الرباط-وكالات قال العاهل المغربي الملك محمد السادس في تحذير هو الأول من نوعه إلي الدول المجاورة إن قيام دولة في الصحراء الغربية المتنازع عليها بين المغرب وجبهة بوليساريو سيحول منطقة المغرب العربي إلى "مستنقع للإرهاب" والتهريب والاتجار في البشر والسلاح، محذرا مما وصفه "ببلقنة" منطقة المغرب العربي . وقال الملك في خطاب إلى الشعب المغربي بمناسبة الذكرى السنوية الحادية والثلاثين "للمسيرة الخضراء" السلمية التي قادها الملك الراحل الحسن الثاني لاسترجاع الصحراء الغربية من الاستعمار الاسباني: "نؤكد بهذا النهج حرصنا على وحدة المغرب العربي وعلى تجنيب المنطقة وجهة الساحل وجنوب-شمال المتوسط ما يمكن أن ينجم عن زرع كيان وهمي من ويلات البلقنة وعدم الاستقرار وتحويلها إلى عصابات الإرهاب والتهريب والاتجار في المخدرات وفي البشر والسلاح". وكانت السلطات المغربية أشارت في وقت سابق إلى تفكيك ما أسمته خلايا إرهابية تنشط في منطقة الساحل وجنوب الصحراء قالت إنها تتلقى دعما من جبهة بوليساريو فيما نفت الجبهة ذلك. وأعلن العاهل المغربي في مارس آذار الماضي عن إنشاء "المجلس الملكي للشؤون الصحراوية" وكلفه بتقديم تصور للحكم الذاتي في منطقة الصحراء تحت السيادة المغربية لحل النزاع. ومن المنتظر أن يقدم المجلس تصوره بشان الحكم الذاتي إلى العاهل المغربي في الأسابيع المقبلة. وضم المغرب الصحراء الغربية الغنية بالفوسفات ومصائد الأسماك ويعتقد أن بها مكامن نفطية عقب انسحاب الاستعمار الاسباني منها في 1975 لكن النزاع اندلع في العام التالي بينه وبين بوليساريو. وخاضت بوليساريو حرب عصابات ضد المغرب في الفترة من 1976 إلي 1991 عندما أرسلت الأمم المتحدة بعثة لحفظ السلام. وحاولت الأمم المتحدة تنظيم استفتاء في الصحراء لكنه تأجل مرارا بسبب معارضة المغرب للفكرة. وفي الحادي والثلاثين من أكتوبر/تشرين الأول لم يقترح قرار تبناه مجلس الأمن الدولي بالإجماع أي خطوات موضوعية جديدة لحل النزاع. واكتفى بإعادة تأكيد دعم المنظمة الدولية لحل "يتيح حق تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية". وقال العاهل المغربي إن "المغرب بهذا التوجه يظل وفيا لالتزامه التابث بالتعاون الصادق مع المنتظم الأممي ومع أمينه العام وممثله الشخصي من أجل الإسهام في إيجاد حل سياسي توافقي تنخرط فيه بجدية كل الأطراف المعنية فعلا بهذا النزاع". ومن المنتظر أن يراجع مجلس الأمن في إبريل/ نيسان المقبل وضعية 220 من أفراد الأمم المتحدة لحفظ السلام في الصحراء الغربية.