- عميد كلية التربية بسقطرى: بفضل اهتمام القيادة السياسية حدثت الكثير من التحولات والانجازات وشهد التعليم العام والجامعي نقلات نوعية - الجزيرة أكبر محمية طبيعية في العالم ومسيرة التنمية يجب أن تتناغومع هذا التميز استطلاع/ توفيق أغا .. ليس الخوف وحده هو ما كان يبعث القلق في نفس كل من كان يريد الوصول إلى جزيرة سقطرى بل سجلات الملاحة البحرية التي كانت أشبه بتحذير وانذار لكل السفن من مغبة الاقتراب من شواطئ هذه الجزيرة الساحرة خوفاً من الكارثة التي ان نجا منها بحار بعد تحطم سفينته فلن ينجو إذا ما وطئت قدماه أرض الجزيرة فالموت المحقق بانتظاره حين يجد نفسه منقطع الصلة مع من حوله في عزلة تامة لا تمكنه من الاستنجاد أو طلب العون. هناك أحداث وأساطير منها معتمدة وحقيقية ومنها تناقلها الاخباريون القدماء وما زال يتناقلها البعض إلى الآن وكما يرصد التاريخ البحري لليمن أو تاريخ الملاحة البحرية الدولية إبان القرون الماضية حول حوادث السفن التي وقعت في رأس مؤمن.. فإنه وفي عام 1887م تحطمت السفينة الألمانية المسماة «أدور» على صخور رأس «مؤمن» في منتصف الليل، وكان على ظهر هذه السفينة «نمر» في قفصه مجلوباً من الهند لحديقة الحيوانات في برلين، وعندما تم انقاذ المسافرين والبحارة من على هذه السفينة فتح القفص ليبقى هذا النمر على سطح السفينة.. فكان أهالي سقطرى يرقبونه مدة أسبوع، حتى هلك وبعد ذلك تمكنوا من الوصول إلى السفينة مرة أخرى لنهبها. أما الكارثة الثانية فكما أشار اليها المؤرخ محمد عبدالقادر بامطرف في كتابه لمحات من تاريخ جزيرة سقطرى، وهي أسوأ من سابقتها وقد حدثت في نفس المكان في شهر يونيو عام 1897م لباخرة تمتلكها شركة بريطانية تحمل البريد واسمها «عدن» وبعد تأخرها سبعة أيام من موعد وصولها تداولت الصحف البريطانية أنباء عن باخرتين شاهدتا باخرة غير معروفة الهوية في حالة خطرة في طرف سقطرى الشرقي، وفي اليوم التالي من انتشار الخبر مع قمة الاحتفالات باليوبيل الماسي للملكة البريطانية «فيكتوريا» تأكدت الأنباء عن تحطم الباخرة عدن وموت عدد من ركابها وبحارتها.. ولأول مرة في تاريخ سقطرى كانت هذه الجزيرة موضع اهتمام قومي في برطانيا وممتلكاتها فيما وراء البحار.. وقد انعكست هذه الحادثة على احتفالات العيد فغمرها الحزن.. وقام نواب البرلمان بتقديم استجوابات إلى حكومتهم وسألوا لماذا لم تنشئ الحكومة البريطانية فناراً لإرشاد السفن في ذلك الطرف من سقطرى.. بالنظر آلى خطورته وتهديده لملاحة الشرق الأقصى. ومضى المؤلف إلى القول انه في عام 981898م قدمت الحكومة البريطانية تنبيهاً إلى سلطان سقطرى تذكره فيه بالتزاماته في الاتفاقية المؤرخة عام 1876م المبرمة بينه وبين الحكومة البريطانية والتي تعهد فيها بحماية حمول السفن التي تتحطم على شواطئ سقطرى وانه إذا عجز عن حماية حمول الباخرة المحطمة فإن الحكومة سوف تقطع المخصص الذي كانت قد قررته له من خزانتها. وفي عام 18991900 قام والي عدن بزيارة جزيرة سقطرى ليتفاوض مع السلطان حول انشاء فنار على رأس مؤمن ، وحول حمول الباخرة «عدن» الذي نهبه