«حَجَّةَ» بفتح الحاء المهملة، الآصل ضمنها مع تشديد الجيم المعجمة مدينة في الشمال الغربي من العاصمة «صنعاء» على بعد 127» كم تمد ذراعيها في قمة جبل يبلغ إرتفاعه «1900» مترعن مستوى سطح البحر، كانت قبل الثورة عبارة عن قرى متناثرة يحيط بكل قرية سور حصين وله باب واحد وتلك القرى هي «الحلة القلعة الظهرين» وقد اتصلت هذه القرى عمرانياً بعد الثورة لتشكل مدينة حجة عاصمة محافظة حجة.. وتنسب حجة إلى «حُجَةُ بن أسلم بن عليان بن زيد بن جشم بن حاشد». وكانت حجة بلاداً حصينة حسب المصطلح الحربي القديم إذ تحيط بها ثلاث قلاع حصينة تشكل حزاماً أمنياً وهذه القلاع هي «قلعة قاهرة حجة»، هذه القلعة توجد وسط المدينة على قمة جبل مرتفع محصن بطبيعته ويعود تاريخ هذا الحصن إلى القرن الحادي عشر الميلادي أثناء فترة حكم الدولة الصليحية وقد نزل هذا الحصن قادة العمل التحرري في الاربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي أمثال المشير/ عبدالله السلال أول رئيس جمهوري والقاضي عبدالرحمن الارياني ثاني رئيس جمهوري بعد الثورة وكثير من الأدباء والمفكرين الذين عارضوا الحكم الإمامي البغيض والمتخلف. والحصن الآخر هو حصن نعمان ويقع بمحاذاة حصن القاهرة على ربوة مرتفعة محصن بطبيعته الجغرافية وأيضاً حصن الجاهلي وحصن الظفير وهذه الحصون كانت تشكل حزاماً أمنياً لمدينة حجة في العهود الماضية. وتتميز محافظة حجة بوجود العديد من المعالم الأثرية والتاريخية المنتشرة في معظم مديريات المحافظة والتمثلة في الحصون والقلاع والتلول الأثرية واللقى والتي تعود إلى حقب تاريخية مختلف منها مايعود إلى العصر الحجري أو إلى حقب تاريخية لاحقة كما توجد العديد من المآثر للعصور الإسلامية المتعاقبة. كل ذلك يوحي أن الإنسان قد سكن هذه المحافظة من عصور ماقبل التاريخ حيث مارس نشاطه وترك آثاره وبصماته على جدران الكهوف والمواقع التي عاش بها. وقد ذكرت المصادر التاريخية أن هناك مناطق في محافظة حجة تنسب إلى تبابعةه حمير منها منطقة «شمر» الواقعة في بلاد الشرفين وكذلك ذكرت المصادر التاريخية سوق «قطابة» الواقع حالياً في مديرية كحلان عفار ضمن الاسواق المشهورة التي اعتاد العرب ارتيادها من كل حدب وصوب للتجارة والتبادل المنفعي بين أفراد المجتمعات ولم يكن هذا السوق أقل شأناً من الاسواق الأخرى المشهورة كعكاظ مثلاً بالإضافة إلى سوق "الجريب" الذي قال عنه الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب" والجريب سوقهم الأعظم يتسوقه يوم وعدة مايزيد على عشرة آلاف إنسان. والجريب تقع في مديرية قفل شمر من مناطق الشرفين وقد كانت في القرن الرابع الهجري عامرة وهدمت في بداية القرن السابع الهجري وكانت عاصمة سلطنة آل أبي الحفاظ التي زالت في عام «534ه» بفعل الصراع بين الاخوين الخطاب ابن ابي الحفاظ وسليمان ابن ابي الحفاظ وقصة هذه السلطنة متناثرة في كتب التاريخ. وتذكر كتب التاريخ صراعات دامية دارت على أرض محافظة حجة بهدف الاستيلاء عليها منذ القرن الثالث الهجري حتى القرن الرابع