خالد السفياني :تؤكد نقوش قديمة أن صعدة موجودة كمدينة من فترة ماقبل الميلاد،وأن الاسم القديم لصعدة كان «جماع» وبها قصر مشيد يرجع بناؤه لأحد ملوك حمير قصده رجل من الحجاز من بعض ملوك البحر فمر به وهو متعب فاستلقى على ظهره وتأمل إرتفاع القصر فلما أعجبه قال:«لقد صعده..لقد صعده» فسميت صعدة كما أن الملك/نشأ كرب يهامن بن الشرح بن يحضب بن يازل بين وصل صعدة في جيوشه الجبارة قبل ميلاد المسيح وكانت ممتدة من سفح جبل تلمص باتجاه الشرق إلى قاعدة جبل أظفر،و«يرسم» منطقة غربي صعدة استوطنت منذ زمن نشأ كرب الذي وصل مدينة صعدة وأمر بحراستها بعد أن استولى عليها. تقع محافظة صعدة في شمال اليمن يحدها من الجنوب محافظة عمران ومن الجنوب الغربي محافظة حجة ومن الغرب حرض ومن الشمال نجران وظهران الجنوب ومن الشرق امتداد الربع الخالي ومن الجنوب الشرقي محافظة الجوف. وتبلغ مساحتها «29000كم» وتتكون من 15مديرية في «5» قضوات. وتقع «مدينة صعدة» عاصمة المحافظة التي تبعد عن العاصمة ب«242» كم شمالاً في قلب هذه المديريات التي تشكل طوقاً دائرياً على عاصمة المحافظة فمن الشرق والجنوب قضاء همدان بن زيد«كتاف البقع ،الصفراء،الحشوة» ومن الشمال قضاء جماعة «مجز،قطابر،باقم منبه» ومن الجنوب الغربي قضاء «سحار،صعدة» ومن الغرب قضاء خولان بن عامر «ساقين .حيدان،الظاهر» وتضم مديريات المحافظة «123 عزلة ومركزاً» و«1390قرية». تنقسم محافظة صعدة من حيث التضاريس إلى 3أقسام وهي: 1 المناطق الهضبية الوسطى: وهي عبارة عن منطقة هضبية تمتد من الجنوب باتجاه الشمال بين سلسلتي الجبال الغربية والسهول الشرقية وأخصب مناطق الإنتاج الزراعي حيث تتشكل من عدد من الأودية الزراعية الخصبة ك« وادي مذاب ،عكوان ، نشور ،دماج ،آل سالم ،سروم والنقعة ،العقيق ،أتيس ،العبدين ...الخ» وبها قاع صعدة الخصيب ،وتتخلل هذه المناطق جبال شاهقة الارتفاع في الجنوب والوسط والشمال كجبال «المفلوق» «بني عوير» «براش» «عنم» «وتران» «عزان» «بن تيرك» «همدان» مرع » ويميل الطقس في هذه المنطقة إلى الاعتدال صيفاً والبرد شتاءً. 2 المرتفعات الجبلية:تشكل هذه المرتفعات الجبلية امتداداً لجبال السراء وهي سلسلة جبلية يتراوح ارتفاعها من «2000 2800» عن سطح البحر على طول امتداد القاطع الغربي للمحافظة تحاذي للهضبة الوسطى وتبدأ من مناطق حيدان وساقين باتجاه الشمال حتى رازح ومجز وقطابر ومنبه وتتخللها الكثير من الأودية الزراعية الخصبة ك« وادي بدر» غمر«وادي فوط» «وادي خير» «وادي الحبال» ساقين و«وادي زبيد» حيدان و«وادي حنبه» قطابر و«يسنم» باقم و«وادي خلب» و«ووادي لية» في الظاهر و« وادي عسايه» مجز و«وادي صبر» سحار ،وعلى سفوحها الغربية والجنوبية أقيمت المدرجات الزراعية والمروج الخضراء ذات الكثافة السكانية ك «مران» و«ولد عياش» «ولد نوار» «طلان» بحيدان،و«الوقيشين» بساقين و«بركان» و«النظير» و«الشوارق» و«بني ربيعه» برازح ومناطق «بطين» و«القهر» و«آل عمر» و«آل مشيخ» منبه وغيرها. ومن جبالها الشامخة المنيفة «جبل العر» منبه ،«جبل غيلان 2779كم» رازح «جبل المفتاح 2200كم» و«جبل النوعة 2837كم» و«جبل مران» حيدان،و«جبل كتفا» قطابر،وهي منطقة غابات وتتميز مناطق المرتفعات الغربية بمناخ عليل ومناظر خلابة ساحرة وجبال تعانق السحب وطقسها