السقطريون، ولم يقم أي فنار على رأس مؤمن إلى الآن.. أي إلى منتصف الثمانينات أو الى العشرين عاماً التى انقضت على الاستقلال الوطني من براثن الاستمعار البريطاني وحتى هذا التاريخ حيث أهملت سقطرى اهمالاً مخزياً ومحزناً. وعقب قيام الوحدة ومع بداية الألفية الثالثة بدأت البشائر تهل حيث قام الأخ علي عبدالله صالح أول رئيس يمني يولي هذه الجزيرة وأبناءها وسكانها وأهلها الرعاية والاهتمام بعد أن حقق في العقد الأول من قيام دولة الوحدة اليمنية لجزيرة سقطرى الشيء الكثير من مظاهر الحضارة والمدنية والحداثة.. وهنا توقفت تلك الأساطير والأحداث لتروي حكاية مشرقة عن هذه الجزيرة ومنها ما جاء بوصف الصحفي الألماني السيد/كلاوس بيتر ليكفيلد/ والذي وقع في غرام سقطرى وسطر في سطور رحلته بأن «المرور فيها لا يمكن وصفه إلا بأنه فتنة تسلب اللب» ومن ضمن ذلك السجل الرسالة التاريخية التي وجهها إلى فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والذي يقول فيها «الأخ الرئيس ،ان سقطري سيادة الرئيس أهل لمودتكم وحبكم لها من الضروريات بل وشأن رئيسي من شئون الدولة.. وقد شهد العام 2000م مرسوماً رئاسياً برقم «275» حمل توقيعكم وهي وثيقة ستعد من مسطرات التاريخ عندما يحرر الكتاب الذهبي عن حماية الطبيعة.. فمن قبلكم من رؤساء الدول فخامة الرئيس أقدم بشخطة قلم يوماً ما على ضم جزء كبير من جزيرته يصل إلى 72% ليكون من المحميات الطبعية». قفزة نوعية في التعليم - في اليومين الماضيين كانت الجمهورية «الصحيفة» تشهد معالم النمو والتحضر في الجزيرة وانفردت بهذا اللقاء مع الدكتور ثابت صالح اليزيدي عميد كلية التربية في جزيرة سقطرى وذلك للحديث عن آفاق ورؤى التعليم بشكل عام في الجزيرة وما يمثل من محطة هامة لمسيرة التنمية والعطاء لدولة الوحدة اليمنية فيقول: يعد التعليم حجر الزاوية للنهضة في المجتمع.. فلا تنمية حقيقية من دون تعليم، وبسبب ظروف الجزيرة وأوضاعها التي عانت منها لعقود دخلت كما يعرفها الجميع، ولأن التعليم الحديث قد دخل الجزيرة قبل قيام الوحدة المباركة إلا أنه بعد قيام الوحدة شهد تطوراً كبيراً من حيث الكم والكيف ووصل إلى معظم مناطق الجزيرة حتى ان الزائر الى الجزيرة اليوم يشاهد العديد من المدارس التي انتشرت في انحاء الجزيرة، كما ان البعض منها قيد التشييد منها مدارس التعليم الأساسي والتعليم الثانوي، ووفرت لها الدولة كل ماتحتاج إليه من كتب ومختبرات ومعلمين وفي عام 2000م شهدت الجزيرة قفزة نوعية في التعليم الأساسي والثانوي إلى التعليم الجامعي، اذ فتحت كلية التربية لمساق الدبلوم لتصبح بعد مدة وجيزة كلية مستقلة لمساق البكالوريوس ضمن كليات جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا، حيث التحق بالدراسة فيها الكثير من ابناء الجزيرة من الجنسين الذكور والإناث. وعلى الرغم من أن مسيرة التعليم الحديث في الجزيرة كانت قصيرة مقارنة بالفترات الطويلة التي ظلت فيها محرومة من التعليم ومعزولة عن العالم الخارجي ومحيطها اليمني ودون أن تصلها أيادي التحديث إلا أن المتابع لمايجرى اليوم في الجزيرة يرى