قيادي إصلاحي يترحم على "علي عبدالله صالح" ويذكر موقف بينه و عبدالمجيد الزنداني وقصة المزحة التي أضحكت الجميع    لا يجوز الذهاب إلى الحج في هذه الحالة.. بيان لهيئة كبار العلماء بالسعودية    عاجل: الحوثيون يعلنون قصف سفينة نفط بريطانية في البحر الأحمر وإسقاط طائرة أمريكية    دوري ابطال افريقيا: الاهلي المصري يجدد الفوز على مازيمبي ويتاهل للنهائي    ريال مدريد يقترب من التتويج بلقب الليغا    وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر    أجواء ما قبل اتفاق الرياض تخيم على علاقة الشرعية اليمنية بالانتقالي الجنوبي    عمره 111.. اكبر رجل في العالم على قيد الحياة "أنه مجرد حظ "..    رصاص المليشيا يغتال فرحة أسرة في إب    آسيا تجدد الثقة بالبدر رئيساً للاتحاد الآسيوي للألعاب المائية    وزارة الحج والعمرة السعودية تكشف عن اشتراطات الحج لهذا العام.. وتحذيرات مهمة (تعرف عليها)    سلام الغرفة يتغلب على التعاون بالعقاد في كاس حضرموت الثامنة    حسن الخاتمة.. وفاة شاب يمني بملابس الإحرام إثر حادث مروري في طريق مكة المكرمة (صور)    ميليشيا الحوثي الإرهابية تستهدف مواقع الجيش الوطني شرق مدينة تعز    فيضانات مفاجئة الأيام المقبلة في عدة محافظات يمنية.. تحذير من الأمم المتحدة    أول ظهور للبرلماني ''أحمد سيف حاشد'' عقب نجاته من جلطة قاتلة    الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    الإطاحة بشاب وفتاة يمارسان النصب والاحتيال بعملات مزيفة من فئة ''الدولار'' في عدن    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    البحسني يكشف لأول مرة عن قائد عملية تحرير ساحل حضرموت من الإرهاب    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إكتشاف كهف في مقبنة .. لغز جديد حير العالم
هذا هو تاريخ اليمن (الإرهاص)
نشر في الجمهورية يوم 18 - 11 - 2006


- د. عبد الله علي الكميم
البرهان الثاني والأربعون
عن معبد (بران) (عرش بلقيس) واكتشافات أخرى أهمها زيارة ملك الصين (مووانغ) لملكة سبأ في أوائل الألف الأول ق.م. واستيلاء سبأ على الحبشة.وفي نفس السياق- أعني النشاط المكثف الذي تقوم به الصحف المحلية، قامت صحيفة الثقافية بعمل استطلاع واسع عن آثار مأرب وغيرها (والذي يهمنا هنا ما له علاقة بمأرب وإن كانت قد تناولت هذا هي وغيرها من الصحف قبل).
ففي عددها رقم(134)بتاريخ 21/3/2002م. نشرت صحيفة الثقافية تحت عناوين منها.
- اكتشافات أثرية لأقدم استيطان بشري في منطقة جزيرة العرب.
- قلعة القاهرة والحدائق الغائبة (تعز).
- متحف سيئون بانوراما ساخرة.
- بلقيس بين شعوب تطالب برأسها وعروش تدعوها للجلوس.
- الحلقة المفقودة في تاريخ أشهر الحضارات اليمنية القديمة (معبد بران).
وبما أن الكلام قد تكرر عن (معبد أوام) فإنا سنحاول نقل ما جاء في هذا الاستطلاع بتصرف.
قال صاحب الاستطلاع في مقدمته:
- مثلت الاكتشافات الأثرية الجديدة لأربع بنايات هي قوام معبد (بران) والتي شيدت على أنقاض بعضها البعض خلال ما يزيد عن 500عام منذ القرن العاشر ق.م. انقلاباً أثرياً كان له الفضل الأكبر في نظر الكثير من الباحثين وعلماء الآثار في إماطة اللثام عن سلسلة من الاكتشافات الأثرية التي أبرزت الحلقات المفقودة في تاريخ أشهر الحضارات اليمنية القديمة، وكانت بعثة تنقيب ألمانية قد أزاحت الستار في نوفمبر الماضي عن ملامح هذا الكنز الأثري يقدر بثلاثة آلاف عام، والذي ظل ولقرون طويلة مطموراً تحت كثبان مدينة مأرب (كثبان رمال)، شأنه في ذلك شأن الكثير من الآثار والمعالم الأثرية القديمة التي لا تحتاج لأكثر من نفض أكوام الرمال عنها لتنتصب واقفة من جديد.