حسن حسن في ميدان البحث العسكري اليوم ميل جامع إلى التساؤل عما ستؤول إليه مصائر القوات النظامية المسلحة في بلدان العالم الثالث، على وجه التخصيص، في ظل البيئة الأمنية التي لا تني الولايات المتحدة الأمريكية تصوغها وتسعى إلى تعميمها على أي دولة تسمها الإدارة الأمريكية بمسيم المروق وتريد توضيبها في معلبات «الديمقراطية» ولو كره شعب هذه الدولة ويلات «الفوضى الخلاقة» ولهذا التساؤل خبيء فحواه أن الدولة التي ترمى بتهمة العصيان، وإن أطاعت، ستنتهي إلى شبه دولة وسينقلب ما يبقى من جيشها إلى قوى أمن داخلي كي يقي جحافل الاحتلال المدججة ب«الديمقراطية» وخزات أليمة من لدن مجموعات غير نظامية تعتمد تكتيكات حرب العصابات في المدن والأرياف، وبهذا تنتاب من يقف على مضامين طبعات الميزان العسكري. (The Military Balance) منذ احتلال العراق غصة، لما أفضى إليه قرار أول حاكم امريكي للعراق، بول بريمر، بحل القوات المسلحة العراقية، من تشويه لتقاليد هذه القوات ومسخ لقدراتها حتى إن المساحة التي أفردتها لها طبعة 2005 2006م من «الميزان العسكري» تقل عن المساحة المخصصة لجيبوتي! وهناك في هذا الشأن ناحية اخرى، وهي التشكيك في غاية رصد الدول العربية على وجه التحديد، ميزانيات دفاع يبلغ بعضها أرقاماً خرافية لتنفقها على مشتريات اسلحة تقليدية فيما أدوات المواجهات المعاصرة أضحت غير تقليدية بالمعنى الأقصى أي السلاح النووي، والمعنى الأدنى أي سلاح المقاومة الشعبية. هذه توطئة تهيب بمن يروم المشاركة في التساؤل أعلاه أن يولي التحليلات «الحارة» التي يمهد بها كتاب الميزان العسكري 2005 2006م لقدرات دول العالم العسكري، ويعقب بها على هذه القدرات اهتماماً يفوق اهتمامه بالأرقام «الباردة» التي تقصر منفعتها على الكم دون النوع(Quality) وقبل عرض الكتاب بإيجاز «واف» يحسن التعريف به وبالجهة التي تصدره كل سنة في طبعات محدثة. في تشرين الأول/أكتوبر من كل عام يصدر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (lnternational lnstitute For Strategic Studies (IISS).التقرير/الكتاب السنوي الميزان العسكري، ويصدر عن المعهد عينه كتب ودوريات تعنى على المستوى العالمي، بالأمن الدولي وأهم التطورات السياسية والاقتصادية والأحداث الاستراتجية العالمية من أبرزها (Adelphi Papers) (Strategic Survey) (Strategic Comments) (Survival)ويعرف المعهد نفسه بأنه «المرجع العالمي الريادي بشأن الصراعات السياسية العسكرية» وهو كناية عن شركة محدودة وفق قانون المملكة المتحدة وجمعية خيرية مسجلة في آن معاً. وقد أسسه في العام 1958م عدد من الأفراد المهتمين بكيفية الحفاظ على علاقات دولية متحضرة في العصر النووي، ونما بشكل درامي خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي بحث طفق يغطي قضايا سياسية وعسكرية على نحو أشمل في القارات كافة، وبحيث بات شبكة تضم حوالي 2500 عضو من الأفراد و 450 عضواً من شركات ومؤسسات من أكثر من 100 بلد. بدأ المعهد الذي يتخذ من لندن مقراً له، تأسيس مكاتب في ما وراء البحار في العام 2001م بفتح مكتب (IISS - US) في واشنطن و( IISS - ASIA) في سنغافورة، بعد أن كان في السبعينات والثمانينات يصب في مجمل عنايته على مجريات الحرب الباردة، وجد حاجة إلى التركيز على الصراعات خارج مسرح الشرق الغرب في أوروبا، وراح يبحث في الأصول المحلية والحلول المحتملة لصراعات من جميع الأنواع في افريقيا وآسيا وامريكا اللاتينية والشرق الأوسط، مع العلم بأنه كما يقول «لا يدين بأي ولاء لأي حكومة أو جهة سياسية». أما الميزان العسكري 2005 2006م فهو تحديث لسلفه حتى آب/أغسطس 2005م، وتقدير «دقيق» للقوات العسكرية ونفقات الدفاع في 169بلداً، وهو يشمل في أقسامه الثلاثة الاتجاهات الإقليمية والقدرات العسكرية