توالت ردود الفعل العربية والدولية المنددة بإغتيال وزير الصناعة اللبناني بيار الجميل الذي اغتيل يوم أمس الثلاثاء في حادث اجرامي بالقرب من العاصمة اللبنانية بيروت، فقد ادان الرئيس علي عبدالله صالح حادث الاغتيال ووصفه بانه عمل إجرامي جبان يستهدف مرتكبوه من ورائه اثارة الفتنة وزعزة الأمن والاستقرار في لبنان. واكد في برقيتي عزاء ومواساه بعثهما الى الرئيسين اميل لحود والرئيس الأسبق اميل الجميل، بأن مثل هذا العمل الإجرامي لن يزيد الشعب اللبناني الا تماسكا وحرصا على الحفاظ على وحدته الوطنية، معبراً عن عميق تعازيه للشعباللبناني الشقيق والى كافة افراد أسرة الفقيد بهذا المصاب الأليم. من جهته دعا الرئيس المصري حسني مبارك اللبنانيين الى السعي للحوار وتنحية الخلافات جانبا حتى لا يخسروا لبنان وذلك في اعقاب اغتيال وزير مسيحي لبناني مناهض لسوريا. واضاف انه يدعو الأطراف اللبنانية للدخول في حوار من اجل لبنان وانه لا يتعين ان تكون هناك اي خلافات حتى لا يخسروا لبنان حسب تعبيره. وعلى نفس السياق اعربت سوريا عن ادانتها بشدة لجريمة اغتيال الوزير بيار الجميل ونقلت وكالة الانباء السورية عن مصدر اعلامي رسمي ادانته بشدة لجريمة اغتيال بيار الجميل وزير الصناعة اللبنانى اثر اطلاق النار على موكبه فى بيروت. ونقلت الوكالة عن المصدر قوله: ان هذه الجريمة النكراء تستهدف زعزعة الاستقرار والسلم الاهلى فى لبنان مشددا على حرص سوريا على امن لبنان واستقراره ووحدة ابنائه والحفاظ على سلمه الاهلى. بدوره ادان الاتحاد الأوروبي اغتيال وزير الصناعة اللبناني بيار الجميل، وقالت مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي بنيتا فيريرو فالدنر انها شعرت بصدمة ازاء تلك الجريمة. واضافت المفوضية، انها تدين هذه الجريمة المروعة التي ينبغي ألا يسمح لها بتقويض الاستقرار في لبنان. وحثت فنلندا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي جميع الاطراف على الامتناع عن اي اعمال قد تعرض الاستقرار السياسي في لبنان الى المزيد من الخطر، وقالت في بيان لها ان رئاسة الاتحاد الاوروبي تدين بأقوى العبارات هذا الاغتيال الوحشي. الرئيس الاميركي جورج بوش ادان حادث اغتيال الوزير الجميل ودعا إلى إجراء تحقيق للكشف عن هوية الذين قتلوه والقوى التي تقف وراء الاغتيال، كما ردد الرئيس الفرنسي جاك شيراك وخافيير سولانا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي دعوة بوش، وقال نيكولاس بيرنز وكيل وزارة الخارجية الأميركي: ان الولاياتالمتحدة تعتبر اغتيال الوزير المسيحي اللبناني بيار الجميل "عملا إرهابياً. وتواصلا مع رد الفعل الأميركي تجاه حادث اغتيال الوزير بيار الجميل، قال جون بولتون سفير واشنطن لدى الاممالمتحدة: ان اغتيال وزير بالحكومة اللبنانية ،يوضح مدى ضرورة التوصل الى اتفاق سريع بشأن تشكيل محكمة دولية من أجل لبنان. وقال:اعتقد ان هناك حاجة لتطوير الحقائق ولكن اذا نظرتم الى ..الادلة التي تربط بين اغتيال الحريري والاغتيالات السياسية الاخرى فاعتقد ان بإمكان الاشخاص استخلاص نتائجهم الخاصة. وأشار الى سلسلة من الاغتيالات التي وقعت في الآونة الاخيرة لشخصيات سياسية مناهضة لسوريا في لبنان في اعقاب مقتل رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري في فبراير شباط 2005م. واضاف بولتون أليس هذا وقت تحقيق العدالة؟ ربما هناك من يقول هذا في مجلس الامن. فلندعهم يتقدمون ويقولون ذلك. من جهته ادان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، اغتيال وزير الصناعة اللبناني بيار الجميل، حيث قال الناطق باسم كوفي عنان ان مرتكبي هذه العملية والمحرضين عليها يجب ان يحالوا على القضا. واضاف في بيان له ان هذه الجريمة ارتكبت بدم بارد غداة مناقشة مجلس الامن تقرير «انان» حول تشكيل محكمة خاصة بلبنان لمحاكمة الاشخاص الذين سيتهمون في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. كما اعلنت وزارة الخارجية الروسية ان موسكو تدين استئناف الاغتيالات السياسية في لبنان . وقال ميخائيل كامينين المتحدث باسم الخارجية الروسية في بيان ان استئناف ممارسة الاغتيالات السياسية في لبنان بعد فترة من الهدوء النسبي تثير لدينا قلقا شديداً. على الصعيد الداخلي اللبناني وفي اول رد فعل له، دعا الرئيس اللبناني الأسبق امين الجميل والد الوزير بيار الجميل أنصاره لالتزام الهدوء وتجنب الأعمال الانتقامية، وقال امين الجميل للصحفيين لدى خروجه من المستشفى الذي يرقد به جثمان ابنه وزير الصناعة بيار الجميل ان لديه أمنية واحدة هي ان تكون هذه ليلة للصلاة وتدبر معنى «استشهاده» وكيفية حماية هذا البلد. وأضاف انه يدعو جميع من يحترمون «استشهاد» بيار إلى الحفاظ على هذه القضية وأن يبقى الجميع في خدمة لبنان. .وتابع انه لا يريد ان تكون هناك أعمال ثأر وانتقام. من ناحيته قال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ان قتل وزير في الحكومة اللبنانية سيجعل لبنان أكثر عزما على إنشاء محكمة دولية لمحاكمة المتهمين في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. وأضاف السنيورة: ان هذا الهجوم ضد رمز من رموز الحرية في لبنان يجعل الحكومة أكثر تصميما على إنشاء المحكمة الدولية وان تلك المحاكمة ستضع حدا «للمجرمين» وهي الوسيلة لحماية كل اللبنانيين. وكان رئيس تيار المستقبل وزعيم كتلة الأغلبية بالبرلمان النائب سعد الحريري ابن رفيق الحريري قد قطع مؤتمره الصحفي بعد ما اعلن للصحفيين بلوغه بخبر اصابة وزير الصناعة بيار الجميل ، اصابات بالغة اثر محاولة اغتيال، ليعود بعد لحظات الى قاعة المؤتمر ويؤكد مقتل الوزير بيار الجميل ويقول: إنهم يريدون قتل كل شخص حر.. مشيرا إلى ضلوع سوريا وراء عملية الاغتيال. وكان سمير جعجع الزعيم المسيحي المناهض لسوريا قد قال يوم الجمعة: إن جهود الإطاحة بالحكومة قد تقود إلى محاولات اغتيال وزراء بالحكومة. هذا ويشهد لبنان منذ فترة ازمة سياسية تدور رحاها بين تكتلات سياسية موالية لسوريا، وتكتلات سياسية اخرى ذات اغلبية مناهضة لسوريا وتتهمها بالضلوع وراء عمليات الاغتيال التي شهدها لبنان مؤخرا وابرزها اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. حيث ياتي حادث اغتيال بيار الجميل وزير الصناعة اللبناني في وقت اعلن فيه حزب الله المؤيد لسوريا انه يستعد وحلفاؤه للخروج إلى الشوارع للمطالبة بالإطاحة بحكومة السنيورة التي يتهمونها بالتحالف مع الولاياتالمتحدة قائلين: انها فقدت شرعيتها مع غياب التمثيل الشيعي فيها. كما ياتي حادث الاغتيال هذا ، متزامنا مع اعلان مجلس الامن الدولي عن خطة لانشاء محكمة دولية لمحاكمة المشتبه بهم في مقتل الحريري واغتيالات اخرى يعتقد محققو الاممالمتحدة ان لها صلة بمقتل الحريري. ويذكر مراقبون ومحللون سياسيون دوليون انه قد يؤدي هذا الاغتيال الى تعميق الأزمة السياسية بين الأغلبية المناهضة لسوريا والمعارضة المؤيدة لسوريا بقيادة حزب الله العازمة على الإطاحة بالحكومة التي تعتبرها موالية للولايات المتحدة من ناحية ، معربين عن تخوفهم من ان يزج بلبنان في اتون أزمة تهدد عدم الاستقرار بالبلاد من ناحية ثانية. هذا وكانت مصادر أمنية لبنانية قد اعلنت مصرع وزير الصناعة اللبناني بيار الجميل المنتقد الشديد لسوريا في عملية اغتيال ناجحة بالقرب من بيروت يوم أمس الثلاثاء كما أصيب أحد حارسي الجميل فيما لقي الآخر حتفه متأثراً بجراحه. يشار الى ان بيار الجميل هو ابن الرئيس اللبناني الاسبق امين الجميل كما انه عضو في حزب الكتائب المسيحي ووزير الصناعة اللبنانية، انتخب عضوا في البرلمان اللبناني عام 2000م ثم اعيد انتخابه في عام 2005 م ، كما انه ثالث مسؤول لبناني يجري اغتياله منذ اغتيال الحريري في فبراير شباط من عام 2005م.
