وُقّعت أمس في صنعاء مذكرة التعاون بين وزارة التربية والتعليم وبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، الخاصة بدعم التعليم الأساسي والثانوي للفتيات في الأرياف. وتضمنت مذكرة التعاون دعم مشروع التغذية المدرسية بمبلغ «31» مليون دولار، ويستهدف «95000» طالب خلال الخمس السنوات القادمة، يقوم من خلالها البرنامج بتوزيع مساعدات غذائية تقدر ب«67000» طن من المواد الغذائية للمجتمعات والمدارس الواقعة في المديريات والعزل الفقيرة، بهدف تشجيع الأسر على إلحاق بناتهم بالتعليم العام وخفض معدلات التسرب وتقليص الفجوة الرقمية في التعليم بين الذكور والإناث. ويأتي هذا التمويل تماشياً مع سياسة برنامج الأغذية العالمي الذي يسعى إلى تمكين الأسر الفقيرة من الاستفادة من المصادر البشرية عبر التعليم والتدريب، كون الهدف من هذا النشاط رفع معدلات الالتحاق وتشجيع المواظبة على الحضور، وكذا خفض معدلات التسرب لدى الفتيات، وتجنب الزواج المبكر. وقّع الاتفاقية عن جانب بلادنا الدكتور/عبدالسلام محمد الجوفي وزير التربية والتعليم، وعن برنامج الغذاء العالمي الدكتور/محمد الكوهين الممثل المقيم للبرنامج في صنعاء. من جهة أخرى اختتمت في صنعاء المرحلة الأولى من ورشة عمل إنتاج النماذج والمجسمات التعليمية لمختبر الأحياء، التي نظمتها الإدارة العامة للوسائل والتقنيات التربوية بقطاع المناهج والتوجيه في وزارة التربية والتعليم بتمويل من مشروع تطوير التعليم الأساسي «برنامج المسار السريع». وتلقى 25 مشاركاً ومشاركة من الفنيين في الإدارة العامة للوسائل والتقنيات التربوية ومدارس "الأمانة، عدن وعمران" على مدى شهرين مهارات تطبيقية حول إنتاج نماذج ومجسمات تشمل الأجزاء التفصيلية لجسم الإنسان من جهاز هضمي ونفسي وعضلي وبولي وحنجرة، بالإضافة إلى ملحقات قطاع طول الجسم الإنساني وملحقات الأسنان والهيكل العضمي والكبد وغيرها. وفي اختتام الورشة عبر الدكتور/عبدالسلام محمد الجوفي وزير التربية والتعليم عن سعادته لوجود كوادر مؤهلة قادرة على إنتاج الوسيلة التعليمية المناسبة باعتبار الوسيلة والمختبر المدرسي الجزء الأساس وجوهر العملية التعليمية. واستعرض وزير التربية والتعليم المراحل المختلفة لتطور العملية التربوية رغم ما رافقها من صعوبات، حيث تطورت بوجود عدد كبير من المعلمين.. منوهاً بهذا الصدد أنه أصبح لدى الوزارة حالياً أكثر من 256 ألف موظف وكادر تربوي وتعليمي ينتشرون في كل ربوع اليمن يحملون مشاعل العلم والمعرفة. وتحدث الجوفي عن جودة التعليم قائلاً: إنها لا تكون فقط بالدورات التدريبية التي تأخذ اليوم الجزء الأكبر من عمل الوزارة بتدريب المعلمين وتأهيلهم وإقامة درورات تخصصية، كل هذه الدورات لا يمكن أن تخلق وحدها جودة كبيرة في التعليم، فلا بد أن تشمل جميع المكونات الداخلة في العملية التعليمية من مبنى وجوّ مناسب وكرسي مريح ومدرس يجيد العملية التعليمية، ومن وسائل ومختبرات تعينه على تقريب المفهوم العلمي للطلاب. وأبدى الدكتور الجوفي استعداد الوزارة لشراء ما يتم إنتاجه من نماذج ومجسمات تعليمية لتزويد المدارس الحكومية من معامل من شأنها توفير الأموال على الوزارة بدلاً من استيرادها من الخارج. وأعلن الدكتور/عبدالسلام محمد الجوفي وزير التربية والتعليم في ختام كلمته، عن صرف كافة المستحقات المالية للاخوة في الإدارة العامة للإنتاج الوسائل والتقنيات التربوية مع بدل طبيعة العمل وبدل المخاطر. من جانبه استعرض الأخ/علي الحيمي مدير عام الوسائل والتقنيات التربوية في قطاع المناهج والتوجيه بوزارة التربية والتعليم أنشطة الإدارة وما تبذله من جهود في هذا المجال. مؤكداً العزم على دعم الوسيلة والتقنية وتوفيرها في كل مدرسة كحاجة ملحة وكمكون رئيس من مكونات المنهج، فلم يعد يعتمد على المعلم كمصدر وحيد للمعرفة، فالتقنية بكل أنواعها هي الأساليب الحديثة للتعليم، وهذا ما تتطلبه المقررات الدراسية. وقال الحيمي: إنه تم تنفيذ مشروع تحليل وتحديد احتياجات المناهج للصفوف من الأول إلى التاسع من الوسائل التعليمية، كما تم إقامة المعرض الثاني للوسائل في الحديدة وررشتي عمل في كل من صنعاء وإب العام الماضي. وأشاد مدير عام إدارة الوسائل بجودة إنتاج المشاركين من وسائل تعليمية تفوق ما يتم استيراده، بل تضاهي المنتج الأوروبي.. منوهاً إلى أن إدارة الوسائل قادرة على توفير احتياجات المدارس من مكونات المختبر المدرسي بنسبة تفوق الثمانين بالمئة في مختلف أقسامه «كيمياء، فيزياء، أحياء»، وكذا قدرتها على إنتاج معملين إلى ثلاثة في اليوم الواحد. وحث على دعم أهمية دعم مشاريع الوسائل التعليمية، بما من شأنه تحقيق وفرة اقتصادية كبيرة عبر الإنتاج والشراء محلياً، وتوفير مبالغ كبيرة من العملة الصعبة، والإسهام في خطط الحكومة في محاربة البطالة ومنافسة الصناعة الخارجية. فيما ثمنت الأخت/إيناس منصر في كلمتها عن المشاركين الجهود المبذولة من قبل قيادة الوزارة لتطوير العملية التعليمية بشتى الوسائل والتقنيات التربوية، وإخراج هذه الورشة إلى حيز الواقع، والذي أنجز فيها 280 قالباً كلياً وجزئياً، و3100 مجسم إيضاحي لعدد 198 جزءاً لتفاصيل قطاعات طولية وعرضية لجسم الإنسان وبعض الحيوان والنبات خلال فترة وجيزة.. معتبرة الورشة اللبنة الأساسية للإنتاج وبناء للعقول والأفكار للجوانب العلمية والتصنيعية. وكان الدكتور/عبدالسلام الجوفي وزير التربية والتعليم، ومعه الأخ/علي الحيمي مدير عام الإدارة العامة للوسائل وتقنية المعلومات، قد طافا بمعرض إنتاج الوسائل الخاص بالمشاركين. ويشتمل المعرض على إنتاج قوالب ونماذج ومجسمات لجسم الإنسان وبعض الحيوان والنبات.