توالت ردود الفعل العربية والدولية المؤيدة لانتخاب زعيم التحالف من أجل إعادة تحرير الصومال شيخ شريف شيخ احمد, رئيسا للصومال من قبل البرلمان الصومالي الانتقالي, في دورة الانتخاب الثانية التي جرت يوم أمس في العاصمة الجيبوتية, حيث اجتمع البرلمان هناك . ففي الوقت الذي أدى فيه الشيخ شريف اليمين الدستورية أمام البرلمان الصومالي الانتقالي صباح اليوم السبت في جيبوتي , هنأ فخامة الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية, شريف على انتخابه رئيسا للصومال . وقال فخامة الرئيس في برقية تهنئه بعثها اليه اليوم السبت " يطيب لي باسمي والشعب اليمني ان ابعث اليكم بالتهنئة الصادقة على الثقة الكبيرة التي حصلتم عليها من البرلمان في بلدكم الشقيق لتولي منصب رئيس الجمهورية وقيادة مسيرة الصومال خلال الفترة المقبلة ". واضاف فخامته " إننا نثق بأنكم سوف تعملون كل ما من شأنه احلال الأمن والاستقرار في الصومال وتوطيد دعائم الوحدة الوطنية الصومالية وبما يكفل التفرغ لاعادة بناء مؤسسات الدولة الصومالية واعمار مادمرته الحرب والصراعات خلال السنوات الماضية . واعرب عن تطلعه لتعاون كافة القوى والفصائل والمناطق الصومالية مع الرئيس الصومالي الجديد لما فيه خير الصومال وترسيخ امنه واستقراره والحفاظ على وحدته الوطنية ، مؤكدا وقوف اليمن الى جانب الصومال ومواصلة دعمه له في اطار الامكانيات المتاحة بما يخدم مسيرة امنه واستقراره. كما هنأت جامعة الدول العربية الشعب الصومالي بانتخاب الشيخ شريف رئيسا للصومال, مؤكدة ان هذه الانتخابات اتسمت" بالشفافية والنزاهة "وقامت بمراقبتها الجامعة العربية بجانب الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي. وجاء في بيان اصدرته الجامعة اليوم أنها هنأت الرئيس الجديد بفوزه بثقة الشعب الصومالي... معربة عن املها بأن تسهم هذه الخطوة التى وصفتها بانها "مهمة" في استكمال عملية المصالحة الصومالية الشاملة "حتى يتفرغ الشعب الصومالي لمهام اعمار وبناء بلده". وأكدت الجامعة مجددا استعدادها لمواصلة تقديم المساعدة للاطراف الصومالية "ليتمكنوا من تحقيق الاستقرار والسلام في ربوع الصومال كافة". من جانبها رحبت مصر بانتخاب الرئيس الصومالي الجديد الشيخ شريف أحمد من قبل البرلمان الصومالي يوم أمس . واكد الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية فى تصريحاته للصحفيين اليوم السبت استعداد مصر التام لتقديم كافة اشكال الدعم لحكومة الوحدة الوطنية الصومالية وللمساهمة في جهود اعادة الاعمار وبناء الدولة الصومالية... موضحا انها ستقف دائما وراء أي جهد يستهدف لم الشمل الصومالي ويتبني الحوار والتواصل أساسا لحل الخلافات. واعرب الناطق عن تطلع مصر لأن تشهد المرحلة المقبلة سلاما بين الصومال وجيرانه , وتعزيزا لأجراءات بناء الثقة والتعاون والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة, مشيرا الي أن شعوب المنطقة سئمت الحروب والاقتتال وباتت في حاجة ماسة لأستثمار مواردها للبناء والاعمار والتنمية الشاملة . في الوقت الذي اعتبر فيه على عبد السلام التريكي ،مسؤل ملف الاتحاد الإفريقي في الخارجية الليبية انتخاب شيخ شريف رئيس للصومال موفق وأن حكومته تبارك انتخابه. واضاف التريكي في تصريحات صحفية أن حكومته تتمتع بعلاقات شخصية ووطيدة مع شريف وعلى اتم الاستعداد في تقديم كافة الدعم اللازم لدقع عجلة الامن والاستقرار في البلاد. وطالب كافة الجهات الإقليمية والدولية المعنية بالصومال والفصائل الصومالية المختلفة بتقديم الدعم اللازم للرئيس المنتخب من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد. على الصعيد الدولي رحب مبعوث الأممالمتحدة للصومال أحمد ولد عبد الله بالتصويت الذي أجري اليوم... داعيا الصوماليين إلى التحلي بروح المصالحة. وقال عبدالله "أتمنى وأنا على ثقة من أن المجتمع الدولي سيتعاون مع السلطات الجديدة شريطة أن تظهر تصميمها على تشجيع قيام صومال مستقر ومتسامح". كما رحب رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي بانتخاب شيخ شريف شيخ أحمد اليوم رئيس للصومال ، مؤكدا ان بلاده تحترم رغبة الشعب الصومالي في انتخاب من يرونه مناسباً. وقال زيناوي في تصريحات صحفية له على هامش قمة النيباد اليوم السبت في أديس أبابا إلى أن الجميع يجب ان يحترم قرار الشعب الصومالي الذي انتخب شريف". واضاف "نحن سعداء جداً بانتخاب