ويقول إن علماء الآثار يقولون: أن عرش بلقيس الشهير تسمية شعبية خاطئة لمعبد سبئي قديم هو معبد (بران) حفر على أحد أعمدته أول نقش سبئي نقله النمساوي جلازر، (ليس أول نقش سبئي!) ويرمز إلى الإلهة (القمر) وتعني كلمة (بران) اسم لقسم من الجنة اليسرى في مأرب حيث يوجد المعبد وسط الحقول.وقد اثبت الباحثون الألمان يور كارديو، وفوجت وفير نرهر برج ، وبنكول روينج أن التربة والرمال بدأت تطمر مجمع بران منذ القرن السابع الميلادي فهجر المعبد بعد أن كان من أبرز المنشآت. كما دفنت المباني الثلاثة الأولى للمعبد والمنصة الكبرى لمبناه الرابع. ولم يتبق من عرش بلقيس إلا خمسة أعمدة ونصف عمود مكسور. ويعتقد الباحثون أن المبنى شيد على أنقاض المعبد الأصلي ويرجع خبراء الآثار إنشاء المبنى الثاني للمعبد في مطلع الألف الأول ق.م. وظل قائماً حتى الربع الأخير من القرن التاسع ق.م. وقد حدثت بعض التغيرات في مباني المعبد خلال القرنين الثامن والسابع. ولا يزال المبنى الثالث غامضاً من حيث تاريخ بنائه.وتوضح البقايا المتصلة والمتراكمة من معالم معبد بران مراحل تطور المعبد الرابع والإصلاحات والتوسعات التي حدثت بين القرنين السادس والخامس ق.م. وأواخر القرن الرابع للميلاد. وتعتبر البوابة الخارجية والساحة الأمامية والمنصة وسور الطين الفخم أبرز الوحدات المعمارية للمعبد كما يحيط بالساحة الأمامية سور مبني بأحجار كلسية حمل بعضها نقوشاً مسندية نذرية.ويتحدث أحد النقوش في الساحة الأمامية عن مرسوم إداري للمعبد يتعلق بالواجبات المترتبة على انتهاك حرماته.وكانت النذور التي تقدم للمعبد تنقش على موائد القربان وأحجار البلق المهندمة.وتوجد أسماء معبودات سبئية (كهوبس) و(عثتر منقوشة بكثافة في الزاوية الجنوبية الغربية للساحة الأمامية.كما عثر الباحثون على ثلاث منحوتات بلقية صوانية مزخرفة يبلغ طول أكبرها ثلاثة أمتار تصور المنحوتات رؤوس المها ووعولاً رابضة ونقوشاً نذرية. وتوجد وسط الساحة الأمامية بئر يعود تاريخها إلى القرن الخامس ق.م. قدمت كهدية لإلهة (القمر) (المقة)وتسمى البئر (بنطم ) ، وعمقها 18متراً وطول الأعمدة 8.4 م. تميل قليلاً نحو المعبد وتحت كل عمود صخرة واحدة تزن حوالي ثلاثة طن مرتبطة بالأعمدة أو أنها جزء منها. لذلك ظلت صامدة في وجه الأعاصير وعوادي الزمن. ويبدو أن المعبد قد تعرض لعمليات نهب وتخريب خلال الألف ق.م. قبل طمره بالرمال.أما التخريب الكبير فقد لحق به بواسطة الحملة الرومانية التي قادها (إيليوس جاليوس)عام 25ق.م. فقد كانت السبب وراء تهديم معبد (المقه) برار وتخريب المنشآت المائية في المدينة كسد مأرب، وذلك انتقاماً لفشلها الذريع في الاستيلاء على مدينة مأرب وفتحها، ويبدو أن اسم المعبد قد تغير فيما بعد فصار يسمى(بعل مسكه وبران).
وفي نفس العدد من الصحيفة وتحت عنوان:
- أنثى دوخت الذكور.
- بلقيس الحائرة بين شعوب تطالب برأسها.
- وعروش منكرة تدعوها للجلوس.
يقول الكاتب:إن اليهود يبدون اهتماماً بتاريخ الشرق واليمن بالذات من خلال اقتفاء آثار ملكة سبأ التي تتحدث عنها توراتهم المحرفة: إنهم لا يبالون بالكشف عن حضارة الشرق كما يوحي الهدف المعلن لبعثات التنقيب بقدر ما يهمهم التأصيل للذات اليهودية في الشرق.
وتشير إلى أن اهتمام الإسرائيليين بآثار اليمن لا يقتصر على العلماء وإنما يهتم به غيرهم من العسكريين كما كان الحال بموقف موشي ديان. بعد حرب 1967م. ويرى ابن عقيل أن هذا الاهتمام عقائدي مستدلاً على هذا بموقف أحد علماء الآثار اليهود الذين كان يعمل ضمن بعثة تنقيب في الثلاثينات من القرن العشرين فقد كان يجعل التوراة في يد وينقب عن الآثار باليد الأخرى، وأغلب البعثات التي نقبت عن آثار مملكة سبأ كانت تضع في حسابها الهدف الذي ذكرناه.. وهو تأكيد حضور الذات اليهودية في الشرق والذات الأوروبية معاً.