معتدل صيفاً بارد شتاء تسقط على بعضها الأمطار طوال العام ويصل معدل سقوط الأمطار إلى أكثر من «800م/م». وتنتهي هذه المرتفعات الغربية بسهول تهامة في الجزء الجنوبي الغربي في مناطق «شداء والحصامة» و«الملاحيظ وذويب طلان» والقريبة من ساحل البحر الأحمر ب«35كم» وتتميز بارتفاع درجة حرارتها صيفاً واعتدال مناخها شتاءً إلا أنها تعد مناطق كثيرة الأمراض والأوبئة كالملاريا وأمراض الجلد. المناطق الصحراوية الشرقية: السهوب الصحراوية الشرقية وتعرف ب «الرملة» وتمتد من الجنوب إلى الشمال محاذية المناطق الهضبية الوسطى من ناحية الشرق وتغطي مناطقها الغرود الرملية المتحركة لتشكل امتداداً للربع الخالي وتتصل بعدد من الأودية الزراعية المجاورة لها غرباً ك«وادي أتيس» «وادي العقيق» و«وادي أملح»و«وادي رهوان» وتصب فيها.وقد نشأت في هذه المناطق تجمعات سكانية كبيرة وحركة زراعية مزدهرة محصورة بين «العطفين» و«أبرق المجزع» وفي شمالها يوجد منفذ «البقع» الحدودي وتمتد هذه الرمال شمالاً حتى نجران. التقسيم الإداري والقبلي: تنقسم محافظة صعدة إدارياً إلى 5قضوات و15مديرية و123عزلة ومركزاً و1390 قرية ،و4178تابعاً كما تنقسم قبلياً إلى أربع قبائل رئيسية هي «همدان ،جماعة،خولان،سحار» بينما التقسيم التاريخي لهذه القبائل أقتصر على همدان وتضم قبائل وايلة بن شاكر ودهمه ،«وخولان» وتضم سحار وحيدان وساقين وعقارب شدا والظاهر ورازح وكذا جماعة التي تضم باقم،وقطابر ومجز ،ومنبه. ويتمثل التقسيم الإداري والقبلي في التالي: قضاء خولان عامر: أكبر قضوات صعدة ويشتمل على مديريات «ساقين ،حيدان، الظاهر» وتمتد مناطق هذه المديريات في المرتفعات الغربية وسفوحها «الجزء الجنوبي» وتمتد حتى السهول التهامية الحدودية ومركز القضاء «ساقين» ولخولان بن عامر تاريخ عريق ودور عظيم في الجاهلية والإسلام،وكانت تشمل قضاء جماعة وقضاء صعدة وسحار ورازح وحرض وعبس...وخولان تنسب إلى خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير. يقول المثلم بن قرط البلوي: الم تر أن الحي كانوا بغبطه بمأرب إذ كانو يحلونها معا «بلى» و«بهراء» و«خولان» اخوة لعمرو بن حاف فرع من قد تفرعا أقام بها خولان بعد إبن أمة فأثرى لعمري في البلاد وأوسعا ...قال نشوان بن سعيد.."خولان قبيلة من اليمن وهم من ولد خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة قال فيهم جميل بن معمر: وخولان تردي بالقنا وبليها إليّ فمن مثلي إذ الناس الفوا ..وقال شاعر خولان: أيها السائل عن أنسابنا نحن «خولان بن عمرو بن قضاعة» نحن من حمير في ذروتها ولنا «المرباع» منها و«الرباعه» والربيعة:حي من اليمن من قضاعة من ولد الربيعة بن سعد بن خولان ينسب إليهم ربيعي وقد خرجت خولان العالية إلى جبال شرقي صنعاء،وبقي سائرها في مأرب حتى خرجوا بعد ذلك إلى ناحية صعدة وجاء في الحديث أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم صلى على السكاسك والسكون وعلى خولان. وجاء في «معجم البلدان» لياقوت الحموي:"خولان من مخاليف اليمن منسوب إلى خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن عمرو بن زيد بن مالك بن حمير. وقد وفدت خولان على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شعبان من السنة10ه وهم عشرة وكان لهم صنم اسمه «عم أنس» كانوا يعبدونه ويحتكمون إليه فيتكلم هدموه بعد عودتهم من المدينة.. وفي خولان كانت النار التي تعبدها اليمن وقد فتح مخلاف خولان سنة 13ه أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وقد اشتركت خولان في معركتي القادسية واليرموك ونزل كثيرون منهم الشام ولعب آخرون دوراً مهماً بين اليمنيين الذين اشتركوا في فتح مصر والأندلس وكان لهم خطة بالفسطاط ويتربعون في قرى أهناس والبهساء والقبس وهم أصحاب مصلى خولان الشهيرة..كانوا كثيرين بمصر وعلى شواهد القبور أسماء عدد ضخم منهم في القرن الثالث الهجري بصورة خاصة ومذكورون بكثرة في أوراق البردي وكان عمرو بن قزحم الخولاني أحد القادة العظام في جيش عمرو بن العاص وأحد الذين اشتركوا في تخطيط الفسطاط ومن كبار الفاتحين بالأندلس السمح بن مالك الخولاني وكانت لهم في مصر قيادة الشعر وتسمى خولان بن عمرو بن الحاف ب «قضاعة الصغرى». ومن بطون خولان«رازح ،سحار،الأزمع،هاني ،رشوان ،سعد،يحيى». تنقسم خولان بن عامر إلى قبائل وعشائر عديدة في إطار قسمين عظيمين هما«الأحلاف» و«الجهوز» .فالحلفي «شعب حي والنوعة ووادي الحبال وبني بحر ،اليمن وعر وجر هي» والجهوزي «الخوالد»وأهل ساقين وأهل حضر «صبري طلاني» والكرب ومران وآلت فاضل وآلت اليمن. وقد أشار الحجري أن من الحلفي «شعب حي» ،«بني ذويب» و«زبيد» و«بني بحر» ومن الجهوزي«ولد عياش ،جهوز الشعاف ،مران». وتنقسم خولان بن عامر إدارياً إلى: 1 مديرية حيدان: مديرية واسعة غرب صعدة على بعد «60كم» تتصل من الشمال بمديرية ساقين وتمتد غرباً حتى مديرية الظاهر ومن الجنوب حتى بكيل المير«محافظة حجة» وهي ذات كثافة سكانية هائلة زاخرة بالآثار والمعالم التاريخية وتنقسم قبلياً إلى «أحلاف وجهوز» في إطار التقسيم القبلي لقبائل خولان عامر. تتكون مديرية حيدان من «12عزلة» و«90قرية» و«614محلاً تابعاً». ومن أهم العزل والمناطق المشهورة في مديرية حيدان «مدينة حيدان،ووادي زبيد،الفدين،جبل زبيد،مران ،ولد عياش ،وادي فوط ،ذويب العليا،ذويب السفلى ،ولد نوار» ومن جبالها المشهورة «المفتاح ،زبيد، طلان،مران ،جبل عياش» وهي جبال ذات مدرجات زراعية خصبة تنتج أجود أنواع البن والحبوب ومن أهم المناطق التاريخية فيها«حيدان ،المشهد ،قرية نشوان،محنكة.والهجر والتي كان بها عدد كبير من الحرفيين اليهود حتى تم هجرتهم إلى اسرائيل». وتنسب حيدان إلى «حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة» ومن أبنائه «مهرة» و«بني مجيد ،الأزمع» قال جميل بن معمر العذري: وملحاء من حيدان صيدٍ رجالها إذا حشدت كادت على الناس تضعف ومن القبائل التاريخية الشهيرة التي سكنت حيدان بنو شهاب بن العاقل وزبيد ومران ومناطقها ما بين وسحه وحتى أسفل جبل الرعاء منطقة غنية جداً بأثارها الحميرية القديمة ومعالمها الإسلامية الهامة وكانت مقاماً للإمام المتوكل أحمد بن سليمان بن المطهر والقاضي المؤرخ الإمام /نشوان بن سعيد الحميري. 