فعالية بذمار احياء لوفاة العالم السيد المجاهد/بدرالدين الحوثي    انهيار مخيف الدولار يقترب من 2700 ريال في عدن    أمنية تعز تعلن ضبط عدد من العناصر الإرهابية المتخادمة مع مليشيا الحوثي الارهابية    تلوث نفطي يضرب عدة سواحل بعدن    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الثلاثاء 17 يونيو/حزيران 2025    الإفراج عن 7 صيادين يمنيين كانوا محتجزين في الصومال    طبيب يفند خرافات شائعة عن ورم البروستاتا الحميد    بالأدلة التجريبية.. إثبات وجود ذكاء جماعي لدى النمل!    قائمة أولية لمنتخب الشباب    د.الوالي: لن نشارك في تظاهرة هدفها ضد استقلال الجنوب العربي ورمزها الوطني    هجوم إيراني في عمق الاحتلال    تسوية تتخلق في المنطقة العرب فيها مجرد ممولين إعادة الاعمار    صوت الجالية الجنوبية بامريكا يطالب بالسيادة والسلام    أمن العاصمة عدن يلقي القبض على خلية حوثية    الشرق الأوسط تحت المقصلة: حربٌ تُدار من فوق العرب!    اخماد حريق بمركز تجاري في اب    قرار مفاجئ للمرتزقة ينذر بأزمة مشتقات نفطية جديدة    بعض السطور عن دور الاعلام    راموس: اريد انهاء مسيرتي بلقب مونديال الاندية    صنعاء .. التربية والتعليم تعمم على المدارس الاهلية بشأن الرسوم الدراسية وعقود المعلمين وقيمة الكتب    مسؤول إيراني: نستعد لشن ضربة قوية على إسرائيل    السامعي يدعو لعقد مؤتمر طارئ لمنظمة التعاون الاسلامي لبحث تداعيات العدوان على إيران    وجبات التحليل الفوري!!    واشنطن تبلغ حلفائها بعدم التدخل في الحرب بين ايران واسرائيل وصحيفة تكشف توقف مصفاة نفط    كأس العالم للأندية: تشيلسي يتصدر مؤقتاً بفوز صعب ومستحق على لوس انجلوس    صنعاء : التربية تعمم بشأن الرسوم    اتحاد كرة القدم يقر معسكرا داخليا في مأرب للمنتخب الوطني تحت 23 عاما استعدادا للتصفيات الآسيوية    تشكيلات مسلحة تمنع موكب "مليونية العدالة" من دخول عدن    القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي يتفقد مستوى الانضباط الوظيفي في هيئات المجلس بعد إجازة عيد الأضحى    نائب وزير الاقتصاد يلتقي وكيل وزارة الخدمة المدنية    أمين عام الإصلاح يعزي البرلماني صادق البعداني في وفاة زوجته    احتجاجات غاضبة في حضرموت بسبب الانقطاعات المتواصلة للكهرباء    البكري يبحث مع مدير عام مكافحة المخدرات إقامة فعاليات رياضية وتوعوية    تصنيف الأندية المشاركة بكأس العالم للأندية والعرب في المؤخرة    الأمم المتحدة:نقص الدعم يهدد بإغلاق مئات المنشآت الطبية في اليمن    تعز.. مقتل وإصابة 15 شخصا بتفجير قنبلة يدوية في حفل زفاف    بايرن ميونخ يحقق أكبر فوز في تاريخ كأس العالم للأندية    علماء عرب ومسلمين اخترعوا اختراعات مفيدة للبشرية    الفريق السامعي: الوطنية الحقة تظهر وقت الشدة    حصاد الولاء    مناسبة الولاية .. رسالة إيمانية واستراتيجية في مواجهة التحديات    إب.. إصابات وأضرار في إحدى المنازل جراء انفجار أسطوانة للغاز    العقيد العزب : صرف إكرامية عيد الأضحى ل400 أسرة شهيد ومفقود    مرض الفشل الكلوي (8)    من يومياتي في أمريكا .. صديقي الحرازي    هيئة الآثار :التمثالين البرونزيين باقيان في المتحف الوطني    نائب وزير الخدمة المدنية ومحافظ الضالع يتفقدان مستوى الانضباط الوظيفي في الضالع    غاتوزو مدرباً للمنتخب الإيطالي    وزير الصحة يترأس اجتماعا موسعا ويقر حزمة إجراءات لاحتواء الوضع الوبائ    أهدر جزائية.. الأهلي يكتفي بنقطة ميامي    صنعاء تحيي يوم الولاية بمسيرات كبرى    - عضو مجلس الشورى جحاف يشكو من مناداته بالزبادي بدلا عن اسمه في قاعة الاعراس بصنعاء    سرقة مرحاض الحمام المصنوع من الذهب كلفته 6ملايين دولار    اغتيال الشخصية!    