ومن تلك البعثات بعثة أولبرايت التي وفدت إلى اليمن عام 1952م. وعملت على التنقيب في بيحان ومأرب حيث تتواجد آثار مملكة سبأ، ثم هربت البعثة.وليس معبد بلقيس الذي يروج له سوى معبد(المقه) القمر الذي كان يتعبده اليمنيون.ويعرض الكاتب للخلاف الذي دار ويدور حول موقع دولة سبأ، وحول ملكتها، واسم هذه الملكة . ويخلص إلى القول أن سبأ كانت ولا تزال أرضها في مأرب مستدلاً بقول استرابون: إن بلاد سبأ مزدحمة بالسكان وهي أخصب أرض العربية السعيدة على الإطلاق . وإن مأرب عاصمة السبئيين مدينة عظمية، وقال هيرودونتس اليوناين 450ق.م.أن العربية السعيدة أرض سبأ هي موطن اللبان والطيوب.أما (أحاتر سيدس) اليوناني فقال (ويوجد في سبأ كل شيء يجلب السعادة للإنسان وإن السبئيين أغنى أهل الأرض.ويسترسل الفرح في رده على الشيبة وابن عقيل قائلاً: المكتشفات الأثرية والدراسات التاريخية أثبتت خطاً تلك الظنون فبينما كان الشائع أن زمن سد مأرب يعود إلى القرن الخامس ق.م. أثبتت تنقبيات معهد الآثار الألماني في موقع ومنشآت السد سد مأرب العظيم أن تاريخه أقدم من ألفي سنة ق.م.وتؤكد النقوش والدراسات أن مملكة سبأ في تلك العصور كانت تشمل كل أرجاء اليمن الطبيعية جنوب جزيرة العرب ، وكان سلطانها ونفوذها يمتد على مناطق المستوطنات التجارية السبئية المنتشرة شمالي الجزيرة العربية إلى تخوم الشام. ومنطقة الفرات السفلى البابلية الكلدانية، وهضبة الحبشة, فقد أكدت دراسات النقوش الآشورية والبابلية على أنه كما جاء في كتاب (الأمم السامية) لحامد عبد القادر: كانت مملكة سبأ تمتد إلى شمالي الجزيرة العربية في عهد تقلات بلا سير وسرجون ملكي أشور. وكانت حدود سبأ من الشمال تتاخم دولة سليمان في عهد بلقيس ملكة سبأ المذكورة في الكتب السماوية.ص 84وقد كان الكلدانيون في الأصل سبئيين استقروا في بلاد مابين النهرين (سبقت الإشارة إلى هذا وأن إبراهيم الخليل عليه السلام انطلق من اليمن) (من كلد- يافع) وحكموا بلاداً لمملكة سبأ ثم حكموا بلاد بابل فيما بعد.ويقول د(سامي الأحمدي)في كتاب (اللغات الجزيرية):توفرت الأدلة المادية منذ بدء الحفريات في المواقع البابلية الكلدانية بالعراق القديم على صحة الأصل الواحد والوطن المشترك للسبئيين والكلدانيين وهو بلاد اليمن، وتتمثل تلك الأدلة في نقوش كلدانية مكتوبة بخط المسند اليمني السبئي تم العثور عليها في المواقع الكلدانية ببلاد بابل (ص13)وبما أن الكلدانيين كانوا في القرنين العاشر والتاسع ق.م. مستوطنات تجارية سبئية فقد كانوا مرتبطين بملوك سبأ التبابعة ومنهم الملكة بلقيس، التي كان الكلدانيون في بابل يعتبرونها ملكتهم العليا كما هو الحال بالنسبة للمستوطنات التجارية السبئية في هضبة الحبشة، بحيث كانت هضبة الحبشة بمثابة مستعمرة سبئية تابعة لمملكة سبأ وملكتها بلقيس في جنوب الجزيرة العربية.وتذكر وثيقة صينية مهمة ذات قيمة تاريخية قديمة قام بترجمتها ،كما قال العالم الألماني فورك تذكر واقعة زيارة الملك الصيني (موتشو)لبلاد سبأ جنوب الجزيرة العربية وملكتها العظيمة في أواسط القرن العاشر قبل الميلاد.وتم نشر ترجمة العالم الألماني فورك لتلك الوثيقة الصينية بعنوان (مووانغ وملكة سبأ). ويقول فورك: أن ملكة سبأ تلك هي الملكة العظمية الشهرة وملكة سبأ بلقيس التي عاصرت سليمان).وتذكر الوثيقة كما يقول فورك: إن ملكة سبأ كانت تحكم جنوب الجزيرة العربية وتتبعها هضبة الحبشة (كولو)وأنها كانت مملكة سبأ ومرتفعات الحبشة. ومن بين ما ذكرته الوثيقة الصينية أن الملك (تشو) دخل إلى بلاط الملكة في عاصمتها بجنوب الجزيرة العربية وهو يحمل الصولجان في يديه واستقبلته الملكة بحفاوة وقدم إليها كهدية مائة لفافة من الديباج الحريري، ومائة أوقية من الذهب والأحجار الكريمة.
البرهان الثالث والأربعون
عن نشاط الهيئة العامة للآثار ودور الكتب في مجال التنقيب والبحث.
