سعد بن حبريش.. النار تخلف رمادا    فضيحة الهبوط    "الوطن غاية لا وسيلة".!    السامعي: تعز ليست بحاجة لشعارات مذهبية    عدن .. البنك المركزي يحدد سقف الحوالات الشخصية    السقلدي: تحسن قيمة الريال اليمني فضيخة مدوية للمجلس الرئاسي والحكومات المتعاقبة    جياع حضرموت يحرقون مستودعات هائل سعيد الاحتكارية    من المستفيد من تحسن سعر العملة الوطنية وكيف يجب التعامل مع ذلك    وادي حضرموت يغرق في الظلام وسط تصاعد الاحتجاجات الشعبية    في السريالية الإخوانية الإسرائيلية    مفاجأة مونتريال.. فيكتوريا تقصي كوكو    سمر تختتم مونديال السباحة بذهبية رابعة    أيندهوفن يتوج بلقب السوبر الهولندي    صومالي وقواذف وقوارير المشروبات لإغتصاب السجناء وتعذيبهم في سجون إخوان مأرب    شبوة .. توجيهات بإغلاق فروع شركات تجارية كبرى ومنع دخول بضائعها    العالم مع قيام دولة فلسطينية    رجل الدكان 10.. فضلًا؛ أعد لي طفولتي!!    جحيم المرحلة الرابعة    توظيف الخطاب الديني.. وفقه الواقع..!!    لمناقشة مستوى تنفيذ توصيات المحلس فيما يخص وزارة الدفاع ووزارة الكهرباء..لجنتا الدفاع والأمن والخدمات بمجلس النواب تعقدان اجتماعين مع ممثلي الجانب الحكومي    في خطابه التعبوي المهم قائد الثورة : استبسال المجاهدين في غزة درس لكل الأمة    مساعد مدير عام شرطة محافظة إب ل"26سبتمبر": نجاحات أمنية كبيرة في منع الجريمة ومكافحتها    العلامة مفتاح يحث على تكامل الجهود لاستقرار خدمة الكهرباء    إعلان قضائي    لجنة أراضي وعقارات القوات المسلحة تسلم الهيئة العامة للأراضي سبع مناطق بأمانة العاصمة    الراحل عبده درويش.. قلم الثقافة يترجل    مرض الفشل الكلوي (15)    الرئيس المشاط يعزّي مدير أمن الأمانة اللواء معمر هراش في وفاة والده    من بائعة لحوح في صنعاء إلى أم لطبيب قلب في لندن    اتحاد إب يظفر بنقطة ثمينة من أمام أهلي تعز في بطولة بيسان    عدن وتريم.. مدينتان بروح واحدة ومعاناة واحدة    بتوجيهات الرئيس الزُبيدي .. انتقالي العاصمة عدن يُڪرِّم أوائل طلبة الثانوية العامة في العاصمة    الشخصية الرياضية والإجتماعية "علوي بامزاحم" .. رئيسا للعروبة    2228 مستوطناً متطرفاً يقتحمون المسجد الأقصى    اجتماع يقر تسعيرة جديدة للخدمات الطبية ويوجه بتخفيض أسعار الأدوية    أبين.. انتشال عشرات الجثث لمهاجرين أفارقة قضوا غرقًا في البحر    من يومياتي في أمريكا .. تعلموا من هذا الإنسان    إصابة ميسي تربك حسابات إنتر ميامي    الاتحاد الرياضي للشركات يناقش خطته وبرنامجه للفترة القادمة    الهيئة العليا للأدوية تصدر تعميماً يلزم الشركات بخفض أسعار الدواء والمستلزمات الطبية    تدشين فعاليات إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف في محافظة الحديدة    مجلس القضاء الأعلى يشيد بدعم الرئيس الزُبيدي