رئيس مجلس القيادة يرأس اجتماعا طارئا لمجلس الدفاع الوطني    أحاول … أن أكون مواطنًا    وقفات شعبية في إب احياء لجمعة رجب ودعمًا لغزة    العدو الإسرائيلي يقتحم قباطية ويعتقل والد منفذ عملية بيسان    روسيا تعلق على الأحداث في محافظتي حضرموت والمهرة    بيان عسكري يكشف شبكة تهريب وتقطع مرتبطة بالحوثي والقاعدة في حضرموت    سوريا: ارتفاع حصيلة انفجار مسجد في حمص إلى 8 قتلى و27 جريحًا    التعادل يحسم مواجهة أنجولا وزيمبابوي في كأس أمم إفريقيا    الذهب يقفز لمستوى قياسي جديد    بتوجيهات قائد الثورة .. اطلاق 21 سجينا من "الحربي" بمناسبة جمعة رجب    شاهد / حضور كبير لاحياء جمعة رجب في جامع الجند بتعز    السيّد القائد يحذر من تحركات "طاغوت العصر"    الرئيس المشاط يعزي عضو مجلس النواب علي الزنم في وفاة عمه    ندبة في الهواء    نتنياهو يعلن في بيان الاعتراف بإقليم انفصالي في القرن الأفريقي    ريال مدريد يدرس طلب تعويضات ضخمة من برشلونة    مقتل مهاجر يمني داخل سجن في ليبيا    خلال يومين.. جمعية الصرافين بصنعاء تعمم بإعادة ووقف التعامل مع ثلاثة كيانات مصرفية    عاجل : بيان مهم صادر عن المجلس الانتقالي الجنوبي    احياء مناسبة جمعة رجب في مسجد الإمام الهادي بصعدة    ريال مدريد يعير مهاجمه البرازيلي إندريك إلى ليون الفرنسي    الصحفية والمذيعة الإعلامية القديرة زهور ناصر    صرخة في وجه الطغيان: "آل قطران" ليسوا أرقاماً في سرداب النسيان!    كاتب حضرمي يطالب بحسم الفوضى وترسيخ النظام ومعاقبة المتمردين    ما بعد تحرير حضرموت ليس كما قبله    كتاب جديد لعلوان الجيلاني يوثق سيرة أحد أعلام التصوف في اليمن    صنعاء.. تشييع جثامين خمسة ضباط برتب عليا قضوا في عمليات «إسناد غزة»    البنك المركزي بصنعاء يحذر من شركة وكيانات وهمية تمارس أنشطة احتيالية    الكويت تؤكد أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لحفظ وحدة وسيادة اليمن    صنعاء توجه بتخصيص باصات للنساء وسط انتقادات ورفض ناشطين    فقيد الوطن و الساحة الفنية الدكتور علوي عبدالله طاهر    حضرموت تكسر ظهر اقتصاد الإعاشة: يصرخ لصوص الوحدة حين يقترب الجنوب من نفطه    القائم بأعمال وزير الاقتصاد يزور عددا من المصانع العاملة والمتعثرة    البنك المركزي اليمني يحذّر من التعامل مع "كيو نت" والكيانات الوهمية الأخرى    الرشيد تعز يعتلي صدارة المجموعة الرابعة بعد فوزه على السد مأرب في دوري الدرجة الثانية    هيئة التأمينات تعلن صرف نصف معاش للمتقاعدين المدنيين    لحج.. تخرج الدفعة الأولى من معلمي المعهد العالي للمعلمين بلبعوس.    المحرّمي يؤكد أهمية الشراكة مع القطاع الخاص لتعزيز الاقتصاد وضمان استقرار الأسواق    صدور كتاب جديد يكشف تحولات اليمن الإقليمية بين التكامل والتبعية    استثمار سعودي - أوروبي لتطوير حلول طويلة الأمد لتخزين الطاقة    ميسي يتربّع على قمة رياضيي القرن ال21    الأميّة المرورية.. خطر صامت يفتك بالطرق وأرواح الناس    أرسنال يهزم كريستال بالاس بعد 16 ركلة ترجيح ويتأهل إلى نصف نهائي كأس الرابطة    الصحفي المتخصص بالإعلام الاقتصادي نجيب إسماعيل نجيب العدوفي ..    