أكدت دراسة علمية حديثة أجرتها جامعة عدن أن هناك ما لا يقل عن 118 نوعاً من المبيدات منها نسبة كبيرة تسبب مرض السرطان والتي يتم استخدامها في اليمن خصوصاً من قبل مزارعي شجرة القات التي تعمل الحكومة بالتعاون مع عدد من الجهات المحلية والأجنبية للقضاء عليها عبر برنامج طويل المدى من خلال عملية إحلال للمزروعات الإنتاجية الأخرى كالقمح والبن والمانجو وبعض الفواكه الأخرى والتي بدورها ستعمل على إيجاد بدائل دخل مادي لمزارعي القات، مشيرة إلى أنه يتم استيراد تلك المبيدات التي وصفتها الدراسة بالسامة بأسماء تجارية مختلفة تبلغ 555 اسماً تجارياً.. وقالت الدراسة إنه وطبقاً لإحصائيات طبية من وزارة الصحة ومراكز السرطان والجمعية الخيرية لمرضى السرطان فإن 70% من أسباب هذا المرض تعود إلى المبيدات التي دخلت مختلف مأكولاتنا وإن كانت بنسب متفاوتة إلا أنها الأشد والأخطر في القات، منوهة إلى انتشار سرطان الفم بشكل كبير في اليمن خلافاً للإحصائيات العالمية بسبب القات.. وقالت الدراسة إن 73.15% من مزارعي القات يستخدمون مبيد «جيموثاث» في زراعة القات، و92.5% من إجمالي المزارعين الذين أجريت عليهم الدراسة يستخدمون إلى جانب هذا المبيد السام مبيد «مونوكروتوف» وأنواعاً عدة أخرى، مشيرة إلى تسجيل أكثر من 470 حالة تسمم بين الجنسين في 3 محافظات فقط شملتها الدراسة التي خلصت إلى احتمال حدوث ضرر حاد لتعاطي مخلفات المبيدات خلال يوم أو عدة أيام.. وتشير الدراسة إلى خطورة التأثيرات الضارة على المدى الطويل والناتجة عن استمرار التعرض لكميات صغيرة من المبيدات يومياً لعدة سنوات، حيث تؤدي إلى أمراض مزمنة منها الأمراض السرطانية والتغيرات السلوكية والوراثية وأمراض الكبد والكلى، فضلاً عن تلوث التربة الزراعية ببقايا مخلفات المبيدات ونواتج تفككها، والذي يؤدي إلى تلوث مصادر المياه الرئيسية بسبب عملية الغسيل للتربة بفعل الأمطار أو الري بالغمر.. وأضافت الدراسة العلمية التي قام بها الباحث/عبدالرحمن علوي بن يحيى، من مركز دراسات وعلوم البيئة في الجامعة أن كمية المبيدات المستوردة خلال العام قبل الماضي 2005م فقط بلغت 1846.09 طناً .. مشيرة إلى أن معظم المبيدات المستوردة من نوع المركبات العضوية الفسفورية والكارباماتسية ذات الطابع السمي كونها مواداً مسرطنة تحتوي على تسعة أنواع من المبيدات.