طالب زعيم التيار الوطني الحر العماد ميشال عون، رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة بالاستقالة تلبية لما اسماها بمصلحة الشعب اللبناني . جاء ذلك في كلمته التي ألقاها أمام مئات الآلاف من أنصار المعارضة الذين بدأوا يوم امس بتنفيذ اعتصام مفتوح في ساحة رياض الصلح وسط بيروت لإسقاط الحكومة الحالية . حيث اتهم العماد عون في كلمته ، الحكومة الحالية بانها تسعى إلى تصادم بين القوى السياسية اللبنانية ،مشيرا الى أنها أصبحت حكومة غير دستورية وفاقدة للشرعية, وانها ارتكبت أخطاء دستورية وقانونية يجب ان تحاسب عليها ، واصفا اياها بحكومة وصاية أمريكية . ونوه عون الى إن تيار المعارضة لا يسعى للإطاحة بالحكومة من أجل الاستئثار بها, مشيرا إلى أنه كان يأمل أن يكون "السراي الحكومي حاضرا بوزرائه معنا اليوم". وقال عون ان المخرج الوحيد من الأزمة السياسية الحالية في البلاد هو تشكيل حكومة وحدة وطنية . كما شن عون هجوما لاذعا على محطات تلفزة فضائية لم يسمها, قائلا إن "لديها عدادات طائفية تقدم إحصاءات دقيقة لأعداد ونسب الطوائف في لبنان", موضحا أن تيار المعارضة اختار حمل علم لبنان فقط "ليعبر للعالم أن لبنان موحد تحت رايته, ولا فرق بين سني أو شيعي أو مسيحي أو درزي". من جهته قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وزعيم «اللقاء الديمقراطي» النيابي النائب وليد جنبلاط ان قوى 14 اذار ستراقب تحركات المعارضة بكل هدوء . وأضاف جنبلاط في مؤتمر صحفي انه يجب على قوى المعارضة العودة الى طاولة الحوار والتخلي عن مظاهر الاحتجاج.. متهما اياها بمحاولة عرقلة مشروع المحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري وكذا عرقلة قرار الاممالمتحدة رقم 1701. بدوره قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ، ان الاحتجاجات لن تنتهي قبل سقوط حكومة السنيورة. واضاف قاسم في حديث لتلفزيون المنار التابع لحزب الله : ان هذه الحكومة ستأخذ لبنان الى الهاوية، وأمامنا مجموعة من التحركات اذا لم تستجب هذه الحكومة ، لكني اقول لهم لن تستطيعوا ان تحكموا لبنان بادارة امريكية." وكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ، قد دعا مؤيديه من الشعب اللبناني في مختلف ارجاء البلاد الى المشاركة في الاحتجاج بالعاصمة بيروت على ان يعقبه اعتصام الى اجل غير مسمى قرب مكاتب الحكومة. وجاءت دعوة حزب الله بعد أقل من ساعة من صدور بيان لنفس الغرض، باسم المعارضة اللبنانية التي تضم حزب الله وحركة أمل الشيعية والتيار الوطني الحر (المعارضة المسيحية) وقوى وشخصيات مناهضة للأغلبية النيابية. فقد شهدت العاصمة بيروت يوم أمس تظاهرة حاشدة طالب خلالها مئات الالاف من اللبنانيين الملوحين بالاعلام اللبنانية باستقالة الحكومة ونعتوها بانها حكومة وصاية غربية ، حيث تجمع المتظاهرون على الساحات الرئيسية في العاصمة بيروت تاركين رئيس الوزراء فؤاد السنيورة محاصرا في مكتبه. فيما انتشرت أعداد ضخمة من القوات المدعومة بناقلات جنود مدرعة، كما اقام الجنود طوقا من الاسلاك الشائكة والعوائق الحديدية حول المكاتب الحكومية في وسط بيروت. ونقلت وكالة رويتر عن مصدر رفيع في المعارضة اللبنانية ان مؤيدي المعارضة يفرضون حصارا مفتوحا على مكاتب الحكومة حيث يتواجد السنيورة ومعظم وزرائه. وأضاف المصدر انه يجري نصب الخيام للمحتجين لتطويق مقر الحكومة بغية وقف الحركة منه واليه حتى تسقط هذه الحكومة ، وإنها تعتزم اغلاق جميع الطرق المؤدية الى مقر مجلس الوزراء حيت يوجد رئيس الوزراء فؤاد السنيورة وعدد كبير من وزراء حكومته. وكان رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة قد أكد تحديه للمعارضة، وقال إنها لن تنجح في تحقيق هدفها من خلال اللجوء إلى الشارع, وشدد على أن تهديدات المعارضة "لن تردع حكومته ولن ترهبها المناورات والإنذارات". وحذر السنيورة في خطاب متلفز مساء الخميس ، مما سماها محاولات الانقلاب على النظام الديمقراطي في لبنان وحكومته الشرعية . وأكد السنيورة في كلمته ان لبنان لن يقبل أي صورة من صور الإخلال بالأمن العام وبالنظام أو أن تتعرض المرافق الخاصة والعامة للانتهاك". كما رفض السنيورة ما أسماه تحويل لبنان إلى منطق الدويلات ضمن الدولة. هذا ويشهد لبنان منذ فترة ازمة سياسية تدور رحاها بين تكتلات سياسية موالية لسوريا ، وتكتلات سياسية اخرى ذات اغلبية مناهضة لسوريا . حيث يتهم حزب الله وحلفاؤه من التيارات الحزبية اللبنانية المعارضة ، يتهمون الحكومة اللبنانية بانها حكومة وصاية امريكية غربية وعاجزة عن القيام بمهامها. كما يكرر حزب الله انتقاداته لحكومة السنيورة لما وصفه باحجامها عن دعمه خلال الحرب مع اسرائيل في (يوليو تموز واغسطس).. متهما بعض قادة الغالبية بانهم كانوا يأملون في القضاء على حزب الله في ذلك الوقت. بالمقابل تتهم القوى اللبنانية المناهضة لسوريا ، تتهم المعارضة بالسعي لاسقاط الحكومة لتعطيل مشروع المحكمة الدولية التي من المقرر ان تجري تحقيقاتها حول المشتبه في تورطهم في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري وعمليات الاغتيال التي شهدها لبنان مؤخرا منذ اعقاب اغتيال الحريري ، حيث تلقي هذه القوى السياسية وأبرزها تيار المستقبل بزعامة النائب سعد رفيق الحريري ، المسؤولية في قتله على عاتق سوريا. جدير بالذكر ان رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري قد لقى مصرعه وعدد من مرافقيه في عملية اغتيال ناجحة في انفجار كبير هز العاصمة بيروت في فبراير شباط 2005 م، انسحبت على غراره القوات السورية من لبنان في إبريل من العام نفسه . سبا نت