وبيانات اقتصاديات الدفاع لبلدان مجموعة بحسب منطقتها «القسم الأول» ويحوي معلومات حول مجموعات مسلحة غير تابعة لدول (Non- state Armed Groups) وحول انشطة هذه المجموعات فضلاً عن خريطة جدارية منفصلة فيها بيانات بخصوص صراعات سابقة وحالية تتضمن معطيات عن الخسائر البشرية والمادية «القسم الثاني» وينتهي بمادة مرجعية من قبيل اسماء الطائرات والقابها وبلدان منشئها والشركات الصانعة لها «القسم الثالث». يضم الميزان العسكري تسعة فصول ثمانية منها مكرسة لقدرات دول العالم وتوجهاتها واقتصادياتها، ويتخللها ثمانية وثلاثون جدولاً، والفصل التاسع هو عبارة عن مقالة تتناول «الحرب غير النظامية المعقدة» ويسبق هذه وتلك تقديم لمحرر التقرير/الكتاب، وملاحظات ايضاحية تيسر للباحث والقارئ الإحاطة بالمنهجية المعتمدة والإلمام بالمصطلحات العسكرية المتعلقة بالمعدات البرية والجوية والبحرية، والمصطلحات الخاصة باقتصاديات الدفاع. *** يبلغ ( IISS)بادعائه الدقة والموضوعية في معلوماته ومنها طبعاً المعلومات في الميزان العسكري مبلغ القول إنها مرجع للسياسيين والدبلوماسيين ومحللي الشؤون الخارجية، والشركات الدولية، والاقتصاديين والعسكريين والمعلقين والصحافيين والأكاديميين، حتى إنه لا يذكر شيئاً البتة عن مصادر معلوماته ومراجعها، غير أن محرر الطبعة الحالية من الميزان العسكري، كريستوفر لا نغتون ( Christopher Langton)يجافي الموضوعية إلى حد ما بحصر رؤيته لتطورات الصراع المعاصر على الصعيد العالمي الشامل في المنظور الغربي فهو مثلاً يطرح «مسلمة» تبدل وجه الصراع إلى ما يسمى «العمليات اللا متناظرة» (Asymmetric Operations)لا من منطلق تجارب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي «الناتو» في افغانستان والعراق فحسب، وإنما من منطلق ما وصفه بأنه تجربة روسيا في الشيشان ايضاًَ، وكأن الروس يرون في صراعهم مع الشيشانيين ومع سواهم في جمهوريات شمال القوقاز في روسيا الاتحادية، ما يراه الأمريكيون وبعض الأوروبيين في توجهاتهم المستجدة بعد أحداث أيلول/سبتمبر 2001م. وينسحب الأمر ذاته على المواقف الغربية، والأمريكية تحديداً من «تزايد الخطر الصيني على تايوان» و«تنامي التهديد ضد منطقة آسيا المحيط الهادئ» في ظل تطور العلاقات العسكرية بين الصين وروسيا، ومن تعثر مهمات الاتحاد الأفريقي لدعم السلام في اقليم دارفور، وعلى هذا فإن ثمة مغالطة توحي بزعم أن الإجماع على نتائج ما يدور من صراعات في هذه المنطقة وتلك هو حكماً إجماع على الاسباب وهذا مظهر من مظاهر الهيمنة المنافية لشروط الموضوعية وحتى مبادرة الإغاثة التي نفذتها مجموعات بحرية امريكية ضاربة (Carrier Strile, Expeditionary Strike Groups)إثر كارثة تسونامي «26 كانون الأول/ديسمبر 2004م»، لم تخل من مآرب تعدت الغاية الإنسانية إلى اهداف ذاتية سياسية وعسكرية وبدأ الأمر في التقديم أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي هبت إلى نجدة ضحايا الكارثة!. *** يخص الفصل الأول من الميزان العسكري 2005 2006م الولايات المتحدة بخلاصة لأهم جنبات الفكر العسكري والتخطيط الدفاعي الأمريكيين تحت العناوين التالية: الأمن وسياسة الدفاع الأمريكيان. الدفاع الصاروخي القومي. عمليات الانتشار والمساعدة الدولية. التحول والتوسع في الانتشار. تغيرات مراجعة الوضع العالمي للقوة. الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب. أما كندا فيقتصر الحديث عنها على تقدمها في مجال الاستجابة السريعة إلى الإغاثة الإنسانية إبان الأزمات والكوارث، ودعم توسع العمليات التي يقودها الناتو، حيث إنها أنفذت إلى افغانستان 1500 جندي، منهم 250 ضمن فريق إعادة إعمار محلية ( (PRT)في قندهار وهو أول فريق غير امريكي في الأقاليم الجنوبية. ويلي هذا جدول بمختارات