خرجت مدينة تعز يوم السبت 29 ديسمبر الفائت في تظاهرة عارمة احتجاجاً على مقتل حبيب الشميري صاحب مطعم شمير الواقع في مدخل حارة المسبح على أيدي مليشيا صادق سرحان المتمركزة في جبهة المسبح وسط مدينة تعز. المتظاهرون طالبوا بتسليم القتلة إلى القضاء ان كان بقي شيئ من قضاء في هذه المدينة المنكوبة، وإخراج المليشيات الإرهابية من المدينة، كما طالبوا بإسقاط النظام، بس المشكلة أنه ما فيش نظام. في تعز تتعدد المليشيات، وتتعدد غزواتها، من نهب الأسواق والمحلات التجارية، والمنشآءات العامة والخاصة إلى القتل والذبح.، ويبدو أن المدينة طفشت من تصرفات المليشيات، وبدأت تستفيق من هول الصدمة التي اركستها لما يقارب الثلاثة أعوام. وحول مقتل حبيب الشميري، تضاربت الروايات فقد قيل أن عصابة من اللصوص حاولت سرقة سيارة الشميري الذي استنجد بشباب الحارة، وتم تبادل لإطلاق النار بين العصابة والشباب نتج عنه إصابة أحد أفراد العصابة الذي تبين فيما بعد أنه قائد حراسة المرتزق صادق سرحان العميل الأول للمرتزق علي بلسن في تعز. قائد الحراسة يدعى بدر القيسي من أقيوس شرعب الذين غزوا المدينة وعاثوا فيها فساداً وخراباً وقتلاً، وانتهاكاً للحرمات. وتبين فيما بعد أن القيسي لفظ أنفاسه مما جعل مليشيا سرحان تجهز كتيبة لغزو بيت الشميري وتأخذ أبناءه وعديد من شباب الحارة، ثم قامت باعدام حبيب الشميري بإحدى وعشرين طلقة في مقر المليشيا السرحانية الإخوانية دون مسألة. المهم قالوا ثأراً، وانتقاماً لصاحبهم المقتول. وفي رواية أخرى قالوا أن سند الشميري كان يقود سيارته، ومعه أموال فترصدت له عصابة ملثمة، فاستغاث بشباب الحارة، ومن بينهم أخوه حبيب وشخص آخر اسمه وليد الحكيمي فتبادلوا إطلاق النار مع العصابة الملثمة فاصيب أحد أفرادها الذي هو بدر القيسي. وبعد إعدام حبيب الشميري جهزوا كتيبة نسائية لغزو ومهاجمة بيت الشميري، ونهب ما فيها من أموال وأثاث، وسلاح، وذهب ومجوهرات خاصة بالنساء، ثم قاموا بإغلاق المطعم المصدر الوحيد لأسرة الشميري والذي ظل يطعم القيسي وأصحابه مجاناً لثلاث سنوات، كما أفاد أحد الناشطين. وهكذا قتل ونهب ودمار وخراب ديار، وإغلاق أعمال. ناشطو الإخوان في البدء اتهموا جماعة أبو العباس بهذه الجريمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ثم قام إخوان مقبنة بالتداعي لإقامة ملتقى لأبناء مقبنة وشمير لتمييع قضية الشميري الجنايية وحرف مسارها، وتسييسها كما حاولوا في البدء. هذا الملتقى الذي كلف نفسه بمتابعة قضية الشميري دون معرفة أصحاب الدم لقي معارضة من أبناء مقبنة وشمير الذين أصدروا بياناً يستنكرون محاولة الإخوان تمييع قضية الشميري، وحرفها عن مسارها الجنائي. هذا قليل مما تعانيه مدينة تعز المسكونة بالخوف والرعب، والتي أصبحت بدون أمن أو أمان، تستبيحها العصابات المسلحة من كل صنف ولون، تعربد فيها طولاً وعرضاً، ليلاً ونهاراً، تحصي أنفاس السكان، وتتجسس على حياتهم الخاصة. في هذه القضية يقول أحد الناشطين هناك أكثر من جريمة منها القتل خارج القانون وبدون تحقيق، وهو ما حدث لحبيب الشميري، وهناك التقطع الذي حدث لسند الشميري ومحاولة نهب سيارته وما بحوزته من أموال، وهناك قضية انتهاك حرمة بيت الشميري ونهب ما فيه من مقتنيات، وترويع الأطفال والنساء، والرابعة التعدي على مطعم الشميري وإغلاقه دون أي وجه حق. كل هذه الجرائم تمت خارج القانون، والمطلوب التحقيق الفوري فيها، وجلب من قاموا بارتكابها إلى العدالة، إن كان هناك عدالة، أو حتى عرف قبلي. أسرة الشميري منكوبة في أولادها، وممتلكاتها، تعيش مرعوبة بالخوف من تطاول المليشيات المنفلتة، والمدينة التي كانت حالمة تبحث عن ذرة أمان وسط غابة الوحوش الذين لا يمتلكون أي قيم إنسانية، أو دينية، وسط غابة الفوضى في المدينة. عزأونا لأسرة الشميري، ولكل أهالي محافظة تعز الواقعون تحت حراب الإرهاب الدموي لداعش والقاعدة، وأخواتها.