قهوة نواة التمر.. فوائد طبية وغذائية غير محدودة    حينما تتثاءب الجغرافيا .. وتضحك القنابل بصوت منخفض!    الترجمة في زمن العولمة: جسر بين الثقافات أم أداة للهيمنة اللغوية؟    فشل المطاوعة في وزارة الأوقاف.. حجاج يتعهدون باللجوء للمحكمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طلاب في مهب رياح الفشل
واقع مؤلم .. وقطيعة قائمة بين الطالب وبين المدرسة
نشر في الجمهورية يوم 02 - 02 - 2007


- استطلاع/ غمدان الدقيمي
التعليم هو الأداة الرئيسية لتحقيق التنمية والتقدم والازدهار في أي بلد من البلدان.. بدءاً بالتعليم الأساسي إلى الإعدادي إلى الثانوي والجامعي..الخ..
ما يهمنا ونحن نتحدث عن التعليم بعد أن انتهى الفصل الدراسي الأول في جميع مدارس محافظات الجمهورية.
هو الفشل الذي يظهر على معظم الطلاب سواء بالريف أو المدن لماذا يفشل طلاب المدارس كان هذا محور حديثنا في هذا الموضوع.
انتهت المرحلة الأولى للعام الدراسي الحالي 20062007م «الفصل الأول» في جميع مدارس الجمهورية سواء تلك التي في المدن أو الأرياف «القرى» ونتيجة الطلاب ظهرت في معظم المدارس كل حسب مجهوده فهناك من تفوق وهناك من فشل.
لماذا يفشل الطلاب؟
سأتطرق هنا إلى بعض الطلاب في الأرياف اليمنية بحيث يمكن القول ان الطلاب يتجهون إلى مدارسهم كل صباح ويعودون ظهراً كما هو معروف في معظم المدارس سواء تلك التي في الريف أو الواقعة داخل المدن.
لكن فرق بين هؤلاء الطلاب وزملائهم الآخرين.. فيختلف الطالب في الريف خاصة «الفتاة» عن زميلاتها في المدينة.. فتلك التي في الريف تتحمل أعباءً كثيرة من عمل وتعب إلى جانب دراستها فهي غالباً تجلب الماء من البئر والذي يقع أحياناً على بعد كيلو متر من القرية أو أكثر.. إلى جانب الأعمال المنزلية التي تكلف بها الكثير من الفتيات «صغيرات السن» وغالباً ما تجد إحدى الأسر تفرغ فتياتها للتعليم فقط فكيف ستستطيع فتاة لم تتجاوز 10 سنوات أن تجمع بين أعمالها المكلفة بها ودراستها.. هذه احدى مشاكل وأسباب الفشل للفتاة في الريف.. بل وتجد معظمهن لا يفضلن الدراسة فقد تضطر الكثير منهن لترك المدرسة والتعليم نتيجة للإهمال المفرط من جانب الأسرة وأيضاً لعدم استطاعتها الحضور والالتزام بقواعد التعليم والمدرسة.. ويظل الظلم والحرمان رفيقيها حتى مراحل الشيخوخة وحتى وفاتها.
أيضاً الجانب الآخر وهم «الفتيان» فنظراً لانشغال الآباء بأعمالهم في المدن وانشغال الأمهات بالأعمال الخاصة بالقرى كالزراعة..وو..الخ. تجدهم لا يعيرون التعليم أي اهتمام بقدر ما يهتمون برغباتهم الخاصة كاللعب مثلاً ورغم أن البعض منهم ميسورو الحال إلا أنك تجدهم في النهاية بين حزمة «الفاشلين» إلا من رحم الله والأمثال كثيرة جداً على هذا النوع ولكن ليس بالضرورة أن نتطرق إلى كل التفاصيل.