تغيراً كبيراً فيها في شتى المجالات ومنها التعليم الذي حظي برعاية واهتمام ودعم فخامة رئيس الجمهورية الأخ/علي عبدالله صالح الذي وجه الحكومة بالاهتمام بالجزيرة والتعليم فيها على وجه الخصوص، فكان لهذا الاهتمام والرعاية من فخامته أن تغير وجه الجزيرة اليوم ولم يعد كما كان في السابق بل أكثر اشراقاً وبهاءً.. حيث أقبل الكثير من أبناء الجزيرة من الجنسين على التعليم وقدمت الدولة الدعم والمساعدة للنهوض بالعملية التعليمية حتى تواكب مسيرة التنمية والبناء في البلاد ولا يقتصر التطور الذي تشهده الجزيرة على التعليم فقط بل تعداه إلى مجالات أخرى كالصحة والطرقات والكهرباء والاتصالات وغيرها، وهذا سيكون له مردود إيجابي على خطط التنمية في الجزيرة وعلى خطط التنمية في الجمهورية اليمنية عامة.. ولأن الجزيرة تتمتع بخصوصية تميزها عن بقية مناطق اليمن، من حيث التنوع البيئي والحيوي، فضلاً عن الاهتمام العالمي بها كواحدة من أكبر المحميات الطبيعية في العالم فإن تنمية الجزيرة يجب أن تتناغم مع هذا التميز الخاص بها. ولذلك فإن التعليم يمثل أهمية كبيرة لأبناء الجزيرة لأنه يكسر حاجز التخلف والجهل ويلحقهم بركب التطور و يساعد على التنمية فيها فضلاً عن الاهتمام بالتنوع البيئي والحيوي فيها للاسفادة منه في خدمة التنمية ليس في الجزيرة فحسب بل وفي اليمن». التعليم الجامعي في الجزيرة لاشك ان التعليم الجامعي خاصة والتعليم على وجه العموم يمثل أهمية لأي مجتمع من المجتمعات وخطوة كبيرة باتجاه التحولات نحو التقدم والنماء والتعليم في اليمن بشقيه الجامعي والعام وشهد توسعاً كبيرآً بعد قيام الوحدة المباركة في ال22 من مايو 1991م حتى وصل إلى مختلف المناطق اليمنية القريبة منها والنائية كما توسع التعليم الجامعي وانتشرت الجامعات في طول البلاد وعرضها فبعد ان لم يكن هناك سوى جامعتين في عدن وصنعاء قبل الوحدة ظهرت جامعات حضرموت للعلوم والتكنولوجيا وتعز والحديدة وإب وغيرها حتى بلغت اليوم أكثر من ثمان جامعات حكومية إلى جانب الجامعات الأهلية والخاصة والمعاهد التخصصية الأخرى وما كان لهذا العدد الكبير من الجامعات والمعاهد أن ترى النور لولا الرعاية الكريمة والاهتمام المباشر من راعي نهضة اليمن الحديث فخامة الأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح الذي وجه وساهم في إنشاء هذه الجامعات وقدم لها الدعم السخي حتى تقوم بواجبها في المجتمع. الخروج من العزلة وجزيرة سقطرى التي عانت من العزلة طويلآً لم يكن التعليم فيها يمثل حالة أفضل من غيره من جوانب الحياة الأخرى مثل الصحة والمواصلات والكهرباء وغيرها بل كان ضعيفاً ومحدود الاثر ولكنه بعد قيام الوحدة المباركة واهتمامات فخامة الأخ الرئيس المباشرة بالجزيرة حدث تطور كبير ونوعي فيها حيث شمل مختلف الجوانب، وكان التعليم من أولويات فخامته حيث وجه ببناء المدارس الحديثة للتعليم الاساسي والثانوي حتى أصبحت المدارس منتشرة اليوم في كل أنحاء الجزيرة، والتحق بالتعليم الكثير من البنين والبنات وفي ظل اهتماماته بالتعليم الجامعي في اليمن ودعمه اللامحدود له وبتوجه