2 مديرية ساقين تقع غرب صعدة على بعد «30كم» وتتصل من الناحية الشرقية بمديريتي سحار ومجز ومن الجنوب بمديرية حيدان ومن الشمال مجز ومن الغرب مديريتا غمر ورازح وقد ظلت لفترات زمنية طويلة مركزاً لناظرة الشام «محافظ اللواء». تتكون مديرية ساقين من«21عزلة» و«256 قرية» و«146 محلاً تابعاً » ومن عزلها الهامة «بني بحر،الخوالد ،وادي الحبال ،عرو ،الشعف ،مدينة ساقين ،الغجار ،الكرب»ومن أهم أوديتها الخصبة «وادي خير،فوط ،الممجع». تتبع ساقين خولان عامر إدارياً وقبلياً وتاريخياً وتنقسم قبلياً وفق التقسيم الكبير لقبائل خولان ،وهي منطقة زاخرة بالمعالم الأثرية والتاريخية وبها أقيم في العصر الحميري «قصر تضراع» الشهير الذي قال فيه الحارث بن عمرو الخولاني: لنا الدار من تضراع باق رسومها بها كان أولاد الحماة الحضارم وبها أقيم سد ساقين القديم الذي ظل باقياً حتى نهاية القرن الثاني الهجري وهدمه إبراهيم بن موسى العلوي الملقب ب «الجزار» داعية ابن طباطبا عند دخوله صعدة على رأس 200ه وكان هذا السد يروي الوديان المجاورة. من مناطقها الأثرية الكاملة «عرو ،ثمامة، مدينة ساقين ،بني بحر» وعلى طول امتداد المديرية شيدت المنارات القديمة المتسلسلة على نسق واحد في القمم الجبلية من الشمال إلى الجنوب. 3 مديرية الظاهر: ثالث مديريات قضاء خولان عامر تقع في إطار السهول التهامية الشمالية لليمن وتمتد من أسفل جبال مران وعياش وطلان بحيدان في الشرق متصلة بمناطق حرض وبكيل المير من الجنوب ومن الشمال مديرية شداء أما من الغرب فتتصل بمناطق الخوبة ومجدعة من مدينة جيزان السعودية ..تبعد عن صعدة «95كم» غرباً وترتبط بخط مواصلات هام هو الخط الدائري الشمالي «صعدة حرض» من مناطقها الهامة «الملاحيظ» مركز المديرية و«الحصامة» سوق تجارية و«المنزاله» و«غافرة» ومن أوديتها المشهورة «وادي لية،وادي خلب» ومساقطها من جبال مران وجنوب رازح وجبال الظاهر الشمالية. تتكون الظاهر من «عزلتين» و«26قرية»و«406محلات تابعة». والظاهر في إطار التقسيم القبلي الكبير لقبائل خولان في «حلف اليمن» من الأحلاف ،وبلاد الظاهر تسكنها قبائل من خولان و«الملاحيظ» السوق التجارية الأولى لمديرية خولان عامر. قضاء جماعة: قضاء واسع تسكنه قبيلة شهيرة من خولان عامر هم «جماعة بن سعد بن خولان بن عمرو بن الحاف القضاعي مركزها الإداري«مجز» وتتبعها مديريات «باقم ،قطابر،منبه،مجز» وهي المديريات الشمالية الوسطى والغربية من محافظة صعدة. وتنقسم إلى أربع مديريات وهي: 1 مديرية مجز «جماعة»: في قلب قضاء جماعة تقع مديرية مجز الممتدة من قاع صعدة الخصيب باتجاه الغرب حتى وادي بدر غمر ويحدها من الشرق الصفراء من همدان ومن الشمال باقم وقطابر ومن الجنوب بلاد سحار وساقين، وكانت تسمى حتى وقت قريب «مديرية جماعة» باعتبارها مركز القضاء ومن أهم مناطقها «المعاريف، بني عباد،آل جابر، بني سويد ،بني حذيفة ،بني شنيف،آلت الربيع ،ولد عمر،مجز» مركز المديرية وأهم مدنها«ضحيان» ومن أبرز معالمها الجغرافية «وادي الحجر،وادي عسايه،شعب الحماطى» وجبلها المشهور «خنفعر». وتزخر مديرية مجز بعدد من المناطق الأثرية والتاريخية الهامة منها «مدينة ضحيان» و«هجرة رغافة» و«فلله والخزائن». 