فقر وتعامل بالعنف
الطالب عبده 12 سنة من أبناء الريف وفرت له أسرته كل متطلباته الدراسية ولكنه دائماً يفشل حتى ان ادارة المدرسة في الأخير تضطر إلى رفعه إلى الصف التالي بعد أن يكون قد مضى في الصف سنتين أو ثلاث سنوات.
كما ان هناك مشكلة أخرى تعيق بعض الأسر في الأرياف بل هو الكابوس المخيف لهذه الأسر انه «الفقر» والذي حتماً نتائجه وخيمة منها ما نلاحظه في هذا الموضوع فالأسر الفقيرة لا تعير أبناءها الاهتمام الواجب والطفل «الطالب» يشعر بالنقصان أمام زملائه فتجده ينصاع إلى الطريق المنحرف الذي يؤدي دائماً إلى «الفشل في دراسته».
وإلى جانب هذا وذاك فهناك أيضاً دور المدارس والمدرسين في هذه المناطق «الأرياف» فمعظمهم يحتاجون إلى التدريب والبعض منهم قد مّل من التدريس والبعض الآخر مازال يستخدم العنف ضد الأطفال «العصا» وهذا أيضاً ينعكس سلباً في مستوى الطالب مما يؤدي إلى فشل الكثير منهم.
ولكن هذا لا يعني أنه لا يوجد تفوق في بعض المدارس الموجودة في الريف خاصة تلك التي تخرج منها الكثير والكثير من الطلاب فمنهم من هو حالياً وزير ومنهم مدير إدارة ومنهم وكيل وزارة..الخ.
طفلي يكره المدرسة
الأخت / أم أحمد/ 45 عاماً محافظة عدن قالت:
عندى 6 أولاد 2 بالجامعة و4 مازالوا في المدرسة بنين وبنات ولكن الفرق كبير بين المستوى الدراسي لأولادي الكبار وبين الذين مازالوا في المدرسة، وأخص بالذكر ولدي الأخير «علي» 8 سنوات لكنه يكره الدراسة وكأنه يرى الموت عندما تذكر له الكتاب أو تقوم بتوبيخه للمذاكرة فهو يرفض رفضاً تاماً مذاكرة دروسه كما انه يكره المدرسة ودائماً يتعلل بأنه غير قادر على الذهاب إلى المدرسة لأن زملاءه يضربونه والمدرس أيضاً يصيّح فوقه وهذا طبعاً بعكس أخيه الكبير «أحمد» فهو دائماً من المتفوقين الأوائل منذ صغره.
لكني في الفترة الأخيرة بدأت باستخدام أساليب جديدة من شأنها رفع معنويات «علي» بتشجيعه على الدراسة وحب أصدقائه وإن شاء الله تنجح هذه الطريقة معه.
شكاوى وأعذار
أما الطالب / عبدالرحمن علوي 16 عاماً الصف الثامن فقال:
سبب فشلي هو عدم المذاكرة بدرجة رئيسية فأنا أكره القراءة وأفضل اللعب عليها فمنذ أن بدأ هذا العام وأنا غير راض بالدراسة ولكني الآن بعد أن طلعت نتيجتي ووجدت نفسي بين الفاشلين أحسست بندم كبير جداً على الوقت الذي مضى من عمري وأنا لم أستفد منه لكني من الآن ان شاء الله سأبدأ مرحلة جديدة وسأخلع ثوب الفشل في الفصل الدراسي الثاني وسألبس ثوب النجاح بإذن الله.
محمد علي 10 سنوات الصف الرابع قال أيضاً:
أنا مافيش معي كتب من بداية العام والمدرس عندما أقول له هذا الكلام يطردني من الصف ويقول لي فين كنت عندما وزعنا الكتب.. غائباً صح وعندما بدأت الامتحانات ذهبت أذاكر مع أصحاب الفصل ولكن فشلت في ثلاث مواد.
المدرسة هي السبب
الأخ/ صالح مصلح مواطن شارك في الحديث بالقول:
البعض يقول ان الأسرة هي من تتحمل نتائج فشل الطلاب «الأبناء» إنها المدرسة الأولى.. هذا الكلام صحيح ومقبول لكن بعد أن تكون الأسرة قد قامت بكل واجبها تجاه أبنائها وفي الأخير يكون الفشل.. فمن يتحمل هذه النتيجة اليست المدرسة والمدرس خاصة وأن الكثير من الطلاب يشكون من قلة الكتب ومن سوء المعاملة من قبل البعض من المدرسين.
