لأكثر من عامين وفي سلسلة من الكتابات ياما حذّرت من مغبّة الوقوع في المزلق الخطير الذي آل إليه وضع البلاد والعباد.. حدثت الفاجعة.. قتل هنا وجرائم هناك، خوف هنا وقلق هناك. التدمير العدائي الممنهج ضد بلد الإيمان والحكمة.. استهدف بدرجة أساسية البنية الأساسية والقدرات الدفاعية للمؤسسة العسكرية وحتى الأمنية.. وإلى ذلك استهدف اللاجئين في مخيماتهم والعمال في مصانعهم والأسر اليمنية العديدة في مضمار منامهم وحتى أثناء فرارهم من جحيم النار التي اشتعلت هنا وهناك، ولم تعد أية محافظة يمنية في مأمن منها. السياسيون يتبادلون الاتهامات بإلقاء اللوم وتبعات ما آلت إليه البلاد، وحالة الناس كل على الآخر، غير مدركين أن شعبنا اليمني العظيم صار اليوم يدرك أخاه والشقيق والصديق من العدو.. ومدرك بالكامل لمسارات اللعبة التي قادها الفطاحلة من أعدائه. ما الذي يجري في يمن الإيمان والحكمة..؟! إنها الفاجعة التي كانت بمثابة الصدمة التي لم يفق منها السواد الأعظم، اليمنيون يحتربون هنا وهناك.. دماء اليمنيين الغالية والثمينة تراق هنا وهناك دونما غاية أو هدف وممن..؟! من أبناء هويتنا ومن الأشقاء جيراننا يا سبحان الله يحدث هذا كله وفي اليمن التي وصفها وأهلها سيد البشرية محمد عليه الصلاة والسلام بأنها بلد الإيمان وأهلها بالحكماء. إنها المأساة والكارثة في آن واحد.. ولكن هل لايزال في اليمن حكماء، وهل الإيمان مازال من سمات هذا البلد المجروح والتي طالبت سهام وحراب أشقائه وبألوان وصنوف عديدة أكثر فتكاً ودماراً..؟! نعتقد أنه وبالرغم من كل ما حدث فإن حكمة اليمنيين وإرادتهم ستنتصر، كما أن وطنهم المستهدف جراء كل ما حدث ويحدث من عدوان سيظل موحداً ولا يمكن تجزئته مرة أخرى مهما طالت الحرب ومهما حشد أعداؤه حشودهم وأعدّوا عدّتهم، فاليمن عد التاريخ كان مقبرة للغزاة وكان صاحب الإرادة المنتصرة في كل الأحداث والخطوب عبر التاريخ. وفاجعتنا اليوم إلى ما تقدم هو في تداعي الأحداث.. ولعدم تداعي المرجعيات الفاعلة في الساحة الوطنية مواكبة لها في اتجاه لجم أوار نيرانها التي تنتشر هنا وهناك، وإذاً لابد من أن يستشعر كل منّا دوره والمبادرة في وأد أوار هذه الحرب الملعونة التي طالت كل شاردة وواردة في الوطن ويستهدف إلى جانب البنى التحتية في كل مجالات الحياة الإضرار أو الانتقاص في الإرادة اليمنية. اليمن اليوم إنقاذها من محاولات التمزُّق والتشطر واستمرار تدمير بناها وقدراتها العسكرية والمدنية تستوجب؛ بل وتستلزم تصدر العقلاء والحكماء أن وجدوا مبادرات الحلول الوطنية للحفاظ على سيادتها واستقلالها وصون دماء أبنائها. اليمن اليوم بأن إنقاذها من خلال رص الصفوف والإيمان بأولوية الحوار على ما عداه والتصدّي لأطماع وحقد الغير على هذه الأمّة التي ستظل خير أمّة بإذن الله تعالى. يا هؤلاء، فاجعتنا كبيرة في توارى مرجعياتنا الفاعلة وقدراتها المشلولة، ونعتقد أن فاجعتنا التي نعيشها ستقود عقلاءنا إلى جادة الصواب والقول الفصل في كل ما دار وجار علينا سواء من إخواننا في الداخل أو غيرهم في الخارج. أخيراً: الاستغفار في أيامنا من واجبات سلوكنا.. فالاستغفار يوصلنا نحو النصر وإزالة المظالم والظلم الغاشم والمفروض علينا، والله نسأل أن يحفظ يمننا وأن يجنّب شعبنا كل مكروه، إنه سميع مجيب بالإجابة جدير.