عشر الهجري مثال ذلك ظهور دعوة علي بن الفضل في بداية القرن الثالث الهجري من بلاد مسور حجة وحصن المنتاب وانتشارها في ربوع اليمن. وفي القرن الرابع عشر الهجري يضرب ابناء محافظة حجة أروع مثل للبطولة والصمود وذلك بتصديهم للجيش العثماني ومن بعد ذلك بمناصرتهم للثورة اليمنية 26 سبتمبر 62م. ومع إعلان الثورة هبت جماهير حجة لفتح باب السجون فخرج السجناء الذين احتجزهم الإمام وكذلك الرهائن ووثب الجميع للتصدي للفلول المرتدة من انصار النظام البائد. وقد حوصرت حجة أكثر من مرة من الجانب الملكي لكنها قاومت بشدة وبتضحية منقطعة النظير حتى استطاعات حكومة الثورة فك الحصار عنها عام 1968م. وبعد أن استتب الأمن بدأت حكومة الثورة تتجه إلى البناء والتعمير والتنمية حيث شهدت في 9/9/74م إفتتاح مشروع المياه والكهرباء وفي ابريل من عام 74م تم تأسيس هيئة التعاون الأهلي التي استطاعت إحداث تغيير ملحوظ في البنية التحتية للمحافظة. وشهدت المحافظة عناية خاصة من فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حيث كان يتابع شخصياً مراحل نموها وتطورها من خلال زياراته المتكررة من حين توليه مقاليد الحكم حتى اللحظة وقد شهدت المحافظة في عهد فخامة الأخ/ الرئيس علي عبدالله صالح تطوراً فاق كل التصورات التي يرسمها ابناء المحافظة في اذهانهم خاصة في ظل الوحدة اليمنية المباركة. المساحة: تبلغ مساحة المحافظة «8228»كم2 تقريباً وتعتبر مديرية عبس أكبر مديريات المحافظة مساحة إذ تبلغ مساحتها «1517»كم2 كما تعتبر مديرية وضرة أصغر مديريات المحافظة من حيث المساحة حيث تبلغ مساحتها «5.23»كم2 وتقدر الكثافة السكانية بالمحافظة ب «9.179» ألف نسمة لكل كيلو متر مربع وفقاً لتعداد 2004م وتشكل مساحة المحافظة مانسبته «5.1%» من إجمالي مساحة الجمهورية. ويبلغ سكان المحافظة «897.480.1» نسمة حسب تعداد عام 2004م. التكوين الطبيعي: تتكون محافظة حجة من قسمين جبلي وسهلي. أ القسم الجبلي: ويتكون من: 1 جبال حجة: وتطل غرباً على بني قيس ووادي مور وتهامة كما تشرف من الجنوب على جبال مسور وجبال الشغادرة ونجرة ومن الشمال على جبل الظفير وجبال مبين وإلى الشرق سراة «قدم بن قادم» وجبل كحلان عفار. ويعد جبل حجة، وحصن كوكبان حجة، وقدم، ومبين والجاهلي والظفير، فروعاً من سلسلة جبال مسور بالجهة الشمالية منه وأعلى تلك السلسلة الشراقي الملاصقة لمسور. 2 سلسلة جبال مسور: وتقع بالجنوب من حجة وترتبط بها جبال الشراقي ونجرة وعولي والشغادرة وهي سلسلة ممتدة من الشرق إلى الغرب تتخللها الأودية العامرة بالقرى ومزارع البن والفواكة والحبوب. 