وفي العدد رقم (134) بتاريخ21/3/2002م. كتبت صحيفة الثقافية استطلاعاً عن نشاط الهيئة العامة للآثار التي نفذتها بالتعاون مع بعثات دولية في أوسع عملية مسح أثري في اليمن، قدمت له بما يلي:شهدت اليمن خلال السنوات الماضية حركة غير مسبوقة للتنقيب عن الآثار وتوزيها في قطاعات مختلفة من البلاد غطت مختلف المواقع التي شهدت استيطانا بشرياً مؤثراً عبر فترات ما قبل التاريخ والفترات التاريخية بما في ذلك الفترة الإسلامية وقادت عمليات التنقيب الهيئة العامة للآثار والمتاحف والمخطوطات بالتعاون مع أشهر الأكاديميات العالمية من روسيا ، والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإيطاليا وكندناإضافة إلى ألمانيا.وأفاد تقرير علمي أعدته الهيئة العامة للآثار، والمتاحف، والمخطوطات الجهة الرسمية المعنية بإدارة كنوز اليمن الأثرية والتاريخية إنه استناداً إلى جملة الاكتشافات الأثرية التي تم إنجازها خلال السنوات الست الماضية تتجه الهيئة إلى التركيز على الأبحاث والتنقيب المنتظمين في مواقع محددة اعتماداً على منهج البحث العلمي الأثري المعتمد على الحفر الإستراتيجي عن المواد الأثرية والتحقيق في التراصف المتوالي للمستويات والطبقات والمواد الأثرية التي تكشف عن الأنماط الثقافية السائدة في الفترات والحقب السابقة، وجمع المعلومات والأدلة العلمية حول هذه الثقافات، وإجراء الدراسات التحليلية والمقارنة لمجمل ما يتم العثور عليه وفقاً لهذا المنهج من البحث.
البرهان الرابع والأربعون
عن الآثار في محافظة ذمار.
واستمراراً لنشاطها القيم في تابعة التطورات في مجال التنقيب عن الآثار في بلادنا تنشر صحيفة الثقافية استطلاعاً عن وضع الآثار في محافظة ذمار. ففي عددها رقم (137)بتاريخ 11/4/2002م.
استهلته بعنوانين هكذا:
- قرى حميرية تتعرض للتدمير، وحجار أثرية في بيوت المواطنين!! (انظر الشكل رقم (27) ثلاث لوحات).
- منبر ذمار في مخازن الآثار.
وجاء تحت عنوان (إشعاع ثقافي).
محافظة ذمار كانت ومازالت تمثل إشعاعاً ثقافياً وتراثاً حضارياً خرج منها العديد من أعلام وعباقرة العلم والأدب . فهي إن صحت التسمية عاصمة الثقافة الأولى إنزاح عنها الغبار وفعلت كافة المناشط الثقافية والأدبية.وتكلم عن متحف ذمار ومحتوياته من القطع الأثرية والنقوش وغيرها كالأعمدة المرمرية المنقوشة واللقى المختلقة.
وعن مصنعة ماريا يقول : وفي ذمار مصنعة ماريا إحدى المدن الحميرية شيدت فوق سطح جبلي مرتفع. الوصول إليها فيه نوع من المشقة والمغامرة لوعورة الجبل، ويصف الرحلة حتى الوصول إلى ماريا، ثم يقول: وعلى سطح التلة تشاهد مجموعة من أكوام الخرائب الأثرية، ويمكن تمييز المعبد من القصر من البناء العادي. وتتناثر على سطح الموقع الكثير من الكسر التي عليها بعض الحروف المسندية.. وتوجد الكثير من البرك والأحواض المائية، أهمها البركة الكبيرة.. وللمدينة العديد من الأبواب أهمها الباب الشرقي. والذي لا يمكن لأي شخص أن يركز على أنها بوابة، وتتصل هذه البوابة بالطريق المرصوفة القادمة من أسفل القاع، كذلك تجد بقايا إحدى البوابات الجنوبية (الغربية) التي تحمل على جانبها النقش الصخري الشهير، والمدينة محصنة من جميع الجهات إلا ذات الانحدار الشديد، ولعلها سميت مصنعة لأنها تعني الحصن، وأنها تحتوي على الكثير من برك الماء ومرافقه.
بينون:
وعن بينون النفق والقصر والسد يقول: ومن المواقع الهامة بمحافظة ذمار بينون الواقعة في عزلة ثوبان (مديرية الحدا) إلى الشمال الشرقي من مدينة ذمار وهي أغنى المواقع الأثرية القديمة تبعد حوالي 50كم. وهناك أكثر من طريق للوصول إليها عن طريق معبر أو عن طريق البردون أو عن طريق رداع.
البرهان الخامس والأربعون
عن اكتشاف نقوش بخط الزبور
وتتابع صحيفة الثقافية كعادتها مجريات أمور التنقيبات عن الآثار والكنوز الحضارية اليمنية فتنشر عددها (137) بتاريخ 11/4/2002م. وهو نفس العدد المشار إليه آنفاً دراسة مقتضبة للدكتور/يوسف محمد عبد الله بعنوان رسالة من امرأة بخط الزبور اليماني.
