ثمّة ندمٌ وأسى أن تدمّر بنية الجيش اليمني، لكن الأكثر ندماً وألماً هو السؤال: هل كان هذا الجيش وطنياً أم عائلياً، هل كان يحمي الوطن أم يحمي عائلة صالح، هل تتحرّك إيقاعاته وفق القانون والدستور أم وفق توجيهات صالح حتى وإن دفع بهم إلى التحالف مع الميليشيات المسلّحة ضد وطنهم..؟!. في كل دساتير العالم؛ يكون رئيس الدولة هو القائد الأعلى للقوات المسلّحة، وحين يغادر الرئيس كرسي الحكم ويصعد رئيس جديد يكون ولاء الجيش لرئيسه الجديد أمراً طبيعياً، أما في اليمن فإن ولاء الجيش لايزال للرئيس السابق، بل إن الجيش يتآمر على رئيسه الشرعي ليل نهار..!!. ومعضلة أخرى في جيش اليمن أنه مبنيٌ على أسس مناطقية وليست وطنية، الجيش الذي ينتمي إلى 8 مديريات و3 محافظات لا يعوّل عليه في حماية كل اليمن. تقول دراسة أمريكية عميقة إن جميع الضبّاط المحسوبون على منطقة صالح “سنحان” ينتمون إلى 7 قرى من أصل 15 قرية، وإن حضرموت وهي ثلث مساحة اليمن ينتمي إليها 15 ألف ضابط فقط، فيما محافظة ذمار الزيدية ينتمي إليها بين 115 - 120 ألف ضابط وفرد..!!. وفوق ذلك، قادة الجيش هم من نهبوا الأراضي، ومن استنزفوا خزينة الدولة، وامتلكوا التجارة، خاصة في القطاعات النفطية، ومن تقرّبوا إلى أمريكا ودول الجوار بحثاً عن الأموال والترقيات. الجيش الذي يعتصرني الألم عليه اليوم هو الجيش الذي لاحق رئيسه الشرعي إلى عدن لقتله بأوامر من رئيسه السابق، وهو الجيش الذي خان وتآمر على مقتل العميد حميد القشيبي، أشرف قائد عسكري في البلاد، نزولاً عند رغبة صالح، وطمعاً بأموال إيران. الجيش الذي أبكي عليه اليوم وعلى بُنيته التحتية، هو الجيش الذي كان يرتّب عدّته لقتلي وقتل مستقبل أبنائي وأحفادي، ووصلت حيادية الجيش إلى درجة السكوت عن محاولة اغتيال رئيسه الشرعي، سجن وزير دفاعه الذي يقبع الآن خلف قضبان سجن الحوثي. الجيش الذي وقف محايداً أمام ميليشيا وهي تجتاح شعبه، لا ينتظر من الشعب أن يقف إلى جانبه وهو يقع تحت ضرب النيران الصديقة؛ فقد كان جيشاً لعائلة وليس جيشاً لشعبٍ ووطن..!!. [email protected]