شل الاف من انصار المعارضة اللبنانية التي يقودها حزب الله اجزاء في وسط بيروت يوم السبت في اليوم الثاني من الاحتجاجات للمطالبة باستقالة الحكومة المدعومة من الولاياتالمتحدة. ونصبت الخيام ليلا في مواقف السيارات والساحات والشوارع المؤدية الى مقر الحكومة محولة بيروت التي تضج بالحياة الى عاصمة جامدة. واغلقت المطاعم والمقاهي التي تعج عادة بالناس في نهاية الاسبوع فيما بقيت بعض البنوك مغلقة. وتظاهر مئات الالاف من مؤيدي المعارضة يوم الجمعة للمطالبة باستقالة الحكومة المدعومة من الغرب لكن رئيس الوزراء اصر على ان حكومة لن تسقط من خلال التظاهرات. وقالت وزيرة خارجية بريطانيا مارجريت باكيت للصحفيين عقب اجتماعها مع السنيورة في بيروت "هذه الحكومة منتخبة من الناس في لبنان وهي حكومة لديها سلطة دستورية حصلت عليها من الانتخاب". ويريد حزب الله الذي تدعمه سوريا وايران اسقاط ما يصفه بحكومة امريكية في لبنان. ويقول الساسة المعارضون لسوريا والذين يسيطرون على الحكومة ان المعارضة تحاول القيام بانقلاب. وقال السنيورة للصحفيين "النزول الى الشارع لن تأتي بنتيجة ولن نصل الى حل الا بالجلوس وراء طاولة الحوار". وقال مصدر رفيع في المعارضة ان المتظاهرين فرضوا حصارا على مكاتب الحكومة امس الجمعة ولكنهم خففوه في وقت لاحق بعد اتصالات بين زعماء المعارضة ودبلوماسيين عرب. واضاف ان"الحكومة تلقت رسالتنا." وقال مكتب السنيورة ان الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل السعودية أبلغ السنيورة والوزراء الموجودين في مقر الحكومة ان بلاده تؤيدهم. وطوق عشرات من الجنود مكاتب الحكومة بالاسلاك الشائكة وحواجز معدنية. وعلى الرغم من ان الخلاف سياسي فان لبنانيين كثيرين يخشون ان يشعل هذا الموقف اعمال عنف طائفية. وتتزايد حدة التوتر بين السنة والشيعة وكذلك بين المسيحيين الذين يؤيدون زعماء متحالفين مع المعسكرين المتنافسين. واقام مئات من انصار حزب الله وحلفائه في حركة امل الشيعية والتيار الوطني الحر بزعامة العماد ميشال عون مخيما وقالوا انهم سيبقون حتى استقالة حكومة السنيورة. وقال محمد حسين (25 عاما ) من بعلبك " نحن باقون هنا حتى سقوط الحكومة. حتى لو اخذت شهرا او شهرين" وكان بعض المعتصمين يرقصون على وقع الطبول او يدخنون النرجيلة. وهناك خلاف بين حزب الله وحكومة السنيورة بشأن ما يصفه حزب الله بأنه عدم مساندة الحكومة له خلال الحرب مع اسرائيل. وانسحب ستة وزراء من المعارضة من الحكومة الشهر الماضي بعد انهيار محادثات لمنحهم دورا اكبر في الحكومة. وضعفت حكومة السنيورة الشهر الماضي باستقالة ستة وزراء معارضين وباغتيال بيار الجميل الوزير المعارض لسوريا يوم 21 نوفمبر تشرين الثاني. ويتهم المعسكر المناهض لسوريا المعارضة بالسعي لاسقاط الحكومة لتعطيل محكمة دولية من المقرر ان تحاكم المشتبه في تورطهم في اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري الذي يلقي العديد من اللبنانيين المسؤولية في قتله على عاتق سوريا. ونفت سوريا أي تورط لها لكنها اضطرت تحت ضغوط دولية قادتها الولاياتالمتحدة وفرنسا الى سحب قواتها من لبنان. واشار تحقيق للامم المتحدة الى تورط مسؤولي امن سوريين ولبنانيين في هذه الجريمة. /رويترز/