مقتل "أربعة عمّال يمنيين" بقصف على حقل للغاز في كردستان العراق    مركبة مرسيدس بنز ذاتية القيادة من المستوى 3    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    اليوم السبت : سيئون مع شبام والوحدة مع البرق في الدور الثاني للبطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت    مقاتلو المغرب على موعد مع التاريخ في "صالات الرياض الخضراء"    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    جماعة الحوثي توجه تحذيرات للبنوك الخاصة بصنعاء من الأقدام على هذه الخطوة !    تقرير مروع يكشف عن عدد ضحايا " القات" في اليمن سنويا ويطلق تحذيرا !    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    لماذا يخوض الجميع في الكتابة عن الافلام والمسلسلات؟    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    مقتل وإصابة أربعة جنود في اشتباكات مع مسلحين خلال مداهمة مخزن أسلحة شرقي اليمن    حادث مروع .. ارتطام دراجة نارية وسيارة ''هليوكس'' مسرعة بشاحنة ومقتل وإصابة كافة الركاب    كان يرتدي ملابس الإحرام.. حادث مروري مروع ينهي حياة شاب يمني في مكة خلال ذهابه لأداء العمرة    قتلوه برصاصة في الرأس.. العثور على جثة منتفخة في مجرى السيول بحضرموت والقبض على عدد من المتورطين في الجريمة    بعد القبض على الجناة.. الرواية الحوثية بشأن مقتل طفل في أحد فنادق إب    مأرب تقيم عزاءً في رحيل الشيخ الزنداني وكبار القيادات والمشايخ في مقدمة المعزين    السلفيون في وفاة الشيخ الزنداني    تعرف على آخر تحديث لأسعار صرف العملات في اليمن    أمطار غزيرة على صنعاء في الأثناء    عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية على وسط وجنوب قطاع غزة    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    رفض قاطع لقرارات حيدان بإعادة الصراع إلى شبوة    قوات دفاع شبوة تحبط عملية تهريب كمية من الاسلحة    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    قذارة الميراث الذي خلفه الزنداني هي هذه التعليقات التكفيرية (توثيق)    ما الذي كان يفعله "عبدالمجيد الزنداني" في آخر أيّامه    لا يجوز الذهاب إلى الحج في هذه الحالة.. بيان لهيئة كبار العلماء بالسعودية    ريال مدريد يقترب من التتويج بلقب الليغا    توني كروس: انشيلوتي دائما ما يكذب علينا    وزارة الحج والعمرة السعودية تكشف عن اشتراطات الحج لهذا العام.. وتحذيرات مهمة (تعرف عليها)    فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشعر اليمني الجاهلي ليس مصنوعاً ولا منحولاً.. كذب طه حسين.. وصدق الفرزدق!!
هذا هو تاريخ اليمن ( الإرهاص )
نشر في الجمهورية يوم 23 - 12 - 2006


د. عبد الله علي الكميم
تناولت موضوع اللغة، والكتابة من حيث النشأة في المجلد الأول من مؤلفي هذا، ولكني مررت عليها مرور الكرام، وأجَّلت الخوض فيها بإسهاب لهذا الذي خصصته للغة اليمنيين وكتاباتهم التي أعتبرها كما يعتبرها الكثير من العلماء والكتاب وفي مقدمتهم العقاد أصل لغات الساميين وكتاباتهم، وهي لغة القرآن، وخط المسند هو خطه أيضاً كما ستثبت هذه الدراسة، إن شاء الله.. وسأتناول هنا معنى اللغة والكلمة مستعيناً بأهم المراجع المتيسرة مرتبة زمنياً ما أمكن.
الرهوة التي تعني الارتفاع والانحدار. أدب الكاتب ص178. وقد رجعت إلى بعض أهم المصادر اللغوية بحثاً عن معنى كلمة (ثب) فوجدت الآتي: لسان العرب ج2 ص79 ط دار إحياء التراث العربي: ثَبَبَ: ابن الأعرابي: الثباب الجلوس، وثب إذا جلس جلوساً متمكناً. لسان العرب ج15 ص210 نفس الطبعة. ثِبْ: الوثب: الطفر. وثب يثب وثباً ووثباناً وثوباً ووثاباً ووثيباً: طفر. ووثب وثبة واحدة. وأوثبته أنا. وأوثبه الموضوع جعله يثبه. وواثبه أي ساوره. ويقال: توثب فلان في ضيعة لي أي استولى عليها ظلماً. والوثبي: من الوثب. ومرة وثبى سريعة الوثب. والوثب القعود بلغة حمير. يقال: ثب أي اقعد. وذكر قصة الرجل الذي دخل على الملك الحميري. والرجل هذا هو زيد بن عبد الله بن دارم. أما صاحب التاج فقد قال في ص162ج1 ط دار مكتبة الحياة - بيروت: ثَبَّ: أهمله الجوهري. وقال ابن الأعرابي ثب ثباباً بالفتح إذا (جلس) جلوساً متمكناً. كثبثب على وزن دحرج عن أبي عمرو وثب الأمر: ثم . والثابة الشابة. وقال صاحب التاج أيضاً في ص499-500 نفس الجزء! (الوثب الطفر) يقال وثب يثب وثباً كانضرب (ووثبانا) محركة لما فيه من الحركة والاضطراب. ووثوباً بالضم على القياس، ووثاباً بالكسر قال: إذا وثب الركاب جرى وثابا. (والوثب) (القعود بلغة حمير) خاصة. يقال: ثب أي اقعد. والوثاب ككتاب السرير. وقيل: السرير الذي لا يبرح الملك عليه. والوثاب بلغتهم الفراش يقال: وثبته وثاباً أي فرشت له فراشاً والموثبان بفتح الأول والثالث بلغتهم أي حمير الملك إذا قعد ولزم الوثاب أي السرير لم يغز. وبه لقب عمرو بن أسعد أخو حسان من ملوك حمير للزومه الوثاب وقلة غزوه. ونقول (وثبه توثيباً) أي: (أقعده على وسادة) ص500 انتهى. إذن فكلمة (ثب) بمعنى اجلس عربية فصيحة. وقد ذهب بها المتفيهقون وفسرها المتشدقون مذاهب وتفسيرات ما أنزل الله بها من سلطان، وحملوها ما لا تحتمل، بغرض الإساءة إلى لغة اليمن، وإلى أدب اليمن الزاخر العربي العظيم!! وبهذا تبطل وثبة عمرو بن العلاء وشطحة طه حسين معاً. ويؤكد الدكتور المقالح عروبة اللغة اليمنية وتطورها المستمر فيقول: (وليس أكثر من الأدلة القديمة والحديثة التي تثبت عروبة اللغة الجنوبية، وتؤكد تطور اللهجات القديمة في شمال الجزيرة وجنوبها في آن واحد، فقد كان سكان الشمال والجنوب شعباً واحداً، وكانت الصلات اللغوية والتجارية لا تنقطع فيما بينهم. ويدل على ذلك أيضاً أن بعض الأسواق التي كان يعقدها العرب في الجاهلية للشعر والأدب كانت تقام في اليمن، كسوق (الشحر) التي كانت تقام في النصف الثاني من شعبان، وسوق صنعاء التي كانوا ينفَضُّون منها في آخر رمضان. فهذا من أقوى الأدلة على أن بلاد اليمن كانت قبل الإسلام بعهد طويل عربية اللسان؛ إذ لا يعقل أن تقام سوق للآداب العربية في بلد يتكلم أهله بلسان غير عربي.