المدير التنفيذي للجمعية اليمنية للإعلام الرياضي بشير سنان يكرم الزملاء المصوّرين الصحفيين الذين شاركوا في تغطية بطولات كبرى أُقيمت في دولة قطر عام 2025    تعود لاكثر من 300 عام : اكتشاف قبور اثرية وتحديد هويتها في ذمار    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل في مشروع سد حسان بمحافظة أبين    "أهازيج البراعم".. إصدار شعري جديد للأطفال يصدر في صنعاء    تحذير طبي برودة القدمين المستمرة تنذر بأمراض خطيرة    تضامن حضرموت يواجه مساء اليوم النهضة العماني في كأس الخليج للأندية    الفواكه المجففة تمنح الطاقة والدفء في الشتاء    هيئة المواصفات والمقاييس تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    تحذيرات طبية من خطورة تجمعات مياه المجاري في عدد من الأحياء بمدينة إب    مرض الفشل الكلوي (33)    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معداً ومقدماً إذاعياً
الأستاذ أحمد عمر بن سلمان
نشر في الجمهورية يوم 21 - 12 - 2006


- جميل محمد أحمد ..
الأستاذ أحمد عمر بن سلمان ارتبط أسمه ارتباطاً وثيقاً بإذاعة عدن «البرنامج العام الثاني» وبالذات ببرنامجه الإذاعي المعروف «العلم والإنسان» منذ عان 1965 وحتى يومنا هذا، أي منذ قبل الاستقلال الوطني في جنوب الوطن اليمني، وأصبح على مدى أربعين عاماً نجماً إذاعياً ورفيقاً وجدانياً بمستمعي الإذاعة بأسلوبه الإذاعي المميز إعداداً وتقديماً برغم أنه ليس موظفاً في الإذاعة ولم يتلق دراسة أو دورة في مجال الإعداد والتقديم الإذاعي، ومع ذلك فق أوجد لنفسه وبأسلوبه المميز مدرسة خاصة لم تتكرر مع غيره أبداً.
العمل الإذاعي قبل أن يكون وظيفة، وقبل أن يكون مهنة وفناً من فنون العمل الصحفي المسموع، فهو أولاً وقبل كل شيء يحمل رسالة ذات مضمون إنساني ترتبط خصائصها المهنية بالشخصية نفسها، ومهمة إعلامية تمتلك من المقومات المتعددة التي ترتبط بالموهبة والمعرفة والتجربة والثقافة العامة المواكبة والمتجددة والحب الذي يعني كل أشكال التضحية وكذلك الشخصية المتميزة المؤثرة والمدركة لمتطلبات وحاجات الناس الروحية من المعرفة والتوعية والمشاعر الوجدانية الحميمة.
بهذه الخصائص المتعددة والمعقدة التي قلما تجتمع في شخصية واحدة إلا نادراً، كان الأستاذ أحمد عمر بن سلمان بثقافته الواسعة ومشاعره المرهفة وأسلوبه المتميز وحبه للمهنة قد استوعب دوره في إيصال الرسالة الإعلامية التي يحملها إلى وعي وقلب ومشاعر المستمع بكل نجاح.
برنامج «العلم والإنسان» من أصعب البرامج الإذاعية التي تجعل منه برنامجاً شعبياً أو منوعاً بدليل أن مضمونه كما هو واضح من عنوانه يحمل صورة القالب الإذاعي الموجه للشرائح المحددة من المثقفين بمواده العلمية المعقدة والمتخصصة التي لايود معرفتها إلّا المهتمين بها والتي يستقيها من عدة مصادر عربية وأجنبية يترجمها هو بنفسه.
غير أن أسلوب الإعداد السهل الممتنع وهو أسلوب الكتابة الإذاعية التي تختلف عن بقية الأشكال الصحفية أو الأدبية، وأسلوب التقديم السلس والهادئ والبسيط الذي تتخلله اللهجة المحلية والنكتة العابرة المرتبطة بالموضوع وتغذيته في نفس الوقت بالمترادفات الأصلية للمعاني الخاصة للمادة المعنية سواء باللغة الفصحى أو اللغة الإنجليزية أو الفرنسية، قد جعل منه برنامجاً محبباً لدى جميع المستمعين سواء المتعلمين والمثقفين أو حتى العامة من محدودي الثقافة والأميين على حد سواء، بذلك فقد جعل الأستاذ أحمد عمر بن سلمان من مادة برنامجه رسالة توعية عامة يرتقي فيها بوعي العامة ويضيف فيها بما تحتويه من معلومات علمية جديدة مواكبة إلى معارف المثقفين والمتعلمين.
والأستاذ أحمد عمر بن سلمان هو من أوائل الدارسين الذين تلقوا دراستهم العليا في مصر في الخمسينيات في مجال مهنة الطب، ولكن لظروفه الخاصة لم يكمل دراسته وعاد إلى الوطن وفي قلبه الحنين، وفي روحه الشعور بالمسئولية التي فرضت عليه قطع دراسته العليا والعودة إلى اليمن، وفي وجدانه الحب والمشاعر الفياضة بالود وبأن له دوراً إنسانياً ولكن من نوع آخر يجب أن يؤديه نحو مواطنيه فوجد في العمل الإذاعي مجالاً للتعبير عن كل مايمتلك من مشاعر وثقافة ومعرفة من أجل رفع مستوى الوعي العلمي وينشره على أوسع نطاق عبر الإذاعة.
وبرغم شهرته الواسعة المرتبطة ببرنامج «العلم والإنسان» الذي يقدم أسبوعياً، إلا أن الأستاذ أحمد عمر بن سلمان قد أستطاع وبنفس أسلوبه المتميز بالخطاب العام المباشر للمستمعين ولهجته البسيطة المعبرة أن ينجح أيضاً في إعداد وتقديم برنامج إذاعي آخر ولكنه برنامج نقدي شعبي يومي باسم «كلمتين» في عام 1982 لبضعة أعوام حتى عام 1986عندما أضطر إلى التوقف عن تقديمه لظروف خاصة وعامة أثناء احتدام الصراع السياسي في جنوب الوطن، وقد كان هذا البرنامج الأخير لايقل شعبية عن برنامجه الأسبوعي «العلم والإنسان» الذي يختلف عنه شكلاً ومضموناً.
وفي شهر رمضان عام 1997 أعد وقدم برنامجاً يومياً خفيفاً باسم «رمضانيات» أضفى عليه نفس الطابع البسيط والسلس والمباشر، فكان بذلك المعد والمقدم المتميز الذي لم تؤثر عليه اختلاف أنواع البرامج التي لم تختلف من حيث القدرة على الانفراد بالمستمع منذ أن يبدأ البرنامج حتى ينتهي.
وربما لايعرف الكثيرون أن الأستاذ أحمد عمر بن سلمان يقوم حتى يومنا هذا وبرغم انشغاله ببرنامجه الأسبوعي الذي لم ينقطع منذ عام 1965 يقوم بضعة أيام أسبوعياً بترجمة نشرة الأخبار باللغة الإنجليزية ضمن البرنامج الإذاعي اليومي «هنا اليمن» الذي يقدم منذ عام 1990 من إذاعة عدن البرنامج العام الثاني وكذا فقرة أسبوعية ضمن هذا البرنامج اليومي باسم «جولة في ربوع اليمن» باللغة الإنجليزية والتي يقدمها بصوته ويعرف فيها الأجانب والناطقين باللغة الإنجليزية مزايا المناطق اليمنية السياحية والتاريخ اليمني القديم.
إننا أمام شخصية يمنية إذاعية متميزة وطاقة وخبرة إعلامية نادرة تضاهي أحسن الخبرات الأجنبية إن لم تتفوق عليها في مجال الإعداد والتقديم الإذاعي ومدرسة إذاعية نعتز بها أضافت إلى إذاعة عدن وبرامجها المتميزة منذ الخمسينيات نكهة خاصة وعلامة مضيئة ستظل نبراساً للأجيال الإذاعية القادمة.