2 مديرية باقم: في أقصى شمال اليمن تقع مديرية باقم التي ترتبط بصعدة بخط اسفلتي نفذ عام1982م بطول 80كم وهي مديرية غنية بخيراتها وآثارها واسعة المساحة تشكلها عدد من المناطق الهامة منها«مدينة باقم ،سحار الشام،القهر،يسنم، علب،بيتي معالي،آل قراد ،القطينات ،المعاين» ومن أهم معالمها الجغرافية «جبل مرع ،مندبة،أبواب الحديد، جبل شيحاط ،جبل أم ليلى المدينة الأثرية الهامة والحصن الشهير الذي اعتصمت فيه قبائل خولان عامر عند غزو أبرهة لمكة قبل الإسلام» و«وادي سروم» وبه خط عبور الملك المتوج أسعد الكامل والمعروف ب«طريق أسعد الكامل» ووفق التعداد العام للمساكن والسكان يبلغ عدد سكان باقم «20361نسمة» يمثلون «2184أسرة» تقطن «2188 مسكناً» في «7عزل» و«65قرية» و«148محلاً تابعاً» ويحد باقم غرباً قطابر ومجز ومن الشرق همدان «الصفراء» ومن الشمال ظهران الجنوب. 3 مديرية قطابر: في قلب قضاء جماعة وشمال غرب صعدة ب70كم تقع مديرية قطابر التي يربطها بصعدة الخط الدائري الشمالي «صعدة حرض». تنقسم إلى عزل «يسنم الأعلى ،آل عبدل،حنبه ،خاشر ،آل قصبان،آل ثابت،وقطابر مركز المديرية» تطل على عدة مناطق ففي عسير منها«بني مالك،آل يحيى أل تليد» وبها «جبل كتفا» الشاهق وبه أحراش وغابات تظل على منطقة آل يحيى غرباً. وتمر السحب من تحت هذا الجبل الشاهق وتضم قطابر «5عزل» و«46قرية» و«230محلاً تابعا». وقطابر مديرية غنية بتاريخها وآثارها العظيمة وفي شمالها «وادي حنبه» التي وصل إليها الملك الحميري «شمر يرعش» وبها مآثر ماتزال في حنبه ودفا و«قطابر» مركز المديرية أقدم الهجر الإسلامية في اليمن وبها «قملا» التي أقام بها عدد من العلماء الكبار من آل معرف وآل أبوالرجال في القرنين السابع والثامن الهجري. ومن أبرز رجالها اليوم القاضي الفاضل الألمعي /صلاح بن حسين الأعجم أول محافظ لحج بعد الوحدة والأستاذ/قاسم أحمد الأعجم وزير الدولة رئيس اللجنة الوطنية لنزع الالغلم. يحد قطابر من الجنوب والشرق مديريتا باقم ومنبه ومن الشمال والغرب آل عبدل وآل تليد وآل يحيى . 4 مديرية منبه: مديرية واسعة مترامية الأطراف في الركن الشمالي الغربي لليمن تبعد عن صعدة ب90كم وهي منطقة خيرة وخصبة تجود فيها الزراعة ويحترف غالب سكانها الرعي وبها عادات وتقاليد قديمة جداً ولهجتها أقرب إلى الحميرية ومن عزلها«آل خولي ،بطين،خميس منبه مركز المديرية ،آل مشيخ،آل عمر ،آل عياش،آل طارق ،آل مقنع» وبها مدينة قديمة جداً لم يتبق منها شيء هي مدينة «جاوي» ومن أشهر جبالها المنيفة جبل «العر» الشاهق الذي تتناثر في أحضانه وسفوحه «50%» من قرى المديرية و«جبل شوذان» وفي قمته الشاهقة مجموعة دور حميرية قديمة لم تعد مسكونة وفي هذه المنطقة عدد من الحكايات والأساطير وتشتهر منبه بزراعة البن والحبوب بأنواعها وتعتمد على مياه الأمطار ومن الظواهر السلبية في المديرية مشكلة غلاء المهور حيث يصل المهر إلى مايزيد عن نصف مليون ريال وحتى مليون ريال ومن 000.30ريال«ماري تريزا» إلى 000.40ريال «ماري تريزا» وكذا مشكلة الثارات القبلية كما لايختن الطفل إلا بعد بلوغ سن العشرين سنة نظراً لعادات متأصلة ووجود الثارات ولايجوز أخذ الثأر ممن لم يختن بعد والغريبة في الأمر أنه عند ختان الشاب يجتمع مئات من رجال القبيلة يحيطون به ويختن على مرأى ومسمع منهم دون أن يتفوه بأي ألم رغم أن عملية الختان تتم بصورة بدائية. يحد منبه من الشمال فيفا وبني مالك ومن الغرب قبائل قيس ومن الجنوب مديرية غمر ومن الشرق مجز جماعة. قضاء رازح: أخصب وأجمل وألطف قضوات محافظة صعدة ورازح هو إبن خولان بن عامر،قال جميل بن معمر: بشهباء يزجيها رازح كأنها إذا مابدت موج من البحر مردف ويتكون القضاء من مديريات ثلاث خصبة