من انشطة التدريب وسواها من الانشطة العملانية الأمريكية في مختلف انحاء العالم في الفترة 2004 2005م «ص17» وبعد عرض مفصل لقدرات الولايات المتحدة وكندا العسكرية، يسلط الضوء على الولايات المتحدة مجدداً لناحية اقتصاديات الدفاع وميزانية الدفاع للسنة المالية 2006م، مع شرح لحصص القوات المسلحة من هذه الميزانية، فضلاً عن حصة الدفاع الصاروخي وهذه كلها مبينة في جداول يعقبها جدول بأهم طلبيات المعدات الأمريكية في الفترة 2004 2006م وآخر بما طلبته كندا من اسلحة من صنع محلي وبريطاني وامريكي وما تسلمته أو تنتظر تسلمه من هذه الأسلحة. يقدم الفصل الثاني لأوروبا بالإشارة إلى تشكل وكالة الدفاع الأوروبية وتبلور استراتيجية الأمن الأوروبية وذلك تحت عنوان «الناتو» الذي يتفرع منه كلام يتناول عمليات الناتو والتفاعل بين الناتو والاتحاد الأوروبي، والعلاقة بين الناتو وروسيا، ثم ينتقل الحديث إلى الدول الأوروبية غير المنضوية إلى الناتو ويستعرض عمليات الاتحاد الأوروبي ومبادراته والصراعات في شرق أوروبا وجنوبها، مع شيء من التركيز على البلقان، ومن ثم على الإرهاب وانشطة جهات غير تابعة لدول بخاصة في ايرالندا الشمالية واسبانيا وتركيا وتكتنف بيانات القدرات العسكرية ل«اوروبا الناتو» و «اوروبا غير الناتو» جداول غنية بمعلومات عن مناورات الناتو التدريبية الرئيسية في فترة 2004 2005م وعن طلبياتهما من الأسلحة وما تم أو سيتم تسلمه من هذه الأسلحة «ص140 150» إلى جانب دراسة اقتصاديات الدفاع لكل منهما. يتصدى الفصل الثالث لما تشهده روسيا من إصلاح وتحديث عسكريين، ولقضايا تتعلق بقدراتها الاستراتيجية وبرنامج نزع اسلحتها النووية الفائضة واسلحتها الكيمياوية، والبرنامج الروسي الامريكي الذي يرمي إلى إعادة معالجة اليورانيوم الخاص بالأسلحة بغية استخدام يورانيوم منخفض الإثراء بدلاً من اليورانيوم العالي الإثراء في الروؤس الحربية النووية وقد تمت حتى الآن معالجة ما يوازي 10.000رأس نووي ضمن هذا البرنامج الذي تبلغ كلفته 12 مليار دولار وينتهي في العام 2013 ويتتبع هذا الفصل التطورات في روسيا على صعد التحسينات في القدرات التكتيكية والتعاون العسكري والأمني، من خلال منظمة شنغهاي للتعاون(Shanghai Cooperation Organization SCO)وضمن إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعيorganization CSTOويشير إلى العنف المنتشر في الشمال القوقازي «الشيشان، داغستان، إنغوشيا، كاباروينو بالكاريا، وكاراخاي، تشيركيسيا» ويلاحظ أن نصيب روسيا في الجداول محدد، إذ لا يتعدى اربعة جداول، أحدها يعدد المناورات التدريبية الرئيسية، والجداول الثلاثة الأخرى متصلة باقتصاديات الدفاع وميزانية الدفاع للعام 2005م، ومخصصات وزارة الدفاع من ميزانية 2005م للمشتريات والصيانة والبحث والتطوير، علماً بأن الحديث أتى إلى الصناعة/الصادرات الدفاعية. يفرد الفصل الرابع تحليلاً مستفيضاً نسبياً للتطورات في العراق «(التفجيرات الانتحارية، عمليات مكافحة المتمردين) وايران (المسألة النووية، التطورات في مضمار الصواريخ)، وجدار الفصل الإسرائيلي وما يسمى الاستراتيجية الإسرائيلية لمكافحة المتمردين وتجدد التعاون الأمني الإسرائيلي الفلسطيني، والإصلاح الأمني الفلسطيني ويعرج على التطورات الأمنية في لبنان إثر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، والمناوشات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية وعرض الرئيس السوري بشار الأسد استئناف المفاوضات مع اسرائيل، ورفض هذه الأخيرة العرض ومطالبتها بخطوات سورية لكبح انشطة حزب الله وفصائل فلسطينية «قبل إعادة بدء مفاوضات السلام» ويلفت هذا الفصل النظر إلى إجراءات مجلس التعاون الخليجي في مضمار «مكافحة الإرهاب» وتعزيز العربية السعودية والإمارات العربية