والنائب المحرمي للسلطة القضائية    انتشال جثة طفل من خزان مياه في العاصمة صنعاء    قيادة اللجان المجتمعية بالمحافظة ومدير عام دارسعد يعقدون لقاء موسع موسع لرؤساء المراكز والأحياء بالمديرية    هناك معلومات غريبيه لاجل صحتناء لابد من التعرف والاطلاع عليها    تشلسي يعرض نصف لاعبيه تقريبا للبيع في الميركاتو الصيفي    الحكومة تبارك إدراج اليونسكو 26 موقعا تراثيا وثقافيا على القائمة التمهيدية للتراث    توقعات باستمرار هطول امطار متفاوة على مناطق واسعة من اليمن    الرئيس الزُبيدي يطّلع على جهود قيادة جامعة المهرة في تطوير التعليم الأكاديمي بالمحافظة    نيرة تقود «تنفيذية» الأهلي المصري    صحيفة امريكية: البنتاغون في حالة اضطراب    مشكلات هامة ندعو للفت الانتباه اليها في القطاع الصحي بعدن!!    تدشين فعاليات المولد النبوي بمديريات المربع الشمالي في الحديدة    من تاريخ "الجنوب العربي" القديم: دلائل على أن "حمير" امتدادا وجزء من التاريخ القتباني    من يومياتي في أمريكا.. استغاثة بصديق    من أين لك هذا المال؟!    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    رسالة نجباء مدرسة حليف القرآن: لن نترك غزة تموت جوعًا وتُباد قتلًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نسج البردة في مدح الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم
نشر في الجمهورية يوم 30 - 03 - 2007


يُغالبُ الحبَّ يخفي لوعةَ الألمِ
من شوقهِ وبحالٍ جدِّ مُكْتَتِم
بِكْرُ العواطفِ عُذْريٌ صبَيُّ هَوَى
حَرونُ حبٍ ولم يألفْ على اللُّجُمِ
لُجِّيُّ شوقٍ شجيٌّ قلبُهُ وَلِهٌ
يخفيه وجهُ خليِّ البالِ كاللُّثُمِ
لكنَّ للحبِّ والأشواقِ سطوتَها
من شَفَّهُ الحبُّ للأشواقِ يَحْتَكِمِ
وإنما الحبُّ كالأقدارِ إن نزلَتْ
فما علينا سوى التسليمِ والسَّلَمِ
والحبُّ إن حلَّ في قلبٍ تملَّكهُ
على ولاءٍ بأمرِ الحبِّ ملتَزِمِ
والحبُّ حرفٌ سماويُّ اللُّغُى جهلَتْ
معناُه ، نفسُ ترابّيٍ وذو سَقَمِ
روحُ الحياةِ بِفَيْضِ السرِّ منبعثٌ
لولاهُ أضحى وجودُ الخلقِ في عَدَمِ
والحبُّ روضٌ بهيجٌ بالنَّقا عَبِقٌ
تسمو به الروحُ عن سوءٍ وعن أَثَمِوفي اتباعِ دواعي الإثمِ مفسدةٌ
للروحِ والجسمِ والأِلبابِ والقِيَمِ
في النأي عن موصلاتِ الإثمِ كلُّ تُقَى
والكيرُ يوذي ويُصلي النارَ من أَمَمِ
والسيلُ من قطرةٍ والنارُ من شررٍ
والإثمُ من خطوةٍ جازت حِمَى الحُرَم
ومن يكنْ لخطى الشيطانِ متبِعاً
فإنه ينتهي في سوءِ مُخْتَتَمِ
إذا أضاءَ نهارُ الشَّيْبِ ليلَ فَتَى
فكيف من غفلاتِ الإثمِ لم يَقُمِ
لعل صرخةَ ذاتِ الشَّيْبِ زاجرةٌ
قبلَ السقوطِ بمهوىَ للهوىَ وَخِمِ
والشيبُ أكفانُنا البيضاءُ قد نُسِجَتْ
يكفي نذيراً دنا للأُذْن واللِّمَمِ
وانهضْ إذا وقعت رجلاك في زَلَلٍ
واستغفرِ اللهَ يَمْحُ الذنبَ واستَقِمِ