في الحقيقة نحن كمواطنين نحمل المشكلة الطرفين الطالب والأسرة والمدرسة وإدارتها هذا أقل تعبير عندي.
مدارس أشبه بأسواق الحراج
ويتهم المواطن/ فاكر إسماعيل المدرسين بالتسبب في فشل طلاب المدارس فيقول: أصبحت العملية التعليمية في الوقت الحالي وكأنها سوق يعني ان الطلاب والمدرس يجتمعون في المدرسة وكأنهم في سوق حراج وليس في صرح تعليمي.
المفروض أن تبنى علاقة جيدة بين الطالب والمدرس وهذا على المدرس أولاً أن يفرض احترامه على الطلاب خاصة داخل المدرسة وليس كما نرى فقد أصبح اليوم المدرس يتناول القات في المجالس مع طلابه وهذا طبعاً يؤثر على العملية التعليمية فطلاب اليوم معظمهم شباب طائش .. وفي هذه الحالة يفقد المدرس احترامه وهيبته أمام طلابه مما يدفعهم إلى الابتعاد عن مذاكرة دروسهم.
دور الباحث الاجتماعي
كما نلاحظ أن هناك دوراً مهماً يجب أن يعمل به داخل المدارس بل ويجب أن نلمسه على الواقع «داخل المدارس» وهو توفير الباحث الاجتماعي للمدرسة «مشرف اجتماعي» والذي غالباً ما يصدر به قرار رسمي في كل مدرسة ضمن تشكيلة الهيئة الإدارية المساعدة لمدير المدرسة.
لأنه يمثل نقطة الارتكاز في استقرار الحصة الدراسية ونجاح العملية التربوية والتعليمية وعامل مساعد في التغلب على المعضلات، طبعاً يقوم بهذه المهام المشرف الاجتماعي الفاهم ويخفق فيها المتطفل الذي يحتاج نفسه إلى الخضوع لباحث متخصص.
ومع العلم أيضاً أن هذا عامل مساعد في حل مشاكل الطلاب الاجتماعية والنفسية التي يواجهونها أثناء دراستهم ومما لا شك فيه قد يساعد في إبراز التفوق عند الكثير من الطلاب خاصة الذين يعون ويقدرون دور هذا المشرف أو الباحث.
ولكن للأسف فهناك الكثير والكثير من المدارس مازالت تعاني من نقص أو غياب في هذا الجانب والكثير منها أيضاً فشلت في تجربتها في هذا الجانب.
كما ننوه هنا في هذا السياق بأنه يوجد قسم في كلية الآداب بجامعة عدن يسمى «قسم الخدمة الاجتماعية» تخرجت منه ثلاث دفع وللأسف الشديد لم يستخدم منهم في المدارس كباحثين اجتماعيين.
دور المكتبة المدرسية
أيضاً مما لاشك فيه ان المكتبة المدرسية لها دور كبير في تنمية العملية التعليمية خاصة اذا توفرت فيها الكتب والمجلات الخاصة بالأطفال «الطلاب» والتي من خلالها ستغذي ذاكرتهم وتلبي طموحاتهم الذهنية من خلال قراءة القصص والحكايات المفيدة والمسلية..الخ.
فبالتالي هذا سيحبب القراءة عند الكثير من الطلاب خاصة اذا خصصت ادارة المدرسة وقتاً محدداً للطالب لزيارة المكتبة «اجبارياً» وهذا سينعكس ايجابياً على مستوى الطالب والطلاب وعلى مستوى الوطن بشكل عام.
الصحافة الطلابية
كذلك هناك الصحافة الطلابية «الصحافة المدرسية» ونقصد بها مجلات الحائط أو صحف عادية مصغرة.. فهي تنمي لدى الطلاب القدرة في التعبير عن أنفسهم واحتياجاتهم وآرائهم في مشاكل المجتمع وقضاياه.. وهي تعد بلا شك مجالاً يتدرب فيه الطلاب على اظهار أية موهبة فكرية أو ثقافية وتطور أيضاً من فكرهم ومداركهم العلمية والعملية.