ويضيف قائلاً: ولم يهتد الدارسون المعاصرون إلى إثبات عربية الجنوب (اليمنية) فحسب بل توصلوا كذلك إلى ما هو أخطر، إلى أن هذه اللغة الجنوبية قد كانت الأصل الأول للفصحى العربية بل للغات السامية الأخرى.
وبعد هذا يشير إلى وثائق قصة الأخدود، وأنها قد كتبت في الأصل باللغة العربية النجرانية الفصحى، للتدليل على أن اللغة المتينة، لغة القرآن الكريم، قد كانت في اليمن قبل نزوله (أي القرآن) بزمن طويل. أخيراً يورد المقالح نصوصاً ثلاثة من النقوش الحميرية القديمة التي رواها الهمداني رحمه الله وقد جاءت تحت عنوان (العامية اليمنية ولغة النقوش) وقدم لها هكذا: نحن إذن في صحبة النقوش، أمام نصوص من العربية اليمنية يرجع تاريخ بعضها إلى خمسة عشر قرناً قبل الميلاد. وإلى عشرين قرناً قبل أن تستوي اللغة العربية ليصبح لغة الشعر والقرآن. وهي حقيقة ضاربة في أعماق التاريخ، تساوي أن لم تكن تزد على الفترة التي قطعتها الفصحى منذ ظهورها حتى الآن. ولا جدال في أن لغة النقوش، وهي العربية الأولى، قد نالها من التغيير ما نال العربية الفصحى رغم أن الأخيرة قد وضعت في إطار ثابت من القواعد والتقاليد الصارمة.
الباب الرابع قدم الشعر العربي في اليمن تمهيد: الشعر هذا الكلام الموزون المقفى راود الإنسان ولازمه منذ أن أجاد الكلام ليعبر به عن مشاعره وخلجات نفسه. وتطور استعماله مع تطور هذه الخلجات والملكات والحاجات، واضطراره إلى التعبير عنها في قوالب من الكلام الموزون. المختصر. وهو فطري لدى الإنسان إلا أنه يصقل ويتطور بالتجربة والمران، ويخبو حينما لا يلجأ إليه. (كان الشعر موجوداً بالطبع في أهل كل لسان، لأن الموازين على نسبة واحدة في أعداد المتحركات، والسواكن، وتقابلها موجودة في طباع البشر).
هذا هو رأي ابن خلدون في الشعر عند العرب وغيرهم من سائر الأمم، وهو قول فصل يكاد يكون قانوناً في قدم الشعر وارتباطه بالإنسان كغريزة ملازمة لوجوده. وقد عزز قوله هذا بقول آخر يضاهيه في الأهمية والدقة هكذا: (اعلم أن الشعر لا يختص باللسان العربي فقط، بل هو موجود في كل لغة سواء كانت عربية أو أعجمية. وقد كان في الفرس شعراء وفي يونان كذلك، وذكر منهم أرسطو في كتاب المنطق (أورميروس) الشاعر، وأثنى عليه، وكان في حمير أيضاً شعراء متقدمون).
وكان أبو عمرو ابن العلاء، وهو الذي تولى كبر الإساءة إلى شعر وشعراء اليمن القديم. وحاول التقليل منه ومن أهميته، قد قال: (ما انتهى إليكم مما قالت العرب إلا أقله. ولو جاءكم وافراً لجاءكم علم وشعر كثير). وعن نضج الأدب العربي في عهد ما قبل الإسلام وبلوغه شأواً عالياً من الرقي يقول حسين الحاج: وما كتب له حظ الوصول إلينا من الأدب الجاهلي، يدل دلالة قاطعة على أن العرب في جاهليتهم كانوا على درجة عالية من التطور والنضج الأدبي، وقد بلغ الأدب عندهم درجة عالية من التقدم والكمال، ونظرة عاجلة تظهر أنها ليست محاولة العرب الأولى في هذا الميدان ولسنا نستطيع أن نتصور أن هذا كان أول ما قاله العرب. ولا بد أنهم حاولوا محاولات عديدة، حتى وصلوا بأدبهم إلى هذه الدرجة العليا من الكمال. ومما يدل على روعة أدبهم وعظمته بقاؤه حياً خالداً إلى يومنا هذا، يتألق بلاغة وتعبيراً، وأسلوباً. هذا وبعد مرور أجيال وعصور، نرى الأدباء اليوم وقبل اليوم، ينهلون من معينه وينسجون على منواله، صدقاً في التعبير، وروعة في الأداء، وجمالاً في العطاء القديم واللغة العربية باختلاف ثقافاتهم . فبعضهم أثبت للعرب الأقدمين شعراً مثل بروكلمان الذي قال: كان (يعني الشعر العربي) فناً مستوفياً لأسباب النضج والكمال منذ ظهر العرب على صفحة التاريخ. أما أرنست رينان فقد قال عن اللغة: (ان اللغة العربية لا طفولة لها). أي أنها جاءت قوية متكاملة. أما مرجليوت فإنه قد اتخذ من مقولة ابن سلام متكأ ليسهم في هدم ما تبقى من صرح الشعر العربي. فيقول: إنه لم تكن هناك وسيلة لحفظ الشعر القديم سوى الكتابة، والكتابة في نظره لم تكن موجودة في عصر ما قبل الإسلام، وهذا يعني أن الشعر قد وضع بعد الإسلام لا قبله، ويعتقد أنه لا يمثل الجاهليين الوثنيين، ولا من تنصر منهم وإنما يمثل المسلمين المؤمنين. وهكذا يكون ابن سلام وأمثاله قد وفروا سلاحاً خطيراً بأيدي أعداء العرب الألداء ليطعنوا في تاريخهم وتراثهم وحضاراتهم بشكل عام، وفي آدابهم نثراً وشعراً بشكل خاص !! كما طعنوا في لغة اليمن ونفوا أن يكون لهم شاعر واحد يعتدون به!! وأنكروا أو جهلوا: 1- أن الكتابة كانت في اليمن قبل ميلاد مرجليوت شيخ طه حسين ب(350 جداً) ثلاثمائة وخمسين جداً، حينما كان في صلب ذلك الجد، الذي عاش في أوروبا عصر الجليد، وقد يكون من أصل سام ومن اليمن بالذات. 2- أن لغة اليمن وخطها المسند وقاموسها اللغوي كانت مهيمنة على كل أنحاء شبه الجزيرة العربية، وكانت لغة الشعراء في الشمال والشرق والغرب. فهذا عمرو بن كلثوم يخاطب نده عمرو بن هند في قصيدته الرائعة (المعلقة).