غنية الخيرات هي «رازح،شداء،غمر» وتمتد مديريات قضاء رازح من المرتفعات الجبلية الغربية حتى السهوب التهامية في شداء وجميعها اليوم ذات إتصال حدودي مع مناطق امارة جيزان «جنوب المملكة العربية السعودية» وتحيط بها مديريات قضائي خولان وجماعة من الشمال والشرق والجنوب. وينقسم قضاء رازح إلى مديريات ثلاث هي: 1 مديرية رازح: أهم وأخصب وأوسع مديريات القضاء تتناثر قراها ومناطقها على قمة وأحضان وسفوح جبل رازح المنيف الذي يطل على جيزان ومن أهم عزلها «بني ربيعة،بني معين ،الشوارق ،بركان ،بني صياح ، "النظير" المدينة الآهلة بالسكان ، الأزد،آل عطيف ،القلعة» ومن أهم جبالها «جبل حرم الشاهق» وكان يسمى قديماً ب«جبل غيلان» و«جبل الحبرة» و«جبل الحجلة» و«جبل الأزد» ومن أشهر معالمها التاريخية«قلعة غمار» وتسمى اليوم قلعة رازح مركز المديرية وبها القلعة ومسجد الناصر المقبور به عدد من مشاهير العلماء الأعلام كذا «حصن حرم،حصن الدامغ ،حصن غيلان» ويقول في صفة جزيرة العرب أن الحصين مدينة أسفل الدامغ عمرت في القرن ال11ه وهو يعني بها«مدينة النظير» اليوم. يحد رازح من الشرق غمر وساقين ومن الجنوب شداء ومن الشمال منبه ومن الغرب «أبو عريش» ومناطق من جيزان. 2 مديرية غمر «وادي بدر»: إحدى مديريات قضاء رازح وتقع في السهل الشرقي لجبل رازح الشاهق ممتدة باتجاه الشرق لتتصل بوادي خير ساقين ووادي عساية من مجز ومن الجنوب تحدها مناطق من ساقين ومن الشمال مناطق جنوب منبه ومن الغرب تطل على مناطق من جيزان في غور المشواة،وهي منطقة جبلية يشطرها إلى نصفين وادي من أخصب أودية اليمن يعرف ب«وادي بدر» الذي يرتبط من الناحية الشرقية بمجموعة أودية عظيمة تصب فيه عبر ممر مائي كبير في مضيق جبلي طويل يعرف ب«الحاجبين» وتجتمع هذه السيول في «وادي بدر» ثم تتجه نحو الغور ومنها إلى مناطق جيزان المجاورة..وهي مديرية حدودية. وتنقسم مديرية غمر إلى «4عزل» و«63قرية».ومركز المديرية «وادي بدر» 3 مديرية شداء: مديرية صغيرة في أسفل جبل رازح الشاهق من الناحية الجنوبية ويحدها من الجنوب مديرية الظاهر ومن الشمال والشرق رازح ومن الغرب مناطق من جيزان وتتصل إتصالاً مباشراً بالحدود اليمنية السعودية في «المشنق» ومن مناطقها «الضيعة» مركز المديرية و«جبل شداء،المشاف» وتقع غالبية مناطقها في السهوب التهامية الغربية باستثناء جبل شداء وقد سكن شداء أبناء عقارب بن خولان بن عامر وداعيها القبلي «عقارب» ضمن «الجهوز» في الداعي الكبير لقبائل خولان عامر..تتكون شداء من «عزلتين» و«41قرية» . قضاء صعدة: يشكل قلب محافظة صعدة ويحتل موقعاً جغرافياً هاماً في أخصب مناطق اليمن حيث يمتد من أطراف ساقين الشرقية وأطراف آل عمار إلى مديرية مجز شمالاً فارضاً سيطرته على قاع صعدة الخصيب ويتشكل القضاء من مديرية صعدة جنوب القاع ومديرية سحار التي تحيط بصعدة من كل الاتجاهات لتأخذ جزءاً كبيراً من القاع الواسع والأودية والجبال المحيطة بالقاع من الجهتين الغربية والجنوبية. وقضاء صعدة غني بخيراته ومآثره وتاريخه العريق وقد وصل إليه عدد من ملوك حمير وفيه أقام الوالي الحميري نوال بن عتيك مولى سيف بن ذي يزن وقد ظلت هذه الرقعة الجغرافية مسرحاً للأحداث السياسية المتواصلة منذ القدم وينقسم القضاء إلى: 1 مديرية صعدة : تشمل مدينة