- بيروت - وكالات .. طالب الزعيم المسيحي اللبناني ميشال عون حكومة فؤاد السنيورة بالاستقالة، وذلك أثناء تظاهرة المعارضة التي يشارك فيها عشرات الآلاف في وسط بيروت امس الجمعة ويقودها حزب الله بهدف إسقاط الحكومة المدعومة من الغرب والتي تعهدت بعدم الرضوخ للضغوط. وقال عون: "نحن نوجه نقدنا وطلباتنا إلى رئيس الحكومة اللبنانية الذي بأدائه أخطاء كثيرة ويجب أن يتنحى عن مركزه ليجلس مكانه سني آخر أكثر خبرة وأكثر معرفة بنسيج الشعب اللبناني وبقضاياه الوطنية. وأضاف"ادعو رئيس الحكومة ووزراءه أن يستقيلوا ويصبحوا مثل زملائهم". في الوقت نفسه، أكد رئيس اللقاء الديمقراطي النائب اللبناني وليد جنبلاط أن جميع قوى 14 آذار التي تمثل الأكثرية النيابية ستعلق الأعلام اللبنانية في منازلها، معتبرا أن القضية ليست مذهبية ولا طائفية.ودعا حزب الله وحلفاؤه المواطنين اللبنانيين من مختلف أرجاء البلاد للمشاركة في الاحتجاج لإجبار الحكومة على الاستقالة. وكان حزب الله قد وصف حكومة السنيورة بانها أداة تحركها الولايات المتحدة. وانتشرت أعداد ضخمة من القوات المدعومة بناقلات جنود مدرعة في وسط بيروت حيث من المتوقع أن تشارك أعداد كبيرة في الاحتجاج. وانتشرت القوات كذلك على مداخل العاصمة.وأقام الجنود طوقا من الاسلاك الشائكة والعوائق الحديدية حول المكاتب الحكومية في منطقة وسط بيروت. وعلى بعد أقل من 30 مترا تجمع الحشود وهم يلوحون بالاعلام اللبنانية الحمراء والبيضاء ويطلقون شعارات تطالب بحكومة وحدة وطنية.وكتب على احدى اللافتات شعار "نريد حكومة نظيفة".وقال نائب امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم إن الاحتجاجات لن تنتهي قبل سقوط حكومة فؤاد السنيورة رئيس الوزراء. وقال قاسم لتلفزيون المنار التابع لحزب الله "هذه الحكومة لن تأخذ لبنان الى الهاوية. وأمامنا مجموعة من التحركات اذا لم تستجب هذه الحكومة لكن اقول لهم لن تستطيعوا ان تحكموا لبنان بإدارة أمريكية".وقالت نجوى بوحمدان (41 عاما) لرويترز "نحن هنا لاسقاط الحكومة. نحن المقاومة لا نريد أي تأثير من الولايات المتحدة". وقال حمزة مشيك (18 عاما) وهو طالب جامعي في بعلبك كان يلف رأسه بعلم لبنان "نحن نتظاهر لكي تعرف الحكومة أن لا احد يريد السنيورة". ويقول الساسة المناهضون لسوريا الذين يهيمنون على حكومة السنيورة إن الشيعة وحلفاءهم يريدون انقلابا وقال السنيورة أمس الأول الخميس إن حكومته لن تستقيل. . وأضعفت حكومة السنيورة الشهر الماضي باستقالة ستة وزراء معارضين وباغتيال بيار الجميل الوزير المعارض لسوريا يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني. وشارك عشرات الآلاف في جنازته في وسط بيروت حيث اتهم العديد من المشيعين دمشق بالوقوف وراء اغتياله. من جانبه، طالب الزعيم الدرزي وليد جنبلاط أحد أبرز القادة المناهضين لسوريا مناصريه بالاحتفاظ بهدوئهم وتجنب المواجهات في الشوارع.وقال جنبلاط في مؤتمر صحفي امس الجمعة "بكل هدوء سنبقى ثابتين.. سنواجه بهدوء... وسنلتزم منازلنا نرفع الأعلام اللبنانية... وننتظر شهرا أو شهرين...نحن قررنا ان نستمع اليهم ان نراهم نتفرج عليهم". وقال: "نحن تيار لبناني في مواجهة تيار يريد عودة نظام الوصاية وربط لبنان بالحلف السوري الإيراني. لا لنظام الوصاية أخرجنا نظام الوصاية ولم نلجأ إلى التخوين ولا بد من رباطة جأش في مواجهة الأحداث الحالية إلى جانب علم 14 آذار".ويخشى العديد من اللبنانيين من تحول هذه الاحتجاجات الضخمة إلى أعمال عنف. كما تصاعدت التوترات بين السنة والشيعة وكذلك بين المسيحيين الذين يؤيدون زعماء متحالفين مع المعسكرين المتنافسين.ويتهم المعسكر المناهض لسوريا المعارضة بالسعي لأسقاط الحكومة لتعطيل محكمة دولية من المقرر أن تحاكم المشتبه في تورطهم في اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري الذي يلقي العديد من اللبنانيين المسؤولية في قتله على عاتق سوريا.