ولا تُطِلْ عمر زلاتٍ وإن صَغُرَتْ
فَخُّ الكبائرِ مفتوحٌ على اللَّمَمِ
ووزرُ من يفعلُ الآثاَم مجترئاً
يفوقُ من فاء بالآلامِ والندَمِوحبُّك الشيء يعمي القلبَ في وَلَهٍ
كالندِّ للهِ والمفتونِ بالصنَمِ
يسمو الهوى إن علا المحبوبُ في عِظَمٍ
وليس حبَّاً كحبِّ اللهِ في العِظَمِ
وامنحْ لأهلِ العُذْريّ معذرةً
أو..لا.. فدعْهم ولاتَعذُلْ ولا تَلُمِ
فاللومُ فيه شماتٌ من أدام لهُ
فعن قريبٍ يُرى فيما يلومُ رُمِيْ
والعذلُ في الحبّ بِالمحبوبِ تذكرةٌ
يُذْكي الهوى يبعثُ الأشواقَ كالحِمَمِ
ومَنْ يحبْ يتَغَنْ في حبهِ علناً
ولا يرى في التَّغنّي فعلَ مُجْتَرِمِ
وهل كحبِّ رسولِ اللهِ في شرفٍ
وحبُّه بابُ حبِّ الخالقِ الحَكَمِ
والله صلّى على أهل الصلاةِ لهُ
ومدحُه طُهْرةُ الأشعارِ والرَّنَمِ
وفي الصلاةِ من الرحمنِ تزكيةٌ
تنيرُ للفكرِ تَهْدي القلبَ في العَتَمِ
وما هوى جيرةِ الدنيا بفتنتِها
في القَدْرِ مثلُ هوى من حَلَّ بالحَرَمِ ياسيدي يارسولَ اللهِ معذرةً
إذا مقامُك أوهى بالقريضِ فَمِي
فقد غشاني جلالُ النورِ مؤتلقاً
حتى عشَى بصري منه كمثل عَمِي
كأنني حينما أبغي المديحَ لكم
كمن يحاولُ غرفَ البحرِ بالقَلَمِ
ومن يحيطُ بأوصافِ الكمالِ لَمنْ
أخلاقُهُ فوق ما بالفضلِ من شِيَمِ
كم من بليغٍ له بالوصفِ ممتدحٌ
وما تجاوزَ سفحَ الشامخِ العَلَمِ
ومن أنا كي أجاري بالمديحِ له
قولَ الفحولِ سوى كالعاجزِ الفَدِمِ
كعبٌ وشوقي وذوبوصير رائدُهم
ومن يماثلُهم في الشعرِ من قِمَمِ
عسى بمدحي أنال العزَّ في كَرَمٍ
ومنْ يَلُذْ بِحمَى طه الحبيبِ حُمِيْ
إن عاد كعبٌ بعزٍّ فوق بُرْدَته
به رجائي غِنَى دنيا ومُزَدَحَمِ
والفضلُ للمبتدي بالخيرِ ثم يلي
فضلُ المحاكي ومن يقفو لأِثْرِهِمِوأفضلُ الخلقِ في فضلٍ وفي خُلُقٍ
عن بابهِ لم يَرُدْ من جاء أو يَذُمِ
حتى ولو كنَت للتقصير مرتَهناً
وقاصرَ الحالِ مالي الكفِّ بالعَدَمِ
وبابُه مُشْرَعٌ من شاء يدخلُهُ
فكن مُحِبّاً ولن تلقى سوى الكَرَمِ
ومن أتى رحمةً للناس شاملةً
للناس فيه صلاتُ القربِ والرَّحِمِ
***
كفاهُ ما خصَّه الرحمنُ من شرفٍ
في وصفِ أخلاقهِ في الذكرِ بالعِظَمِ
تجسّدتْ فيه آيُ اللهِ في خُلُقٍ
حتى تجلَّى الهدى يمشي على قَدَمِ
بِشَارةُ الرسلِ ميثاقُ الإلهِ على
كلِّ النّبِيّين قد أدَّوْهُ في قَسَمِ
وشاهدٌ وبشيرٌ منذرٌ وهُدَى
داعٍ الى الله ماحي الظُّلْمِ والظُّلَمِ
محمدٌ أحمدُ المحمودُ سيرتهُ
وصفوةُ اللهِ بين الخلقِ كلِّهِمِ
ومن يُرِدْ فضلَ حبِّ اللهِ يشملُهُ
مع الرضا .. برسولِ اللهِ يأتَمِمِومن يُطِعْه تكنْ لله طاعتُهُ
ومن أبى فحليفُ الخُسْرِ والرَّغَمِ
هو الشفيعُ بيومٍ لاشفيعَ بهِ
في موقفٍ قد وَنَى فيه أُولو العُزُمِ
وكوثُرُ الروحِ في الدنيا وإنَّ لنا
من كفِّهِ كوثَرَ الأُخرى لكلِّ ظَمِيْ
مَنِ اسمُهُ باسم ربِّ الخلقِ مقترنٌ
والدهرُ تاهَ بترديدٍ لخيرِ سَمِي