صعدة وضواحيها ورحبان: وتقع مدينة صعدة في قلب القضاء تحيط بها المناطق من مختلف الاتجاهات وقد شيدت مع قدوم الإمام الهادي إلى صعدة من جبل الرس بالمدينة المنورة وتعد صعدة من الهجر الإسلامية الهامة في اليمن وإليها توافد الطلاب والعلماء من سائر جهات اليمن ومن خارج اليمن فأستوطنوها وكان الاكيليون «بنو أكيل» من الربيعة« سحار» هم أصحاب صعدة حتى نهاية القرن ال3 ه ،وقد ظلت مركز إشعاع علمي وفكري هام وعاصمة للدولة الزيدية لقرون كاملة من الزمن،ومن أهم مناطق مديرية صعدة «هجرة رحبان» وقد أضحت مدينة آهلة بالسكان. أما موقع مديرية صعدة ففي قلب محافظة صعدة في القاع الخصيب وتحيط بها مديرية سحار«ثاني مديريات القضاء» من كل إتجاه. 2 مديرية سحار : أكبر مديريات محافظة صعدة وأكثرها كثافة سكانية وهي مديرية غنية بالخيرات والموارد مرهوبة الجانب لعبت دوراً بارزاً في الجاهلية والإسلام وكانت تسمى «الربيعة بن سعد» وتنسب إلى صحار بن خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. وتنقسم سحار قبلياً إلى «مالك ،كليب» ومن مناطقها الهامة جبل بني عوير والعبدين وأحماء الطلح وولد مسعود وعلاف والابقور والأزقول والمهاذر وبني معاذ .وتضم سحار«11عزلة» و«123قرية»..وتشتمل مديرية سحار على عدد من الأودية الخصبة منها: «وادي علاف» قال عنه الهمداني خير أودية خولان وأكرمها خيراً وأعناباً وماشية وهو لبني كليب،و«الخانق» و«رحبان» و«وادي ربيع» و«وادي صبر» وتأتي مساقط هذه الأودية من بلاد خولان عامر ساقين ومن أعالي الصفراء وتجتمع جميعها في وادي «عكوان» الصفراء لتصب جميعاً في وادي نجران ومن جبالها المشهورة «جبل ابذر» لبني عوير و«عنم» . وفي أرض سحار قامت مدينة «جماع» القديمة وتلمص» صعدة الأولى وبها عدد من الحصون والقلاع القديمة كالعبلاء وحصن العشه وابذر والسنارة وفيها أقيم سد الخانق الشهير الذي هدمه ابراهيم العلوي سنة 200ه ولعبت قبائل سحار دوراً هاماً في قيام دولة الهادي إلا أنها مالبثت أن انقلبت على ولده الناصر أحمد بن يحيى بن الحسين وهزمته في «مصنعة كتفا» و«يوم الباطن» فكان ذلك إيذاناً بنهاية الدولة الهدوية..و«أكيل » رؤساء الربيعة بن سعد ومن أهم مناطق سحار «حقل صعدة» الذي تتمركز جل قبائلها في قلبه وأطرافه هو حقل خصيب من أهم حقول اليمن ذكره الشعراء والملوك ومنهم الملك الحارث الرائش الذي قال في قصيدة مشهورة له: فنطحنهم طحن الرحاء بثقالها بجيش يضيق الحقل عنه وحضبر كما ذكره علقمة في داليته التي أوردها الهمداني في صفة جزيرة العرب يحكي مسير حمير فقال: فلما بطنا السهل من تحت بهتر وأسفر من ضوء الصباح عمود سلكنا بها السهل سهل سحامة لها دمل من تحتنا وسميد ومن عظماء رجالات سحار القيل اليماني:محمد بن أبان الخنفري في القرن الثاني الهجري يحدها من الشمال مجز جماعة،ومن الغرب ساقين ومن الشرق والجنوب مديرية الصفراء ومديرية حرف سفيان. قضاء همدان بن زيد: يشكل هذا القضاء القاطع الشرقي لمحافظة صعدة ويمتد من جنوب وشرق مدينة صعدة إلى العطفين والبقع شرقاً وإلى نجران شمالاً وسفيان جنوباً وهو قضاء واسع كثير الخيرات كثير الأودية من أوديته المشهورة«الفرع ،دماج،مذاب ،أملح ،العقيق، العطفين،مرر ،آل سالم» إلا أن حجم الكثافة السكانية لا تتناسب مع ترامي وسعة مناطقه