بدأت لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري بالاستماع في فيينا إلى شاهدين سوريين، هما الرئيس السابق لجهاز الأمن والاستطلاع في لبنان العميد رستم غزالي والعميد المتقاعد سميح القشعمي. وتوقع السفير السوري في فيينا صفوان غانم ألا تمتد التحقيقات لأكثر من اليوم الاثنين، ورفضت المتحدثة باسم الأممالمتحدة في فيينا نصرت حسن الإدلاء بأي معلومات بهذا الشأن. وفي بداية الشهر الماضي استمعت اللجنة الدولية في العاصمة النمساوية إلى غزالي وقشعمي وثلاثة شهود آخرين هم مدير فرع فلسطين في الاستخبارات السورية عبد الكريم عباس والمسؤول عن قسم الاتصالات والتنصت ظافر اليوسف ومساعد آخر لغزالي هو جامع جامع. وتطالب اللجنة بلقاء الرئيس السوري بشار الأسد ووزير خارجيته فاروق الشرع وعدد من المسؤولين على خلفية نفس القضية. يأتي استئناف اللجنة لتحقيقاتها في وقت تشهد فيه الساحة اللبنانية حربا في التصريحات بين التيارات السياسية اللبنانية، المتعارضة في مواقفها تجاه سوريا، وتجاه آلية التعامل مع مسألة اغتيال الحريري. في هذا السياق رد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة أحمد جبريل على تصريحات الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، بتأكيده أن الأخير فر من الجبل خلال احتلاله في أعقاب الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، متهما إياه بالحياد عن الخط الوطني والقومي. وقال جبريل في تصريحات إن القيادة العامة خسرت 200 قتيل لإعادة جنبلاط إلى معاقله خلال حربه مع زعيم القوات اللبنانية سمير جعجع في الجبل أواسط الثمانينيات. واعتبر جبريل أن الحادث الذي وقع قبل أيام قرب موقع للقيادة العامة في الناعمة جنوببيروت مدبر، مشيرا إلى أن موظفي البلدية اللذين أصيبا بنيران أحد أتباعه هما عضوان في القوات اللبنانية التي يتزعمها سمير جعجع. وكان جنبلاط أكد في تصريحات للجزيرة أنه كان يقصد الجبهة الشعبية وليس حزب الله عندما قال إن قوى 14 آذار أقوى من "سلاح الغدر". وبدوره هاجم حزب الله جنبلاط بعنف وقال في بيان له "أيها اللبنانيون لو تجسد الغدر رجلا في هذا الزمن الرديء لكان اسمه وليد جنبلاط". وجاء في بيان حزب الله "إن وصف النائب وليد جنبلاط لسلاح المقاومة بسلاح الغدر هو أخطر ما قاله جنبلاط حتى الآن في حفلة جنونه القائمة منذ أسابيع، وهذا الوصف الغادر قد تجاوز كل الخطوط الحمراء وكل الضوابط والقيم والمصالح والموازين". لم تنجح المساعي التي قام بها رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ورئيس كتلة المستقبل النيابية سعد الحريري في وقف السجال بين جنبلاط من جهة وحزب الله من جهة ثانية. وبات من المؤكد أن الآثار السلبية لهذا السجال ستشكل عائقا أمام التوصل إلى مخرج لعودة الوزراء الشيعة المعتكفين إلى حضور جلسات مجلس الوزراء.