شريف رئيس للصومال", مشيدا بالخطوات والسياسة التي كان يتبعها الرئيس الصومالي المنتخب خلال الأشهر الماضية . وتابع ان ذلك سيساعد الصومال والمنطقة بأسره وانتخاب شريف يعتبر خطوة إلى الامام لحل المشكلة الصومالية. أما على الصعيد الداخلي فقد قال زعيم المعارضة الصومالية في إريتريا حسن طاهر أويس إن جماعته غير معنية بفوز شريف أحمد ولا غيره، واعتبر أن القضية ليست قضية أصوات، وإنما هي قضية مبادئ. واضاف اويس في تصريحات لقناة الجزيرة الاخبارية إن جماعته تضع الاعتبار للمبادئ والمصالح أولا، متهما شريف أحمد بالتخلى عن المبادئ التي كانت تجمع بينه وبينهم... معتبرا الرئاسة التي يطمح لها "كرسي في الهواء لا يقوم على قواعد ثابتة". ويدل ذلك على أن المهمة الأولى للرئيس الصومالي الجديد بعد أدائه اليمين الدستورية اليوم ستكون تمثيل بلاده في قمة الاتحاد الأفريقي التي ستعقد غدا الاحد في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا . لهذا تعهد الرئيس الجديد فور اعلان انتخابه رئيسا للصومال فجر اليوم في العاصمة الجيبوتيه, بتشكيل حكومة جديدة والتعاون مع دول القرن الأفريقي المجاورة للصومال. وقال شريف "سأعمل في القريب العاجل على تشكيل حكومة تمثل الشعب الصومالي"، مضيفا أن الصوماليين يرغبون "بالعيش بسلام مع الدول الواقعة في القرن الأفريقي والتعاون معها". واضاف "أمد يدي إلى كافة الجماعات المسلحة التي تواصل معارضتها العملية السياسية وأدعوها للانضمام إلينا", مؤكدا بقوله "سنحكم الشعب الصومالي بنزاهة وعدل ونرد له حقوقه. وكان البرلمان الصومالي رئيس اتحاد المحاكم الإسلامية السابق شيخ شريف شيخ أحمد رئيسا للصومال فجر اليوم السبت في الجولة الثانية من الانتخابات في جيبوتي، بعد أن فاز على منافسه ابن الرئيس السابق سياد بري. وقد حصل شريف أحمد على أغلبية تزيد على 280 صوتا مقابل نحو 120 لمنافسه، بعد أن انسحب رئيس الوزراء الصومالي نور حسن حسين من الانتخابات الرئاسية إثر فوز شريف أحمد بالجولة الأولى من الاقتراع. ومن المتوقع أن يؤدي شريف اليمين الدستورية صباح هذا اليوم ليتم إعلانه رسميا رئيسا للصومال، ويكون بإمكانه حضور القمة الأفريقية في أديس أبابا يوم الثاني من فبراير وينتظر أن يعين الرئيس الجديد رئيس وزراء للصومال خلال شهر من تنصيبه، بعد التشاور مع السياسيين والتنظيمات الصومالية. وقد اعتبر رئيس المعارضة الصومالية في أريتريا حسن طاهر أويس أن جماعته غير معنية بفوز شريف أحمد ولا غيره، واعتبر أن القضية ليست قضية أصوات، وإنما هي قضية مبادئ.وقال في تصريحات إعلامية إن جماعته تضع الاعتبار للمبادئ والمصالح أولا، واتهم شريف أحمد بأنه تخلى عن المبادئ التي كانت تجمع بينه وبينهم، معتبرا أن الرئاسة التي يطمح لها "كرسي في الهواء لا يقوم على قواعد ثابتة".وكان 550 نائبا صوماليا قد التأموا في جيبوتي للتصويت لانتخاب رئيس جديد خلفا للمستقيل عبد الله يوسف أحمد، في سباق يخوضه 15 مرشحا أبرزهم نور حسن حسين رئيس الوزراء وشيخ شريف شيخ أحمد من تحالف المعارضة لإعادة تحرير الصومال، جناح جيبوتي.وقال أغلب المرشحين إن الأمن أولوية أولوياتهم، ودعا بعضهم إلى جيش قوي وبعض آخر إلى تعزيز دور الإسلام وآخرون إلى اطراح النظام العشائري في الصومال الذي ظل من دون حكومة مركزية منذ 1991.وكان شيخ شريف قد قال إن السلام سيكون أول أولوياته. كما حظي بهتافات من أنصاره في البرلمان الذين رددوا شعارات تؤكد ضرورة أن يكون الإسلام أساس الحكم، وعدم ارتكاب جرائم القتل باسم الدين.وكان رئيس الوزراء الصومالي السابق نور حسن حسين قد قال مخاطبا النواب قبل انسحابه إن "الانتخابات جزء من جهودي لإنهاء الحرب الأهلية سلميا".وينظر إلى حسين على أنه لعب دورا رئيسا في عملية مصالحة أطلقتها الأممالمتحدة العام الماضي وانتهت بإقناع جزء كبير من اتحاد المحاكم الإسلامية بالانضمام إلى الحكومة شريطة انسحاب إثيوبيا التي ساهمت في الإطاحة بها نهاية 2006.وستكون إحدى أهم مهام الرئيس تحييد حركة شباب المجاهدين التي انشقت عن المحاكم وتعهدت بمواصلة القتال رغم الانسحاب الإثيوبي، وهي تقول بضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية، وباتت تسيطر على جزء كبير من الصومال بما فيها بيداوا مقر البرلمان.غير أن حركة سنية تحارب شباب المجاهدين هي "أهل السنة والجماعة" قالت أمس إنها ستدعم الحكومة الجديدة شرط أن ينشد الرئيس السلام.