أدى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اليمين الدستورية صباح اليوم أمام أعضاء البرلمان رئيسا لولاية ثانية بعد أن تم انتخابه في 12 يونيو/حزيران الماضي، في حين أعلنت المعارضة أنها ستحتج أمام مبنى البرلمان. وأوضح أحمدي نجاد في خطابه أن حكومته القادمة سيكون لها سياسة خارجية فعالة، قائلا: "سنتواجد في الساحات الدولية ونؤثر فيها..، وسنسعى لإصلاح الأنظمة الدولية لصالح المظلومين والمستضعفين". وشدد على أنه بحسب خطابه على أن بعض الدول تدخلت في الشؤون الداخلية في بلاده دون وجه حق، وأنه لا يجوز العمل على زعزعة أمن واستقرار المجتمعات الأخرى. وقال إن بلاده لن تتحمل سوء الأدب والإهانة من الدول الأخرى، متسائلا عن مغزى عدم ارسال الدول التي اعترفت بصحة الانتخابات أي رسائل تهئنة، مبررا ذلك السلوك بقوله: "لأنكم (الرؤوساء الغربيون الذين لم يهنئوه) تريدون ديمقراطية بحسب معاييركم وبما يتناسب مع مصالحكم، ونحن نعارض هكذا تفكير ولا ننتظر منكم برقيات تهئنة.. نحن شعب عظيم لن نخاف من زجركم وغضبكم، ولن نفرح بابتساماتكم المريبة". وبعد أداء نجاد اليمين الدستورية سيكون أمامه مهلة لا تتعدى أسبوعين كي يقدم تشكيلة حكومته الجديدة أمام المؤسسة التشريعية من أجل نيل الثقة. وقد قرر عدد من الزعماء الغربيين عدم تهنئة نجاد بعد تنصيبه الرسمي، غير أن السويد ستمثل الاتحاد الأوروبي في حفل أداء اليمين، وقالت إن سفيرها في طهران -الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد- سيحضر الحفل. كما ذكرت الخارجية البريطانية أنّ سفير لندن في طهران سيحضر الحفل بدوره، على الرغم من أن متحدثا رسميا بريطانيا قال إن رئيس الوزراء غوردون براون لن يبعث برسالة تهنئة إلى طهران. ومن جهته أكد البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما لا ينوي إرسال برقية تهنئة لنجاد، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس للصحفيين "ليس لدي ما يدعوني لاعتقاد أننا سنبعث بأي برقية". لكنه حين سئل هل يعترف أوباما بالرئيس الإيراني بعد الانتخابات الرئاسية، قال "كان هذا قرارا وجدلا مستمرا في إيران من جانب الإيرانيين، وهم يختارون قيادتهم"، وأضاف "إنه الزعيم المنتخب" لإيران. كما قال مكتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن الرئيس لن يبعث ببرقية تهنئة إلى أحمدي نجاد عند تنصيبه رئيسا لإيران الأربعاء. وقال مسؤول في قصر الإليزيه لرويترز "لا توجد خطة لإرسال أي رسالة". وكانت طهران قد اتهمت الدول الغربية، وخاصة بريطانيا والولايات المتحدة، بالتورط في الاضطرابات الدموية التي جرت بعد الانتخابات، ونفت دول الغرب هذه التهمة. من جهة أخرى دعت المعارضة الإيرانية أنصارها إلى التظاهر أمام البرلمان تزامنا مع حفل أداء اليمين، في وقت تشهد فيه العاصمة طهران حضورا أمنيا مكثفا. وقد انتشرت قوات مكافحة الشغب وقوات الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني في محيط البرلمان تحسبا لأي تحركات بعد أن نقلت مواقع إلكترونية أن أنصار المعارضة سيتجمعون هناك. وقد تظاهر مئات الإيرانيين يوم أمس في العاصمة الألمانية برلين احتجاجًا على تنصيب نجاد ورددوا شعارات تدعوه إلى التنحي وتطعن في نتائج الانتخابات التي أعطته الفوز بنسبة قاربت 63%. وفي السياق ذاته نقلت صحيفة إلبايس الإسبانية عن المرشح الخاسر في الانتخابات مهدي كروبي قوله إنه هو والمرشح الخاسر الآخر مير حسين موسوي لن يستسلما. وقال كروبي في مقابلة مع الصحيفة المذكورة "لم أنسحب أنا ولا موسوي، سنمضي في الاحتجاج، ولن نتعامل قط مع هذه الحكومة، لن نضر بها لكننا سننتقد ما تفعله". وأضاف "بصدق شديد لو كانت السلطات قد تعاملت بطريقة مختلفة لما كنا قد شهدنا هذه المشاكل لأن غالبية من تظاهروا خرجوا لهذا السبب". وأكد كروبي أنه هو وموسوي لا يزالان يشعران بالقلق من قتل المتظاهرين في الشوارع، مضيفا أن الشعب الإيراني يريد حلا للاضطرابات وعدم الاستقرار في أسرع وقت ممكن. كما نقل موقع على شبكة الإنترنت تابع للإصلاحيين عن زهراء رهنورد زوجة موسوي قولها إنه سيواصل معركته للطعن في نتائج انتخابات الرئاسة. وقالت "على الرغم من كل المصاعب فإننا سنواصل مسيرتنا لمعارضة نتائج الانتخابات".