3 سلسلة جبال الشرفين وحجور: وتقع بالشمال الغربي من حجة وهي سلسلة كبرى يحدها جنوباً وادي مور وشرس وشرقاً فرع وادي مور وبني جديلة والأهنوم وشمالاً جبال وشحة وغرباً منطقة عبس وحجور، وتعد جبال حجور الغربية "كعيدنة" فصائل من جبال الشرفين. ومن أوديتها الشرقية الجنوبية وادي الجامعي، ووادي اليماني وهما من فروع وادي مور يجتمعان بشرس شمال غرب حجة. ومن أوديتها الغربية وادي عاهم ويصب في جيزان، ومياهه من الشمال الشرقي ومن جنوب وشحة وكشر وجبل «قارة» ووادي بوحل شمال منطقة عبس والقور جنوب عبس، ومسبلاتهما من مشارف جبال الشرف الغربية ومن حجور. 4 سلسلة جبال كحلان، وبني موهب، وعيبان، والأشمور: وتقع شرق شمال حجة يفصل بينهما جبل يزيد وظهر حاشد ومن جبال كحلان جبل عفار وقيدان ويقع بالشمال الغربي من كحلان وبهما آثار قديمة حميرية ويقدر ارتفاعها عن سطح البحر ب«2500إلى 3000» متر وتجتمع الأودية النازلة من شمال كحلان، وعفار، وشمال غرب الأشمور بمسيل وادي مور، النازل من العصيمات وأخرف، والقفلة من وادي صدان، ووادي الغرب من عذر كما تجتمع بها أودية ظليمة الجنوبية، وأودية حبور ونيسة، ولبيطاح، والجميمة وجنوب الأهنوم. 5 سلسلة جبال وشحة: وتقع شمال سلسلة جبال الشرفين وتشمل جبل الموشح وجبل قارة وجبال مستبأ وجبال كشر وهي عبارة عن سلسلة جبلية تقع جنوب الموشح وغربه، وأشهر الأودية بالسلسلة وادي عاهم النازل إلى جيزان عن طريق حرض ومياهه من جبال الشرفين ومن جنوب وشحة، وكشر وجبل قارة ثم وادي حرض، ومسقطه من غرب جبال وشحة وقارة ومن جنوب خولان بن عامر وتسقي وادي حرض وميدي والموسم، وكان بهذا الوادي سد عظيم قديم توجد به آثار حميرية وكان يعرف بوادي ابن عبدالله. ب القسم السهلي: يبدأ من حدود اليمن الشمالية مع السعودية ويتكون من: 1 ميدي: وهي من المناطق التهامية تقع على ساحل البحر الأحمر وبها ميناء شهير تعمل الدولة على تهيئته لاستقبال السفن الكبيرة وهو يستقبل حالياً السفن الشراعية وكان يسمى قديماً ميناء "الشرجة" وميدي مدينة شهيرة أثرية كانت مصنفة إدارياً ضمن "القضوات" ويتبعها من المناطق السهلية عبس، وحرض وحيران وكعيدنة. 2 حرض: وهي مدينة حدودية يوجد بها المنفذ البري الشمالي للجمهورية اليمنية والذي يربط اليمن بالمملكة العربية السعودية وباقي دول الخليج. 3 عبس: وتقع شرق البحر الأحمر وتبعد عنه بما يقدر ب«35» كيلومتراً وبها سلسلة من الهضاب بالشرق تتصل بهضاب حجور. 4 بني قيس: وتقع غرب مدينة حجة وتبعد عنها ب ««35» كيلومتراً ومركزها الطور حيث مسيل وادي لاعة، ويوجد في الوادي "وادي لاعة" جسر خشبي يربط بين ضفتيه ويبلغ طوله خمسين متراً كان يستخدم للعبور أثناء سيلان الماء في الوادي في مواسم الأمطار وهو قديم ومازال مستخدماً حتى بداية عام 2000م بعد افتتاح طريق حجة الخشم المعبدة وقد تم إعادة تأهيله وترميمه على نفقة المحافظة في عام 2003م. ب القسم الساحلي: ويمتد من الحدود الشمالية للجمهورية اليمنية مع المملكة العربية السعودية إلى مديرية الزهرة التابعة لمحافظة الحديدة ومديريتا ميدي وعبس يقع جزء منهما على ساحل البحر الأحمر. أشهر الأودية في حجة: أشهر الأودية في حجة، وادي لاعة، وهو جنوب مسور، ووادي شرس ووادي عيان، ويتراوح عمق الأودية مابين «600 1500» متر سنتحدث عن أهمها بشيء من التفصيل: 1 وادي مور: ويبدأ من جبل المثلث في محافظة صعدة ومياهه من جبال حجة وكحلان عفار والأشمور، وجبل مسور والظفير ومبين التي تصب في وادي شرس وكذلك من الجميمة ووادي لاعة ووادي شهر ووادي «خائفة» وتجتمع بمسيل وادي مور مع مايصب إليه من مياه وادي أخرف وسفيان والعبيسة والقفلة وسحار وساقين «صعدة» والنازل من العصيمات وعذر وحبور ظليمة «عمران» ونيسا والجميمة، ويسقي وادي مور أراضي واسعة من مديرية والزهرة واللحية التابعة إدارياً لمحافظة الحديدة وتصب مياه الوادي في البحر الأحمر. 