بأي مشيئة عمرو بن هند
تطيع بنا الوشاة وتزدرينا
تهددنا وتوعدنا رويدا
متى كنا لأمك مقتوينا
مقتوينا لفظ مسندي صميم ويعني خادماً أو خداماً.. أن التلميذ الصغير طه حسين أنكر أن امرء القيس شاعر، كما أنكر أنه من اليمن حينما اعترف بشاعريته. أصر على ضلاله بقوله: (إنه ليس يمنياً لأنه لو كان يمنياً لدلل على يمنيته بشيء من شعره) !! والسبب أنه لم يقرأ شعره! كما أنه لم يقرأ شعر غيره، ولم يعرف الأدب بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ولو كان قد قرأ ديوانه لوجد قول امرئ القيس الفصيح جداً ليبرهن على يمنيته بقوله:
تطاول الليل علينا دمون
دمون إنا معشر يمانون
وإننا لأهلنا محبون
فهل هنالك أوضح وأفصح من هذا القول على يمنية الشاعر امرء القيس؟! والسؤال هو: هل اطلع ذلك التلميذ الصغير عليه؟ أو إذا كان قد اطلع فلماذا لم يقنعه؟ أما إذا لم يطلع عليه وهو الأرجح فلماذا يصدر أحكاماً بغير علم ولا دراية فهو قد دلل على يمنيته بالنص، وذكر (دمون) تلك المدينة الخالدة التي لا تزال إلى يومنا هذا وإلى ما يشاء الله. وأخيراً نقول: هل قرأ المرحوم طه حسين هذه الأبيات للبطل الشاعر اليماني الكبير أحد سيوف المجد والفتح العربي الإسلامي. باللهجة اليمانية؟ وهل قرأها أستاذاه أبو عمر وبن العلا، والجمحي؟! دون أن ينكر عليه أحد من الشعر العرب في عصر صدر الإسلام ولا بعده.
وهبت لخالد سيفي ثوابا
على ام صمصامة ام سيف ام سلام
خَلِيْلُم لم أهبه من قلاة
ولكن ام مواهب في ام كرام
خليلم لم أخنه ولم يخني
كذلك ما خلى لي أو ندامى
حبوت به كريماً من قريش
فسُرَّ وَصِيْن عن اللئام
وكان الهادي عمرو بن معد بكر والمهدي إليه خالد ابن الوليد. الفصل الأول من الباب الرابع قدم الشعر في اليمن وبالخط المسند والجزم
ما يجار للعين يلفت الانتباه ويعزز القناعة بوجود الشعر العربي الوفير والمتين في عصر ما قبل الإسلام ذلك السند القوي من الرواية له في عصر صدر الإسلام وما بعده حتى القرن الثالث الهجري. روى صاحب الأغاني أن الوليد بن يزيد سأل حماداً الراوية عن مدى إلمامه بالشعر العربي القديم، وعن أسباب حمله لقب الراوية فقال له: بم استحققت هذا اللقب فقيل لك الراوية؟ فقال: لأني أروي لكل شاعر تعرفه يا أمير المؤمنين أو سمعت به، ثم أروي لأكثر منهم ممن تعرف أنك لم تعرفه ولم تسمع به، ثم لا أنشد شعراً قديماً ولا محدثاً إلا ميزت القديم فيه من الحديث، فقال الوليد: أن هذا العلم وأبيك كثير، فكم مقدار ما تحفظ من الشعر؟ قال: كثيراً ولكني أنشدك على كل حرف من حروف المعجم منه مائة (100) قصيدة كبيرة سوى المقطعات من شعر الجاهلية دون شعر الإسلام. قال: سأمتحنك في هذا وأمره بالإنشاد فأنشد الوليد حتى ضجر، ثم وكل به من استخلفه أن يصدقه عنه ويستوفي عليه. فأنشده ألفين وتسعمائة قصيدة للجاهليين. وأخبر الوليد بذلك، فأمر له بمائة ألف درهم.
ويقول الدكتور شوقي ضيف: رواية الشعر في العصر الجاهلي كانت هي الأداة الطيعة لنشره وذيوعه، وكانت هناك طبقة تحترفها احترافاً هي طبقة الشعراء أنفسهم، فقد كان من يريد نظم الشعر وصوغه يلزم شاعراً يروي عنه شعره، وما يزال يروي له ولغيره حتى ينفتق لسانه ويسيل عليه ينبوع الشعر والفن. ونص صاحب الأغاني على سلسلة من هؤلاء الشعراء الرواة الذين يأخذ بعضهم عن بعض، وقد بدأها بأوس بن حجر التميمي، فعنه أخذ الشعر ورواه حتى أجاد نظمه زهير بن أبي سلمى المزني، وكان له راويتان كعب ابنه والحطيئة، وعن الحطيئة تلقى الشعر ورواه هدبة بن خشرم العذري، وعن هدبة أخذ جميل صاحب بثينة، وعن جميل أخذ كثير صاحب عزة .
