أكد وزير الأوقاف والإرشاد حمود الهتار على أهمية دور وواجب العلماء في تنوير الأمة وجمع كلمتها وتعزيز بنيان وحدتها، والحفاظ عليها من كل الاختراقات والثقافات المثيرة للفرقة والانقسام ومحاولات زرع الكراهية بين أبنائها. كما أكد خلال اللقاء التشاوري الذي عقد اليوم بمحافظة عدن مع العلماء والمرشدين في المحافظة أن الوحدة فريضة دينية وعقائدية أوجبها الله تعالى بأمره بالاعتصام بحبله والتمسك بمبادئ وتعاليم كتابه الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن التفرق والتنازع من الأسباب المؤدية للفشل والضعف وتدخل الطامعين في شؤون الأمة. ودعا الوزير الهتار للتنبه لمخاطر المحاولات الرامية للإساءة للوحدة الوطنية وتهديد الأمن والاستقرار وزرع ثقافة الكراهية والعصبيات المناطقية بين أبناء الوطن الواحد. وأشار إلى مكانة مدينة عدن التاريخية والدور الوطني والتنويري الكبير الذي اضطلعت به من خلال علمائها وأدبائها ومثقفيها في نشوء وإسناد الحركة الوطنية اليمنية التي كان لها الفضل في قيام ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر، حتى إعادة تحقيق الوحدة المباركة في ال 22 من مايو 1990م. لافتا إلى ضرورة الانطلاق في معالجة قضايا الوطن والأمة من النصوص القرآنية والسنة النبوية التي تتحدث عن الوحدة كفريضة دينية، وعن مهمة الدولة في الإصلاح وسياسة الدنيا سياسة شرعية يكون الناس فيها أقرب إلى الصلاح وأبعد عن الفساد. فيما نوه وكيل محافظة عدن المهندس وحيد علي رشيد إلى ما تحقق للوطن من إنجازات كبيرة ورائدة خلال 19 عاما من عمر دولة الوحدة المباركة. وتطرق إلى الصعوبات التي تواجه الأمة، والدور الذي يجب على الحكماء والعلماء والقادة القيام به لمعالجة كل الإختلالات بصورة جذرية، وتعزيز وحدة الصف وإعادة تعبئة الطاقات والإمكانات وتوجيهها لمجالات البناء والتنمية. من جانبهما أشار مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد بعدن فواد البريهي والشيخ علي بارويس عن علماء ورجال الدين إلى أهمية دور رسالة المسجد الخالدة في نشر الطمأئنينة والسلام والمحبة والألفة بين أبناء المجتمع. وأوضحا أن العلماء والخطباء والمرشدين هم أهل السبق والريادة في الدعوة إلى الوحدة والتآلف والتراحم بين أبناء الوطن الواحد. وقد ناقش المشاركون في اللقاء من العلماء والخطباء مختلف القضايا المتعلقة بدور ورسالة العلماء والخطباء في توعية وإرشاد المجتمع ومعالجة قضاياه. وشدد المشاركون على ضرورة المحافظة على الوحدة ونبذ الفرقة والاختلاف تحقيقا لقوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)، مؤكدين أن الوحدة اليمنية مكسبا للأمة الإسلامية عامة وللشعب اليمني خاصة يجب المحافظة عليه. وأعربوا عن رفضهم لأي محاولات أو ممارسات تهدف لتشتيت وحدة البلاد وخدمة الأطماع الخارجية في تمزيق الأمة، محذرين من إثارة النعرات المذهبية والمناطقية لمخالفتها الشريعة الإسلامية. كما طالبوا بإصلاح أوضاع القضاء لتحقيق العدل وسرعة البت في القضايا، وحسن اختيار الأكفاء لتولي المسؤوليات والعمل على مكافحة الفساد. وأوصى العلماء أصحاب الأقلام من الصحفيين والكتاب بتقوى الله تعالى وتحمل الأمانة بحرصهم على الكلمة الطيبة التي تجمع ولا تفرق وتساهم في المعالجة والإرشاد.