أسباب متعددة؟
ويسترسل الأخ/فهمي سعيد دماج خريج جامعي بالقول:
هناك عدة أسباب تؤدي إلى فشل الطالب في المدرسة ومن أهم هذه الأسباب يأتي أولاً مدى المجهود الذي يبذله المدرس لإيصال المعلومة إلى الطالب فغالباً ما يكون المدرس حاصلاً على امتياز في تخصصه ولكن طريقة إلقائه للمعلومات أثناء شرح الدرس غير سليمة ويفترض أن يتم تأهيل مثل هؤلاء المدرسين وتدريبهم على هذه الأساليب التي من شأنها شد انتباه الطالب إلى مدرسه أثناء الحصص الدراسية وتسهل المعلومة قدر الإمكان ليستوعبها الطالب.
والسبب الثاني والأهم هو الإهمال من قبل ولي أمر الطالب من حيث متابعته «الطالب» في محصلاته الشهرية أولاً بأول ودور الأسرة هو الدور الأهم فالطالب غير مدرك مصلحته في هذه المرحلة سواء الأساسية أو الاعدادية.
فهنا يأتي دور الأسرة بتوعيته وتحديد وقت معين للعب وآخر للمذاكرة ولكن مانلمسه في بعض الأسر انها لا تلوم أبناءها إلا بعد ظهور النتيجة النهائية.
ظاهرة الغش وغيرها
ومن الأسباب أيضاً ظاهرة الغش والتي تعد من اخطر الآفات التي تستهدف التعليم وتؤدي إلى اهمال الطالب بحيث يعتاد عليها وتصبح أمرا طبيعياً بالنسبة له يمارسها على مدى الأعوام وللأسف الشديد فمشكلة «الغش» أصبحت مباحة في أغلب المراكز الامتحانية والمدارس أيضاً ومعظم المدرسين هم أنفسهم من يسمحون بهذه الظاهرة في أوساط الطلاب ونسوا أنهم يحملون أمانة هم محاسبون عليها عند ربهم.
وأسباب كثيرة أخرى تؤدي في النهاية إلى فشل الطالب بحيث ينشأ جيل غير قادر على بناء وطنه.. أيضاً لا ننسى العدد الكبير لطلاب المدارس فهم يزدادون يوماً بعد يوم وعاماً بعد عام واحياناً تجد «100» أو أكثر طالب وطالبة تحت سقف وأحد وهنا يصعب على المدرس توصيل المعلومة للطلاب كما يصعب على الطالب استيعاب الدرس مما يؤدي هذاالى فشل الكثير من الطلاب.
ولكن علينا كمجتمع أولاً ثم على الجهات المختصة ثانية أن نبذل جهداً أكبر وأكبر مع الطالب وعلينا أن ندفعه لحب التعليم فالتعليم هو البناء المستقبلي للإنسان وبدونه لن يتستطيع أن يحقق ما يحلم ويسعى إليه.
التعليم في حالة يرثى لها
بليغ عبدالهادي مثقف يقول في هذا الموضوع:
لم تعد مشكلة التعليم تخفى على أحد فالكل وبدون استثناء يرى أن التعليم في بلادنا أصبح في حالة يرثى لها وأصبح الطالب وللأسف الشديد وفي مراحل متقدمة من التعليم الأساسي لا يستطيع الإملاء بالشكل الصحيح.. فمابالنا ببقية المواد العلمية.. فهناك الكثير من الدراسات والندوات قد ناقشت هذا الجانب ولكن بدون أي جدوى أو فائدة.
وفي اعتقادي الشخصي يمكن القول ان للمشكلة ثلاثة أركان رئيسية وهي أولاً إهمال البيت والأسرة لمتابعة أبنائها الطلاب والركن الثاني يكمن في تقصير الإدارة وضف المدرسين في المدارس الحكومية والخاصة والركن الثالث هو في المنهج التعليمي وقلة الإشراف والمتابعة من قبل الجانب الحكومي الممثل في وزارة التربية والتعليم.
ونحن إذا استطعنا أن نطور ونركز اهتماماتنا في هذه الجوانب فإنه بالتأكيد سوف تكون النتيجة إيجابية.. فمن الناحية الأسرية يجب على الوالدين أو أولياء الأمور متابعة أبنائهم ومتابعة مستوياتهم الدراسية والتواصل دائماً مع ادارة المدرسة لحل كافة المشاكل العالقة بين الطالب وأساتذته وإيجاد حل للفجوة التي تتسع يوماً بعد يوم بين الطالب ومدرسته.. ومن جانب آخر يجب على المدرسة اتخاذ كافة الاجراءات الضرورية لجعل الطالب متعلقاً دائماً بمدرسته بحيث تصبح المدرسة الحلم الرائع له كي ينطلق بطموحه وليس جعل الأمر وكأن يصبح ذهاب الذالب للمدرسة كابوساً يومياً في مخيلته وهذا تشترك به الإدارة مع المدرسين الذين ومن خلال تعاونهم وتضافر جهودهم يستطيعون السيطرة على طلابهم بحكمة وبدون استخدام أساليب العنف التي لا تؤدي إلا إلى نتائج عكسية.