ومن الأدلة القاطعة على وجود الشعر العربي القديم وانتشاره وتفشيه بين العرب عن طريق الرواة، وتداوله بين الناس، وانتقاله من مكان إلى آخر ومن قبيلة إلى أخرى قول المسيب بن علس: فلأ هدين مع الرياح قصيدة
مني مغلغلة إلى القعقاع
ترد المياه فما تزال غريبة
في القوم بين تمثل، وسماع
وقول عميرة بن جعل: نادماً لهجره قومه بني تغلب:
ندمت على شتم العشيرة بعدما
مضت واستتبت للرواة مذاهبه
فأصبحت لا أسطيع دفعاً لما مضى
كما لا يرد الدر في الضرع حالبه
ومما يدل على اهتمام العرب بالشعر عامة، اهتمام كل قبيلة بشعر شعرائها ما روي عن حفظ بني تغلب شعر عمرو بن كلثوم إلى الحد الذي عرضها للتبكيت من قبل بعض شعراء بكر إذ يقول:
ألهى بني تغلب عن كل مكرمة
قصيده قالها عمرو بن كلثوم
يروونها أبداً مذ كان أولهم
يا للرجال لشعر غير مشئوم
وعن التواصل الشعري بين عصري ما قبل الإسلام وبعده، قال د. ضيف: وجاء الإسلام فانكبوا (يعني العرب) على تلاوة القرآن الكريم، ولكن لم ينسوا شعرهم أبداً حتى منذ بدء الدعوة الإسلامية. فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستحث حسان بن ثابت وغيره من شعراء الأنصار على هجاء قريش، والرد على شعرائها، وكان كثيراً ما يستنشد الصحابة الشعر حتى شعر أعدائهم من مثل أمية بن أبي الصلت. قال الشريد بن سويد الثقفي: استنشدني النبي صلى الله عليه وسلم شعر أمية بن أبي الصلت فأنشدته فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: هيه هيه حتى أنشدته مائة قافية. وكان أبو بكر نسابة راوية للشعر الجاهلي، وكان يتمثل به أحياناً في خطابته كخطبته المشهورة في يوم السقيفة، وكذلك كان عمر وقلما كان يترك وافداً عليه من قبيلة دون أن يسأله عن بعض شعرائها، وفيه يقول ابن سلام: (كان لا يكاد يعرض له أمر إلا أنشد فيه بيت شعر).
ويسترسل قائلاً: وهذا نفسه شأن الصحابة جميعاً، فقد كانوا كثيراً ما يتناشدون الأشعار ويقصون بعض الأخبار عن جاهليتهم قال جابر بن سمرة: جالست رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكثر من مائة مرة فكان أصحابه يتناشدون الأشعار ويقصون بعض الأخبار عن جاهليتهم.
يتناشدون الأشعار في المسجد، وأشياء من أمر الجاهلية فربما تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومعنى ذلك أن رواية الشعر الجاهلي كانت مستمرة في صدر الإسلام.
ولا أخال صاحب النقائض مبالغاً حين قال: ويخيل إلى الإنسان أنه لم يبق عربي في العصر الإسلامي وما وليه من أوائل العصر العباسي إلا وهو يروي الشعر الجاهلي، إن هو تحدث أو وقف خطيباً، وتمثل الحجاج بالشعر في خطابته ذائع مشهور، وإذا كنا لاحظنا في الجاهلية أن الرواة الموصوفين بهذا الاسم كانوا عادة من الشعراء، فإننا نلاحظ في العصر الإسلامي نشوء طائفة من الرواة لم يكونوا ممن يحسنون نظم الشعر، فهم لا يروونه لغرض تعلمه وإنما يروونه لغرض نشره في الناس وإذاعته، وإليهم يشير جرير بقوله في وصف بعض قصائده:
خروج بأفواه الرواة كأنها
قرا هندواني إذا هز صمما
وإذا كان هناك بين أظهرنا من ينكر الشعر العربي، وينفي بالتالي وجود الشعراء في عصر ما قبل الإسلام فإن أبلغ رد على هؤلاء قول الفرزدق:
وهب القصائد للنوابغ إذ مضوا
وأبو يزيد وذو القروح وجرول
والعجل علقمة الذي كانت له
حلل الملوك كلامه لا ينحل
وأخو بني قيس وهن قتلنه
ومهلهل الشعراء ذاك الأول
والأعشيان كلاهما ومرقش
وأخو قضاعة قوة يتمثل
وأخو بني أسد عبيد إذ مضى
وأبو دؤاد قوله يتنحل
وابنا أبي سلمى زهير وابنه
وابنا فريعة حين جد المعول
والجعفري وكان بشر قبله
لي من قصائده الكتاب المجمل
ولقد ورثت لآل أوس منطقاً
كالسم خالط جانبيه الحنظل
والحارثي أخو الحماس ورثته
صدعاً كما صدع الصفاة المعول
هكذا برهن الفرزدق على مدى إلمامه بتاريخ الشعر القديم وحياة الشعراء الذين سبقوه، وكأنه يمتاح معلوماته هذه من مصادر مكتوبة ووثائق مخطوطة، تحدرت إليه من أسلافه المبدعين، وليس مما تحفظه صدور الرواة فحسب. وهذا النص الشعري مهم لتبيين استمرارية الصلة بين الشعراء الأقدمين والمحدثين دونما انقطاع كما زعم البعض، وهو متواصل ومتوارث من عهد عاد ومن قبل عاد، كما أثبتت التجارب الإنسانية. وقد اختلفت آراء المستشرقين حول الشعر. وبما أنه أي (طه حسين) قد أنكر يمنية الشاعر العظيم امرئ القيس، فإنه قد أنكر كذلك أن يكون لليمن شعراء آخرون. إذ قال ضمن ما ورد من هراء في كتابه سيء الصيت: ومن غريب الأمر أنك تحصي شعراء اليمن هؤلاء، وتقرأ ما يضاف إليهم من الشعر، فتراه كله على هذا النحو من السهولة، والسخف، واللين والاضطراب لا نستثني منه إلا ما يضاف إلى امرئ القيس، وستعرف رأينا فيه.
ويردف: لم يكن لليمن في الجاهلية إذن شعراء، وما كان ينبغي أن يكون لها شعراء، لأنها لم تكن تتكلم العربية، ولا تلم بها إلماماً يكفي لأن تتخذها لغة الشعر. وأنت لن تقرأ شعر شاعر من هؤلاء من اليمنيين إلا رأيته متصلاً من قريب أو من بعيد بسبب من هذه الأسباب التي قدمناها: متصلاً بالدين، متصلاً بالسياسة، متصلاً بالقصص، متصلاً بالأساطير، ولولا اتقاء الإطالة لضربنا لك الأمثال.
وبعد هذا يؤكد أن شعر اليمن منحول ومصنوع وأنه نسب إليهم زوراً وبهتاناً بعد الإسلام. أما قبله فليس لهم منه شيء. وفي ظل تحامله الجامح على اليمنيين ينسى أنه (عميد الأدب العربي) يفترض فيه أن يكون حصيفاً ومنصفاً، وألا يطلق أحكاماً مجازفة في مسائل على هذا المستوى من الخطورة، لكنه أقدم على فعله هذا دونما علم منه أو وجل وتحمل وزر هذا الإفك الذي سوف تلاحقه لعناته مدى الدهر. لقد قال في ص190:(على أن الأمر إذا فكرت مختلف فحظ اليمن من هؤلاء الشعراء قليل، أو قل لا يكاد يوجد، فليس لها في الجاهلية شاعر إلا امرؤ القيس وسترى رأينا فيه). بحمد الله أنه قد اعترف بيمنية امرئ القيس إلا أنه لا يزال يهدد باتخاذ موقف منه. فقد سبق أن نفى جنسيته اليمنية وقام بسحب جواز سفره!. ومن المضحك المبكي أنه يجهل كل تاريخ العرب وآدابهم في عهد ما قبل الإسلام في الوقت الذي تسلم عمادة الأدب العربي، إن هذا الشيء عجاب ومدهش حقاً!. وكي نلقمه حجراً ونخرسه ها نحن نقدم أكبر قائمة أعدت حتى الآن عن شعراء اليمن في العصر القريب من الإسلام -ولعل بعضهم كان مخضرماً- استنبطناها من الأصول المرجعية للتراث العربي. قائمة تضم كوكبة من شعراء وخطباء اليمن في عصر ما قبل الإسلام وبعض المخضرمين والتابعين
1 صلاء بن عمرو (الحرشب) بن نصر الأنماري/ المفضليات
2 الحارث بن وعلة القضاعي الجرمي/ الأغاني
3 سلمة بن عمرو (الحرشب) بن نصر الأنماري/ المفضليات
4 امرؤ القيس بن حجر بن الحرث بن عمرو/آكل المرار الكندي.
