زار منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا لبنان أمس قبل توجهه لسوريا غداً الأربعاء في زيارة تاريخية هي الأولى منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في فبراير/شباط 2005.ويأمل الاتحاد بأن تسهم زيارة سولانا في حل الأزمة السياسية في لبنان، حيث من المقرر أن يلتقي في العاصمة اللبنانية بيروت رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة على أن يعقد مؤتمرا صحافيا في ختام لقائهما. وتشمل جولة المسؤول الأوروبي زيارة إلى السعودية اليوم الثلاثاء يتوجه بعدها إلى دمشق لإجراء محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم.وتأتي زيارة سولانا لسوريا بعد أن وافق الاتحاد الأوروبي الجمعة على استئناف الاتصالات مع سوريا، في محاولة للحصول على مساعدتها في تأمين حل للأزمة في لبنان. وقال سولانا إن دول الاتحاد فوضته "للقيام بهذه الجولة بما فيها سوريا لنقول لهم إننا نريد أن يعملوا معنا ومع المجتمع الدولي لا سيما بشأن لبنان".وأفاد مصدر دبلوماسي أوروبي بأن سولانا سيسعى في دمشق التي سيلتقي فيها بالرئيس السوري ووزير خارجيته إلى إبراز كل الإيجابيات في لعب دور "بناء" في المنطقة، وسيطلب من سوريا ممارسة ضغوط على المعارضة اللبنانية وفي طليعتها حزب الله لدفعه لتأييد إنشاء محكمة دولية بشأن اغتيال الحريري.وتوقعت مصادر أخرى أن يعمد المسؤول الأوروبي إلى تذكير المسؤولين السوريين بأهمية إقامة علاقات سياسية وثيقة مع الاتحاد الأوروبي لزيادة مساعدته الاقتصادية لدمشق التي لم تتلق منذ عام 1995 سوى ثلاثمائة مليون يورو تقريبا، في حين تلقت مصر خلال هذه الفترة أكثر من 1.1 مليار يورو.زيارة سولانا تأتي أيضا في إطار سعي الاتحاد للاستفادة من "عناصر جديدة" مواتية للقيام بجهود دبلوماسية جديدة لدفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد رعاية السعودية اتفاق الفلسطينيين الداخلي في مكة المكرمة في الثامن من فبراير/شباط الماضي.