2 وادي خيران: ويصب جنوب ميدي عبس ومياهه من جبال الشرفين ومن جنوب وشحة وكشر وجبل قارة. 3 وادي بوحل: ويقع شمال مديرية عبس ومياهه من جبال كعيدنة وقفل شمر وخيران/ المحرق/ أسلم، ويصب في البحر الأحمر. الجزر: تتبع محافظة حجة مجموعة من الجزر الهامة والواقعة في البحر الأحمر وعددها «35» جزيرة ومن أهم تلك الجزر: جزيرة الدويمة، طواق، بكلان ، الفوشت، العاشق الصغير، وسانا، ذو حراب، زمهر، جريب، ربا، البري، الرافع، القويطعة، مروين، توكالة، أبو قهز وجزيرة الظهرة والتي تشتهر بالطيور المهاجرة والنادرة ومنها طير السمان. تضاريس المحافظة: تنقسم تضاريس المحافظة إلى ثلاثة أقسام هي: 1 المنطقة الساحلية وتبلغ مساحتها «9.48%» من إجمالي مساحة المحافظة. 2 منطقة الأراضي المتوسطة «السهلية» وتبلغ مساحتها «6.42%» من إجمالي مساحة المحافظة. 3 المرتفعات الجبلية وتمتد بنسبة «5.8%» من إجمالي مساحة المحافظة. المناخ: يختلف مناخ المحافظة من منطقة إلى أخرى حسب تقسيم التضاريس ويكون على النحو التالي: 1 المناطق الساحلية: درجة حرارة متوسطة على مدار السنة والرطوبة عالية وتستقبل المنطقة أقل من «400مم» من مياه الأمطار سنوياً، وتهب الرياح مسببة تحرك الكثبان الرملية الساحلية. 2 المنطقة الوسطى: وتكون الأمطار متوسطة سنوياً، وتكون درجة الحرارة عالية في فصل الصيف ومتوسطة البرودة في فصل الشتاء وتتعرض المنطقة للرياح الموسمية. 3 المنطقة المرتفعة: حيث يكون متوسط الأمطار أكثر من «900مم» في السنة والمناخ مابين بارد شتاءً ومعتدل الحرارة صيفاً. النشاط الاقتصادي بالمحافظة الزراعة: تشكل الزراعة أهم الأنشطة الاقتصادية في المحافظة ويعمل بها غالبية السكان، وتمثل مانسبته 80% من مصادر الدخل ويأتي بعدها الأنشطة الاقتصادية الأخرى كالتجارة والصناعات الحرفية.. وغيرها ويمكن القول إن منتوج الزراعة لايفي بحاجة السكان، لذا يتجه سكان المحافظة لشراء حاجاتهم من المناطق المجاورة كالحبوب، والخضروات، والفواكة وغير ذلك. وفي السنوات الأخيرة «902005م» اتجه أصحاب رؤوس الأموال إلى الاستثمار في مجال الزراعة، وشكلت منطقة "الجر" بمديرية عبس منطقة جذب لهذه الاستثمارات، لذا تميزت محافظة "حجة" بإنتاج فاكهة "المانجو" نظراً لتركيز زراعتها في تلك المزارع الكبيرة، والمستصلحة وفق مقاييس الري الحديثة، وهناك مزارع حديثة انتهجت منهج آخر حيث زرعت مجموعة من شتلات شجرة النخيل، ومن المتوقع أن يستمر الاستثمار في هذه المنطقة الزراعية، وستكون النتائج طيبة ومدرة اقتصادياً. وتقدر المساحة المزروعة في منطقة الجر ب «100» كيلومتر مربع وتزرع فضلاً عن شجرة المانجو