5 مرثد الخير بن ينكف بن معرف بن معد/يكرب الحميري/ شاعر وخطيب
6 وديد بن زيد بن نهد بن ليث الحميري/ شاعر وخطيب
7 الربيع بن ضبيع الفزاري من بني سعد بن مالك الكهلاني
8 الحرث بن كعب المذحجي/ كان شاعراً وخطيباً
9 زهير بن جناب الحميري/ كان شاعراً وخطيباً
10 نعيم بن ثعلبة الكناني/ من قضاعة
11 الأسعر بن مالك الجعفي/ جمهرة اللغة
12 سحبان بن زفر الوائلي/ القائل: لقد علم الحي اليمانون ..إلخ.
13 حاتم بن عبد الله بن امرئ القيس الطائي/ الأغاني
14 زهير بن عروة بن جلهمة الخزاعي/ الأغاني
15 بيهس بن صهيب الجرمي المؤتلف والمختلف
16 حمران الجعفي/ شمس العلوم
17 عبد الله العجلان القضاعي الأغاني
18 جابر الجعفي لسان العرب
19 صيفي بن عامر الأوسي/ الملقب ب(الأسلت) والمكنى أبو قيس/ الأغاني ج17
20 حاجز بن عوف بن الحارث الأزدي/ الأغاني ج13 .
21 أًُحَيْحَةَ بن الجلاح بن الحرش الأوسي/ صاحب حصني المستظل والصحيان/ الأصمعيات
22 عدي بن رعلاء الغساني/ الأصمعيات
23 عمرو بن حني التغلبي/ شاعر جاهلي من أهل اليمن الأصمعيات
24 سعدى بنت الشمردل الجهنية/ الأصمعيات
25 السمؤل بن الفريض بن عاديا الأزدي/ صاحب البيت المشهور: إذا المرء لم يدنس من اللوم عرضه* فكل رداء يرتديه جميل
26 سعية بن الغريض بن عاديا/ أخو السمؤل / الأصمعيات
27 قدامة بن كنانة الحرمي الأدب والثقافة في اليمن عبر العصور/ محمد سعيد جرادة
28 عالس بن حصرم الجرمي/ الشعر والشعراء والأدب والثقافة- جرادة 29. وعلة بن عابس الجرمي المؤتلف
30 طفيل بن يزيد الحارثي/ خزانة الأدب- جرادة
31 المأمور بن بتراء الحارثي/ معجم الشعراء- جرادة
32 عمرو بن زياد الهمداني/ معجم الشعراء- جرادة
33 عمرو بن خالد الهمداني/ معجم الشعراء- جرادة
34 عمرو بن شراحيل/معجم الشعراء- جرادة
35 مالك بن حريم بن مالك بن حريم الهمداني/ معجم الشعراء - جرادة والأصمعيات وهو القائل: متى تجمع القلب الذكي وصارماً وأنفاً حمياً تجتنبك المظالم
36 عمرو بن براقة الهمداني الأغاني - الحماسة البصرية وجرادة
37 عمرو بن مالك الأزدي المعروف: بالشنفري الأغاني ج21 والمفضليات
38 مضاض بن عمرو بن الحارث الجرهمي/ الأغاني ج15
39 محصن بن عتبان بن ظالم الزبيدي/ المعمرون - جرادة
40 عمرو بن قنعاس بن عبد يغوث المرادي/ معجم الشعراء- الطرائف جرادة
41 عمرو بن قيس بن مسعود المرادي معجم الشعراء- الطرائف جرادة
42 عمرو بن الصعق الخثعمي/ معجم الشعراء- الطرائف جرادة
43 عمرو بن مالك النخعي/ معجم الشعراء والحماسة البصرية 44. عمر بن سيار السكوني معجم الشعراء
45 عمرو بن الحتارن السكوي/ معجم الشعراء
46 مشمرج الحميري/ معجم الشعراء
47 سيف بن ذي يزن اللسان وتاج العروس
48 عمرو بن سعد بن مالك المرقش الأكبر (من بكر وائل) إلا أنه ولد في اليمن وعاش ومات فيها.
