- بيروت/وكالات.. تستعد المعارضة والأكثرية في لبنان لأسبوع ثالث من المواجهة رغم إشارات من الوساطة العربية بإمكانية احتواء الأزمة على أساس "لا غالب ولا مغلوب" في وقت جدد فيه مجلس الأمن بالإجماع دعم "الحكومة الشرعية" مندداً بما وصفها بمحاولات لزعزعة البلاد. وقد بدأ المعتصمون من حزب الله والتيار الوطني بقيادة ميشال عون في استقدام خيم كبيرة تحسبا لتغير مفاجئ في الأحوال الجوية. وقد اعتبر رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أن الأزمة الحالية "انتصار" لإسرائيل التي يواسيها "ما يحصل أمس في شوارع بيروت" بعد أن فشلوا في تحطيم لبنان وحزب الله على حد قوله. وقال السنيورة في لقاء مع مجلة باري ماتش "في هذه الأثناء لا نسمع أحداً يتكلم عن طائراتهم التي تواصل انتهاك مجالنا الجوي ولا عن أسرانا الذين لا يزالون يعتقلونهم" معتبرا أن الأزمة الحالية أكثر إيلاما من الاجتياح الإسرائيلي لأنها "أخوية". ويزور السنيورة اليوم -لأول مرة منذ تقلده رئاسة الوزراء منذ عام ونصف- روسيا التي يحل بها أيضا بعد خمسة أيام الرئيس السوري بشار الأسد الذي تتهمه الأغلبية بالتدخل بشؤون لبنان. وقد وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مساعيه بأنها في الطريق الصحيح قائلا: إنه حقق تقدما ب50% وإن هناك أسباباً كثيرة "للأمل". والتقى موسى حتى الآن السنيورة والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ورئيس البرلمان نبيه بري وزعيم الأغلبية سعد الحريري والنائب الدرزي وليد جنبلاط وزعيم التيار الوطني الحر ميشال عون والبطريرك الماروني نصر الله صفير والرئيس الأسبق أمين الجميل.. ووصل موسى بيروت برفقة مصطفى عثمان إسماعيل مبعوث الرئيس السوداني عمر البشير رئيس القمة العربية حاملا خطة تشمل توسيع الحكومة لثلاثين مقعدا -19 للأغلبية وعشرة للمعارضة التي تسمي أيضا الوزير الأخير شرط أن يكون لقوى الأغلبية الحالية "حق الفيتو"، وبحيث لا يحق له أيضا التصويت أو الاستقالة. وتطالب المعارضة بتشكيل حكومة يكون لها فيها "الثلث الضامن" الذي تسميه الأكثرية الحكومية "الثلث المعطل" لأنه يسمح بالتحكم بالقرارات المهمة. كما تتضمن الخطة عودة الأطراف اللبنانية إلى الحوار لبحث تفاصيل حكومة الوحدة، وإقرار المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري، وانتخابات نيابية مبكرة، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية إضافة إلى مؤتمر الدعم في باريس. وشهدت مواجهة الفريقين أمس نقلة نوعية بعد أن اتهم حزب الله على لسان حسين خليل -معاون أمينه العام حسن نصر الله- سعد الحريري بالتآمر على المقاومة متحدثاً عن رسائل نقلها موفد تيار المستقبل وسام الحسن تتضمن طلبا للحزب بنزع سلاحه وإلا نفذ ذلك تحت البند السابع الأممي الذي يجيز استخدام القوة. ونفى هاني حمود -المستشار الإعلامي للحريري- الاتهامات قائلاً إنه تم تلفيق الشق الشفوي لرسالة الحريري الذي كان يسعى فقط حسب قوله للحصول على وعد شرف بعودة حزب الله بعد انتهاء الحرب إلى طاولة الحوار بشأن نزع سلاحه لمنع صدور قرار أممي تحت البند السابع يقضي بإرسال قوات متعددة الجنسيات لتنفيذ مهمة تجريد الحزب من سلاحه.