وعمان والكويت لقدراتها العسكرية، ويشير إلى محاولات الناتو لضم دول مجلس التعاون إلى «مبادرة اسطنبول التعاونية» (Ictanbul Cooperation Initiative ICIعن طريق تقديم عرض إلى هذه الدول فحواه «التعاون العملي في الإصلاح الدفاعي وإمكانية التشغيل المتبادل أو التوافق التشغيلي ( (Interoperabiliyومكافحة الإرهاب. ويجري الفصل مسحاً سريعاً لأبرز التطورات في اليمن (قمع القوات اليمنية لتمرد الشيخ الحوثي في محافظة صعدة، والحكم بالإعدام على زعيم مجموعة من 15 عضواً تابعين لتنظيم القاعدة، وحملة تجريد القبائل من الأسلحة.. ومصر (التفجيرات في طاباً والقاهرة وشرم الشيخ) وليبيا (مواصلة تطبيع العلاقات مع الغرب، ورفع العقوبات عن ليبيا بعد قرار طرابلس بالتخلي عن «اسلحة الدمار الشامل») والجزائر (محاربة جماعات اسلامية وافتتاح الاتحاد الأفريقي مركزاً لمكافحة الإرهاب واتخاذ الجزائر العاصمة مقراً لهذا المركز) والمغرب (العلاقات المتوترة بين المغرب والجزائر بسبب الدعم الجزائري لجبهة بوليساريو، والخلاف بشأن حل مسألة الصحراء الغربية) وتجدر الإشارة إلى وقفة خاصة سيجري إيلاؤها لمنطقة الشرق الأوسط في إطار ما لا يزال يوصف حياءً، بالصراع العربي الإسرائيلي. يتمحور الفصل الخامس المتعلق بآسيا الوسطى وجنوب آسيا حول مواقف دول آسيا الوسطى من الوجود العسكري الأمريكي في قواعد في أوزبكستان، وسعي الصين إلى زيادة نفوذها في آسيا الوسطى من خلال منظمة شنغهاي للتعاون، ومحاولات روسيا الدؤوبة لتقوية حضورها العسكري بقواعد عسكرية في طاجكستان وجنوب قيرغزستان بتسهيل من منظمة معاهدة الأمن الجماعيCSTO)) ويستطرد الفصل في تناول الأوضاع في افغانستان من الانتخابات الرئاسية، إلى استمرار تطوير الجيش الأفغاني،إلى نزع اسلحة المجموعات المسلحة غير الشرعية، وبشأن جنوب آسيا، يتركز التحليل على أوضاع باكستان الداخلية ولا سيما إعلان الرئيس مشرف بقاءه قائداً للجيش حتى العام 2007م نظراً إلى «جسامة خطر أي تغيير في السياسات الداخلية» كما يتركز على أوضاع الهند الداخلية ايضاً، وخصوصاً نجاح الحكومة الهندية في التوصل إلى اتفاقات وقف إطلاق النار مع منظمات مسلحة مثل جبهة برو للتحرير الوطني في ميزورام، وجبهة بودولاند الديمقراطية الوطنية في أسام. وفي سريلانكا هناك الصراع الدائر بين القوات الحكومية وانفصاليي نمور التاميل، وفي النيبال سياسة قاسية ضد الماويين في الأرياف، وفي بنغلادش عنف متواصل ناتج من صراع القوة بين الحزب الحاكم والحزب الرئيسي المعارض، عصبة عوامي. أما أبرز التطورات العسكرية في المنطقة، فهي مواصلة الهند وباكستان تحديثهما لقواتهما الصاروخية وتقدم التعاون الدفاعي بين الهند والولايات المتحدة، والهند وروسيا، وتوصل الصين والهند إلى عملية من ثلاث مراحل لحل نزاعهما الحدودي بناءً على تدابير لبناء الثقة في مابينهما، وهناك ايضاً بين باكستان والمملكة المتحدة لزيادة التعاون الدفاعي، بما في ذلك تسهيل اقتناء اسلحة ونقل تكنولوجيا وإجراء مناورات عسكرية مشتركة. في ختام الفصل الخامس تستوقف القارئ خريطة الاستجابة العسكرية التي استدعتها كارثة تسونامي في اواخر العام 2004م، وألفت بين جهود عدد غير قليل الدول الشرقية والغربية للتخفيف من معاناة من نجوا من الموت، والغريب في الأمر أن توصف الاستجابة بأنها عسكرية حصراً بدلاً من وصفها بالإنسانية بوسائط عسكرية. يستهل الفصل السادس تحليله للأوضاع في شرق آسيا واستراليا، بما لتحديث وإصلاح القوات المسلحة الصينية من تأثير في شرق وشمال شرق آسيا، وما يشكله من تحديات للولايات المتحدة وحلفائها، وما يخلفه من عواقب ايجابية بالنسبة إلى الصين نفسها وروسيا وكوريا الشمالية، وعواقب سلبية بالنسبة إلى الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية. وفي