- الرياض (سبأ): من/عارف الدوش .. أكد ولي العهد السعودي الامير سلطان بن عبدالعزيز ان التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي والجمهورية اليمنية يشهد كثيراً من التطورات الإيجابية في مختلف المجالات.. مشيداً بنتائج مؤتمر المانحين لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في اليمن الذي عقد في لندن في شهر نوفمبر الماضي برعاية دول مجلس التعاون الخليجي. وقال الامير سلطان في حوار نشرته صحيفة "الشرق الاوسط" الصادرة أمس في لندن واوردته وكالة الانباء السعودية "ان دول مجلس التعاون الخليجي استطاعت حشد التأييد لتمويل احتياجات اليمن الشقيق وتعزيز الشراكة معه" .. مضيفاً أن اليمن انضم لعدد من المؤسسات الخليجية في دول المجلس مما يؤكد اهتمامنا بالدور الكبير الذي يلعبه اليمن الشقيق في المنطقة العربية. وحول الوضع في العراق أعرب الامير سلطان بن عبد العزيز عن ألم المملكة العربية السعودية لما يجري في هذا البلد من سفك للدماء وازهاق للارواح ومن تدمير عشوائي تأتي على الصغير والكبير والرجل والمرأة والأخضر واليابس .. مشيراً إلى أن ما يدور على أرض العراق يعد بكل أبعاده مأساة إنسانية كبيرة تدور فيها عجلة التدمير بلا رحمة، ولا هوادة، ومن دون أي اعتبار أو مراعاة لقوانين، أو أعراف، أو منطق، أو إنسانية وهذه المشاهد التي تتكرر منذ أكثر من ثلاث سنوات تؤلمنا في المملكة العربية السعودية، بل في كل أنحاء العالم العربي والإسلامي.واشار ولي العهد السعودي الى ان سياسة بلاده تجاه ما يحدث في العراق الشقيق تنطلق من واقع مسؤولياتها العربية وواجباتها الإسلامية للحفاظ على أرواح العراقيين، ووحدة أراضيهم .. لافتا الى ان السعودية حذرت ومازالت تحذر من دعوات تقسيم العراق التي تطرح بين حين وآخر بدعوى حقوق الطوائف، أو حرية الأقليات، أو غيرها من استدعاءات التمزق وتوظيفات التفتيت المذهبي والعرقي. منوهاً الى ان هذا الفكر التقسيمي ليس جديداً على المنطقة، فهو يطل بين وقت وآخر ويأتي بهدف واحد فقط وهو الضغط على المواقف الثابتة للأمة العربية والإسلامية لمساومتها على حقوقها المشروعة ومسؤولياتها التاريخية. وقال ولي العهد السعودي // ما نسعى إليه في المملكة العربية السعودية من خلال النداءات المتواصلة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وحثه للأشقاء في العراق على تحكيم العقل والخروج من مأزق الاقتتال الذي قد يؤدي إلى التقسيم ، وما تقوم به المملكة كذلك من خلال جهودها المتواصلة عبر مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومن خلال الأمم المتحدة هو التأكيد على الرغبة الصادقة والمخلصة للمملكة العربية السعودية في وضع حد لهذه الأزمة.ودعا ولي العهد السعودي أبناء العراق الى فتح حوار وطني شامل تحت مظلة وطنية تدخل تحتها كافة القوى والمؤسسات العراقية من أجل مصارحة ومكاشفة تبني مستقبل العراق، وتنهض بشعبه، وتؤسس لدولة العراق الجديد، على أساس من الثوابت المشتركة التي يتم فيها تغليب مصلحة المواطن العراقي العادي فوق أي مصلحة طائفية أو حزبية أو عرقية. واشار أيضاً إلى ان المملكة حذرت اكثر من مرة من خطورة التدخّلات الخارجية في الشؤون الداخلية للعراق ، وقال " لهذا فإن المملكة باعتبارها ضد سياسة التدخل لم ولن تتدخل في الشأن العراقي الداخلي تاركة المجال لأبنائه كي يجدوا السبل الكفيلة بخروجهم من الأزمة التي يعيشونها" .. معلناً ترحيب السعودية بأي جهد يبذل في هذا الصدد. وحول الوضع في لبنان قال الامير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي ان العلاقات السعودية اللبنانية هي علاقات تاريخية ولا تتأثر بمواقف من وصفهم ب"المشككين أو الحاقدين". مؤكداً أن المملكة وقفت مع لبنان الشقيق في كل الظروف والأوقات وقفة أخوة وصداقة ، واستمر دعمها ومؤازرتها للبنان خلال فترة الحرب الأهلية التي عصفت به.