- سالم شيخ باوزير .. في ضوء استقرائنا لواقعنا الأدبي العربي نستنشق أنه لايمكن أن يزدهر الادب العربي ويحتل مكاناً مرموقاً وموشراً في الحياة الثقافية والأدبية والسياسية والاجتماعية في وسط مجتمع تزداد فيه سطوة الاجهزة والأنظمة العربية والقمعية لاستغلالية التفكير وحرية الابداع ففي هذا الجو الضبابي لايمكن ولا اعتقد مطلقاً أن لأدبنا العربي دور اجتماعي وثقافي في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها ثقافتنا العربية وادبنا العربي ذلك أن أي عمل ابداعي يستطيع أن يحدث تأثيراً مباشراً في وجدان وعقول الجماهير العربية ويقوم بوظيفة ادبية فعالة وموثرة على الآليات الاجتماعية بشكل مباشر وملموس على المدى القريب المنظور ولاسيما في المرحلة الراهنة التي مازالت الامية الابجدية لاتقل في احسن الاحوال عن 50% وتصل في المستوى العام إلى 70% ومازالت الامية الثقافية إن صح التعبير شائعة وبشكل خاص بيد أن ارتفع عمل وسائل الإعلام الجماهيري وأرتقى إلى المستوى المؤثر المشهد الروائي والقصصي والقصيدة المكتوبة والمطبوعة ومانعتبره ابداعاً يرقى إلى الكتابة الجيدة وعلى هامش حياتنا الاجتماعية ومايتجاوز الفترة القائمة والتهميش المقصود على ادبنا العربي والعزلة التي نتفق انها كانت في فترة ما من المظاهر الملموسة في ادبنا العربي على مستوى البلاد العربية مع انعدام حرية الإبداع وسادت القيم الاستهلاكية ومشكلة الامية وطغيان التعالي المشكلة التي تحمل تدميراً قد يكون مقصوداً للقيم الثقافية وسيطرة الدولة واجهزة الإعلام وتسخير مؤسسات الثقافة العربية لخدمة انظمة الحكم والمؤسسات بتبعية الانظمة الحاكمة في بلادنا العربية. إن الادب بحد ذاته ظاهرة اجتماعية ونفسية لكنه من حيث الجوهر والمضمون الادبي عمل فني ابداعي متميز يتعدى كل المعوقات ويتصدرها إلى عمل ادبي وجمالي لاتنطبق عليه إلا المثل الرفيعة السامية ومن أجل هذا يعد الادب العربي في مرحلتنا الراهنة من تطور المد الأدبي واحداً من أهم الاسلحة وأهم المدارس الحديثة لمواجهة المد الادبي الصهيوني وافكاره الهدامة لثقافتنا العربية .. فزخم الابداع الشعري القصصي والروائي والصحفي تجسيد حي لأصالة تراثنا الادبي بل هي اكثر ايجابية وتأثيراً من البندقية والرشاش إذا انعكس تأثيرها الوجداني في جماهير شعبنا العربي وفي مسيرة نضالات شعبنا العربية التي ترزح تحت سطوة وجبروت وهيمنة الاستعمار الاجنبي الاحتلال الصهيوني في فلسطين العربية والامريكي في العراق وذريعة التدخلات الاجنبية فتلك هي مهمة ادبائنا وشعرائنا ومبدعينا العرب وادوارهم الاجتماعية الفعالية في خلق اديب عربي ملتزم لقضايا الجماهير العربية والمهمات الادبية الوطنية ومعناها الدقيق والعميق باتجاه تشكيل جوهر ادبنا على النمط النقدي الحديث وسياجه العربي ومعدنه الثقافي العريق وبأبعاده الوطنية وهويته القومية العربية. ونحن على علم بمالعبه الادب العربي من دور ومبادئه المؤثرة في السنوات الماضية تجذر الاديب فيها وتعمق روح الإبداع العربي فكان الشعر والإبداع القصصي والروئي جذور ثورية وهامة ادبية لموروث ادبي عريق واصيل اسهم إلى حد كبير في وضوح الرؤى لما هية الادب العربي وتأكيده على القيم السامية للحرية والوحدة والديمقراطية والعدالة والكرامة والحب والشعور الوطني لايجاد انماط واشكال اجتماعية مختلفة تحدد متغيرات المرحلة الراهنة اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.