ما يتعلق بجنوب شرق آسيا واستراليا يرى هذا الفصل أن القوات المسحلة في عدة دول جنوب شرق آسيا، لبثت خلال فترة 2004 2005م مركزة على العمليات المنخفضة الشدة ضد مجموعات متمردة (إندونيسيا: حركة جيراكان أتشيه مرديكا، الفيليبين: جبهة مورو للتحرير الإسلامي والجماعة الإسلامية ومجموعات أبو سياف، ويعود الحديث ثانية إلى تسونامي وما قدمته استراليا وتايلند وسنغافورة واليابان من عون.. ويذكر ايضاً تعاون دول المنطقة على مكافحة القرصنة البحرية والسطو المسلح على السفن، وإعلان الحكومة الاستراليج في بداية العام 2005م عن مبادرة ترمي إلى تعزيز الأمن البحري الوطني في وجه التهديدات والأعمال الإرهابية التي تستهدف استراليا من البحر.. ويضاف إلى ذلك أعمال التحديث في تسلح اندونيسيا وماليزيا وسنغافورة والفيليبين وفييتنام واستراليا، واقتصاديات الدفاع الاسترالية والنيوزيلندية والتايوانية والكورية الجنوبية والسنغافورية واليابانية. في الفصل السابع بخصوص منطقة الكاريبي وامريكا اللاتينية، إضاءة على الأوضاع الأمنية في هايتي، والتوتر الذي تلقيه أزمتها على كاهل جمهورية الدومينيكان بفعل تزايد عدد اللاجئين من هايتي على هذه الجمهورية المجاورة، وفي هذا الفصل ايضاً عرض مقتضب للعلاقات الطيبة المتينة بين كوبا وفنزويلا، واتفاقات كوبا مع روسيا والصين بصدد تسلم كوبا قطع غيار، وتنفيذها برنامجاً لتحسين مستويات طائراتها ودباباتها وصواريخها للدفاع الجوي وقطعها البحرية.. ومع أن هناك مؤشرات تعاون بين المكسيك وروسيا، فإن العلاقات الكوبية المكسيكية مشوبة بالتوتر بحجة تدخل كوبا في السياسات الداخلية المكسيكية في الوقت الذي تمر العلاقة بين الحكومة المكسيكية وحركة زاباتيستا المعارضة بمرحلة تهدئة، عقب إعلان قادة الحركة مواصلة معارضتها للحكومة بعمل سياسي لا من خلال مقاومة مسلحة.. وفي نيكاراغوا ازمة حكم يحاول فيه زعيم الساندينيين دانييل أورتيغا دفع الرئيس الحالي إنريك بولانوس إلى الاستقالة كي يحل محله، وثمة خطر تحول حملة الاحتجاجات ضد الحكومة إلى مواجهة عنيفة مع الشرطة. وفي ما يتعلق بأمريكا اللاتينية يشير الفصل إلى إعلان فنزويلا نيتها شراء عدد من طائرات الهليكوبتر «مي 26-» من روسيا، وإجرائها مفاوضات مع روسيا ايضاً لشراء نحو 100.000 بندقية هجومية من طراز AK -47 وإمكانية حصولها على 10 طائرات دورية بحرية CN-235 من اسبانيا الأمر الذي يثير مخاوف الولايات المتحدة ودول اخرى وبخاصة كولومبيا، من أن ينتقل بعض هذه الأسلحة إلى تنظيم مناوئ للحكومة الكولومبية ويفاقم عدم الاستقرار في المنطقة.. والمعروف أن العلاقات بين الولايات المتحدة وفنزويلا ساءت منذ انتهاء مدة الاتفاق الثنائي الذي دام 35 عاماً وتم بموجبه تدريب قوات فنزويلية.. والمعروف ايضاً أن كولومبيا تتلقى مساعدات من الولايات المتحدة، ولا سيما في مضمار مكافحة المتمردين ومهربي المخدرات، كما هي الحال في الإكوادور والباراغواي. في 15 تموز/ يوليو 2005م وقعت البرازيل اتفاقاً مع فرنسا كي تشتري 12 مقاتلة «ميراج 2000 سي» على أن تتسلمها في العام 2006م وفي 24 حزيران/يوليو أعلنت التشيلي بعد مفاوضات مطولة، انها ستشتري 3 مدمرات Type 23 مستعملة من المملكة المتحدة وفي هذا الوقت بدأت التشيلي نزع الألغام على امتداد حدودها مع بوليفيا «3300 لغم مضاد للأفراد و 1100 لغم مضاد للدبابات». وعلى صعيد اقتصاديات الدفاع، تواصل اقتصاديات امريكا اللاتينية استرداد عافيتها ونهوضها من الركود الشديد في فترة 2001 2002م حيث سجل في العام 2004م نمو في الناتج الإجمالي المحلي بنسبة 5.7 في المئة وهي أعلى نسبة في المنطقة منذ العام 1980م. يبرز الفصل الثامن اهتمام مجموعة الدول الثماني)G8( كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، روسيا» الشديد بأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث المرض والجوع والحكومات الضعيفة والصراعات الكبرى التي تضعه في رأس أجندتها لتزيد في مساعدتها له «25 مليار دولار حتى العام 2010»، في مقابل التوغل فيه بواسطة أداة جديدة مبتكرة اسمها عمليات دعم السلام. ثمة أرقام مخيفة يوردها الفصل الثامن بشأن هذه البقعة من العالم يخشى أن تكون من قبيل «كلمة حق يراد بها باطل». إن مرض الإيدز، مثلاً، منتشر - كما يعتقد - في كتيبتين على الأقل من قوات جنوب أفريقيا، وفي مايقدر ب 43 في المئة من أفراد القوات المسلحة النيجيرية. والجفاف في النيجر أدى إلى جوع يكابده - وفق إحصاءات برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، نحو 3 ملايين انسان، منهم 000،8000 طفل. والاضطرابات السياسية تسود إثيوبيا وزيمبابوي وموريتانيا، والصراع المسلح يشتد في إقليم دار فور «السودان» بعد أن توصلت الحكومة السودانية إلى تسوية سياسية ووضعت حداً لحرب أهلية دامت 21 عاماً، ويغري الأقربين «دول الاتحاد الافريقي» والأبعدين «دول الاتحاد الاوروبي والناتو» بالتدخل في شؤون السودان الداخلية عبر وسائل شتى. وينسحب الأمر نفسه على جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا وأوغندا ونيجيريا وساحل العاج وأخيراً مالي، التي توصف بأنها «موضع تركيز للجهود الأمريكية الإقليمية في حملتها على التطرف». ويشار هنا إلى وجود فريق امريكي للتدريب العسكري في كيدال «مالي» قرب الحدود الجزائرية، بذريعة وجود مجموعة سلفية مسؤولة عن هجمات ارهابية في الجزائر ! ويلمح الفصل الثامن إلى أن من التطورات العسكرية البارزة في افريقيا جنوب الصحراء الكبرى، اعلان الاتحاد الافريقي في 20 حزيران/ يونيو 2005 أنه سيستضيف عدة مناورات تدريبية مشتركة مع الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وكندا، وان الكاميرون ستكون البلد المضيف، وانغولا وبوروندي وجمهورية افريقيا الوسطى وتشاد والكونغو برازافيل وجمهورية الكونغو الديمقراطية وغينيا الاستوائية والغابون ورواندا وساو تومي ستكون البلدان المشاركة. *** ينطلق الفصل التاسع من هجمات 11أيلول/ سبتمبر 2001 على نيويورك وواشنطن، ليطرح على بساط البحث التحولات الجذرية في بيئة الصراع. ففي بحث «دسم» تحت عنوان «الحرب المعقدة غير المنتظمة : مظهر الصراع المعاصر»، وهو مضمون هذا الفصل، تلقى ظلال من الشك على المقاربة التي اعتمدها كثير من القوات المسلحة الغربية في الأعوام الأخيرة من القرن العشرين. ومؤدى هذه المقاربة اسلوب في القتال يقوم على الاشتباك المباعد (أي خارج مدى تأثيرات الأسلحة المضادة ) وتجنب القتال البري، والتعويل على الضربات الجوية والبحرية. وكانت المقاربة مستوحاة من فكرة ثورة في الشؤون العسكرية. (RMA) Revolution Military Affairs المؤسسة على مستحدثات تكنولوجيا التخفي أو التسلل Stealthوالمراقبة الإلكترونية وحيازة الأهداف، والاشتباك الدقيق، والاتصالات المتشابكة. والغرض هو تبديد «ضباب الحرب» وتحاشي الحاجة إلى قتال بري مطول، وقد سرت، إذ ذاك، مصطلحات مثل «سيطرة المعلومات» ومفاهيم مثل «أنظر أولاً، تصرف أولاً، إنه بشكل حاسم». بيد أن بيئة الصراع في مطلع القرن الحادي والعشرين حلت على نحو لم يتوقعه المخططون العسكريون الغربيون، إذ وجدت القوات العسكرية الغربية نفسها مستدرجة باطراد إلى حملات بالغة التعقيد والخطورة في تضاريس أرضية ممدنة Urbanized إزاء أعداء غير منتظمين وذوي مناعة في وجه الكثير من التكنولوجيا المتطورة التي تركن إليها مقاربة «الثورة في الشؤون العسكرية». ويلفت البحث إلى واقع أن الهيمنة غير المسبوقة التي حققتها الولايات المتحدة، بما هي القوة العظمى الوحيدة، بالقوة العسكرية التقليدية التي تضمن لها سرعة وحسماً في الحروب