باتت المتاحف مؤسسات اقتصادية تسهم بفعالية في صناعة السياحة في دول الشمال في الوقت الذي تعد فيه متاحف دول الجنوب من أغنى متاحف العالم في مقتنياتها الأثرية ومنتجاتها السياحية. وتحتفظ كثير من المدن في دول الجنوب بما فيها الدول العربية بعدد كبير من هذه المتاحف على نظم عملها التقليدية أسهمت عبر التاريخ في حفظ عدد من مصادر قراءة تاريخ بلدانها. ولعل اليمن من البلدان التي تمتلك عمقاً تاريخياً وحضارياً ثرياً أشع نوره على مناطق الجزيرة العربية وغيرها. ولايفوت الزائر لهذا البلد أن يزور متاحفه التي تمثل أهم نوافذه للإطلالة من خلالها على تاريخه وحضارته. وينتشر عدد من هذه المتاحف في عدد من المناطق اليمنية.. وتبرز عدن واحدة من أهم المدن اليمنية التي احتضنت قبل غيرها من مدن اليمن تأسيس المتاحف، ويحتضن المتحف الوطني للآثار فيها عدداً كبيراً من المقتنيات التي تؤرخ لتاريخ هذه المدينة التي تعد من أهم وأقدم مدن اليمن. وحسب تقرير صدر حديثاً عن الهيئة العامة للآثار والمتاحف فإنه يتواجد في هذه المدينة العريقة عدد من المتاحف التاريخية.. ويعود تاريخ تأسيس أول متحف فيها إلى فترة العشرينيات من القرن الماضي ويقع في مدينة التواهي والذي ضم مجموعة من المقتنيات الأثرية والقطع التاريخية الهامة بالإضافة إلى متحف الطويلة للآثار الذي تأسس عام 1921م كأول متحف على مستوى الجزيرة العربية. وذكر التقرير التفصيلي الذي تناول توضيحاً شاملاً عن إعلان عدن مدينة تاريخية حصلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» على نسخة منه بأنه في عام 1966م أيضاً أنشئ متحف عدن للآثار في مدينة التواهي بتبرعات من الأهالي وأودعت فيه جميع القطع الأثرية، في حين ظل متحف الطويلة مخصصاً للتراث الشعبي، وفي عام 1970 أعيد ترتيب متحف التواهي وتعديل تسميته إلى المتحف الوطني للآثار وافتتح رسمياً في يوليو من نفس العام.. وأضاف التقرير أنه في عام 1976م ضمت جميع المتاحف في عدن بالإضافة إلى المركز اليمني للأبحاث الثقافية تحت مسمى "المركز اليمني للأبحاث الثقافية والآثار والمتاحف" وبعدها نقل المتحف إلى قصر 14 أكتوبر بكريتر والذي أصبح مقراً للمتحف الوطني للآثار وافتتح في 26 سبتمبر من عام 1984م.. وأفاد التقرير نفسه انه بعد إعادة تحقيق وحدة الوطن في الثاني والعشرين من مايو 1990م أصبح المتحف الوطني للآثار جزءاً من الهيئة العامة للآثار وفق القرار الجمهوري رقم (58) لعام 1990م وهو يؤدي مهامه العلمية كمتحف وطني يستقبل زواره من داخل الوطن وخارجه. وتعد مدينة عدن إحدى المدن اليمنية التاريخية القديمة ويمتد تاريخيها إلى ما يقارب ثلاث آلاف عام بحسب ما جاء ذكره في المصادر الكلاسيكية وكانت مركزاً تجارياً في عصر الفينيقيين، وكان ميناؤها من أهم الموانئ الرئيسة في جنوب الجزيرة العريبة على امتداد الدولة اليمنية بمختلف فتراتها القديمة والاسلامية والحديثة والمعاصرة والحقب التاريخية المختلفة.. وتؤرخ لذلك العديد من القطع الأثرية والمعثورات المعروضة في المتحف الوطني للآثار بعدن.