والله أرسله للعالمين هُدَى
للجنّ .. والناسِ من عُرْبٍ ومن عَجَمِ
برحمةٍ شمِلتْ دنيا وآخرةً
وخيرُ مفْتَتِحٍ للدينِ مختَتِمِ
بالمؤمنين رؤوف راحمٌ حَدِبٌ
وليِّنٌ لم يكنْ بالفظِّ والخَصِمِ
وخصَّه الله بالقرآن معجزةً
فنال بالفضلِ فيه ذُرْوةَ السَّنَمِ
روحٌ من الله أوحاهُ ليُحْيِيَنَا
مُخَلَّدٌ عن عوادي الدهرِ والقِدَمِ
وحُجّةُ اللهِ فوق الخلقِ قائمةٌ
ما زاغ عنها سوى ذي الغَيِّ والصَّمَمِوليس مثلُ كلامِ اللهِ مكرمةً
بالقُدْسِ والطُّهْرِ والتَّنْزيهِ والعِظَمِ
يَهدي به اللهُ للرضوانِ تابعَةُ
ويشرحُ الصدرَ يجلو الروحَ من غُمَمِ
لأُمّةٍ هي خيرُ الناسِ منزِلةً
قد أُخْرِجَتْ قدوةَ التاريخِ في الشِّيَمِ
***
في كلِّ أصحابهِ من نورهِ قَبَسٌ
كالشمس تُعْزَى لها الأضواءُ في النُّجُمِ
وبينهم رحما للكفرِ شدّتُهم
ورُكَّعاً سُجَّداً أكرمْ بوصفِهِمِ
عصرٌ جديدٌ على الإنسان قد بدأَت
أنوارهُ في ربيعٍ بالسَّنا عَمِمِ
أنار بالعلم أميٌ وأمتُهُ
أمِّيَةٌ لم يَخُطْ من قبل بالقَلَمِ
أحيا الكرامةَ في الإنسانِ مرتفعاً
بالفكر من وَهْدةِ التقليدِ والوهُمِ
والكلُّ عبدٌ تساوَواْ عند خالقِهم
وبالتُّقَى الفضلُ بين العُرْبِ والعَجَمِ
والأمرُ شورى وحقُّ الاكثرين له
في نهجهِ راجحُ الآراء كاللَّزِمِوللطفولةِ أعلى شأنَها ورعى
ولم يُرَ الطفلُ في حقٍ بِمُهْتَضَمِ
ورحمةً بدوابِ الأرضِ قرَّرَها
وعمَّ بالرفقِ منه كلَّ ذي نَسَمِ
وأعلن الحقَّ للإنسانِ مكتملاً
والغربُ في الغَيِّ لم يبلغْ الى الحُلُمِ
سما بهم لرعاةٍ للشعوب وهم
بدوٌ بِِِبيد ٍرعاةُ الشاءِ والغَنَمِ
في دولةٍ .. بكتاب الله .. أسَّسَهَا
وهَدْيُهُ قام كالأركانِ والدُّعَمِ
أضاءتِ الأرضَ من أنوارِها حِقَباً
والناسُ من حولها في التِّيِهِ كالنَّعَمِ
وعلّمتْ أبجدياتِ العلا أمماً
وأورثتْها فنونَ العلمِ والنُّظُمِ
هو العظيمُ بلا نِدٍٍٍٍٍ ولا مثَلٍ
من أولِ الخلقِ حتى آخر الأُمَمِ
فاق الملائكَ إلا أنّه بشرٌ
أجلُّ عبدٍ لحقِّ الشكرِ مُستَتِمِ
وأفضلُ الخلقِ إِيماناً وأعبَدُهم
وأحسنُ الناسِ تقويماً وفي القِيَمِوعمَّ خيرُ هداهُ للورى فلَهُ
الآثارُ تعلو مبادي الخيرِ كالسِّيَمِ
ولو جمعتَ لميزاتِ العظامِ بدَتْ
كذَّرةٍ من جُزَئٍ للعظيمِ نُمِي
كُلٌّ يداوي وبالأعراضِ منشغِلٌ
لكنما هو يُبْري علَّةَ السَّقَمِ
فيه تجلَّى كمالُ الخلقِ مجتمعاً
على كمالٍ بكلِّ الخلقِ مُنْقَسمِ
ويأسرُ القلبَ والأسماعَ منطقُهُ
في حكمةٍ زُيِّنَتْ من جامعِ الكَلِمِ
نورٌ بآدمَ نالَتْه كرامتُهُ
وامتدَّ في خيرةِ الأصلابِ والرَّحِمِ
حتى تلاقت بعبدالله آمنةٌ
على قِرانٍ بكلِّ الطُهْرِ مُتَّسِمِ
نال الفداَء لشهرِ العرسِ والدهُ
وقد تُوفِّيَ مَنْ فَدَّوْهُ بالنَّعَمِ
هو الجنينُ الذي لاحت فضائلُهُ
وما بأحداثِ عامِ الفيلِ مُنْبَهَمِ
ويوم ثانٍ وعشرٍ للربيعِ خلَتْ