فخامته قامت جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا عام 2000م بافتتاح فرع لكلية التربية المكلا سقطرى والاستاذ الدكتور/أحمد عمر بامشموس رئيس الجامعة اتخذ قراراً بجعل كلية التربية بسقطري كلية مستقلة فتحولت من نظام الدبلوم إلى نظام البكالوريوس وهي اليوم واحدة من كليات الجامعة ولاشك أن الكلية ستشهد في المستقبل إضافة أقسام علمية جديدة إلى الأقسام الحالية. مخرجات الكلية - ماذا عن مخرجات الكلية من اتجاهات؟ مخرجات التعليم الجامعي في سقطرى اليوم في ظل وجود كلية التربية مهتم بتغطية النقص الحالي في جميع مدارس الجزيرة التي تشهد تحولاً كبيراً في مجال الاقبال المتزايد على التعليم الأساسي والثانوي وهي مهمة ليست سهلة إذ يتطلب ذلك اعداد المعلمين المؤهلين تأهيلاً علمياً عالياً لهذه المدارس وهو ما تقوم به كلية التربية. كما ان الجزيرة تتنوع بها الحياة النباتية والتنوع البيئي والحيوي وهي بلا شك تمثل رافداً مهماً لتوجيه الجامعة في المستقبل وغيرها من الجامعات اليمنية إلى التفكير لإنشاء مؤسسات علمية وبحثية للاستفادة مما تكتنزه الجزيرة من الموروث الطبيعي، فهي ميدان بكر وخصب للمشاريع البحثية والعلمية.. فالجزيرة تحتوي على غطاء نباتي كبير ومتنوع وتوجد به أنواع عديدة من الأعشاب والنباتات والأشجار الفريدة في العالم وتستطيع الجامعة أن تقيم مراكز بحثية شخصية تتبع كلية الصيدلة تقوم بدراسة أنواع هذه النباتات ومدى أهميتها وفائدتها في العلاج باستخدام الأجهزة الحديثة والمتطورة، واستخلاص مايفيد الانسان من هذه الأعشاب كعلاج لكثير من الأمراض المنتشرة اليوم.. فضلاً عن إقامة مراكز لاستخلاص العسل من النحل، ودراسة كثير من الأمراض المستوطنة في الجزيرة كالملاريا والتيفوئيد وغيرها وكذلك المشاريع التي تدخل في اطار المحافظة على البيئة وعدم العبث بها لما للجزيرة من أهمية عالمية كواحدة من أكبر المحميات الطبيعية في العالم والتي تمثل منطقة جذب واقبال للسواح من جميع أنحاء العالم ويخدم التنمية في الجزيرة. علاقة حميمة - من وجهة نظرك ماهي الدلالات للعلاقة الحميمة بين فخامة الأخ الرئيس وأبناء الجزيرة؟ في البداية أحب أن أؤكد مسألة مهمة وهي أن علاقة فخامة الأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح واحدة بكل أبناء الشعب اليمني وتقوم على أساس المحمية والوفاء المتبادلة بينهما وحب أبناء الجزيرة لفخامته لا يختلف عن حب بقية أبناء الوطن اليمني.. ولكن أبناء جزيرة سقطرى يكنون للرئيس حباً مضاعفاً نابعاً من احساسهم بماقدمه ويقدمه لجزيرتهم من دعم ومساعدة والمتمثلة في المشاريع الكثيرة والمختلفة التي غيرت ليس فقط من وجه الجزيرة ونقلتها إلى عصر جديد وواقع يختلف تماماً عن واقعها السابق المتخلف ولكن التغيير شمل الانسان نفسه الذي هو الآخر تغير مع التغيير الذي طرأ على جزيرته نحو الأفضل.. وهذا لم يحدث فجأة بل كان نعمة من الله على أبناء الجزيرة واليمن بفضل الوحدة المباركة واهتمام ورعاية فخامة الأخ الرئيس وبالتالي لابد وأن يكون للرئيس حب مضاعف ومكانة خاصة في قلوب أبناء الجزيرة.