عن اكتشاف خط الزبور قال فيه:
كان اكتشاف النقوش اليمنية الخشبية المكتوبة بخط الزبور إضافة هامة إلى معارفنا عن حضارة اليمن القديم. فمنذ بدأ بعض علماء النقوش اليمنية القديمة منذ حوالي عشر سنوات ينشرون نماذج من تلك النقوش التي يقارب خطها المممشوق خط المسند الجليل اتسعت تدريجياً مجالات الحديث عن الوثائق المكتوبة وتعددت أغراضها إذ لم يعد الدارسون يعتمدون على المعلومات القاصرة التي يستمدونها من نقوش المسند ذات الطابع التذكاري وإنما أمامهم باب جديد ينفذون منه إلى أمور تفصيلية تتعلق بالحياة اليومية. ومعاملات الناس. وأخبارهم وعلاقاتهم الشخصيةمثل العقود الخاصة والصكوك المالية والمراسلات الشخصية وغيرها.ويبدو من خلال الإطلاع على عدد وافر من تلك النقوش الخشبية التي عثر على معظمها بوادي الجوف أحد مراكز الحضارة اليمنية القديمة، أن جزءاً هاماً منها مصدره إرشيف أو أراشيف خاصة كانت تحفظ بعناية إلى حين الحاجة لكونها تمثل وثائق سارية المفعول تنظم معاملات يترتب على أصحابها حقوق وواجبات، وفي حال الخلاف هناك مرجعية قانونية أو عرفية تقضي بين الناس استناداّ إلى تلك الوثائق.وعن محتوى هذه الرسائل يقول:وكثير من المراسلات التي ظهرت ضمن هذه النقوش تعني أيضاً بضرب من المعاملات حيث تحتوي على حوالة مالية أو طلب بإرسال مواد غذائية وبضائع متعددة إلا أن بين هذه المراسلات مايخلو من أغراض مادية ذات شأن، وإنما أشبه ما تكون بالمكاتبات(الإخوانية) بين الأهل والأصدقاء وجل ما تحويه أخباراً عن الأحوال، والسؤال عن أنقطاع المراسلة والدعاء والتمنيات الإخوانية ضمن إرشيف له صفة التوثيق. ولكن مثل هذه الرسائل عثر عليها بين الرقم الطينية في العراق أو كتابات أوراق البردي في مصر، وإن كانت الكتابات الإخوانية قليلة إذا ما أخذ في الاعتبار الكم الهائل من الوثائق المتنوعة التي عثر عليها في الشرق القديم على وجه العموم.
ويضيف: ولهذه الرسائل الخاصة عبارات مميزة فهي تبدأ بالقول: لفلان من فلان، وهي عبارة شبيهة بما يرد في أساليب الكتابة عند العرب إذ يقال : لفلان من فلان أو إلى فلان من فلان كما يقال : من فلان إلى فلان. ويتلو ذلك الدعاء أوالتحية. كأن يقال في عبارات الدعاء ما مؤداه: وعثتروالمقه فليصلحا لكما الحال. أو والإله الراعي يبارككم أو ما معناه. في هذا النقش قيد الدراسة 0فلتسمع لكما ذات حميم دعاء المرسل لكما بدوام النعمة، أما عبارات التحية فترد بالمعنى التالي. (سلام عليكم) أو (تحية منه إليكم) وقد تضاف عبارات الحمد كأن يقال ما معناه(حمداً كثيراً أو أحمدوا كثيراً).
ويسترسل بعد ذلك في وصف محتويات الرسالة حتى يقول:
وفيما يلي وصف وتفسير لهذا النقش الجديد المكتوب بخط الزبور. وقد كتبته امرأة وأرسلته إلى امرأتين أخريين.
الوصف: النقش قطعة من عسبب نخلة بحالة حسنة طولها 20.18سم. وقد يكون18.2سم. وعرضها70.1والارتفاع2.1سم. ومنقوشة على صفحتها الملساء والمنحنية خمسة أسطر بطول 3.14سم. تقريباً ما عدا السطر الأخير الذي تتجاوز كلماته ثلث طول السطر.
النص:
1- طبيتم/ لختم/ وطمحتم/ عمن حموت/ وذت/ حميم
2- لتسمعنكمي/ بعبرت.ه/ نعمتم/حدث/ وبذت/ ال
3- رأيت/ عمنكمي/ سطرم/ وهنحرت/ لإلبكمي وا
4- نمي/ صطرن/ ليها/ وها/ رسعت/ مرضتم/ بن عهيد/ ولكم
5- ي/ نعمتم/ حدث/.
المعنى: خبر إلى ختم وطمحة من حموت.
فلتسمع لكما ذات حميم (الدعاء) منها بدوام النعمة.
(أما بعد فهي لم تر منكما مكتوباً وتوجهت بالدعاء (بالصلاة) من أجل صدوركما وأنتما أكتبا لها وهي قد تداوت من المرض الذي أصاب عينها والدعاء لكما بدوام النعمة.
ثم يذهب في وضع حاشية وشروحات لهذا النص الزبوري.
والمهم في الأمر هو اكتشاف أحد الخطوط اليمانية، وهو خط الزبور، مما يدل على أن اليمن مهد الحضارة والعبقرية والاختراعات العظيمة قديماً وبالذات في مجال الخطوط.
البرهان السادس والأربعون
عن زيارة وفد ألماني لبعض معالم مأرب الحضارية
وتستمر الصحف الرسمية والحزبية متابعتها لنشاطات هيئة الآثار والتنقيبات الآثارية التي تقوم بأعمال التنقيب في بعض أشهر المدن والمواقع الحضارية لما بعد حضارة عاد وثمود وقحطان.. كما ظلت الصحف تتابع حركات الوفود الرسمية والسياحية إلى هذه المناطق. ففي يوم الخميس 11 ربيع أول 1423ه. الموافق 23 مايو 2002م العدد (13707) نشرت صحيفة الثورة خبراً تحت عنوان: آثار مأرب تعكس عظمة الحضارة اليمنية جاء فيه: قام الوفد الألماني برئاسة رفونتر غلوس وأعضاء جمعية الصداقة اليمنية الألمانية أمس بزيارة إلى محافظة مأرب تعرفوا خلالها على المواقع الأثرية والتاريخية والمعالم السياحية التي تزخر بها المحافظة. حيث زار الوفد عرش ومحرم بلقيس وسد مأرب التاريخي، واطلع على أعمال الترميميات الأثرية الألمانية. وقد عبر رئيس وأعضاء الوفد عن إعجابهم بما شاهدوه من معالم تاريخية وسياحية في المحافظة، والتي تعكس عظمة الحضارة اليمنية القديمة منذ أعماق التاريخ.