المحاصيل التحميلية والذرة بأنواعها وقريباً سيتم إنتاج التمور وبكميات تسويقية. أهم المزروعات في المحافظة: أما أهم المحاصيل الزراعية في المحافظة فتتمثل في زراعة الحبوب بأنواعها وأهم منطقة تقوم بزراعتهما وبكميات تسويقية هي "بني العوام، وبني قيس والأمان، حرض، عبس، حجة، حيران، كعيدنة وأسلم" ويأتي بعد ذلك البن ويتركز في منطقة "بني العوام وشرس وحجة ومبين، وكحلان عفار" وبيت قدم. قوى الإنتاج في المحافظة: 1 الأرض: تشكل الأرض أهم أدوات الإنتاج وتختلف قيمة الأرض طبقاً للظروف الطبيعية من حيث الخصوبة، المناخ، الري، وتزداد قيمة الأرض وأهميتها في المناطق المشهورة بالخصوبة كالمناطق القريبة من الوديان، والمدن وتقل قيمة الأرض في المناطق التي يقل فيها منسوب مياه الأمطار. ومن الصعب تقدير المساحة المزروعة أو القابلة للزراعة وكل الأرقام المتعلقة بهذا الجانب تعتمد على التقدير وفي آخر إحصاء زراعي قدرت المساحة المزروعة «113.57» هكتاراً، وقدرت الأرض غير مزروعة ب «481.67» هكتاراً. وأهم أدوات العمل الزراعي في المحافظة هي: 1 المحراث: ويصنع محلياً من حديد وخشب. 2 المنجل: ويصنع محلياً ويستخدم في عملية الحصاد. 3 الفأس: ويصنع محلياً ويستخدم لقطع الأشجار. 4 المفرس: ويصنع محلياً من حديد ويستخدم لتقليب التربة في المدرجات الجبلية. 5 الشريم: وهي آلة يدوية تصنع محلياً تستخدم لجمع العلف. 2 الري: غالبية الأراضي الزراعية تعتمد الري الطبيعي «أي مياه الأمطار» والقليل منها يستفيد من مياه الوديان السائلة طوال العام مثل الأراضي القريبة من وادي لاعة ووادي مور.. أما الري الصناعي فتعتمد عليه المزارع الكبيرة ذات الإمكانيات المادية، لأن معظم مالكي الأرض الزراعية في المحافظة مازالوا يستخدمون الطرق البدائية في الري حتى الآن وتقدر كمية هطول الأمطار في العام ب «128.92» مليمتر. وبالرجوع إلى إحصاء عام 99م نحصل على الآتي: آبار: 23845مليمتر. غيول: 1542مليمتر. سيول: 2598مليمتر4. ولعل ذلك يوحي بالنسبة الضئيلة المتوفرة من المياه والتي لاتفي بحاجة الأرض القابلة للزراعة ولعل هناك معالجات من شأنها أن ترفع منسوب المياه في طريقها أن تتبلور في حياة الناس ولاسيما المجتمع الزراعي في المحافظة خلال السنوات القادمة منها إقامة السدود والحواجز المائية وغيرها من المشاريع التي من شأنها معالجة المشاكل الناجمة من الاستنزاف العشوائي للمياه في عموم المحافظة، وقد حظيت محافظة حجة بعدد من المشاريع في هذا المجال. 3 الأفراد المنتجون: يعد العمل الزراعي هو العمل الأرقى في ريف المحافظة، وعليه يتم قياس فاعلية الفرد في مجتمعه من عدمها، ومعظم الأسر تتوارث العمل الزراعي أباً عن جد ويمكن الإشارة إلى أن الإنتاج الزراعي يخصص لتلبية احتياجات الأسرة سواء كان ذلك بشكل مباشر أم غير مباشر. ويلبي النشاط الزراعي حاجة سوق العمل في تشغيل الأيادي العاملة سواء كان ذلك بمشاركة صاحب الأرض في زراعتها مقابل أجر يومي أو بشكل غير مباشر والذي يفعله في حياة الناس انتعاش الحالة الاقتصادية لأصحاب