المواطن اليمني هذه الأيام يعاني الكثير من الآلام والأوجاع التي أصبح يئن منها منذ صحوه في الصباح الباكر وحتى ذهابه إلى النوم في المساء ولا تقف هذه الأوجاع عند هذا الحد بل تظلّ ملازمة له حتى في منامه؛ هذا إذا كان محظوظاً ونام لسويعات قليلة؛ لأن هذه الأوجاع تتحوّل إلى كوابيس في معظم الأحيان تجعله لا يهنأ بنومه كما هو الحال في صحوه. فالكثير من الظواهر السّيئة أصبحت تنتصب أمامه؛ فيقف أمامها عاجزاً عن فعل أي شيء لعدم قدرته على ذلك؛ ولهذا نراه يعاني الخوف؛ خوفاً من اليوم وما سيأتي بُكرة أو غداً؛ فأصبح مستنفراً وحائراً ولا يدري ماذا يعمل وكيف له أن يعمل للخروج من هذا الوضع الذي لا يسرُّ حتى عدوّاً. وسأسرد هنا بعض هذه الظواهر التي أرّقت مضجعه وجعلته يفكّر في الحلّ الذي لا يستطيع فعله لأنه أكبر من قدراته ومن هذه الظواهر النظافة، فالنظافة اليوم وفي مختلف شوارع وأحياء ومناطق المدينة في خبر كان، فأصبحت تلال القمامة تنمو في كل يوم وعلى طول المدينة وعرضها نتيجة لعدم إفراغها من البراميل ومن الأماكن المخصّصة أولاً فأولاً، ولا ندري عن السبب في هذا الأمر، وكلنا يعلم أن الذباب والحشرات أصبحت تظلل تلك الأكوام من القمامة كما أصبح ذلك يهدّد الصحة العامة للمجتمع والكل يعرف عواقب ذلك. أما الوجع الثاني فهو الاختلالات الأمنية التي أصبحت تهدّد حياة الناس وأرزاقهم، فهذه الظاهرة قد حدّت كثيراً من حركة الناس في الشوارع والأسواق المختلفة ما أثّر سلباً على النشاط الحياتي للناس؛ فما نسمعه من إطلاق الرصاص العشوائي من حين إلى آخر يؤكد عدم مسؤولية مُطلقي الرصاص دون مراعاة لمشاعر الناس. والظاهرة الثالثة هي الانقطاع المتواصل للكهرباء، وهذه الظاهرة قد كبّدت الناس الكثير من الخسائر في بيوتهم جرّاء إتلاف الكثير من مخزوناتهم دخل الثلاجات، كما عملت على تعطيل الحياة وتوقُّفها في الكثير من الأعمال والمنشآت؛ وهذه تسبّبت في زيادة البطالة التي نعانيها من قبل. الظاهرة الرابعة وهي انعدام المياه التي تعتبر عصب الحياة؛ وليس هناك من سبيل للخروج منها إلا بتوفيرها، أما ظاهرة الوجع الخامسة فهي انعدام المشتقّات النفطية والتي قضت على معظم النشاط الحياتي للناس؛ حتى أصبحنا نشاهد طوابير تقدّر بالكيلومترات للسيارات وهي مرصوصة أمام محطّات البترول، وما زاد الطين بلة هو المخالفات التي يفتعلها البعض ممن يرون أنفسهم فوق القانون مما سبّب ذلك الكثير من الاختلالات الأمنية وإطلاق النار راح ضحيْتها البعض من الأبرياء. أكتفي بهذا القدر من أوجاع الناس في الشارع بالرغم من أن هناك أوجاعاً كثيره نتمنّى أن تزول من خلال تعاون الناس مع أنفسهم أولاً.