أضاءَتْ الأرض نوراً مكةُ الحَرَمِوجاءَ إطفاءُ نارِالفرسِ مثلُ نَبَا
ألقى به الشركُ نحو الهَدْيِ بالسَّلَمِ
هو اليتيمُ كفيلُ الخَلْقِ قاطبةً
وما بسيّدِ أهلِ الكونِ من يُتُمِ
وقام بالرعيِ والترحالِ وهو فتَى
وما ارتضى باتكالٍ عاليَ الهِمَمِ
وظلَّلَتْهُ سحابُ اللّطفِ من صِغَرٍ
وجاءَ للأرضِ ظلاً وارفَ النَّعَمِ
وصانه اللهُ عن لهوٍ بعصمتهِ
وفيه من كرمِ الأخلاقِ كالعِصَمِ
وصادقٌ وأمينٌ منذ نشأتِهِ
ولم يُشَبْ صدقُه في القولِ باللَّمَمِ
لما أعادوا بناءَ الكعبةِ اختلفوا
ثم ارتضوا منه رأيَ الفيصلِ الحَكَمِ
تشرّفَ الحجرُ المسودُّ من يدهِ
نوراً يضيءُ على أضلاعهِ البُهُمِ
***
وخصَّه الله بالتزويجِ فاضلةً
طابت بأكمل ما في الطيبِ من كَرَمِ
والله أولى إليها حفظَ دعوتهِ
وأكدَتْ حفظَها الأحداثُ للذِّمَمِوهيَّأتْ سبلَ الإسعادِ حانيةً
بكلِّ حبٍّ لطه في وفا تَمِمِ
وحينما قام يبغي الاختلا بِحِرا
مدى ليالٍ تراعيه بلا سَأَمِ
حتى إذا الروحُ بالإنباءِ فاجأَهُ
في حالة هَوْلُها يُدْهي لكل كَمِي
وعادَ للدارِ مبهوراً وفي فزعٍ
منادياً زمِّلوني باديَ الأَلَمِ
كانت له خيرَ معوانٍ يساندُهُ
وَثَّبتَتْهُ بقولِ الناصحِ الفَهِمِ
وبادرتْ قبلَ كلِّ الناسِ مؤمنةً
ماساوَرَتْها بطه رِيبةُ التُّهَمِ
كم ظلَّ هذا الوفا في قلبهِ يَقِظاً
في موقفٍ بعظيمِ الودَّ مُتَّسِمِ
وأنه لم يُبَدَّلْ بعد موتِتهَا
بخيرِ منها من الأبكارِ والأَيَمِ
قد ظلَّ يدعو ثلاثاً من سنين خَفَا
وما الضياءُ إذا يبدا بمنكَتِمِ
وجاهرَ القومَ لما الروحُ بلَّغَهُ
فاصدعْ بما تؤمرنْ للهِ والتَزِمِمجاهراً بالصفا والجمعُ محتشدٌ
والشركُ منتفشُ الطغيانِ في وَرَمِ
تحمَّلَ السبَّ والإيذاءَ محتسباً
وردَّ بالقولِ للإغراءِ في شَمَمِِ
لو أنزلوا الشمس في يمناي أو قمراً
على يساري لتركِ الدينِ لم أَرُمِ
وصحبُهُ ضربوا الأمثالَ رائعةً
على ثباتٍ بدينِ اللهِ معتصِمِ
وما رجوا نعمةَ الدنيا وزينتها
في حين يُجْزَى ذوو الإيمانِ بالنِّقَم
وللعقائدِ إيمانٌ يحركُّها
لاخوفَ غُرْمِ ولاسعياً الى غُنُمِ
وفضَّلوا غربة الأوطانِ في بلدٍ
ناءٍ بأرضِ النَّجاشي دونما بَرَمِ
وللنَّجَاشيِّ تصديقٌ بدعوتهِ
وأنها تشبهُ الإنجيلَ في السِّيَمِ
لما تلا جعفُر القرآنَ في ملأٍ
بكى وأحبارهُ منه بدمعِ هَمِي
من الخشوع ، وزاد المؤمنون عُلا
وما أفاد قريشاً كيدُ وفدِهِمِوفي بلالَ سما الإيمانُ في ألَقٍ
فوق الكبارِ ذوي السلطانِ والحَشَمِ
وقولهُ " أَحَدٌ" تحيا مُجلجلةً
في مَسْمعِ الدهرِ ربَّانيةَ النَّغَمِ
وآلُ ياسرَ من في جنَّةٍ وُعِدُوا
كانوا أوائلَ من ضحَّى لها بِدَمِ
وَهُيِّئَتْ في حصارِ الشِّعب قاعدةٌ
تعلو على مِحَنِ الأيامِ في هِمَمِ
كم يجحدون الهدى والنفسُ موقنةٌ
ظلماً له وعلوَّ الفاجرِ الخَصِمِ
والحقُّ تنكرهُ الأَهواءُ عامدةً
والعَذْبُ يرجعُ مُرَّ الطعمِ من سَقَمِ
وكم تضيقُ بفضلٍ نفسُ حاسدهِ