الإعلامي الأديب.. والمترجم
أحمد عبدالله فدعق
إن الحديث عن الأستاذ أحمد عمر بن سلمان هو حديث عن شخصية متعددة الجوانب هو مترجم وبرامجي وإعلامي وأديب ويملأ كل حقل من هذه الحقول بكفاءة واقتدار وجدارة.
وفي هذا الحفل الذي يقام لتكريم عدد من الشخصيات الأدبية وإعلام المجتمع يحق أن يورد الحديث عن الأستاذ أحمد عمر بن سلمان، فإذا كان غيري قد تطرق إليه من جوانب عديدة إعلامية وبرامجية وأدبية فإنني أرى أن نصيبي هو الحديث عنه كمترجم.
فالأستاذ أحمد عمر بن سلمان عرف مجال الترجمة منذ عهد بعيد وكان سباقاً فيه ثم بعد ذلك دخل الترجمة من باب العمل الإعلامي عام 1990 عندما بدأنا أنا والأخ الأستاذ إبراهيم فقير بتدشين البرنامج الانكليزي الإذاعي اليومي "هنا اليمن" This
is Yemen بمساعدة الأستاذ جميل محمد أحمد رئيس إذاعة
عدن عندما أنضم بعد أيام الأستاذ أحمد عمر بن سلمان والمرحوم محمد مدي وآخرون إلى إعداد البرنامج من نشرات الأخبار وبرامج وغيرها، واقتحم الأستاذ أحمد بن سلمان هذا المجال بكفاءة عالية من خلال تحرير الأخبار ثم إذا به يقتحم مجال إعداد برامج أخرى منها جولة حول اليمن Travel
about in Yemen حيث ظل يقود المستمعين غير الناطقين
بالعربية في جولاته عبر الأثير في أرجاء اليمن التاريخية والحضارية والأثرية ومزج بذلك بين سلاسة في اللغة الإنكليزية وجمال في الأسلوب البرنامجي، وللأستاذ ميزة أخرى آلا وهي قدرته على الترجمة الفورية، حيث ترجم في مناسبات منها دورات تدريبية ومنها إحدى المحاكمات التي جرت في عدن.
هذا هو الأستاذ أحمد عمر بن سلمان بكفاءته وحيويته في العمل المبدع الذي لم يتوقف مطلقاً وظل بذلك علماً من أعلام اليمن في العصر الجديد، ومع ذلك فياله من رجل متواضع ناكر للذات فإن كان لابد من تكريمه فلابد أن يكرم لا لإبداعاته فحسب، وإنما أيضاً لما تحلى به من صفات إنسانية أن له أتراباً من كبار المبدعين في مناطق أخرى من العالم ممن لايأبهون بالمظاهر ويعلمون أن عظمة الإنسان تنطلق من داخله لا من خارجه.
ü رئيس إذاعة عدن البرنامج العام الثانيالأستاذ أحمد عمر بن سلمان ارتبط أسمه ارتباطاً وثيقاً بإذاعة عدن «البرنامج العام الثاني» وبالذات ببرنامجه الإذاعي المعروف «العلم والإنسان» منذ عان 1965 وحتى يومنا هذا، أي منذ قبل الاستقلال الوطني في جنوب الوطن اليمني، وأصبح على مدى أربعين عاماً نجماً إذاعياً ورفيقاً وجدانياً بمستمعي الإذاعة بأسلوبه الإذاعي المميز إعداداً وتقديماً برغم أنه ليس موظفاً في الإذاعة ولم يتلق دراسة أو دورة في مجال الإعداد والتقديم الإذاعي، ومع ذلك فق أوجد لنفسه وبأسلوبه المميز مدرسة خاصة لم تتكرر مع غيره أبداً.
العمل الإذاعي قبل أن يكون وظيفة، وقبل أن يكون مهنة وفناً من فنون العمل الصحفي المسموع، فهو أولاً وقبل كل شيء يحمل رسالة ذات مضمون إنساني ترتبط خصائصها المهنية بالشخصية نفسها، ومهمة إعلامية تمتلك من المقومات المتعددة التي ترتبط بالموهبة والمعرفة والتجربة والثقافة العامة المواكبة والمتجددة والحب الذي يعني كل أشكال التضحية وكذلك الشخصية المتميزة المؤثرة والمدركة لمتطلبات وحاجات الناس الروحية من المعرفة والتوعية والمشاعر الوجدانية الحميمة.