وأوضح إن جهود المملكة العربية السعودية توجت في وقف الدم اللبناني في نتائج اجتماع الطائف، الذي أصبح يشكل مرجعية سياسية محورية لكل اللبنانيين ..معرباً عن الخشية أن تمثل بعض الأحداث التي يمر بها لبنان منعطفات خطرة تهدد أمنه واستقراره السياسي والاقتصادي.واضاف ان الممكلة العربية السعودية قادت جهود المجتمع الدولي لإعادة إعمار لبنان من خلال الدعم السياسي والاقتصادي، الرسمي والشعبي، حتى يتمكن لبنان من تجاوز الظرف الذي وقع فيه، ونأمل أن تتضافر الجهود اللبنانية المخلصة للخروج من المأزق الحالي، وإعادة لبنان إلى الاستقرار والنماء الاقتصادي.كما اكد ولي العهد السعودي ان العلاقات السعودية السورية هي علاقات متينة وتاريخية بين الشعبين والحكومتين ، ووصف سوريا بأنها دولة عربية شقيقة ، وما تمر به المنطقة العربية حالياً من أزمات متتالية يحتم علينا جميعاً وحدة الصف والرأي لتجنيب المنطقة المزيد من المشكلات والحروب. ولفت الى ان ما تسميه بعض وسائل الإعلام بالفتور في العلاقة بين المملكة وسورية الشقيقة ما هو إلا انعكاس لتحليلات إعلامية مبنية على فرضيات غير صحيحة من تصنيف وتقسيم البلدان العربية إلى تحالفات ومحاور. وقال : نحن في المملكة العربية السعودية وغيرنا من الدول العربية ضد سياسة المحاور ونعمل دائما على تدعيم وحدة الصف العربي من أجل استعادة الحقوق العربية المشروعة//.وحول تفاعلات الملف النووي الإيراني وتأثيره على منطقة الخليج وحق دول مجلس التعاون الخليجي في امتلاك الخبرة في مجال الطاقة النووية للأغراض السلمية قال ولي العهد السعودي إن // الموقف السعودي واضح كل الوضوح في هذا الصدد ، فنحن دائماً وباستمرار ندعو إلى خلو منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل بما فيها السلاح النووي ، ونعلم أن إسرائيل تمتلك ترسانة من الأسلحة النووية، ويجب أن يبادر المجتمع الدولي في الضغط عليها للتخلص من هذه الترسانة وتجنيب المنطقة أخطار هذا السلاح، في إطار خطة للسلام الشامل والنهائي في المنطقة، والانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية//. واضاف " أما ما يتعلق بملف ايران النووي فنحن دائما مع حل النزاعات بالطرق السلمية واحترام الشرعية الدولية في هذا الشأن". وحول نظام هيئة البيعة في الممكلة قال ولي العهد السعودي " لقد كان إصدار نظام هيئة البيعة مفاجأة للكثير من المراقبين للشأن السعودي، ولكنها لم تكن مفاجأة لنا داخل البيت السعودي الكبير في ظل الفكر الإصلاحي الذي يحمله خادم الحرمين الشريفين، والذي يعمل جاهداً على تحقيق الأمن والاستقرار وخدمة مواطنيها في كل مكان وزمان .. مشيراً الى ان عجلة الإصلاح التي حركها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لا تزال مستمرة وتتقدم إلى الأمام ، ولهذا فإن الكثير من الأمور التي تدور في أذهان المواطنين أو تتناقلها وسائل الإعلام هي ضمن الأفكار والموضوعات التي يسعى خادم الحرمين الشريفين إلى تطبيقها بشكل تدريجي ووفق مراحل زمنية، وبما لا يخل بثوابت الدين والمجتمع وبما يحقق مصالح الوطن والمواطنين.