من دائِها في عمى عنه وفي صَمَمِ
وفي الوضوحِ خفاءٌ للعقولِ بَدا
كشدَّةِ النورِ تُعشي العينَ بالظُّلَمِ
وفي الرسولِ كمالُ الحق مُنْبَلِجٌ
بلا احتياجِ الى تبيانهِ بِفَمِ
وصدقهُ حجةٌ في قومهِ سطَعتْ
ولم يكنْ عندهم يوماً بمتَّهَمِأتى ثَقيفَ فردَّتْ بالأذي وبغَتْ
وخلَّفتْهُ كَسيفاً بالحجارِ رُمِي
ناجى الإلهَ دعاءٍ تَقْشعِرُّ لهُ
الأبدانُ في رجفةٍ والعينُ في سَجَمِ
وصدَّ جبريلَ يرمي الأخشبَيْن بهم
ولم يكنْ لذوي الإيذا بمنتَقِمِ
وجاء عدَّاسُِ في تصديقهِ عِوَض
ابنُ النصارى بعيدُ الأهلِ والتُّخُمِ
وحينما حَلَّ عامُ الحزنِ في كُرَبِ
بالمصطفى وفضاءُ الارضِ في قَتَمِ
يدُ السماءِ له امتدت ملاطِفةً
تزيلُ عنه أسَى الاحزانِ والأَلَمِ
وخصَّه اللهُ بالإسراءِ في رجبٍ
ليلاً الى المسجدِ الأقصى من الحَرَمِ
هناك رقَّى أبابكرِ وكرَّمهُ
في مَنْحهِ رتبةََ الصدّيقِ بالكَلِمِ
من بعد أن هزتِ التكذيبَ قولتُهُ
إنْ كان قال .. صدوقٌ غيرُ متَّهَمِ
صلَّى وراءَك خيرُ الأنبياء تُقَى
وأنت زينةُ ذاك العِقْدِ كالتُوَمِونلتَ للدينِ والدنيا إمارتَهم
وهم وراءكَ مأموماً بمؤتَمَمِ
جُزْتَ السماءَ بمعراجٍ به فُتِنَتْ
كلُّ العقولِ أفي حسٍّ أم الحُلُمِ
والقلبُ إنْ ردَّ للرحمنِ واقعَةً
يُهدَىَ ومن لم يَثُبْ في تيههِ يَهِمِ
والغيبُ ركنٌ به القرآن ألزمنا
وفي تواترِ قولِ المصطفى العَلَمِ
رقيتَ للسَّدْرةِ العلياءِ في شرفٍ
وقابَ قوسين أو أدنى - من الكَرَمِ -
هديَّةً عُدْتَ نحو الأرضِ تحملُها
هي الصلاةُ التي للدينِ كالدُّعَمِ
معراجُ أرواحِنا نرقَى بها صُعُداً
للهِ خمساً مع الإصباح والغَسَمِ
***
واختار ربُّ الهدى أنصارَ دعوتهِ
رجالَ يثربَ أهلَ الصدقِ والشُّكُمِ
مَنْ هاجروا وفقَ وقتٍ من رُبا يمنٍ
لنصرِ طه وسَوْمِ الشركِ بالخُطُمِ
حديثُهُ : نَفَسُ الرحمنِ من يَمنٍ
وأنَّها بلدُ الإيمانِ والحِكَمِ
والفتحُ بالبْيَعةِ الكبرى أتى سَنَداً
مؤسِّسَاً لبناءٍ مُحْكَم الرُّضَمِ
قد بايعوه على جناتِ آخرةٍ
لينصروه بأرواحٍ لهم ودَمِ
مُسْتَسْفِراً مُصْعَباً بالخيرِ يَقْدُمُهُ
ممثلاً ومقيماً حاملَ العَلَمِ
والكفرُ يوغِلُ في مكرٍ ليُثْبِتَهُ
أو يقتلوهُ أو الإخراج في زَعَمِ
ويمكرون ومكْرُ اللهِ غالبُهم
وإن يُرِدْ تَمَّ شيءٍ في الورى ، يَتِمِ
رمزُ الفداءِ عليٌّ من به سكنَتْ
روحُ الشهيِد وقلبُ الباسِل القَرِمِ
يقدِّمُ النّفسَ في حبٍ وتضحيةٍ
وللسيوفِ لِفَتْكٍ شهوةُ العَرِمِ
سرَى النبيُّ وعينُ اللهِ تكلؤُهُ
والشركُ في جحفلٍ - بالباب - مزدَحِم
بيضُ الحمامِ وخيطُ العنكبوتِ بَدتْ
كالسدِّ عن غارِ ثورٍ والضلالُ عَمِي
وثانيَ اثنينِ إِذْ في الغارِ صاحبُهُ
لحبِّهِ المصطفى في حُزنِ مضطَرِمِ
فقال لاتحزَنَنْ فاللهُ ثالثُنا
والشركُ باءَ بحالِ الفاقدِ العَدِمِ
وهل أتاك حديثٌ عن سُرَاقتِهم
وكبوةُ الخيلِ إذ تُغْني عن العَشَمِ ؟!
