- مقديشو/ وكالات .. انتزعت والقوات الحكومية الصومالية بمساعده الجيش الاثيوبي امس الاربعاء ، مدينة جوهر الاستراتيجية من المحاكم الاسلاميه الذين واصلوا تعزيز حشودهم في العاصمة مقديشو استعدادا لما يبدو أنها حرب طويلة. وقال أحد السكان في جوهر (90 كلم شمال مقديشو) "سيطرت الحكومة على بلدة جوهر.. ويمكنني رؤية قوات حكومية في عربات مدرعة تطارد قوات المحاكم... متجهة صوب مقديشو." وذكر شهود ان السكان خرجوا من منازلهم وحيوا القوات الحكومية التي تدعمها الدبابات الاثيوبية وهي تلاحق قوات المحاكم وسط تردد أصوات النيران في الهواء.. وجاء الاستيلاء على جوهر بعد ساعات من قول الحكومة الصومالية المؤقتة انها قطعت نصف الطريق الى تحقيق انتصار كامل على المحاكم .. ورد الاسلاميون بأنهم مستعدون لحرب طويلة وأن أي محاولة للإطاحة بهم ستنتهي بكارثة على اعدائهم.. وقال عبد الكافي المتحدث باسم قوات المحاكم إن أية محاولة من جانب الاثيوبيين للاستيلاء على مقديشو "سيكون فيها دمارهم وجحيماً يحيق بهم. انها مسألة وقت فقط قبل أن نبدأ في مهاجمتهم من كل الاتجاهات." ويبدو ان الاسلاميين استجابوا لنداء الزعيم الاسلامي البارز شيخ شريف أحمد بالاحتشاد في العاصمة استعدادا لحرب طويلة ضد اثيوبيا العدو القديم.. وقال للصحافيين "معظم قواتنا عليها ان تحتشد في قواعدنا في مقديشو وحولها وتستعد لحرب طويلة جدا ضد عدونا."وقال مبعوث الصومال لدى اثيوبيا إن القوات الاثيوبية تقدمت واصبحت على بعد 70 كيلومتراً من العاصمة مقديشو وقد تسيطر عليها في غضون 24 ساعة الى 48 ساعة.. وتناصر اثيوبيا الحكومة المؤقتة للصومال على قوات المحاكم الذين يسيطرون على معظم مناطق جنوب الصومال بعد سيطرتهم على مقديشو في حزيران/يونيو.. وتحولت معارك المورتر التي استمرت أسبوعا الى حرب مفتوحة تهدد بالامتداد الى منطقة القرن الافريقي كلها.. وقال رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي ، ان قواته التي تدعم الحكومة الصومالية المؤقتة قتلت ما يصل الى ألف من المقاتلين الاسلاميين. ولم يتسن التحقق من صحة ذلك من مصادر مستقلة.. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ان أكثر من 800 شخص أصيبوا وان الآلاف يفرون من بيوتهم في مناطق القتال وحذرت الامم المتحدة من ان النزوح قد يؤدي الى أزمة في المعونات في منطقة موارد الاغاثة فيها مستنفدة بالفعل بسبب الفيضانات وقلة الموارد،الى ذلك أخفق مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على صيغة للمطالبة بإنهاء القتال الدائر في الصومال، مكتفيا بدلا من ذلك ببيان رئاسي يدعو الى التهدئة.ويؤيد بعض أعضاء المجلس بيانا يدعو إلى انسحاب القوات "غير المرخص لها" وهو ما من شأنه استثناء القوات الإثيوبية التي دخلت الأراضي الصومالية بطلب من الحكومة الانتقالية.. إلى ذلك اعلنت واشنطن دعمها للهجوم الإثيوبي في هذه الحرب. وأوردت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن طائرات مراقبة أمريكية تحلق فوق الصومال لنقل معلومات استخباراتية لصالح إثيوبيا.هذا، وقد دعت منظمة المؤتمر الإسلامي القوات الإثيوبية إلى الانسحاب فورا من الصومال محذرة من خطر اشتعال منطقة القرن الأفريقي كلها. وناشد الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلو في بيان جميع الأطراف الصومالية - وخاصة زعماء مختلف الفئات، وكافة البلدان المجاورة للصومال- التحلي بأكبر قدر من ضبط النفس والمسؤولية.. في المقابل أيد الاتحاد الأفريقي تدخل القوات الإثيوبية في الصومال. وقال باتريك مازيمهاكا نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي إن الاتحاد "يعترف بأن إثيوبيا مهددة من المحاكم الإسلامية ونحن نقر بحقها في الدفاع عن النفس.من جانب اخر، اعلن مسؤولون أمس الاربعاء ان برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة علق عملياته الجوية في الصومال وسحب بعض موظفيه في هذا المجال فيما تصاعدت حدة المعارك في هذا البلد. وقال متحدث باسم البرنامج ان السلطات في بلدة كيسمايو التي يسيطر عليها الاسلاميون طلبت منه تعليق عملياته الجوية تخوفا من امتداد المعارك الى تلك المنطقة.وافاد بيتر سميردون المتحدث باسم البرنامج ان "برنامج الغذاء العالمي قام مؤقتا بنقل مروحيتي "ام اي 8" و25 موظفا في المجال الانساني من كيسمايو الى نيروبي".واضاف ان "العملية الجوية اصبحت اكثر صعوبة بسبب حظر دخول الأجواء الصومالية الذي اعلنته الحكومة الانتقالية الفدرالية".وتابع "بالتالي، تم تعليق عمليات المروحيات والقاء المواد الغذائية من طائرة انطونوف-12 فوق جنوب الصومال حاليا بسبب حظر دخول المجال الجوي". واضاف ان البرنامج علق العمليات الجوية وليس البرية.. الي ذالك حذّر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان الخاص إلى الصومال ، من "تدهور الأوضاع" في الدولة الواقعة في القرن الإفريقي، بعد تصعيد القتال بين القوات الإثيوبية وميليشيات مجلس المحاكم الإسلامية التي تعارض الحكومة الانتقالية الصومالية.