ذكرت مصادر صومالية واسعة الاطلاع أمس الإثنين أن رئيس اللجنة التنفيذية لاتحاد المحاكم الإسلامية، الشيخ شريف شيخ أحمد، التقى بمسؤولين أميركيين في العاصمة الكينية نيروبي، حيث يتواجد منذ 3 أيام. وتضاربت الأنباء الواردة بشأن طريقة ذهابه إلى كينيا، فبينما أفادت تقارير باعتقال السلطات الكينية له بعد تسليم نفسه على الحدود الصومالية - الكينية، قالت مصادر أخرى إنه ذهب بناء على دعوة من مسؤولين أميركيين.فيما ذكرت فضائية الجزيرة نقلاً عن رئيس حزب «من أجل الشعب الكيني» فارح معلم تأكد أن الشيخ شريف ليس محتجزا في نيروبي بل جاء بدعوى من السلطات الأميركية للتباحث معه وغيره من قادة المحاكم الذين تعتبرهم واشنطن معتدلين بشأن سبل مساعدة الحكومة الصومالية على بسط الأمن في مقديشو. ونقل موقع «إسلام أون لاين» عن نائب في البرلمان الصومالي الانتقالي قوله:إن طائرة إثيوبية نقلت الشيخ شريف قبل 3 أيام من مكان قرب الحدود الكينية، حيث ينزل في أحد فنادق العاصمة الكينية. وعن نشاط الشيخ شريف في نيروبي، أوضح النائب- الذي طلب عدم ذكر اسمه- أن رئيس اللجنة التنفيذية للمحاكم التقى بمسئولين من السفارة الأميركية في العاصمة الكينية. وأضاف أنه كان من المفترض أن ترتب مساعدة وزير الخارجية الأميركية للشؤون الإفريقية -جندي فريزر- لقاء بين الشيخ شريف ورئيس الوزراء الصومالي علي محمد جيدي، غير أن الأخير رفض اللقاء بعد أن تلقى أوامر بذلك من الرئيس الصومالي المؤقت علي عبد الله يوسف. من جانبها رفضت المتحدثة باسم السفارة الأميركية في نيروبي التعليق على هذه الأنباء. وسبق للسفير الأميركي هناك -مايكل رانبيرغر- أن امتدح الشيخ شريف بوصفه أحد القادة الإسلاميين المعتدلين الذين تعتقد الولاياتالمتحدة أنه ربما يكون جزءا من عملية المصالحة في الصومال. وتذهب بعض المصادر إلى أن الشيخ شريف قد دخل كينيا من أجل التفاوض مع الطرف الكيني ثم وقعت عملية غدر به وتم تسليمه لوحدة الاستخبارات الأميركية . وتتضارب الاحتمالات بشأن شريف بين نية الولاياتالمتحدة المساومة بالشيخ شريف على إيقاف المقاومة الصومالية المتصاعدة أعمالها ضد القوات الأميركية والإثيوبية المتواجدة في الصومال ، وبين محاولة الحلف الأميركي شق صف المقاومة بإيجاد طرف صومالي داخل المحاكم يمكن ضمه للحكومة الانتقالية الموالية للاحتلال خاصة في ظل فشل هذه الحكومة بسط سيطرتها على الصومال وبين مجرد الأسر من أجل تصفية قادة المحاكم الإسلامية. ويجدر بالذكر أن الشيخ شريف يمثل الجانب السياسي للمحاكم بينما يقود المقاومة الشيخ حسن ظاهر أويس. يأتي هذا بعد فشل الولاياتالمتحدة فى ضم بعض الأطراف في المحاكم إلى الحكومة الانتقالية ، خاصة بعد عودة أمراء الحرب لتمزيق الصومال وتهديد أمنه من جديد ، واعتزال رئيس البرلمان ورفضه التعاون مع حكومة أتت من خلال احتلال للبلاد. وأنهى دخول القوات الإثيوبية - الموالية للحكومة الصومالية- إلى مقديشو أواخر 2006م سيطرة للمحاكم على المدينة دامت 6 أشهر، منذ تمكنت من طرد أمراء الحرب المدعومين من واشنطن في يونيو الماضي.