تظاهر آلاف الصوماليين في مقديشو يوم أمس تنديدا بالغزو الإثيوبي لبلادهم في حين قالت المحاكم الإسلامية إنها ترفض الاستسلام للقوات الإثيوبية التي دعمت الحكومة الانتقالية ودخلت إلى العاصمة مقديشو أمس بعد نحو عشرة أيام من المعارك فقدت خلالها المحاكم سيطرتها على مواقع عدة. وقال رئيس المجلس التنفيذي لاتحاد المحاكم الإسلامية شيخ شريف شيخ أحمد إن قوات المحاكم لن تغادر الصومال فرارا من الأعداء، وتعهد بمواصلة القتال ضد القوات الإثيوبية. وكان شيخ أحمد يتحدث من كيسمايو (500 كلم جنوب مقديشو) التي لجأت إليها قوات المحاكم بعد أن سحبت جميع مقاتليها وقيادييها من العاصمة مقديشو. ووصف شيخ أحمد للجزيرة الانسحاب من مقديشو بأنه تكتيكي، مؤكدا أن الإسلاميين مازالوا متحدين وعازمين على إخراج القوات الإثيوبية. وفي هذا السياق علمت الجزيرة أن السلطات الكينية وجهت دعوة لأربعة من قيادات المحاكم الإسلامية للتباحث معهم حول تطورات الأوضاع في الصومال. ومن المتوقع أن يعقد وزير خارجية المحاكم الإسلامية اجتماعا مع المسؤولين في الخارجية الكينية للبحث في مسألة الوساطة الكينية بين المحاكم الإسلامية والحكومة الانتقالية. على الصعيد الميداني حلقت مقاتلتان إثيوبيتان اليوم فوق ميناء كيسمايو. وقال مصدر بالمحاكم الإسلامية إن تلك الطلعات الجوية نفذت في حين يتوقع أن يصل رئيس مجلس شورى المحاكم الإسلامية حسن ضاهر أويس إلى كيسمايو. وكان رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي قد تعهد أمس بملاحقة قادة المحاكم الإسلامية. في غضون ذلك واصلت القوات الإثيوبية وحلفاؤها في الحكومة الصومالية اليوم بسط السيطرة على مقديشو حيث استولوا على مبنى السفارة الأميركية السابقة في مقديشو. ويتوقع أن يدخل وفد من الحكومة الصومالية الانتقالية اليوم إلى العاصمة مقديشو. ووصف محمد حسين عيديد مساعد رئيس الوزراء الصومالي في حديث مع الصحفيين في أفغوي (20 كلم شمال مقديشو) هذا التطور بأنه "يوم تاريخي للصومال.. إنه يوم المصالحة والنصر والعودة إلى القانون والنظام". وأكد رئيس الحكومة الصومالية الانتقالية علي محمد جيدي أن الحكومة تعتزم اتخاذ مقديشو مقرا لها "في أسرع وقت"، بعد أن كان مقرها بيداوا على بعد 250 كلم شمال غرب مقديشو. من جهة أخرى قال جيدي الذي وصل أمس إلى أفغوي على متن طائرة عسكرية إثيوبية، إن البرلمان الصومالي المؤقت سيعلن السبت فرض الأحكام العرفية لثلاثة أشهر. وأكد جيدي في مؤتمر صحفي أن عملية لنزع السلاح ستبدأ على الفور، متهما المحاكم الإسلامية بتوزيع السلاح على بعض الشباب العاطلين عن العمل للقيام بعمليات تخريب. وفي بعض ردود الأفعال الدولية على تطورات الوضع بالصومال قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية توم كيسي، إن الوضع في مقديشو ليس مستقرا، وأنكر أن يكون للولايات المتحدة مراقبون أو أي وجود رسمي هناك. وأعرب المسؤول الأميركي عن أمله بأن يبدأ الطرفان (المحاكم والحكومة) مفاوضات للتوصل إلى "هدفنا البعيد" بإقامة دولة مستقرة في هذا البلد. وفي روما قال بيان لوزارة الخارجية الإيطالية -التي كانت تستعمر جزءا من الصومال- إنها تتابع بانتباه شديد الوضع في الصومال والقرن الأفريقي. وقالت الوزارة في بيانها إن إيطاليا تتحرك في شكل ثنائي كما في إطار الاتحاد الأوروبي "لتسهيل عملية التطبيع السياسي التي من حق الشعب الصومالي". كما أصدر 14 عالما دينيا سعوديا بيانا اتهموا فيه الولاياتالمتحدة بالإرهاب الدولي "بسبب تحالفها مع إثيوبيا المعتدية في اجتياح الصومال".