ويتكون من ثلاث مديريات هي«الصفراء» ويطلق عليها همدان «وكتاف البقع» بلاد وايلة بن شاكر و«الحشوة» وغالبية سكان الحشوة والصفراء هم من أولاد دهمة بن شاكر وهمدان أشهر قبائل اليمن من ولد همدان بن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة بن النبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ وكانت مساكنهم بين صنعاء وصعدة. ولهمدان تاريخ عظيم في الإسلام أسلمت جميعاً عند قدوم الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه بكتاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلما وصل كتاب الإمام علي بإسلام همدان أنثنى صلى الله عليه وسلم ساجداً ثم رفع راسه وقال:السلام على همدان. 1 مديرية الصفراء: مديرية تأخذ شكلاً مستطيلاً يمتد من سفيان جنوباً حتى وادي نجران شمالاً وتداعى قبلياً همدان ومن مناطقها الهامة«آل عمار ،وادعة» وتمتاز بوجود عدد من الأودية الخصبة ذات الشهرة الذائعة ك«وادي دماج،وادي مذاب، وادي نشور،وادي عكون ،وادي كنا» وتعد «الصفراء» مركز المديرية ويوجد بالمديرية معالم أثرية ونقوش في نشور ومذاب،وفي آل عمار قلعة الصفراء وكانت مركز المديرية بعد الثورة. تضم مديرية الصفراء «7عزل» و«59 قرية» تتخذ مديرية الصفراء شكلاً مستطيلاً في قلب المحافظة من الجنوب حتى أقصى الشمال ويحدها من الغرب مديرية سحار ومجز وباقم ومن الجنوب سفيان ومن الشرق كتاف البقع«بلاد وايلة» ومن الشمال نجران. وتنسب مديرية الصفراء إلى همدان وتسمى في الأغلب «مديرية همدان» حتى الآن وقبائلها من دهمة بن شاكر ووادعه. وهذه المديرية زاخرة بالآثار الحميرية القديمة وكانت الكثير من مناطقها امتداداً لصعدة الأولى التي أنشئت في سفح جبل تلمص وأمتدت إلى جبل أظفر شمال العشاش ودارت في هذه المديرية أشد المعارك الفاصلة بين الملكية والجمهورية في مناطق «كدم ،أم عيسى» حتى عام 1970م. 2 مديرية الحشوة: أصغر مديريات قضاء همدان بن زيد وتقع جنوب القضاء ابتداءً من وادي العقيق حتى عضلة وتسكنها قبائل العمالسة وتتصل بمناطق برط في الجوف من الشرق وبها«وادي هوان» الرحب في الرملة ومن أخصب وأجمل مناطقها «وادي العقيق،وادي أملح ،موجا». تضم الحشوة «4عزل» و«43قرية». 3 كتاف البقع: أوسع مديريات محافظة صعدة حيث تشكل أغلب مناطق القاطع الشرقي للمحافظة وتمتد من «العشاش» في الغرب إلى البقع شرقاً ومركزها«كتاف» ويسكنها أولاد وايلة بن شاكر. وتنقسم مناطقها قبلياً إلى «آل حسين ،آل مقبل ،أل أبو جبارة،المقاش» من وايله و«آل سالم» من دهمة ومن أوديتها المشهورة «وادي الفرع،وادي آل أبوجبارة ،وادي العطفين،وادي أملح،وادي العقيق،وادي اتيس ،وادي مرر» ومن أهم مناطقها «كتاف» مركز المديرية و«منطقة البقع» منفذ حدودي بري و«العطفين» ومن جبالها أظفر وابن تيرك وهمدان والعشه وميهر،كما تضم مديرية كتاف البقع منطقة «آل سالم» في دهمة متاخمة لمديرية الصفراء،ومن أوديتها «وادي غرير» من مناطقها« البرقة ،غرير» وفي آل سالم معالم أثرية منها حصن العيقالي قرب البرقة وحصن برغ في السهلين ،أما في وايلة بن شاكر فهناك معالم أثرية منها« الفحلوين،جبل ميهر،خط قنا التاريخي»الذي يقطع المديرية من سلبان حتى العشاش. وتنسب إلى وايله ودهمة بني شاكر من همدان بن مالك بن زيد. من كتاب تاريخ صعدة