البرهان السابع والأربعون
عن أهم وأخطر اكتشاف أثري هو كهف العَرَف في محافظة تعز (مقبنة) الذي استوطنه البشر قبل 1.5 مليون سنة هنا نأتي على أهم بل أخطر تحقيق عن أهم وأخطر اكتشاف أثري، لا أقول في اليمن وإنما على مستوى العالم، وهو مايؤكد ما ذهبت إليه عن قدم وعظمة تاريخ اليمن، وأنها كانت مهد وحاضنة البشر، ومهد الإنسان الأول، ومرتع الإنسان العاقل. ولقد جاء هذا النبأ العظيم في شكل تحقيق أجرته صحيفة الوحدة في عددها (604) بتاريخ 21 جمادى الأولى 1423ه الموافق 31/7/2002م عن (كهف العَرَف) في محافظة تعز. ومن عناوينه البارزة ما يلي:
- كهف (العَرَف) الأثري في تعز. لغز جديد في تاريخ الإنسانية.
- الدلائل تؤكد أن منطقة اليمن هي موطن الإنسان الأول وليس (السبع العظيم) في أفريقيا.
- مكتشفاته تعكس عمراً مليونياً (والكنز) يسلب عقول الأهالي ويبذر نزاعات ملكيته.
- استخدامات الكهف مازالت احتمالات يتطلب تحقيقها إمكانات تفتقرها الهيئة والاستعانة بخبراء أجانب لازمة.
واشتمل التحقيق على ثمان صور فوتوغرافية ملونة عن الكهف علق المحقق على الصورة الثانية قائلاً: ظل الكهف مجهولاً لارتفاعه وثعابينه والاعتقاد بسكن الجن فيه. وكتب تحت الصورة الثالثة العبارة التالية: المواطنون: اعتقدناه جرفاً طبيعياً.. لكن (الحبشي) وحده كان يعرف سره. وتحت الصورة الرابعة جاءت العبارة التالية: أتربة الكهف استبعدت احتمال تعرضه للسطو لكن العظام المنقولة حتماً تثير الشك. وتحت الصورة الخامسة جاءت العبارة التالية: مداخل الكهف متساوية العرض والارتفاع وتلتقي ببعضها. أما الصورة السادسة فكتب تحتها عبارة: مدخلان على منحدر سحيق حالا دون ارتيادهما. وتحت الصورة السابعة كتبت هذه العبارة: لمعان جدران الكهف لغز محير. وأخيراً جاء تحت الصورة الثامنة ما يلي: قوالب تحت الكهف لغز آخر ينتظر تبديده. ويستهل صاحب التحقيق تحقيقه قائلاً: على بعد 40كم. غرب مدينة تعز باتجاه ساحل البحر الأحمر هناك مديرية قافرة تدعى (مقبنة) شهيرة بثعابينها وعقاربها شديدة السمية. كان أهاليها في السادس من يونيو الفائت على موعد مع مفاجأة كبرى لم يستوعبوها بعد ومثلهم خبراء الآثار المحليون! فالتجويف البسيط الذي اعتاد الأهالي رؤيته منذ عقود طويلة في قمة جبل يدعى (العَرَف) تبين أنه مجرد بهو لكهف بل كهوف عميقة لم تصنعها الرياح ولا المياه بل الإنسان الأول نحتها بآلة لا تعرف ما هي ولغرض لم يتحدد بعد. ويسترسل قائلاً: نبأ اكتشاف الكهف ظل سراً، ويروي الأهالي قصصاً غريبة لا يرويها مسئولو الآثار هنا فيقول (حزام): الحبشي وحده كان يعرف سر الكهف، وأن راعي غنم في قرية (العَرَف) لاحظ ارتياد هذا الحبشي للكهف غير مرة فقرر أن يتبعه في آخر مرة قبل إبلاغ الأمن، وهيئة الآثار بيومين. ولما تبعه لم يجده وشاهد ثلاثة مداخل للكهف. يراها لأول مرة داخله فخاف من دخول أي منها، وراح يبلغ الأهالي الذين حين وصلوا الكهف اصيبوا بالذهول لما رأوه. لم يتشجع أي منهم لارتياد أي من المداخل الثلاثة مثلما لم يتشجعوا لعقود طويلة صعود هذا الجبل والتردد كثيراً على الكهف أو المكوث فيه للحظات بعد مغيب الشمس خشية الثعابين الكثيرة داخل الكهف. وخوفاً من الجان ومن أن تكون إحدى هذه المغارات عرين طاهش (الحوبان) على حد قول شيخ المنطقة. يقع الكهف (اللغز) على ارتفاع 500 قدم في مديرية تضم 23 قرية ما زالت الحياة في جميعها بدائية إلى أبعد حد تدعى (مقبنة!) والوصول إليها شاق يستغرق ساعتين على متن السيارة إذ الطريق وعرة جداً. وعندما وصلنا موقع الكهف اعترضنا ثلاثة مسلحين من أهالي المنطقة قالوا: إن محافظ تعز ومدير آثارها عيناهم حرساً للكهف. وأن مجرد التصوير ممنوع لكنهم تفهموا وظيفتنا وهدف زيارتنا بالذات بعد أن عرضنا عليهم إذناً رسمياً لنا من مدير الآثار بزيارة الكهف ومعاينته. كانت مفاصلنا ترتعد عند شروعنا في صعود أو بالأصح تسلق جبل (العرق) قد حذرنا مدير الآثار من الثعابين والحيات، وأنها تسكن بكثرة في الكهف. وهو ما تأكد لنا بمجرد وصولنا مدخل الكهف حيث كانت آثار حركتها في التراب متعددة الأطوال والأحجام وتشبه في تلاقيها وتقاطعها خطوط السكك الحديدية. لكنا بقينا نراهن على قوة إضاءة اللمبة التي تعمل بالمولد الكهربائي. وعلى حقن مقاومة السموم التي زودنا به الأطباء