ارتسمت ملامح الدهشة بشكل لافت على محيّا 137 سائحاً وسائحةً ألمان احتضنتهم مدينتا شبام وكوكبان التاريخيتان بمحافظة المحويت أمس. وحسب البرنامج الزمني المعد للفوج السياحي كان من المفترض مغادرة المنطقة عند الثالثة عصراً أمس، ولكن مفردات ومكونات المنتج السياحي والشواهد الحضارية للمدينتين اللتين تعدان من أبرز المدن التاريخية اليمنية أثّرت في نفوس ومشاعر السياح الألمان.. فظلوا يجوبون في المواقع والأمكنة والمتنزهات وعدسات كاميراتهم ترصد نماذج من الإبداع الحضاري التاريخي لليمن، الممثلة في الحصون التاريخية، والقلاع والمباني الآثارية، التي لاتزال تحتفظ بطابعها العمراني القديم، بملامحها الباقية من الأمس البعيد الذي يحكي حضارة ضاربة في أعماق التاريخ.. وتسجل العدسات مدوناتهم فنون الزخرفة المبدعة بيد الفنان اليمني الذي عاش في هاتين المدينتين. وأبدى الفوج الألماني انطباعاً رائعاً عن مجمل الشواهد والمقومات الآثارية والتاريخية التي تنفرد بها المدينتان.. مؤكدين في أحاديث لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن ذلك الزخم والثراء في جوانب التاريخ الحي والنابض إنما يعكس أصالة الإنسان اليمني وقدرته على تطويع الطبيعة، وتسخيرها أمام حياته في الصخر وعلى ذرا الجبال الشاهقة، وفي المنعطفات السحيقة.. وأجمع السياح في سياق أحاديثهم أن ثمة تاريخاً عظيماً وشامخاً لاتزال رائحته تعطر الزوايا والأمكنة في شبام كوكبان حتى اليوم.. إحدى السائحات علقت على مشاهداتها بالقول: "بلادكم رائعة، في كوكبان وجدت نفسي".. وأضافت: "لقد رأيت التاريخ وكأنه يمشي على قدميه هنا في كوكبان، هنا يقبع التاريخ فعلاً". وتعتبر مدينتا شبام وكوكبان التاريخيتان من أهم المدن التاريخية في محافظة المحويت وتزخران بمناطق ومناظر بديعة فضلاً عن قلاع ومكونات آثارية لها طابع معماري خاص، وتنفرد بمساجدها القديمة كجامع الإمام المنصور الذي بناه الإمام/عبدالله بن حمزة، وجامع شرف الدين وجامع عربات، والجامع الكبير بمدينة شبام الذي يزيد عمره عن ألف عام، ومن معالمها الآثارية المشهورة التحصينات والأسوار والحمامات البخارية والأسواق والمقابر الصخرية.