكرة الفيديو كليب رغم تشعُّبها إلا أنها كانت واضحة ومتماسكة، فقد رمز مخرج العمل إيهاب أبوزيد إلى الشعب الصامت عن كل الأحداث المأساوية في البلاد بمجموعة من الممثلين وضعوا على أفواههم لصقات، ورغم أن الألم كان واضحاً في أعينهم بيد أنه ألم رافقه صمت أوصلنا إلى ما أوصلنا إليه اليوم. الرمزية في العمل دقيقة وجميلة جداً، فالمخرج رمز للخيانات الذي تعرّض لها الجيش بطعن رجل يرتدي البزّة العسكرية من الخلف، ورمز للاختطافات بتصوير مسلّحين يقتادون أحدهم وقد تم ربطه بحبل، وكذلك نحر الجنود في حضرموت رُمز له بشخص يشرع في ذبح جندي. كما رمز لجمعة الكرامة وقنص المتظاهرين بمشهد لمظاهرات يستهدفها قنّاصة فيصيبون هدفهم بقتل أحد الشباب أثناء المظاهرة. أما حادث قتل طالبات المدرسة في مدينة رداع للفتيات - ديسمبر الماضي - فقد رمز له المخرج بمشهد لفتيات صغيرات يحملن حقائب ودفاتر المدرسة والألوان فيظهرن في مشهد آخر وقد تضرّجت أجسادهن وكتبهن المدرسية بالدماء عقب انفجار لم يرحم براءتهن. كل تلك المشاهد الرمزية أعقبها مشهد يوضّح مدى الألم والحزن في عيون الناس الذين لايزالون صامتين رغم كل هذه الكوارث. ينتهي الفيديو كليب نهاية سعيدة يأملها الشباب المشاركون في العمل وكل شباب وأبناء الوطن؛ وهي إعادة اليمن إلى أحضان أبنائه وقد نبذ الإرهاب والتطرُّف فشرع في بناء وطن نستحقه ويستحقنا. هذا العمل الرائع جداً التي بادرت به “همّة شباب” وهي مؤسسة غير ربحية تطمح إلى التنمية المجتمعية بأسلوب متجدّد يجب أن يُعرض في كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ومواقع التواصل الاجتماعي؛ كونه عاملاً هادفاً وبإمكانيات عالية في الأداء والكلمات والأصوات الجميلة للمشاركين فيه وهم: أحمد سيف، سهى المصري وَعَبَدالعزيز عبدالغني. من كلمات الأغنية: ردّت الدنيا سلامي ونشيدي مزقت فجري لأشقى من جديدِ حاصرتني بالطغاة والعبيدِ أحرقت قلبي على اليمن السعيدِ [email protected]