بهذه الخصائص المتعددة والمعقدة التي قلما تجتمع في شخصية واحدة إلا نادراً، كان الأستاذ أحمد عمر بن سلمان بثقافته الواسعة ومشاعره المرهفة وأسلوبه المتميز وحبه للمهنة قد استوعب دوره في إيصال الرسالة الإعلامية التي يحملها إلى وعي وقلب ومشاعر المستمع بكل نجاح.
برنامج «العلم والإنسان» من أصعب البرامج الإذاعية التي تجعل منه برنامجاً شعبياً أو منوعاً بدليل أن مضمونه كما هو واضح من عنوانه يحمل صورة القالب الإذاعي الموجه للشرائح المحددة من المثقفين بمواده العلمية المعقدة والمتخصصة التي لايود معرفتها إلّا المهتمين بها والتي يستقيها من عدة مصادر عربية وأجنبية يترجمها هو بنفسه.
غير أن أسلوب الإعداد السهل الممتنع وهو أسلوب الكتابة الإذاعية التي تختلف عن بقية الأشكال الصحفية أو الأدبية، وأسلوب التقديم السلس والهادئ والبسيط الذي تتخلله اللهجة المحلية والنكتة العابرة المرتبطة بالموضوع وتغذيته في نفس الوقت بالمترادفات الأصلية للمعاني الخاصة للمادة المعنية سواء باللغة الفصحى أو اللغة الإنجليزية أو الفرنسية، قد جعل منه برنامجاً محبباً لدى جميع المستمعين سواء المتعلمين والمثقفين أو حتى العامة من محدودي الثقافة والأميين على حد سواء، بذلك فقد جعل الأستاذ أحمد عمر بن سلمان من مادة برنامجه رسالة توعية عامة يرتقي فيها بوعي العامة ويضيف فيها بما تحتويه من معلومات علمية جديدة مواكبة إلى معارف المثقفين والمتعلمين.
والأستاذ أحمد عمر بن سلمان هو من أوائل الدارسين الذين تلقوا دراستهم العليا في مصر في الخمسينيات في مجال مهنة الطب، ولكن لظروفه الخاصة لم يكمل دراسته وعاد إلى الوطن وفي قلبه الحنين، وفي روحه الشعور بالمسئولية التي فرضت عليه قطع دراسته العليا والعودة إلى اليمن، وفي وجدانه الحب والمشاعر الفياضة بالود وبأن له دوراً إنسانياً ولكن من نوع آخر يجب أن يؤديه نحو مواطنيه فوجد في العمل الإذاعي مجالاً للتعبير عن كل مايمتلك من مشاعر وثقافة ومعرفة من أجل رفع مستوى الوعي العلمي وينشره على أوسع نطاق عبر الإذاعة.
وبرغم شهرته الواسعة المرتبطة ببرنامج «العلم والإنسان» الذي يقدم أسبوعياً، إلا أن الأستاذ أحمد عمر بن سلمان قد أستطاع وبنفس أسلوبه المتميز بالخطاب العام المباشر للمستمعين ولهجته البسيطة المعبرة أن ينجح أيضاً في إعداد وتقديم برنامج إذاعي آخر ولكنه برنامج نقدي شعبي يومي باسم «كلمتين» في عام 1982 لبضعة أعوام حتى عام 1986عندما أضطر إلى التوقف عن تقديمه لظروف خاصة وعامة أثناء احتدام الصراع السياسي في جنوب الوطن، وقد كان هذا البرنامج الأخير لايقل شعبية عن برنامجه الأسبوعي «العلم والإنسان» الذي يختلف عنه شكلاً ومضموناً.
وفي شهر رمضان عام 1997 أعد وقدم برنامجاً يومياً خفيفاً باسم «رمضانيات» أضفى عليه نفس الطابع البسيط والسلس والمباشر، فكان بذلك المعد والمقدم المتميز الذي لم تؤثر عليه اختلاف أنواع البرامج التي لم تختلف من حيث القدرة على الانفراد بالمستمع منذ أن يبدأ البرنامج حتى ينتهي.