نال البِشَارةَ في الصحراءِ أنَّ له
سِوَارَ كسرى كتعويضٍ عن النَّعَمِ
وناله بَعْدُ والفاروقُ ألبسَهُ
ففاض دمعاً لذكرى الوعدِ كالدِّيَمِ
***
وفي الثَّنِيَّةِ ضاءَ الركبُ فارتفعَتْ
أصواتُ يثربَ بالأهزاجِ والنَّغَمِ
مرحبين ببدرٍ هَلَّ مطلعُهُ
وكلُّهم من لظَى الأشواقِ في ضَرَمِ
وهم يحبُّّون مَنْ في هجرةٍ وفدوا
ويؤثِرونهُمو على نفوسِهِمِ
قد ناصروه بنو قحطانَ نصرتَهم
من جُرْهُمٍ جدَّه اسماعيلَ من قِدَمِ
أخوالُ آبائهِ والخالُ مثُلُ أبٍ
يورِّثُ الطبعَ جَمُّ الرِّفقِ والرَّخَمِ
سلمانَ لاح وعبُدُاللهِ في شَغَفٍ
- على النخيلِ - بشوقِ القلبِ مُحتَدِمِ
نحو النبيِّ الذي أوصافُهُ وردَتْ
في كُتْبِهم وعليهِ شامةُ الخَتَمِ
وصَدَّقا عندما أوصافه صدقَتْ
إن يلزمِ الحقُّ ذا الإنصافِ ، يلتَزِمِ
وقد أَقَامَ بذي بِِدْءٍ لمسجدهِ
رمزاً لجمعٍ على اسمِ اللهِ ملتَحِمِ
وبيتُهُ حَجرٌ باللِّبْنِ في سَعَفٍ
يُعْشي سَناها سناءَ القصرِ والأُطُم
آخَى النبيُّ بأنصارٍ مهاجرَهم
إخا يورِّثُ مثلَ الإرثِ في اللُّحَمِ
محالفاً ليهودٍ في معاهدةٍ
وما وفوا بامتدادِ الدهرِ بالذَّمِم
بنو النضيرِ وأبنا قينقاعَ بنو
قريضةٍ عهدُهم بالحلفِ لم يَدُمِ
الجاحدون على خُبْثٍ نبوتَهُ
وعلمُهم فيه كالأبناءِ في السِّيَمِ
كم بشَّروا بنبيٍ قبل بعثتِهِ
من ظنِّهم أَنَّه من بعضِ جنسِهِمِ
وكذَّبوا بنبيِّ اللهِ وانقلبوا
يفضّلون ضَلالاً عابدَ الصنَمِ
وقد جَلُوا بعد تأديبِ النبيِّ لهم
لكنهم نفثوا بالسُمِّ في الدِّسَمِ
***
من بعدِ هجرةِ طه والبناءُ بدا
لدولةٍ تعلنُ الإسلامَ في شَمَمِ
وتملكُ الفعلَ للأحداثِ صانعةٌ
كأَنَّها تُمْسكُ التاريخَ بالزُّمُمِ
والله أيَّدهم فضلاً بنصرتهِ
في ظلِّ عهدٍ لخيرٍ وارفٍ جَمِمِ
وقد مضى عهدُهم في قِلَّةٍ وطُوَى
مستضعَفين بأرضِ الكفر في زَأَمِ
وجاءهم بالقتالِ الإذنُ فابْتَدروا
وذَلَّلوا لمخَوفِ الصعبِ والقُحَمِ
محمدٌ قائدٌ نورٌ لهم وبهِ
مِجَنُّهمُ كلما نارُ الوطيسِ حَمِي
يقاتلون - سبيلُ الله - غايتُهم
لايبتغون لطاغوتٍ ومُغتَنَمِ
كيومِ بدرٍ وفي الأحزابِ أو أحُدٍ
وفي حُنينَ ولايخشونَ مِن لَوَمِ
وفتحُ مكةَ والأسيافُ مُشْهَرَةٌ
والشركُ في حالِ ذلٍّ كاسفٍ هَدَمِ
والحقُّ إن لم يُصَنْ في قوةٍ وحِمَى