الأراضي بإيجاد فرص عمل في النشاط اليومي للإنسان الريفي وفق متطلبات الحياة الاجتماعية. الرعي: يشتغل في الرعي عدد كبير من سكان المناطق الساحلية والمتوسطة. الصيد: يشتغل بعض سكان الشريط الساحلي الممتد من منطقة الجر إلى ميدي بصيد الأسماك وكذلك سكان الجزر ويتم تسويق الأسماك إلى المناطق المتوسطة والمرتفعات الجبلية، وإلى الخارج عن طريق المؤسسات. الغطاء النباتي: على الرغم من أن جزءاً كبيراً من سطح المحافظة ذو طابع جبلي، إلا أن مايميز معظم تلك الجبال والمرتفعات أن القشرة العليا من سطحها ترابية وقد ساعدت على نمو العديد من الحشائش والنباتات الحولية في معظم أجزاء السطح وجعل من تلك الجبال والمرتفعات بقاعاً مكسوة بالخضرة والجمال البديع بالإضافة إلى وجود عدد كبير من الأشجار المعمرة التي تنتشر في معظم أجزاء المحافظة أهمها السدر، الطنب، السلام، الظهي، الطلح، السمر، الأثاب، الراك، الحمر، التين الشوكي، العسق، الأثل، وتعتبر الأودية أكثر كثافة بالغطاء النباتي كما أن هناك غابات متعددة مثل غابة شمر في مديرية قفل شمر وبعض الأجزاء من مديريات خيران المحرق وأسلم والجميمة وشرس والسوائل بحجة ولاعة وبني العوام، ويقل الغطاء النباتي في الأجزاء الغربية التي تكثر فيها النباتات والأعشاب الموسمية عند سقوط الأمطار. الحيوانات والطيور البرية النادرة: توجد العديد من الحيوانات البرية خصوصاً المتوحشة منها حيث توفرت المعلومات بوجود الأسود في مديريات الطور، المحابشة، أسلم، خيران المحرق، كحلان الشرف، المفتاح، كما توجد الغزلان في مديريتي بكيل المير، والجميمة والفهود في مديرية مبين وحجة، كما أن هناك أنواعاً مختلفة من الحيوانات المتوحشة مثل النمور، الضباع، العرج، الثعالب، بالإضافة إلى أنواع أخرى كالأوبار، القنافذ الشوكية وأنواع مختلفة من الزواحف. أما الطيور فهناك أنواع عديدة أهمها النسور، العقاب، والتي يتركز وجودها في القمم والمرتفعات العالية، كذلك توجد أنواع أخرى من الطيور كالهدهد، الحجل، الغرانيق البيضاء النورس، العقب، وتكثر هذه الأنواع في الأودية والمناطق الكثيفة الأشجار، بالإضافة إلى الحمام البري والعصافير الصغيرة المختلفة الأشكال والأسماء. الطرق: ترتبط مدينة حجة ببقية أجزاء المحافظة والوطن بعدة طرق ممهدة وبيانها كالتالي: 1 خط حجة عمران بطول 77كم. 2 خطة حجة الخشم بطول 62كم. 3 خط الخشم حرض بطول 95كم، وهو خط دولي ويمتد الخط من الحديدة إلى جيزان. 4 خط مثلث حرض عاهم حوث بطول 138كم ويربط محافظات حجة عمران صعدة. 5 خط عبس الجر بطول 36كم. 6 خط حرض ميدي بطول 43كم. بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الطرقات الترابية التي تربط أجزاء المحافظة بعضها ببعض. ويجري العمل حالياً في سفلتة طريق: عبس المحابشة بطول «42كم» وطريق شفر الشاهل بطول «40كم» وطريق خميس الواعضات كعيدنة المحابشة بطول «55كم» بالإضافة إلى عدد من الطرق الأخرى التي تم اعتمادها وسيبدأ تنفيذها خلال الأعوام القادمة. سوق حجة القديم: في المدينة سوق قديم، مازال يؤدي