وربما لايعرف الكثيرون أن الأستاذ أحمد عمر بن سلمان يقوم حتى يومنا هذا وبرغم انشغاله ببرنامجه الأسبوعي الذي لم ينقطع منذ عام 1965 يقوم بضعة أيام أسبوعياً بترجمة نشرة الأخبار باللغة الإنجليزية ضمن البرنامج الإذاعي اليومي «هنا اليمن» الذي يقدم منذ عام 1990 من إذاعة عدن البرنامج العام الثاني وكذا فقرة أسبوعية ضمن هذا البرنامج اليومي باسم «جولة في ربوع اليمن» باللغة الإنجليزية والتي يقدمها بصوته ويعرف فيها الأجانب والناطقين باللغة الإنجليزية مزايا المناطق اليمنية السياحية والتاريخ اليمني القديم.
إننا أمام شخصية يمنية إذاعية متميزة وطاقة وخبرة إعلامية نادرة تضاهي أحسن الخبرات الأجنبية إن لم تتفوق عليها في مجال الإعداد والتقديم الإذاعي ومدرسة إذاعية نعتز بها أضافت إلى إذاعة عدن وبرامجها المتميزة منذ الخمسينيات نكهة خاصة وعلامة مضيئة ستظل نبراساً للأجيال الإذاعية القادمة.
الإعلامي الأديب.. والمترجم
أحمد عبدالله فدعق
إن الحديث عن الأستاذ أحمد عمر بن سلمان هو حديث عن شخصية متعددة الجوانب هو مترجم وبرامجي وإعلامي وأديب ويملأ كل حقل من هذه الحقول بكفاءة واقتدار وجدارة.
وفي هذا الحفل الذي يقام لتكريم عدد من الشخصيات الأدبية وإعلام المجتمع يحق أن يورد الحديث عن الأستاذ أحمد عمر بن سلمان، فإذا كان غيري قد تطرق إليه من جوانب عديدة إعلامية وبرامجية وأدبية فإنني أرى أن نصيبي هو الحديث عنه كمترجم.
فالأستاذ أحمد عمر بن سلمان عرف مجال الترجمة منذ عهد بعيد وكان سباقاً فيه ثم بعد ذلك دخل الترجمة من باب العمل الإعلامي عام 1990 عندما بدأنا أنا والأخ الأستاذ إبراهيم فقير بتدشين البرنامج الانكليزي الإذاعي اليومي "هنا اليمن" This
is Yemen بمساعدة الأستاذ جميل محمد أحمد رئيس إذاعة
عدن عندما أنضم بعد أيام الأستاذ أحمد عمر بن سلمان والمرحوم محمد مدي وآخرون إلى إعداد البرنامج من نشرات الأخبار وبرامج وغيرها، واقتحم الأستاذ أحمد بن سلمان هذا المجال بكفاءة عالية من خلال تحرير الأخبار ثم إذا به يقتحم مجال إعداد برامج أخرى منها جولة حول اليمن Travel
about in Yemen حيث ظل يقود المستمعين غير الناطقين
بالعربية في جولاته عبر الأثير في أرجاء اليمن التاريخية والحضارية والأثرية ومزج بذلك بين سلاسة في اللغة الإنكليزية وجمال في الأسلوب البرنامجي، وللأستاذ ميزة أخرى آلا وهي قدرته على الترجمة الفورية، حيث ترجم في مناسبات منها دورات تدريبية ومنها إحدى المحاكمات التي جرت في عدن.
هذا هو الأستاذ أحمد عمر بن سلمان بكفاءته وحيويته في العمل المبدع الذي لم يتوقف مطلقاً وظل بذلك علماً من أعلام اليمن في العصر الجديد، ومع ذلك فياله من رجل متواضع ناكر للذات فإن كان لابد من تكريمه فلابد أن يكرم لا لإبداعاته فحسب، وإنما أيضاً لما تحلى به من صفات إنسانية أن له أتراباً من كبار المبدعين في مناطق أخرى من العالم ممن لايأبهون بالمظاهر ويعلمون أن عظمة الإنسان تنطلق من داخله لا من خارجه.
ü رئيس إذاعة عدن البرنامج العام الثاني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.