ليتهم لم يجتمعوا ! هذا هو لسان حال الشارع العربي بل والإسلامي عموما ً. تعتبر فلسطين وعاصمتها القدس ،هي قضيتنا الأولى، نحن العرب والمسلمين ،وليست قضية ابناء الشعب الفلسطيني وحدهم ،واليوم و بعد اعلان ترامب نقل السفارة الأمريكية من تل ابيب الى القدس،واعلان القدس عاصمة اسرائيل ،كل هذا بتواطؤ ومباركة من بعض الانضمة العربية والاسلامية . ومايهمنا هو اجتماع القمة الإسلامية الطارئه التي دعا اليها الرئيس التركي اردوغان، التي عقدت في اسطنبول ،والتي كانت مخيبة للآمال، وذلك من حيث الحضور والتمثيل، وكذلك النتائج والقرارات، فعلى مستوى الحضور والتمثيل، والذي كان ابرز الغائبين هو الملك السعودي ،من يدعي انه خادم الحرمين الشريفين (خائن الحرمين الشريفين،وبائع القدس اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين)،والذي كان التمثيل ضعيف جدا ًلدرجه لم يكن حتى على مستوى ولي العهد او حتى وزير الخارجية،بل رأس الوفد السعودي وزير الشؤن الاسلامية ،وكذالك غياب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي،فهذا الغياب عن حضور هذه القمة يعني مباركة وتأييد من قبل مملكة بني سعود،ومصر لقرار ترامب ،نقل السفاره الامريكية الى القدس . ومن حيث النتائج والقرارات التي اتخذتها هذه القمة فقد كانت مخيبة للآمل ،لم تلبي طموحات الشارع الاسلامي ،بل صابته بالصدمه. فقرار ترامب الأخير بشأن اعلان القدس عاصمة ًللكيان الصهيوني يعتبر بمثابة (دق آخر مسمار في نعش الأمة العربية والأسلامية ). فإذا لم تجتمع وتتوحد الأمتان العربية والإسلامية على القضية الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ،فلن يجتمعوا ولن يتحدوا على أي قضية ثانية ،مهما كبرت وتعاضمت ،فهذه هي الفرصة الوحيدة والاخيرة للوحدة العربية والاسلامية ،خاصة ًفي ظل الوضع الراهن الذي تعيشة الامه العربية والاسلامية ،فهو وضع مزر ٍ ومخز ٍللغاية ،وضع انحطاط وذل وهوان . فالنتائج المخيبة، هو اعلان القدس الشرقية عاصمة لفلسطين ،يعني التنازل عن باقي القدس ،كنا نتوقع ان يكون من القرارات هو نقل السفارات العربية والاسلامية الموجودة في فلسطين الى القدس ،ولكن للأسف اجتمع المسلمون ليعلنوا التنازل عن القدس لإسرائيل . كان مليار ونصف مسلم يتوقع ان يتم اعلان الدول الاسلامية قطع علاقاتها الدبلوماسية وسحب سفرائها من تل ابيب ،وطرد سفراء الكيان الصهيوني من بلدانهم ،والتي للأسف اغلبها تقييم علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني ،وعلى رأسهم من دعا لاجتماع القمة اردوغان وكذلك مصر والأردن والكثير من الدول العربية والإسلامية والبقية في الطريق للتطبيع مثل مملكة بني سعود،ودويلة عيال زايد ومملكة البحرين ،والسودان وغيرها . وكذلك قطع العلاقات التجارية والتبادل التجاري بين الدول العربية والاسلامية والكيان الصهيوني ،والتي تقدر بعشرات المليارات من الدولارات سنويا ًبل واكثر بكثير ،ولكن للأسف كانت قمة فاشلة ومخيبة لآمال الشارع الاسلامي عموما ًوالشعب الفلسطيني على وجه الخصوص. ففلسطين لن تعود للحضن العربي والقدس لن تعود عاصمتها، ومقرا ً وعاصمه لمنظمة المؤتمر الأسلامي ،إلا ّبالمقاومة وفتح باب الجهاد ،فما أخذ بالقوه لن يعود إلا ّبالقوة . لن تعود القدس باجتماعات القمه سواء ًعلى المستوى العربي او الإسلامي. وفي الأخير وكما بدأنا حديثنا هذا ليتهم لم يجتمعوا !