في تعز. قالوا لنا: إن ثعابين وعقارب هذه المنطقة ومنطقة تسمى (الحوبان) في تعز هي الأخطر والأشد سمية في اليمن كلها، وأن بعضها لا تلسع بل تنفث سمها في وجه من يهاجمها ليصاب فوراً بالعمى! وعن مدخل الكهف يقول المحقق: مدخل الكهف (المألوف) كان كما وصفه لنا مدير آثار تعز مجرد بهو يمتد بعرض 4 أمتار، وارتفاع 5.5 أمتار وعمق مترين إلى ثلاثة كانت مردومة بالتراب، الأول لا تعرف نهايته وتوقفت لجنة هيئة الآثار عن نزع الأتربة منه بعد خمسة أمتار فقط من دخوله كونه المركز الرئيسي لتجمع الثعابين والحيات لوجود فتحتين على جانبه الأيسر قطر الواحدة 30 سنتمتراً، أما المدخل الثاني فيبلغ أقصى عمق له وصلته اللجنة 30 متراً ولم ينته بعد. في حين يقع الثالث بين مدخلين ويرجح التقاؤه بأحدهما. خارج هذا الإطار (البهو) تقع المداخل الأربعة الأخرى للكهف متجاورة تفصلها قواطع صخرية من أصل الجبل تمتد بعرض مترين إلى ثلاثة أمتار. قد بلغت حفريات لجنة الآثار نهاية واحد منها فقط عند عمق 3.5 متر، تبين أن المدخلين الخامس والسادس يلتقيان إليه بعد عمق 10 أمتار وعمق 18 متراً في حين لم تستطع اللجنة ولا نحن معاينة المدخل السابع نظراً لوقوعه على منحدر سحيق وخلو مدخله من موطئ قدم يسمح لمستكشفه بالخروج السريع في حال طرأ أي طارئ داخله.
وعن انطباعات من يزور هذا الأثر العظيم يقول التحقيق: انطباعات كثيرة يرصدها الزائر لهذا الكهف. أولها أن جميع مداخلها متساوية العرض والارتفاع (4+5.5) بما يجعل السير بداخلها ممكناً بقامات منتصبة. وثانيها أن بين كل مترين فجوات في السقف صممت على شكل قباب للتهوية. أما ثالث الملاحظات فهي أن جدران وأرضية المدخل والممرات السبعة ناعمة أكثر من الرخام نفسه. وكل ذلك يؤكد حرفية عالية ووعياً هندسياً راقياً لدى من نحتوا الكهف. ويدعو مدير الآثار (العزي محمد مصلح) للجزم بأن لامثيل لهذا الكهف في تصميمه وهندسته ونحته في أية حضارة إنسانية لا محلياً ولا عربياً ولا حتى عالمياً على الأقل في حدود معرفتي وقراءاتي حسب قوله (العزي). يعلل اعتباره هذا الكهف فريداً من نوعه فهي فكرة ذكية لا يمكن أن تأتي مصادفة بل عن وعي ونضج هندسي لأنها توزع أحمال الجبل وتضمن عدم انهيار الكهف. وكذا تدفق تيار هوائي منظم يشبه دقات انبعاث تيار التكييف المركزي في أيامنا هذه. وجاء تحت عنوان (لقى): على ذكر اللقى عثرت لجنة هيئة الآثار داخل الكهف حتى الآن على أدوات صنعت من حجر الصوان، منها سهام ومطارق رؤوس حراب وجميعها عرف الإنسان البدائي الأول باستخدامها. وقد أعطتها اللجنة أعماراً مختلفة تراوحت بين ما قبل مليون ونصف المليون سنة، وبين مليون سنة و(500) عام (إذ يعود بعضها إلى تعبير (تأكيد) مدير آثار تعز رئيس اللجنة العلمية لدراسة الكهف. ومن بين اللقى الأثرية المكتشفة حتى الآن داخل هذا الكهف ثلاث أوان فخارية إحداها كبيرة جداً لم يستطع أعضاء لجنة الآثار نزعها. وما زالت في مكانها داخل المغارة أو المدخل الرابع للكهف لكنهم قدروا تاريخها إلى ما قبل الميلاد، ربما بألفي عام. والثانية صنعت باليد قبل ظهور العجلة ويرجع تاريخها مقارنة بلقى فخارية مشابهة عثر عليها في جبل صبر في تعز إلى الألف الأول قبل الميلاد، أما الثالثة فيعود تاريخها بالنظر إلى شكلها وسطحها الخارجي وطريقة عملها إلى نفس التاريخ أو أقل قليلاً. كما عثرت اللجنة على جمجمتين بشريتين عليهما آثار تحنيط عند مدخل الكهف الثاني. وعظام أيد وأرجل بشرية أيضاً وضخمة نسبياً عثر عليها عند مدخل الكهف الرابع. وحالياً تخضع هذه العظام للتحليل والفحص لتقدير زمن الوفاة ونوع مواد التحنيط المستخدمة، وغيرها من المعطيات التي قد تسهل الوصول إلى نتائج عامة بشأن الكهف. لكن اللجنة وعلى غير عادة المستوطنات البشرية القديمة (الحجرية) في العالم وفي اليمن أيضاً لم تعثر حتى الآن على أية نقوش أو رسومات جدارية أو ما يعرف ب(الخربشات) الأمر الذي يعزوه مدير آثار تعز إلى قدم الكهف. ويرجح لديه احتمال أن يكون السكن في هذا الكهف قد انتهى أو توقف قبل ظهور الكتابة البدائية لكنه في الوقت ذاته لا يدعوه للجزم بخلو الكهف من النقوش إذ لم تفحص اللجنة جدران الكهف فحصاً حصرياً حتى اللحظة ومازالت نهايات أعماق عدد منها مردومة بالأتربة. لم تستطع اللجنة ولا نحن وصولها.
