تدفق عشرات الالاف ملوحين بالاعلام اللبنانية الى وسط بيروت يوم الجمعة للمشاركة في تظاهرة يقودها حزب الله بهدف اسقاط الحكومة المدعومة من الغرب والتي تعهدت بعدم الرضوخ للضغوط. ودعا حزب الله وحلفاؤه المواطنين اللبنانيين من مختلف ارجاء البلاد للمشاركة في الاحتجاج لاجبار الحكومة على الاستقالة. ومن المقرر ان يبدأ الاحتجاج في الساعة الثالثة عصرا (1300 بتوقيت جرينتش) وسيعقبه اعتصام الى أجل غير مسمى. وكان حزب الله قد وصف حكومة السنيورة بانها أداة تحركها الولاياتالمتحدة. وانتشرت أعداد ضخمة من القوات المدعومة بناقلات جنود مدرعة في وسط بيروت حيث من المتوقع ان تشارك أعداد كبيرة في الاحتجاج. وانتشرت القوات كذلك على مداخل العاصمة. واقام الجنود طوقا من الاسلاك الشائكة والعوائق الحديدية حول المكاتب الحكومية في منطقة وسط بيروت. وعلى بعد أقل من 30 مترا تجمع الحشود وهم يلوحون بالاعلام اللبنانية الحمراء والبيضاء ويطلقون شعارات تطالب بحكومة وحدة وطنية. وكتب على احدى اللافتات شعار "نريد حكومة نظيفة". وقال نائب امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم ان الاحتجاجات لن تنتهي قبل سقوط حكومة فؤاد السنيورة رئيس الوزراء. وقال قاسم لتلفزيون المنار التابع لحزب الله "هذه الحكومة لن تأخذ لبنان الى الهاوية. وأمامنا مجموعة من التحركات اذا لم تستجب هذه الحكومة لكن اقول لهم لن تستطيعوا ان تحكموا لبنان بادارة امريكية". ومن المقرر ان يلقي الزعيم المسيحي المعارض ميشال عون كلمة في الحشود. وكرر حزب الله انتقاده لحكومة السنيورة لما وصفه باحجامها عن دعم حزب الله خلال الحرب مع اسرائيل في يوليو تموز واغسطس اب متهما بعض قادة الغالبية بانهم كانوا يأملون في القضاء على حزب الله في ذلك الوقت. وقالت نجوى بوحمدان (41 عاما) لرويترز "نحن هنا لاسقاط الحكومة. نحن المقاومة لا نريد اي تأثير من الولاياتالمتحدة." وقال حمزة مشيك (18 عاما) وهو طالب جامعي في بعلبك كان يلف رأسه بعلم لبنان "نحن نتظاهر لكي تعرف الحكومة ان لا احد يريد السنيورة". ويقول الساسة المناهضون لسوريا الذين يهيمنون على حكومة السنيورة ان الشيعة وحلفاءهم يريدون انقلابا وقال السنيورة يوم الخميس ان حكومته لن تستقيل. وأضعفت حكومة السنيورة الشهر الماضي باستقالة ستة وزراء معارضين وباغتيال بيار الجميل الوزير المعارض لسوريا يوم 21 نوفمبر تشرين الثاني. وشارك عشرات الالاف في جنازته في وسط بيروت حيث اتهم العديد من المشيعين دمشق بالوقوف وراء اغتياله. وطالب الزعيم الدرزي وليد جنبلاط أحد أبرز القادة المناهضين لسوريا مناصريه بالاحتفاظ بهدوئهم وتجنب المواجهات في الشوارع. وقال جنبلاط في مؤتمر صحفي يوم الجمعة "بكل هدوء سنبقى ثابتين.. سنواجه بهدوء...وسنلتزم منازلنا نرفع الاعلام اللبنانية...وننتظر شهرا شهرين...نحن قررنا ان نستمع اليهم ان نراهم نتفرج عليهم." ويخشى العديد من اللبنانيين من تحول هذه الاحتجاجات الضخمة الى اعمال عنف. كما تصاعدت التوترات بين السنة والشيعة وكذلك بين المسيحيين الذين يؤيدون زعماء متحالفين مع المعسكرين المتنافسين. ويتهم المعسكر المناهض لسوريا المعارضة بالسعي لاسقاط الحكومة لتعطيل محكمة دولية من المقرر ان تحاكم المشتبه في تورطهم في اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري الذي يلقي العديد من اللبنانيين المسؤولية في قتله على عاتق سوريا. ونفت سوريا أي تورط لها لكنها اضطرت تحت ضغوط دولية قادتها الولاياتالمتحدة وفرنسا الى سحب قواتها من لبنان. وأفادت تقارير أولية للجنة تابعة للامم المتحدة خاصة بالتحقيق في مقتل الحريري بان هناك مؤشرات على ضلوع مسؤولي أمن سوريين ولبنانيين في واقعة اغتيال الحريري. ونفت سوريا اي صلة لها بالحادث. وأقرت حكومة السنيورة الاسبوع الماضي خطط انشاء محكمة ذات طابع دولي لمحاكمة المشتبه بهم في قتل الحريري. رويترز