التقليدية، قد اهتزت بعنف نتيجة وعي أعداء امريكا الفعليين والمحتملين لهذا التفوق الذي لايدانى، وعملهم على زعزعته وإرباكه. ويشير البحث في هذا الصدد إلى «جهات غير تابعة لدول»، كتنظيم القاعدة، تمكنت من تطوير مايسمى المقاربات «اللامتناظرة» التي سمحت لها باجتناب القوة العسكرية الأمريكية، وبمنع حملات هذه القوة من حسم الصراع لمصلحتها. وخير دليل على هذا هو أن قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة نجحت في كسر شوكة القوات التقليدية العراقية في 23 يوماً فقط، لكنها مازالت حتى اللحظة عاجزة عن انهاء الصراع بشكل ناجز، بفعل المقاومة العنيدة «غير المنتظمة» التي حيدت مفاعيل الضربات الجوية والبحرية وحصرت القتال، إلى حد بعيد، في الميدان البري. بيت القصيد، إذاً ، هو تبدل بيئة الصراع بتبدل المقاربات على المستوى التكتيكي، من المقاربة المرتكزة على التضاريس الرئيسية «الاستيلاء على الأرض والسيطرة عليها»، والمقاربة المرتكزة على العدو «تدمير قوات العدو الرئيسية في القتال »، إلى المقاربة على المنظومة «الهيمنة على البيئة بكاملها»، لكن دون ذلك «مركب البيئة» الذي تفرعه المقالة إلى مركب البيئة المادية ومركب البيئة البشرية ومركب البيئة المعلوماتية. ولكل من هذه المركبات مخاطرها على سلامة إدارة القوات الغازية. هذا التعقيد ليس بجديد، يقول البحث، وإنما الجديد في بيئة الصراع الراهنة هو أن سهولة الحركة الدولية والاتصالات الملازمة للعولمة، تيسر للخصم الرشيق القفز بين مناطق الصراع ومسارحه، مستغلاً نجاحات على مستوى ما للتعويض عن هزائم على مستوى آخر. ومن مفارقات البيئة الجديدة ان للنجاحات المشار إليها، ومهما يقل شأنها، تأثيراً دعاوياً على الصعد المحلية والإقليمية والعالمية، بفضل أنشطة وسائل الاعلام التي تنقل مجريات القتال في الزمن الحقيقي. فوق هذا وهذا، يتجلى مظهر الصراع المعاصر في مستويات الحرب، حيث أضحى هناك تفاعل مباشر بين الأعمال التكتيكية والنتائج الاستراتيجية، وبات المستوى العملاني «معصوراً» بين المستويين التكتيكي والاستراتيجي. كما يتجلى في تزايد التشابه بين «الفاعلين التابعين لدول» و «الفاعلين غير التابعين لدول» إذ إن هؤلاء الأخيرين يستخدمون الآن أنظمة أسلحة متطورة، ويمارسون سيطرة على أراض وسكان، ويتمتعون بقدر كبير من التطور التكنولوجي والقدرة على إحداث أذى مميت كان وقفاً على الدول وقواتها المسلحة النظامية. وتدفع بيئة الصراع المعاصر القوات المسلحة الغربية، على وجه الخصوص، إلى الدمج في مابين العمليات الخاصة والعمليات التقليدية، بحيث تتجشم عناء جعل الجندي النظامي العادي في مستوى وحدات القوات الخاصة لجهة امتلاك روح المبادرة الفردية، والتحلي بملكات ثقافية ولغوية، وإتقان استخدام اسلحة واجهزة استشعار متقدمة وخوض عمليات مستقلة في مجموعات صغيرة. ثم هناك مشقات تمييز المحاربين من غير المحاربين، ولاسيما في ظل مايوصف ب«خصخصة الصراع»، بمعنى انخراط شركات عسكرية خاصة في بيئة الصراع، جنباً إلى جنب القوات النظامية، لتأدية أعمال من قبيل حماية الشخصيات المهمة، وتقديم دعم لوجيستي واستخباري واستشاري. بناء على ذلك، استجابت قوات تقليدية كثيرة للبيئة الجديدة، أو إنها تسعى إلى التكيف مع التعقيدات المتزايدة للحرب في القرن الجاري. غير أن الدول الثلاث الوالغة بشدة في العمليات العسكرية منذ بداية هذا القرن، هي الدول دوات «التقاليد الانغلوساكونية» : استراليا وبريطانيا والولايات المتحدة ومن سخريات الأمور أن الجيش الاسترالي في طليعة القوات الغربية التي تكيفت مع الظروف الجديدة ويعزو البحث هذه «الريادة» إلى خبرات استراليا في صراعات أواخر القرن العشرين، وبخاصة في تيمور الشرقية. ونتيجة لذلك، كانت استراليا السباقة إلى إصدار أول تحليل شامل للظروف