فلن يكونَ على أرضٍ بمحتَرَمِ
فمن يكفُّ أيادي الظلمِ طاغيةً
ومن يصدُّ أكفَّ الفاسدِ الغَلِمِ
لولا الحديدُ وبأسٌ فيه لانتُهِكَتٌ
***
محارمُ الدينِ والأخلاقِ والنظُمِ
غاب النبيُّ ودينُ الله مكتملٌ
ونعمةُ الخالقِ المعبودِ في تَمَمِ
***
ياويح أمةَ طه يوم محشرِهم
إن قيَل قد خَيَّبوا مِنْ ظَنّهِ بِهِمِ
لما النبيُّ يناديهم يُقالُ له
لم تَدر ِما أحدثوا في الدين من ثُلَمِ
والدينُ أضحى غريباً مثلُ أولهِ
والمسلمون بأدنى سُلَّم الرقَمِ
وأمةٌ كان بالإسلام عزَّتُها
مهما ابتغتْ عّزَّةً في غيرهِ تُسَمِ
ويدَّعُون هوى طه وسنَّتهِ
وهم بفعلٍ بما يَنْفيه متَّسِمِ
ويهتدون بأخلاقٍ بلا خُلُقٍ
وفي خنوعٍ لبطشِ الظالمِ النَّهِمِ
الأكثرون بأعدادٍ وعُدتّهِم
لكنَّ من وهَنٍ هانوا على الأُمَمِ
بصيرةٌ في عمَى والقلبُ في خَوَرٍ
يُحْمَى بسيفٍ كليلِ الكفِّ مُنْثَلِمِ
كم صرخةٍ من صبايا يُتَّمٍ وبكا
والمسلمون بذلٍ خائرو الهِمَمِ
لولا شبابٌ بليلٍ حالكٍ بَزَغوا
وبانتفاضٍ بعزمِ الأُسْدِ في الأجَمِ
قد حقَّقوا قولَ طه في نبوءته
عنهم كما ورَدتْ من صادقِ الكَلِمِ
في مَقْدسٍ وعلى أكنافِها ظهروا
ولايضرُّهمُو خذلانُ منهَزِمِ
جاءوا بِشَارةَ إحياءٍ لأمّتِنا
وللأعادي نذيرَ الخُسر ِوالشُؤُمِ
كأنَّما وحجارٌ واليهودُ وهم
ملائكٌ تقذفُ الشيطانَ بالرُّجُمِ
ياربُّ مَكِّنْ لهم ، سدِّدْ لرميتِهم
ورُدَّ أعداءَهم في سوءِ مُخْتَتَمِ
ياربُّ وارجعْ لهذا الدينِ عزَّتَهُ
ولُمَّ أمتَنا في صفِّ مُلتَئِمِ
هَيِّئْ لها أمرَ رُشْدٍ تستبينُ بهِ
سبيلَها وامْحُ بالأُفقِ من رَكَمِ
واخذلْ أعاديَ هذا الدينِ والقِ بهم
في الويلِ والذلِّ والتمزيقِ والنقَمِ
***
ياربُّ وامنحْ لنا دنيا وآخرةً
فضلاً شفاعةَ ماحي الظُّلْمِ والظُّلَمِ
محمدٍ باسمهِ المهديِّ لي صِلَةٌ
واجعلْ لفيضِ الهدى من وصفهِ قسَمْي
يارب صلِّ وسلمْ دونما عددٍ
على المشفَّعِ يوم الدينِ خيرِ سَمِي
وآلهِ الغرِّ أهلِ البيتِ عِتْرتهِ
والصحبِ مَنْ نهتدي بالاقتدا بِهم
وهذه مِِدْحتي نسجاً لبردتهِ
أرجو شفاعتَه والعزَّ للقَدَمِ
ومِنْ تَعِزَّ العُلاَ أرَّختُها : بهُدَى
مَن احتمَى بحمى ركنِ الشّفيعِ حُمِي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.