ما يحدث اليوم في بلادي من احتراب داخلي وتدخّل خارجي يمثّل انتكاسة خطيرة على صعيد المشروع الوطني، فضلاً عن شرخ واضح في جدار الأمة الذي ألقى بتداعياته المؤسفة والسلبية على مجمل الحياة في المجتمعات العربية. ومن هنا تتطلّب الضرورة الوطنية وقوى الخليج والإقليم على حد سواء توفير مناخات إعادة الاستقرار، ليس على مستوى اليمن فحسب وإنما على مستوى إيقاف النزف الذي أصاب عديد الأقطار العربية منذ عدة أعوام، إذ أن مثل هذا التحرّك سوف يتيح التقاط الفرصة الأخيرة لتصويب مسارات مستقبل هذه الأقطار.. وبالتالي إمكانية إعادة البناء والتنمية وبحيث تستطيع الأمة إعادة سياقات دورها المؤثّر والفاعل في إطارها الإقليمي والدولي. وفي هذا السياق تبدو الضرورة مُلحة لأن تتحمّل هذه القوى سواءً في الداخل أو الإقليم مسؤوليتها التاريخية في انتشال الوضع المؤسف راهناً، إذ أن التنصُّل عن هذه المسؤولية سوف يُرتّب أعباءً خطيرة على حاضر ومستقبل الأمة التي هي أحوج ما تكون إلى التقاط هذه الفرصة ما لم فإن الكارثة ستحل بالجميع دون استثناء. وإذا كنّا في معرض الإشارة العابرة إلى مرارة هذا الجرح فذلك لأن المواطن تستبد به مخاوف هذا المجهول الذي يتضح فيه المشهد العربي العام ينهار أمامه دون أن يتمكن من تدارك إنقاذه. والخلاصة فإنه بقدر ما نحمّل القوى الداخلية والعربية المسؤولية في هذه السياقات الخطيرة على الأمن الوطني والقومي فإنه – بالقطع – لا ينبغي أن لا نقلّل من مخاطر تدخُّل بعض القوى الإقليمية في الشأن العربي وتحديداً لجهة توسيع شقّة الاختلاف وإمداد بعض الأطراف بأدوات الاحتراب، وذلك بهدف توسيع الشرخ والمضي قدماً في الاقتتال داخل اليمن تحديداً والأقطار العربية عموماً. ألم أقل لكم إن هذه الوضعية أن مرارة الجرح أكبر من وصفها بأنها مجرد سحابة صيف؟.