دور مطلوب
ويأتي دور الإدارة التعليمية المتمثلة بمكاتب التربية والتعليم وإدارة التوجيه كأمر مكمل فقط وإشرافي كما يجب مراقبة ومحاسبة إدارات المدارس والمدرسين المهملين في عملهم ويكون مبدأ الثواب موجوداً أيضاً لكل المبدعين في هذا المجال.
كما يجب عليها مراقبة المدارس الخاصة مراقبة مستمرة وعدم منح التراخيص لها إلا وفق شروط معينة تلبي احتياجات الطالب فيها من جميع النواحي لأن الهدف في الأول والآخر هو انشاء جيل متعلم وقادر على أن يقوم بدوره الحقيقي في تنمية هذا البلد في المستقبل لأن المستقبل دائماً يبدأ بالطفل.
وبالتأكيد فإن وجود أي خلل في كل ماذكرته سابقاً يؤدي دائماً إلى فشل الطالب دراسياً وبالتالي عجزه عن أعباء دوره التكميلي لبناء مجتمع متكامل وهذا يعني طبيعياً فشل المؤسسات التعليمية في هدفها الرئيسي التي أنشئت من أجله وهذا للأسف ماهو واقع حالياً في بعض مدارسنا سواء الأهلية أو الحكومية أو تلك التي في الأرياف أو المدن.
الكل يتحمل المسئولية
الأخ/مصطفى البكاري موظف يشير بالقول:
مشكلة فشل أو تدني مستوى أبنائنا «طلاب المدارس» لا تتحملها جهة أو طرف لمفرده فالكل مشارك في المشكلة بداية بالأسرة «أولياء الأمور» الذين تركوا أطفالهم الطلاب يتصرفون بحرية تامة حيال الدراسة بحيث وجد الطلاب أنفسهم غير مراقبين على حياتهم الدراسية فينطلقون إلى ممارسة أعمال خارجة عن إطار التعليم وتؤدي بهم إلى الفشل نهاية الفصل الدراسي أو للعام الدراسي وهذا ما نشاهده ونلاحظه دائماً أثناء فترة الدراسة.
أيضاً الجانب الآخر وهو دور المدرسة والذي دائماً لا يهمها تقييم الطلاب ورفع كافة أعمالهم إلى أولياء الأمور من حيث المستوى الذي وصل إلىه الطالب أو الغياب المتكرر للطالب أو حتى الأسلوب أو الأخلاق التي يتعامل بها الطلاب أمام مدرسيهم أعتقد أن مثل هذه الأمور لو تم الوقوف أمامها بجد من المدرسة والأسرة فلاشك ستأتي إيجابياً على الطالب وترفع من مستواه.. أخيراً يجب توفير كل المستلزمات التي يحتاجها الطالب من كتب وقاعات دراسية «فصول دراسية» تليق بالعملية التعليمية..الخ.
كما يجب أيضاً الاهتمام بالجانب التدريبي «المعلمين» من حيث إقامة الدورات لهم واختيار من هو الأنسب لهذا الصف أو ذاك أيضاً اختيار قائد للمدرسين «مدير» يكون قادراً على حزم الأمور أضبط العملية التعليمية داخل إطار المدرسة وليس كما نشاهد يتم تعيين مدراء للمدارس في معظم المناطق بالمحسوبية والوساطة.
أمور في غاية الأهمية
ويؤكد الأخ / علي بن علي أحمد عواس «تربوي» قائلاً:
أسباب فشل الطالب من وجهة نظري هي كثيرة وسأتطرق بذكر البعض منها وأهمها تحميل الطالب دروس مكثفة وليست على مستواه الدراسي.. طبعاً هذا بالنسبة للمدارس الإبتدائية الاعدادية الثانوية» أيضاً المنهج الدراسي يلعب دوراً كبيراً في التأثير على الطالب فالمنهج المقدم حالياً يساوي المناهج الدراسية بالدول المتقدمة والطالب يصعب عليه استيعاب المنهج خاصة في الوقت الحالي فبالتالي هو يحتاج إلى وقت طويل لكي يعتاد على هذا المنهج ومع مرور السنوات سيتجاوز هذه المشكلة.