دوره في حياة الناس وبنفس الأسلوب البدائي الذي كان عليه في سالف عهده، شوارع السوق ضيقة ومرصوفة بالحجر "البلق" ومعظم حوانيت السوق لا تتجاوز 2*3 متر، وقد تطور جانب منه، وأصبح سوقاً للذهب، والملابس، وجانب آخر مازال قائماً بنفس الطريقة التقليدية، ثمة حداد، يقوم بإصلاح الأدوات الزراعية التقليدية التي يطلبها مزارعو المدرجات الجبلية، أما الأكلات الشعبية فمازالت تراوح مكانها في ذلك السوق ولن تبرحه، لأنها ارتبطت مكانياً به ويصبح ذلك المكان بدونها فاقداً أحد مقوماته التي اعتادها الناس فيه، بائعو البن لايروق لهم مكان آخر سواه، يشعر المرء وهو يتجول في أزقة ذلك المكان "السوق" بالأصالة وبعبق الماضي الذي ينبعث من بين جوانبه حتى الناس الذين يرتادوه مازالوا يتميزون بملابسهم التقليدية. كما يوجد في المحافظة عدة أسواق أسبوعية ويوم السوق يسمى في الريف « يوم الوعد» وهي موزعة على أيام الأسبوع حيث يكون لكل أناس مكان ما يجتمعون فيه لتبادل السلع والمنافع وقد تسمى الأسواق بأسماء الأيام التي تكون فيها والبعض تسمى بأسماء أماكنها. ومع وجود شجرة القات أصبح هناك أسواق يومية لاسيما في الأماكن التي تقوم بزراعتها نتيجة ازدياد الطلب وظروف تسويقها. وأهم الأسواق التجارية في المحافظة سوق "شفر" بمديرية عبس، وسوق حرض، بمديرية حرض وسوق المخضيرة بمديرية المحابشة، وغيرها من الأسواق ذات البعد الاقتصادي والمردود النفعي على أبناء المحافظة وغالبية الأسواق الأسبوعية مازالت محافظة على تقليديتها. الصناعات اليدوية تتميز محافظة حجة بعدة صناعات يدوية لايكاد يعرف غيرها بها، منها صناعة "كوافي الخيزران" طاقيات" وهي صناعة تقليدية تميزت بها المحافظة وتبلغ قيمة الواحدة من «10003000» ريال حسب جودة العمل والخامة وتصنع من لحا شجرة تسمى "الخيزران" بطريقة فنية غاية في الدقة والروعة وتشتهر منطقة "أسلم" بهذه الصناعة، فضلاً عن صناعة "الظل" وهي قطعة دائرية الشكل تقي حاملها حرّ الشموس، وتستخدم في "ريف قضاء الشرفين "للزينة، تستخدمها النساء أثناء الذهاب إلى المناسبات العامة وهي موضع تفاخر بينهن، وهي إحدى اللوازم في الأعراس في ريف الشرفين أي أن العريس ملزم بشرائها وإهدائها إلى عروسه وتصنع من سعف النخيل كما أنها تستخدم في المناطق المتوسطة والساحلية للوقاية من حر الشمس، ويضاف إلى ذلك صناعة الفخار وهي صناعة متجذرة ومازالت مستخدمة على حد سواء في المدينة والريف وتصنع في المناطق التهامية والساحلية، ولاتخلو المائدة اليمنية من وجودها.. وهناك أوانٍ حجرية غالبة الثمن وتصنع في مديرية قارة ووشحة حيث تنحت من حجر يسمى «الحرض» وتمتاز هذه الأواني بحفظها للحرارة لمدة طويلة وهي تتناسب مع طبيعة مناخ المنطقة خاصة في الشتاء وتتميز المحافظة بصناعة «العسيب» من شجرة الطنب ويستخدمه الإنسان كغمد للجنبية أيضاً هناك صناعة حياكة المقاطب وصناعة الخناجر والسيوف وصناعة الرحى والرحى مطحن حجري لطحن الحبوب ونوع آخر يسمى المجش يستخدم لفصل قشرة البن عن اللب بالإضافة إلى أحزمة الجنابي.
