يواصل الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى لقاءاته في بيروت في مسعى لحل الأزمة اللبنانية حيث يرعى اليوم الاثنين لقاء جديدا بين ممثلي الأغلبية والمعارضة قبل جلسة جديدة لمجلس النواب لانتخاب رئيس للبلاد. ويجتمع موسى في لقاء هو الرابع من نوعه بزعيم كتلة التغيير والإصلاح النائب ميشال عون ممثلا للمعارضة ورئيس كتلة تيار المستقبل النائب سعد الحريري والرئيس الأسبق أمين الجميل عن الأكثرية. وكان موسى قد عقد لقاء مماثلا بين ممثلي المعارضة والأغلبية أمس الأحد وسط تكتم شديد، لكن مصدرا مقربا من رئيس مجلس النواب نبيه بري وصف أجواء لقاء أمس بالإيجابية. واستهل الأمين العام لجامعة الدول العربية أمس السلسلة الجديدة من لقاءاته بالفرقاء اللبنانيين باجتماع منفرد مع بري استمر زهاء ساعة، قبل أن يلتقي بعون على انفراد أيضا. وبعد اللقاء الرباعي ليوم أمس اجتمع موسى مع النائب الحريري والجميل، ثم التقى رئيس الوزراء فؤاد السنيورة بحضور زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط. ووصف موسى الاجتماعين مع كل من بري من جهة والحريري والجميل من جهة أخرى بأنهما مفيدان. وقبل وصوله إلى بيروت أبدى موسى بعض التفاؤل بالتوصل لتسوية، مشيرا إلى أن العمل سيجري "على أساس ما اتفق عليه من قبل" والسعي لعلاج القضايا العالقة. في غضون ذلك نقل عن الحريري أنه متمسك بأي حل لتسوية الأزمة اللبنانية على قاعدة ما ورد في المبادرة العربية، أي عدم استئثار الأكثرية بالحقائب الوزارية أو بالقضايا الأساسية التي تحتاج إلى أصوات الثلثين في جلسات مجلس الوزراء وعدم حصول الأقلية على الثلث المعطل، أي 11 حقيبة وزارية من أصل ثلاثين حقيبة. وتنص المبادرة العربية لحل الأزمة اللبنانية التي أقرها وزراء الخارجية العرب في السادس من يناير/كانون الثاني الماضي على انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية بالتوافق. كما تنص المبادرة كذلك على الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية على ألا يتيح التشكيل ترجيح قرار أو إسقاطه بواسطة أي طرف ويكون لرئيس الجمهورية كفة الترجيح، إضافة إلى الاتفاق على قانون جديد للانتخاب. ويعيش لبنان أزمة سياسية هي الأسوأ منذ نهاية الحرب الأهلية (1975-1990) بلغت أوجها مع انتهاء الولاية الرئاسية للعماد إميل لحود في 24 نوفمبر/تشرين الثاني دون أن تتوصل الأغلبية والمعارضة لتوافق من أجل انتخاب خلف له.