الجديدة في مايدعى ورقة «القتال في الحرب المعقدة»، وتحديد التهديد المستقبلي بكونه صادراً عن «اعداء متمردين وارهابيين غير منتظمين، لكنهم جيدو التسليح ومترابطون بشبكات».. وتلتها بريطانيا التي أصدرت في تشرين الأول/ اكتوبر 2004 «كتيب تعليمات ميدانياً - مؤقتاً». وقد تبنت هذه الدول الثلاث مقاربات تشدد على «عمليات فرق صغيرة محمية ومترابطة بشبكات، في تضاريس أرضية معقدة ضد اعداء خفيفي الحركة وغير منتظمين». *** القسم الثاني من الميزان العسكري، 2005 -2006، كناية عن الجدول رقم 41 الذي يورد عدداً مختاراً من المجموعات المسلحة غير التابعة لدول، بعد أن يعرف «المجموعة المسلحة غير التابعة لدولة » بأنها قوة معارضة مسلحة ومنظمة وذات هدف سياسي، وتعمل بصورة مستقلة عن الدولة أو الحكومة، والمجموعات المذكورة في الجدول هي تلك التي لها بنية قيادة فاعلة. كما إن التعريف يشمل المجموعات التي يمكن أن توصف بأنها أفراد حرب عصابات، وقوات ميليشيا، ومجموعات شبه عسكرية ارهابية ذات أهداف سياسية، وسبق لها أن أحدثت أضراراً في الأرواح والممتلكات. ويرفق الجدول رقم 41 باسماء مجموعات الدول التي نشأت فيها المجموعات، وسنة نشأتها، وتقديراً لعدد أفرادها، ووضعها الراهن، وأهدافها. وقد بلغ مجموع مااختير من هذه المجموعات الناشطة في شتى بقاع الأرض 212 مجموعة. والغريب، بل والمضحك، ان الجدول لايذكر أي مجموعة مسلحة ناشطة في الولايات المتحدة حتى من باب وصفها بميليشيا. *** لامنأى للقارىء العربي - وهو يوقف جهده على فهم جوهر الميزان العسكري بين الدول العربية واسرائىل كما هو مبين في هذا التقدير/ الكتاب السنوي - عن أن يجد نفسه مسوقاً إلى معاودة السؤال، الذي يلح منذ أن وقع اتفاق الصلح بين مصر واسرائىل، ويزداد إلحاحاً منذ وقوع العراق في وهدة الاحتلال الامريكي - البريطاني : هل يجوز، بعد . الأخذ بمعطيات القدرات العسكرية العربية بعد إذ اختزل الصراع العربي - الاسرائيلي بمدلوله العسكري إلى حالة لاحرب ولاسلم بين سوريا واسرائىل ؟ وحتى لو زالت هذه الحالة، فإن التطورات المتسارعة تنذر بعودة الحرب لكن بوجه آخر للصراع العسكري هو صراع بين سوريا والولايات المتحدة. وعندها لا يعود للقدرات العسكرية التقليدية السورية جدوى إلا بمقدار مايتضافر صمود القوات النظامية المسلحة والمقاومة الشعبية على منع القوات الاجنبية الغازية من إحراز قصب الحسم. ثم إن القوة العسكرية بمظهرها المادي - على النحو الذي يعرضه الميزان العسكري، ليس سوى قمة جبل الجليد، فحتى سوريا وحدها متفوقة على إسرائىل عدداً، إذ إن عديدها من القوات المسلحة «العاملة والاحتياطية» يربو على 000،600 في مقابل 000،572، وعدد دباباتها 4600 دبابة في مقابل 3657 دبابة، وعدد طائراتها القتالية 632 طائرة في مقابل 400 طائرة. إلا إن الميزان خليق بأن يؤخذ بمظهريه المتكاملين : المظهر المادي والمظهر المعنوي. وفي شأن هذا الأخير، يجد القارىء العربي نفسه أمام باب موصد قد يزحزحه - مرة أخرى - البحث في الوجه الآخر من «عملة» الميزان العسكري : الفعالية العسكرية. ختاماً، إلى القارىء العربي دعوة إلى التحري عن «خوافي» الفعالية العسكرية العربية التي تتلخص بالاستفسار عن مستوى كل من : تماسك الوحدة القتالية، براعة القيادة العسكرية، القيادة التكتيكية، إدارة المعلومات ، المهارات التقنية واستخدام الاسلحة، الصيانة والشؤون اللوجيستية، الحالة المعنوية، التدريب بعبارة أخرى، يتلازم العامل المادي والعامل الانساني تلازم «الحصان والعربة»، ولن يكون «الميزان العسكري» الذي هو بمثابة «العربة»، في نصابه الصحيح مالم يقرن بإحاطة وافية لسائر شروط الفعالية العسكرية، التي هي بمثابة «الحصان». قصارى القول ، إن الميزان العسكري مرجع ضروري لكنه غير كاف. باحث في الشؤون العسكرية