أيضاً الجانب الآخر هو المشكلة الأخرى هي تكثيف الحصص الدراسية للمدرسين فالمدرس يتحمل 20 حصة مما يعكر مزاجه ويصعب عليه أيضاً توصيل الرسالة للطالب بالشكل الصحيح.. كما ان الكثير منهم «المدرسين» يعتمد على «التلقين» أثناء الحصة الدراسية وهذه الطريقة أصبحت اليوم غير مفيدة للطالب.. أيضاً عدم وجود دورات تدريبية للمدرسين من شأنها تقوية معرفتهم وإضافة الجديد إلى معلوماتهم لأن هذا أخيراً سينعكس بشكل إيجابي على الطالب الذي هو أساس العملية التعليمية.
ويواصل عواس حديثه بالقول:
ان غياب الوسائل التعليمية «المرئية» تلعب دوراً سلبياً في التأثير على مستوى الطالب فالمفروض توفير الأدوات التعليمية للمدارس خاصة ان الكثير من المواد بحاجة إلى شرح عملي إلى جانب النظري «الجغرافيا ، العلوم، الفيزياء ..الخ».
قد يكون أيضاً ازدحام الصف بالطلاب سبباً في فشل الكثير منهم وكما يجب مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ من قبل ادارة المدرسة بحيث توفر باحثاً اجتماعياً داخل المدرسة لمناقشة بعض الأمور والمشاكل التي تواجه الطالب مثلاً: تقوم ادارة المدرسة بعد انتهاء الفصل الدراسي الأول بجمع كافة الراسبين من جميع الصفوف الدراسية مع «مربي» الصفوف إلى جانب الإدارة والباحث الاجتماعي وتقدم لهم النصائح والغرض هو الوصول إلى نتائج هي سبب فشل الطالب «الطلاب» لماذا سقط هذا الطالب وما هي ظروفه كم عدد الراسبين بالصف.. وبالتالي مناقشتها مع الباحث الاجتماعي وهذا بالطبع سيكون له فائدة كبيرة جداً على الطالب.. كما يجب أن تكون هناك اجتماعات شهرية أو شابة بين أولياء الأمور وادارة المدرسة لمناقشة ومتابعة الطلاب عن قرب.
أخيرآً يمكنني القول ان الأسرة «أولياء الأمور» هي المحرك الديناميكي للطالب فيفترض تشجيع الأبناء ومساعدتهم وغرس حب التعليم في نفوسهم.
نأمل أن يتحسن الأمر
ختاماً لا أحد يستطيع أن يجادل أو يناقش بأن التعليم في بلادنا يسير بشكل جيد فنحن ما زلنا متأخرين بشكل كبير في هذا المجال الذي يعتبر من أهم المجالات التي يجب الاهتمام بها والحرص على تطويرها وأكبر دليل على أننا متأخرون في التعليم هو الفشل المتكرر للكثير من الطلاب بل وان الكثير منهم يتخرج من المرحلة الثانوية وهو لايحمل أي فكرة في رأسه من شأنها تطوير نفسه ورسم خارطته المستقبلية حتى ان البعض منهم لا يستطيع أن يحدد المجال الدراسي الذي يمكن أن يلتحق به في الجامعة وهذا دليل على ان الطالب مازال يعاني الكثير والكثير في حياته التعليمية.
أيضاً من الضروري جداً توفير كافة متطلبات المدارس والمدرسين لكي لا يكون هناك أي تباطؤ من جانبهم في العملية التعليمية التي يقدمها للطلاب وهذا واجب على وزارة التربية والتعليم والدولة بشكل عام ويجب أن تحاسب المخلين في العملية التعليمية.
أخيراً ان قضية التعليم قضية تهمنا جميعاً «قضية وطن» فعلينا جميعاً تحمل مسئوليتها بداية بالأسرة والطالب ثم المجتمع ثم الوزارة ثم الحكومة.. فبدون التعليم لا يمكننا أن نتقدم نحو الأمام فبالتعليم ترتقي الدول وينمو اقتصادها وهذا لن يتوفر إلا بوجود عملية تعليمية جادة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.