49 عبد يغوث بن الحارث بن وقاص بن صلاءة بن كهلان (المشهور بالحارثي) الأغاني ج16
50 حجر بن عمرو بن معاوية بن الحارث الكندي الأغاني ج16
51 قيس بن منقذ بن عمر الأزدي المعروف بابن الحدادية الأغاني ج4
52 امرؤ القيس بن مالك الحميري/ المؤتلف
53 محرز بن شريك الحميري/ الحماسة البصرية
54 عمرو بن معد يكرب بن ربيعة بن عبد الله الزبيدي (فارس اليمن وشاعرها) مخضرم (سيف الله)
55 عبد الله بن سلمة الغامدي الأزدي/ (المفضليات) مخضرم
56 المنذر بن حرملة الطائي (أبو زيد)/ الشعر والشعراء مخضرم
57 حسان بن ثابت بن المنذر الأنصاري الخزرجي مخضرم
58 أبو زبيد حرملة بن المنذر بن معد يكرب من كهلان مخضرم
59 الحراث بن الطفيل الأزدي/ مخضرم - الأغاني ج13
60 يزيد بن عبد المدان الحارثي/ شمس العلوم- الأغاني
61 زيد بن مهلهل بن يزيد بن مذحج
المعروف بزيد الخيل ولقبه الرسول صلى الله عليه وسلم زيد الخير. 62. عمرو بن عامر الحارثي معجم الشعراء
63 ابن عباس الجرمي/ اللسان
64 قيس بن الخطيم بن عدي الأوسي/ مخضرم - الأغاني ج3
65 كعب بن مالك بن أبي كعب الأزدي/ مخضرم/ الأغاني ج16
66 عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس الخزرجي ديوانه/ مخضرم
67 الأخدع بن مالك بن عبد الله الهمداني/ مخضرم- الأصمعيات
68 محمد بن حمران الجعفي المؤتلف والمختلف
69 كناز بن صريم الجرمي/ اللسان
70 عبيدة بن مروان الجرمي المؤتلف والمختلف
71 المنذر بن حرملة الطائي (أبو زبيد)/ مخضرم- الشعر والشعراء
72 علي بن عميرة الجرمي/ معجم الشعراء 73. ملحة الجرمي اللسان- شرح الحماسة
74 امرؤ القيس بن عانس بن المنذر بن امرئ القيس مخضرم- الأعلام للزركلي
75 معاوية بن أبي معاوية الجرمي خزانة الأدب
76 العريان بن سهل الجرمي/ خزانة الأدب
77 عبد الله بن عجلان النهدي/ اللسان- سمط اللآلي
78 كفح ذي الحبكة النهدي/ معجم الشعراء 79 عاصم بن الأصقع الزبيدي/ نهاية الأرب- الاشتقاق
80 قيس بن مكشوح المرادي/ معجم الشعراء - مخضرم
81 حارثة بن عمران النهدي/ المؤتلف
83 طفيل بن زيد الحارثي/ المؤتلف
83 عبيد الله بن زياد الحارثي/ سمط اللآلي
84 عطيف بن معد يكرب الكندي/ خزانة الأدب
85 فروة بن مسيك المرادي
الأغاني والصحابة- مخضرم
86 معتق بن جوراء الزبيدي/ معجم الشعراء 87. مالك بن نمط الهمداني/ حسن الصحابة
88 يزيد بن محرم الحارثي/ معجم الأدباء
89 يزيد بن عبد المدان الحارثي/ شمس العلوم
90 جندل بن مثنى الحارثي/ اللسان
91 ذو الدجاج الحارثي/ المؤتلف
92 أيوب بن أعظم الأرحبي/ هاجر إلى الرسول وكان عمره (150) سنة. وقال أمامة: وقبلك ما فارقت بالجوف أرحبا
93 السميدر الحارثي المؤتلف
94 أنس بن مدركة الخثعمي/ مخضرم
95 الهيثم بن الأسود بن قيس النخعي/ مخضرم- الحماسة البصرية
ولمزيد من البرهنة على شاعرية اليمانيين عصر ما قبل الإسلام نسوق هنا ترجمة لكوكبة أخرى من أولئك النجباء الذين عاشوا عصر ما قبل الإسلام بزمن طويل وبعضهم بالقرب من انبلاج شفقة وبعضهم ممن عاشوا الفترتين فتخضرموا ولاشك أنهم قد قالوا شعرهم وصاغوا خطاباتهم وحكمهم وأمثالهم باللغة الفصحاء أو (المتينة) هذه التي نتكلمها اليوم لأنها كانت ولا تزال لغتهم كما أثبتنا ونثبت هذا لاحقاً أما كتاباتهم فقد كانت بالمسند والجزم معاً إلا أنهم تفردوا بالمسند كميزة لهم. ويكفي أن نشير هنا إلى أن كتاب الإنجيل قد كتب بخط الجزم هذا في اليمن عام 520م قبل مولد الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخمسين عاماً كما أوحت رسائل بعض نصارى نجران إلى إخوان لهم من الغساسنة. على أني أؤُكد هنا أن هؤلاء المترجم لهم هنا ما هم إلا قطرة من مطرة إذا ما نسبوا إلى شعراء وخطباء وحكماء اليمن في العهود القديمة. لإقناع من لم يقتنع بعد.
تراجم بعض الشعراء والخطباء والحكماء اليمانيين المعمرين من الجيل الأقدم المعمرين 1- جعفر بن قرط هو جعفر بن قرط بن الهميسع بن وائل بن حمير بن سبأ
لعله من نسل قوم عاد وشهد أيام الملكة السبئية صاحبة العرش في مأرب، وكان يعيش في قصره المسمى (علعال) الواقع على نهر الحفيف بالقرب من قبر النبي هود عليه السلام، يقول صاحب التيجان: وكان جعفر بن قرط عمر ثلاثمائة عام، وكان أنجد فارس في زمانه، وكان في ثورة من قومه أسد بن هزان، وكان قومه هزان لهم أرض جو وهي اليمامة، وكان هزان أطول الناس أجساماً وأعناقاً وكانوا يعرفون في العرب حيث ساروا.
وكان جعفر يحج إلى مكة كل عام، ويقضي فيها شهر رجب، ثم يعود إلى حصنه علعال (وجعل على نفسه بعد رجوعه عن العمرة أن يجاور قبر هود النبي عليه السلام، شهر المحرم كله حتى ينسلخ، فكان يفعل ذلك كل عام، ثم يرجع إلى حصنه (علعال فكان بين حصنه علعال وبين قبر النبي هود (عليه السلام) مسيرة يوم، وهي مسافة. وقد أخلى جعفر بن قرط المسافة من الناس فلا ينزلها أحد - كانت له حمى). ورغم كثرة قصص ابن قرط إلا أننا نورد واحدة منها، كما رواها صاحب التيجان، إذ قال: وأنه كان رجل بمأرب تحت السد، يقال له عمرو بن عباد بن مهرس بن عفار بن أود الله بن سعد العشيرة. وكان صعلوكاً لا يقر به قرار ويطلب المبارزة في كل قبيل من العرب، وفي كل أوب، وتبعه على ذلك شريك بن عمرو بن هلال بن أود الله، وتبان بن ثور بن أسلم بن زُبَيْد، وكانا صعلوكين فاتكين جسورين على كل هول، فتبعه عمرو بن عباد فسار بهما يطلبون الأموال وغيرة القبائل، لا يصطلي بنارهم، ولا يسلم من لقيهم، فبينما هم كذلك سائرين إلى أن رمت بهم الأرض إلى نهر الحفيف أثر ظعن جعفر بن قرط فمشوا على الرسم، واقتصوا الأثر، حتى تراءى لهم جعفر يمشي كالشبح خلف ظعائنه فجدوا في طلبه حتى أدركوه، وبينهما نهر الحفيف، وهو نهر ينهال فيه الرمل فيبتلع من سقط فيه فطلبوا سرحة للنهر، يعبرون منها إليه، فلما دنوا منه وقفوا في عدوة النهر قريباً منه رأوا شيخاً جالساً في سرجه كالنخلة، ولحيته سقطت على عرف فرسه، فانحرف عليهم بوجه كالمجن، وقد بلغت ركبتاه حذاء أذني الفرس فقال لهم: من أنتم، وما شأنكم؟ قال له عمرو بن عباد: أنا عمرو بن عباد الأزدي، وهذا شريك بن عمرو الأزدي، وهذا تبان بن ثور الزُبيدي لم ندع في العرب مثلنا بأساً ولا نجدة فأسلم الظعائن، وانج بنفسك. قال له تبان بن ثور: يا عمرو لا طاقة لنا بالشيخ اذهب عنه ودعه فلسنا من جيله ولا من خلقه، فقال له عمرو بن عباد: دع عنك الجزع، قوة الشباب تغلب صلابة الهرم. قال عمرو بن عباد للشيخ: ما اسمك يا شيخ ومن أنت؟ قال له : أنا جعفر بن قرط الأزدي. قال له عمرو: هل لك في المبارزة؟ قال له جعفر: لو رمت غير هذا ما وجدته، اللقيا الحمى. قد عرف الحق أهله، فأنشأ عمرو بن عباد يقول:
زم المطي قليلا
فلست تلقى مقيلا
حرمت أهلي ومالي
وخنت فيه الخليلا
تذوق عيناي برداً
حتى أراك قتيلا
يكون أهلك أهلي
إذا رأيت الأصيلا
جدوا الرحيل فإني
أبحت خيلاً فخيلا
والدهر طوع تمني
إذ ليس دهري طويلا
قل للزمان يميني
ما شئت قيلاً فقيلا
فقال جعفر بن قرط:
قد كنت عني غنيا
فعش سليماً مليا
ما أنت والقول في ذا
تراه فخراً سنيا
فحسبك الآن مني
إن كنت قرماً كميا
فما أراك خؤوناً ولا أراك وفيا
فهم يسايرونه حتى أصابوا سرحة عبروا عليها، ورأوا الظعائن ليس فيها رجل غيره، قالوا له: سلم الظعائن، وانج بنفسك، وحملوا عليه فثبت لهم فطعنوه فألقى إليهم المجن، فلم يعمل سلاحهم فيه شيئاً. وحمل عليهم فولوا وثبت له عمرو بن عباد فطعنه جفعر، فعقر فرسه، ثم عطف على صاحبيه فعبرا النهر، وعلما أنه لا طاقة لهما بجعفر، ووقفا لينظرا ما يصير إليه أمر عمرو بن عباد، فرجع إلى عمرو فقال له: إلق سلاحك واستأسر، وإلا قتلتك فألقى سلاحه ونزل إليه الشيخ فكتفه وشد وثاقه إلى نخلة، وتبان وشريك ينظران، فقال تبان لشريك: إلينا يريد فانج بنا، ثم عبر إليهما من السرحة التي عبروا إليه منها فعطفا إليه في السرحة قبل أن يعبرها فطعناه فألقى تبان الزبيدي عن نفسه فطعنه شريك بن عمرو فأصاب صدره، فنشب سنان قناته في يلب جعفر فأخذ جعفر القناة من صدره فكسر السنان وجرحه جرحاً خفيفاً، فلما نظر شريك إلى سنانه كسر ولى، فادكره جعفر، فعقر فرسه ولم يرد قتلهم إلا أسرهم؛ لأن الأسر أشهر ذكراً في العرب وهو مال. فإن أطلق من وإن أخذ المال استغنى، ثم قال: استأسر يا شريك فإنه لا ملجأ لك من نهر الحفيف ومعاطشه، فجلس شريك بن عمرو على لوى رمل، وجد جعفر في طلب تبان، وكانت فرس تبان كلت لأنها جائلة الليل والنهار، فأدركه جعفر فطعنه تبان، فشك جعفر درع تبان، وضربه على الكشح فأخرجها من صدره، ولم تعمل قناة تبان شيئاً في يلب جعفر. ثم عطف عليه ثانية فعقر فرسه، فقال له تبان: لم عقرت فرسي يا جعفر وهي لك مال زيادة في الغداء؟ قال له جعفر: إني قاتلك، قال له تبان: ولم؟ قال له جعفر: الجرح يقتلك.
قال له تبان: ليست بجائفة فإنها سلكت في الكشح سلكاً فنزل إليه جعفر فحشى جرحه رملاً ثم ساقه بين يديه فأصاب شريكاً جالساً على حبل رمل فساقهما بين يديه حتى بلغ بهما إلى عمرو بن عباد فحل وثاقه، وساقهم بين يديه، فلما بلغ قبر هود عليه السلام، نزل ونصب لهم قبة بعيداً من الحي، ولم يزل تبان يتعاهد جرحه حتى برأ).
واستمر الحوار بين جعفر بن قرط وأسراه الثلاثة الذين أنزلهم ضيوفاً عنده وقال لهم: أقيموا في رحب وسعة ودعة. استمر الحوار والمساجلة بينهم شعراً ونثراً. ويسترسل الكتاب قائلاً: وإن الريح هبت فكشفت عن منبر هود عليه السلام دراً وياقوتاً وعن يمينه عمود من جزع أحمر مكتوب فيه بالمسند: لمن ملك ذمار لحمير الأخيار، لمن ملك ذمار للحبشة الأشرار، لمن ملك ذمار لفارس الأحرار، لمن ملك ذمار لقريش التجار. فيقال: إن هوداً عليه السلام كتبه وأنه من علم الوحي. وذمار غُمدان ومأرب، وصنعاء، والعالية، وما بينها، ثم رأوا عموداً من جزع أخضر، وفيه مكتوب بالمسند على باب مغارة: (هذا قبر قضاعة بن مالك بن حمير ملك ثلاثمائة عام أدخل واعتبر، واخرج وازدجر)، فدخل جعفر بن قرط وعمرو بن عباد وشريك بن عمرو، وتبان بن ثور، فأصابوا شيخاً جالساً على سرير من ذهب وعلى رأسه لوح من ذهب مكتوب فيه بالمسند: أنا قضاعة بن مالك بن حمير سخطت ورضيت، سخطت غدر الأمل، ورضيت حلول الأجل، ومن لم يرض بالقدر جهل الخبر، ومن لم يقنع بما أعطي تعب، ولم يطب له العيش، بعد ما كنا زينة للناظرين صرنا عبرة للزائرين. وأورد أبياتاً شعرية تبلغ عشرة، واستمر يقول: ((فأمر جعفر بن قرط بالخروج، ولم يأخذ معه شيئاً من منبر هود، ولا من كسوة قضاعة، ومنعهم ذلك، وإن جعفر بن قرط أمر لهم بأفراس فحملهم عليها وأذن لهم بالانصراف)) .
2- حمير بن سبأ
هو أحد أبناء سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود قد يكون هو النبي عليه السلام أو غيره لأن هوداً نبي عاد وبينه وبين قحطان زمن طويل. (وبنوه قبيلة من بني سبأ من القحطانية. قال الجوهري: واسم حمير العرنفج أو (العرنفج) ومن حمير كانت ملوك اليمن التبابعة إلا ما تخلل ملكهم في قليل من الزمن. وكان حمير أشجع الناس في وقته).
قال وهب بن منبه: وولي حمير بن سبأ فجمع الملك الجيوش وسار يطأ الأمم ويدوس الأرضيين وأمعن في المشرق). ويذكر صاحب التاج أن حمير كان قد اتجه إلى مكة إلا أن قوماً من بني هود جاءوه يشكون (ثمود بن عابر بن إرم وما نزل بهم منه من الخسف والظلم وأتاه رسول أخيه بابليون من مصر يستدعيه لنصرته على بني حام ... فرجع حمير إلى اليمن وأخرج ثموداً من اليمن فأنزلهم آيلة من أرض الحجاز فعمروها من آيلة إلى ذات الآصاد إلى أطراف جبل نجد). وأشار وهب إلى أن حمير اتجه إلى المغرب، وأنه أقام هناك مائة عام يبني المدن ويتخذ المصانع) وأنه (قفل من أرض المغرب راجعاً وكان يكتب بالمسند في جميع سلاحه من الحديد وفي الأجبال إذ مر عليها فأكثر من ذلك).
ثم قال: وإن حمير ملك الأرض ومن عليها حتى لم يبق منها مكان كما ملكها أبوه سبأ وكان عمر حمير أربعمائة عام وخمسة وأربعين عاماً، وأقام في الملك أربعمائة عام فلما جاوز مائة قال:
وملكت من عدد السنين هنيدة
ذا الملك عمرك زينة الأيام
وأرى الشباب يميل في لهو الصبى
ومع الشباب غواية الأيام
فلما بلغ مائتين قال:
ساميت عن مائتين ملكاً باذخا
والعمر لا يبقى مع الأعوام
قالوا لحمير مدة محجوبة
والغيب لا يخفى على العلام
فلما بلغ ثلاثمائة قال
لما ركبت من المئين ثلاثة
كان الذي أمضيت كالأحلام
والعمر يدأب والمشيب كلاهما
ليسابقاني إلى محل حمام
فلما بلغ أربعمائة قال:
بدلت من ذي أربع ملكتها
عوضاً من الأيام بالأسقام
هيهات ما حكم الخلود وقد أبى
من أن أخلد حاكم الحكام
3- الهَمَيسع بن بكر العادي
اشتهر الهَمَيسع هذا بالجسارة، وطول العمر، وقوة الجسم، وكان يقضي معظم وقته في المغارات، بحثاً عن كنوز السابقين. ونورد هنا إحدى مغامراته مع صعلوكين من عبسَ وخُزاعة وكانت في مغارة (شداد بن عاد) كما يرويها كتاب التيجان. قال وهب: قال أبو محمد عبد الملك بن هشام حدثنا زيد بن عبد الملك البكائي عن محمد بن إسحاق المطلبي عن عبيد بن شرية الجرهمي قال: حدثنا شيخ من أهل اليمن بصنعاء عام الردة وكان معمراً عالماً بملوك حمير، وأمورها، قال لنا: كان باليمن رجل من عاد بن قحطان، وهو عاد الأصغر، وأما عاد الأكبر فلم يبق منهم أحد. قال الله تعالى: {فهل ترى لهم من باقية}وأن هذا الرجل العادي كان يقال له الهَمَيسع بن بكر وكان جسوراً لا يهاب أمراً وكان يُعرف بذلك. وكانت الصعاليك تقصده من آفاق الأرض، وكان أكثر طلبه المغارات يطلبها في جبال اليمن وعُمان والبحرين، وأنه أتاه رجل فاتك من عبس وآخر من خزاعة وكانا صعلوكين جسورين، فقالا له: يا هميسع احملنا من أمرك على ما تريده، فإنا نبلغ مرادك فمضى معهما الهميسع حتى أتى بهما جبلاً وعليه غابة فيها ثعابين لا ترام، والهميسع أمام الصعلوكين قد أتى الجبل مراراً وحده، وكان إذا عاين الثعابين يجزع فيرجع، فلما أتاه الصعلوكان جسر بهما وقال: إلقِ رأسك بين اثنين، ولو غُم إلى الأذنين. ثم أخذ سيفه وزناده ومشاعله وزاده وسار بهما حتى وصل إلى الجبل، ولم يزل يترايا لهم الثعابين وتهرب حتى بلغ باب كهف عظيم، وكأن الجبال على أكتافهم عظماً ثقيلاً ودخلت على قلوبهم وحشة عظيمة، وسمعوا من داخل الكهف دوياً عظيماً. وهينمة، وعلى باب الكهف نقش بالحميري فقالا له: اقرأ يا هميسع فقرأه فإذا هو مكتوب هذين البيتين:
لا يدخل الكهف إلا ذو مخاطرة
أو جاهل بدخول الكهف مغرر
إن الذي عنده الآجال حاضرة
موكل بالذي يغشاه مأمور
فغلب الخوف والجزع على الخزاعي، في أول أمره، ثم إن الجزع غلب أيضاً على العبسي فاستدرك نفسه العبسي وثبت، فقال الخزاعي: يا هميسع قد عاش في الدنيا وممن لم تبلغ نفسه هذا المبلغ ثم ولى العبسي (لعله الخزاعي) عن صاحبه هارباً فقال الهميسع: نمضي في هذا الكهف أم لا؟ فقال له: نعم فسارا في الكهف حيناً فإذا حيات يصفرن عن يمين وشمال، ورياح تجري عليهما من داخل الكهف، وسمعا دوياً من داخل الكهف، فقال العبسي: لقد حملت نفسك على مكروه يا هميسع أعلى يقين أنت من هذا الكهف؟ فقال له الهميسع: ما تيقنت إلا ما رأته عيني والرجاء فقال له: أفعلى شك؟ أنت هارش الثعابين وأبيع مهجتي ببخس با هميسع؟ لقد بعت نفسك من دهرك بأبخس ثمن وهميسع في ذلك لا يلوي إلى كلامه، وهو يسير داخل الكهف، حتى وقف به على باب آخر أعظم من الباب الأول وأهول وأشد وحشة، وزاد عليهم الدوي والحسيس والهينمة وعلى ذلك الباب بالخط الحميري. فقال له العبسي: اقرأ يا هميسع فقرأه فإذا هو:
انظر لرحْلِك لا يساق فإنه
حتم الحمام إلى العرين يساق
يا ساكني جبلي شمام لعله
يوفي بما أجنبتما الميثاق
قوموا إلى الإنسي إن محله
يدعو إلى يوم الفراق فراق


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.