وتحت عنوان (ألغاز) يسترسل التحقيق:
هذا الكشف فجر وأثار كثيراً من الألغاز أولها لمعان صخور أسقف مداخله التي هي بعرض متساو قدره (4) أمتار. ولمعان جدرانها أيضاً إلى حد جعلها أقرب إلى الأحجار الكريمة. إذ كيف يتم العثور على أدوات حجرية داخل الكهف تعود إلى العصور الحجرية. ويكون في الوقت ذاته بهذه الدرجة العالية من الصقل.
قال العزي مصلح مدهوشاً.
وتابع: من ير هذا الصقل يجزم باستحالة أن يكون بواسطة آلة حجرية أو أن الكهف نحت بطريقة التفتيت حتماً هناك آلة حادة استخدمت في نحت الكهف ليست بالطبع من الحجر بل من الحديد، والأرجح أن النحت كان يتم عن طريق قص الصخور قصاً وليس تفتيتاً في شكل قوالب صخرية مستطيلة مازالت موجودة في بهو الكهف. وأضاف: من خلال المعاينة الأولية يمكنني القول أن هذه الآلة تشبه تلك المستخدمة في محاجر مملكة سبأ في قص حجارة الرخام والمرمر أصلب أنواع الصخور. لكن كيف وصلت إلى هنا؟ وماذا عن الفارق الزمني الشاسع بين العصرين (الحجري وعصر مملكة سبا؟ ذلك هو السؤال المحير.وهناك أمر آخر بل لغز آخر يثير حيرة خبراء الآثار أيضاً هو استخدامات هذا الكهف. فهناك احتمالات عديدة تدعمها معطيات مادية. غير أنهم يفيدون أن تأكيد أي من هذه الاحتمالات غير ممكن الآن، ويتطلب دراسة علمية. أول هذه الاحتمالات أن الكهف كان تجمعاً سكنياً للإنسان الأول البدائي بدليل تصميمه الذي يراعي شروط العيش داخله وأهمها التهوية، وتجديد الهواء. وقنوات تصريف وأدخنة مشاعل الضوء التي ما تزال مواقعها بائنة وتعلوها في الأسقف طبقات الكربون. كما أن لمعان أرضية هذه المداخل لا يكون إلا نتيجة حركة أقدام كثيفة ولفترة زمنية طويلة جداً غير منقطعة حسب تأكيد العزي مصلح. أما ثاني الاحتمالات لاستخدامات الكهف فهو أنه كان مقبرة جماعية. وعن ذلك يقول العزي مصلح: المعطيات الأولية تدلل أنه ربما تحول في مرحلة زمنية متأخرة إلى مقبرة لأسرة معينة بدليل العظام المكتشفة والأواني الفخارية التي يرجح إنها كانت خاصة بمواد التحنيط إضافة إلى كمية الأتربة الهائلة التي ردمت بها مداخله. ورائحتها العفنة. وكثافة الثعابين والحشرات السامة. وتشبع هذه الأثرية بالأملاح الناجمة عن التحلل. فضلاً عن أنها مخلوطة بالرماد النقي من الفحم، مما يؤكد أنها استقدمت وكدست عمداً. ويضيف: إمتزاج أتربة الكهف بالرماد النقي أمر محير يجد عند خبراء الآثار المحليين تفسيراً أولياً مفاده تأمين حماية للمقابر من محاولات نبشها وسرقتها إذ لا يستطيع العامل الاستمرار في نزع الأتربة من 45 درجة مئوية داخل الكهف، ومحدودية الأكسجين. وكمية الغبار الكثيف المتصاعدة عن عملية نزع الأتربة والذي يصيب المرء بكتمة وربما أدت إلى وفاته، فضلاً عن أن هذه الأتربة مشبعة بالأملاح المتحللة وخطرة أو سامة بمعنى أصح.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.