- إعداد/وهيبة العريقي .. في استعراض عام للوضع العالمي للإيدز والعدوى بفيروسه الخبيث يوضح تقرير لمنظمة الصحة العالمية أعد بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الإيدز« ديسمبر الماضي2006م» ،تحت شعار:"أوقفوا الإيدز..حافظوا على الوعد" يوضح أن عدد المصابين بفيروس الإيدز حول العالم على مدى خمسة وعشرين عاماً منذ مطلع الثمانينات وحتى منتصف عام2006م بلغوا أكثر من «خمسة وستين مليون إصابة» توفي منهم على الأقل حتى الآن «خمسة وعشرون مليوناً». ويذكر التقرير أن عدد المصابين بهذا المرض في البلدان الواقعة جنوب الصحراء الأفريقية وصل إلى حوالي «5.24مليون شخص» ،ونحو« 6.7ملايين شخص» في بلدان جنوب شرق آسيا ،أما من هم بحاجة للمعالجة بمضادات الفيروسات حتى نهاية عام 2005م فقد قدروا بنحو«5.6ملايين مصاب». ولم يتجاوز عدد من يتلقون المعالجة بمضادات الفيروسات في العام ذاته على وجه التقدير «33.1 مليون مصاب»،بنسبة تغطية تصل إلى «20%». وليس الوضع في إقليم شرق المتوسط بأحسن حال،حيث أفاد التقرير بأن عدد المعايشين للإيدز في إقليم شرق المتوسط خلال العام 2005م بلغوا حوالي «ستمائة وعشرين ألف شخص» ووقوع نحو «مائة ألف حالة عدوى جديدة» وفي ذات الصدد لاتزال الاحصاءات تشير إلى أن معظم الحالات المكتشفة،حالات جاءتها العدوى عبر الاتصال الجنسي غير المأمون ،بالأخص خارج نطاق الزواج الشرعي؛فيما أخذ انتقال المرض عن طريق الحقن الملوثة بالفيروس لدى مدمني المخدرات بالتنامي والتصاعد شيئاً فشيئاً. ومن واقع الإحصاءات تقل بدرجة كبيرة عدد حالات الإصابة بوسائل انتقال المرض الأخرى المعروفة،كنقل دم ملوث بالفيروس من المصاب إلى شخص آخر سليم،أو استخدام موس أو أدوات حلاقة ملوثة بالفيروس،أو استخدام أدوات حادة أو ثاقبة للجلد«أدوات الجراحة والأسنان إبر الوشم أدوات الحجامة» أو من الأم المصاب إلى وليدها عبر المشيمة،أو عن طريق الرضاعة الطبيعية؛علماً بأن علامات المرض لا تظهر من الوهلة الأولى لتلقي عدوى الإيدز،ولاتبدو على المريض أية أعراض مرضية،إلا بعد مضي فترة طويلة من الزمن تصل في العادة إلى سنوات عديدة من اكتساب العدوى،وقد تمتد عند بعض حاملي العدوى إلى عشر سنوات،يبدون خلالها بصحة جيدة؛ غير أنهم يظلوا قادرين على نقل العدوى إلى الأصحاء. إنه لأمر مؤسف أن يتعرض بعض المصابين بالإيدز إلى الإحباط بما يمارس ضدهم من تمييز ووصم،دون إدراك ممن يتصرف بهذه الرعونة بأن تصرفه المخل بالأدب والأخلاق أصلاً من شأنه أن يولد لدى بعض المصابين بالمرض شعور بالكراهية والنقمة على المجتمع،بل وربما يؤدي بالبعض لضعف الوازع الديني والأخلاقي إلى انتهاج سلوكيات سيئة ورغبة في الانتقام ممن حوله،فالإساءة قد تقابل بإساءة أخرى،وما يلحق المريض من وصم وتمييز قد يحوله إلى شخص ناقم يسعى ويلهث وراء الانتقام من واصميه وربما من المجتمع ككل بلا تمييز. عدا ذلك أن المواقف السلبية تجاه المريض بالإيدز تزيد من عذابه وتضاعف آلامه؛فالأولى أن نكون عوناً له في قهر مشاكله والتغلب على متاعبه ومصدراً لراحته..لانبتعد عن المريض بل نتحاشى فقط الإصابة بالمرض بتلافي وسائل انتقال الداء المعروفة. فهب أخي القارئ أنك مصاب ..ضع نفسك مكان أحد منهم،كيف تريد حينها أن يعاملك الناس؟! فكيف إذن لك أن ترضى بالوصم وإلحاق الأذى بضحايا الإيدز وأنت تعلم أن ليس كل من أصيب بهذا المرض ضحية نزوات قادته إلى دروب الفاحشة؛فهناك من لا ذنب له فيما تعرض إليه من إصابة قد يكون سببها نقل دم ملوث بالفيروس،أو استعمال أدوات حلاقة ملوثة،أو بسبب المعاشرة الزوجية ما إذا كان أحد الزوجين مصاباً بالفيروس ولا علم للآخر بذلك،أو نتيجة تلقي وخزة من حقنة أو من أداة ثاقبة للجلد أو الأذن ملوثة بفيروس الإيدز،أو بسبب أدوات الجراحة أو أدوات الأسنان الملوثة غير المعقمة.. أياً كانت الأسباب يبقى من حق مرضى الإيدز أن يحظوا باحترام وإنسانية،فهم جزء لا يتجزأ من المجتمع،بحاجة إلى رعاية خاصة وإلى مراعاة حالاتهم النفسية من قبل الأهل والأقارب والأصدقاء والمجتمع عموماً دون وصم أو إهانة أو نفور ودون فرض عزلة عليهم أو نبذهم وحرمانهم من حقوقهم في المواريث والممتلكات أو طردهم من أعمالهم بل وحتى إبداء الشفقة على حالهم أمر مرفوض.. علينا أن نبني تعاملنا مع مرضى الإيدز بنفس الطريقة تماماً التي تتبعها في تعاملك مع أشخاص آخرين في حدود معايير الوقاية من المرض؛فلا خطر في التعاملات العادية مع مرضى الإيدز في أجواء يسودها المودة والإخاء؛فالإيدز لاينتقل بالمخالطة اليومية العارضة،كالمخاطبة أو المصافحة أو المجاورة في مقاعد الدراسة ووسائل المواصلات أو بلدغ الحشرات،ولاينتقل أيضاً عبر عطس أو سعال المصاب أو عن طريق الطعام والشراب. علينا التخلي عن كل المفاهيم السيئة والمواقف الخاطئة حيال هؤلاء المرضى وأن نبني تعاملاتنا معهم بصورة طبيعية يسودها الاحترام والتكافل الاجتماعي مع نبذ التوجس والريبة من أنفسنا. وتذكر أخي القارئ أنه بإمكانك مساعدة الشخص المصاب بالإيدز بأن تتعامل معه بشكل طبيعي كأي شخص آخر،وأن يجد منك آذاناً صاغية وأيدٍ حانية تساعده وتقدم له العون؛فذاك فيه صون له من الانعزال والوحدة،يزيل عنه الشعور بالوصم والنبذ،وفيه أيضاً تخفيف من معاناته وآلامه النفسية. - المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان.