على الرغم من أن الحكمة تعتبر التعليم حجر الأساس في التنمية ، وكذا اعتماد تعليم الفتاة كأحد أهداف الألفية وتخصيص إعتمادات تموينية من برنامج الغذاء العالمي (WEP) تشجيعاً للأسر التي تعمل على تعليم فتياتها من الأسر الفقيرة والمعدمة ووجود عدد من الاستراتيجيات للنهوض بمجال التعليم، إلّا أن الواقع لايعكس تقدماً ملحوظاً عما كان عليه الوضع قبل 4 سنوات فنسب الأمية لاتزال مرتفعة وخاصة بين النساء،وكذا تسرب الفتيات من التعليم وهذه المشاكل تعاني منها المدن والأرياف إلّا أنها أكبر في الأرياف، ويمكن ملاحظة اتساع الهوة بين تعليم الإناث والذكور بحسب إحصائيات عام 2004من خلال الجدول التالي: ذكور إناث المرحلة التعليمية العدد النسبة العدد النسبة تعليم أساسي 203790912 3.61% 1505529 7.38% تعليم ثانوي 403724 7.69% 175372 3.30% تعليم مهني 6030 6.99% 27 54% تعليم فني 2639 86% 426 14% تعليم جامعي 127167 4.73% 46080 6.26% المجموع 9434 291 1727434 وبالرغم من إقرار مبدأ إلزامية ومجانية التعليم وفقاً للدستور والقانون إلا أن الحكومة لم تعمل على إيجاد آليات لمراقبة ومتابعة الإلزامية وبالتالي إجبار الأهالي على تعليم أبنائهم وبناتهم ولاتوجد أي عقوبة رادعة لمن يمنع أبناءه وبناته من التعليم ،كما أن المجانية لاتطبق بشكل كامل وقد صدر في هذا العام 2006م قرار من وزير التربية والتعليم قبل الانتخابات الرئاسية والمحلية بإعفاء الطلاب الذكور من الرسوم المدرسية الرمزية إبتداءً من طلاب الصف الأول الابتدائي حتى الثالث والإناث من الصف الأول إلى الصف السادس الابتدائي، إلا أن هناك إلتزامات أخرى يصعب على الأسر الفقيرة توفيرها كالزي المدرسي والمستلزمات المدرسية، مما يحول دون تمكن بعض الأسر من إلحاق أبنائها في المدارس بل تلجأ إلى الزج بهم في سوق العمل،وطبعاً لمسح الفقر1999م يقدر عدد الأطفال العاملين بأكثر من سبعمائه ألف طفل وطفلة يعمل نحو 95% منهم في الريف وبقدر عدد الملتحقين منهم بالتعليم بنحو 39.5%فقط منهم 24% من الإناث. إضافة إلى ذلك أكدت دراسة حول تدني الالتحاق والتسرب العالي للفتيات في مرحلة التعليم الأساسي في أربع محافظات «إب، حجة،مأرب،أبين» بينت أهم الأسباب التي تؤدي إلى تسرب الفتيات من التعليم ونسبها على النحو التالي: الزواج المبكر40%،تدني الوعي بأهمية التعليم بنسبة 95% ،الخوف من الاختلاط بين الجنسين بنسبة 59%. التسرب والرسوب في عام 20042005 بلغ اجمالي الملتحقين في التعليم الأساسي في الفئة العمرية «614» 99.80%من إجمالي ذكور الفئة و06.60%من الإناث وإجمالي الملتحقين في التعليم الثانوي في الفئة العمرية«1517» 24و33من اجمالي ذكور هذه الفئة والإناث 68.16وبالتالي فإن مايقرب 40% من الإناث في الفئة العمرية «614»سنة غير ملتحقات بالتعليم الأساسي وأكثر من 80% من الإناث في الفئة العمرية« 1517» سنة غير ملتحقات بالتعليم الثانوي. وقد بلغت نسبة التسرب والرسوب في نفس العام 4.26% من اجمالي المتقدمين للإمتحانات النهائية في المرحلة الأساسية 0.3و27% من اجمالي الطلاب لأن المتقدمين للمرحلة الثانوية ناهيك عن النسبة المطلوبة للنجاح ويبلغ متوسط عدد السنوات التي يقضيها التلاميذ الذكور لإنهاء المرحلة الأساسية 8.14سنة بزيادة قدرها 8.5سنة من المدة المقررة لإنهاء المرحلة والإناث 6.16سنة بزيادة 8.7سنة وتظهر النسبة للأناث في التعليم الثانوي تفوقاً على الذكور حيث تبلغ عدد السنوات التي يقضيها الذكور 4.4سنة بزيادة 4.1سنة من المدة المقررة لإنهاء المرحلة بالنسبة للإناث 4سنوات بزيادة سنة واحدة. برامج محو الأمية تشكل الأمية اكثر من 7%من نسبة السكان وقد فشلت السياسات الحكومية في الحد من هذه النسبة الكبيرة كما أن البرامج الخاصة بها دون المستوى المطلوب فإذا مانظرنا إلى عدد الملتحقات ببرامج محو الأمية بحسب الفئات العمرية يتضح أن العدد ينخفض كلما زاد العمر أي أن هناك تسرب للنساء أيضاً من برامج محو الأمية ويعود ذلك إلى اعتماد أساليب ووسائل غير مشجعة ولاتتلاءم مع المرأة المتقدمة من العمر واستخدام الوسائل التقليدية والتلقينية في التعليم وعدم وجود تأهيل للمدرسات. القناة التعليمية بالرغم من وجود منبر متكامل للقناة التعليمية واكتمال أجهزتها وموظفيها إلا أنه لم يتم تشغيلها حتى الآن اللهم أنها تقوم ببث بعض البرامج التعليمية عبر قناتي صنعاء وعدن وكان من المتوقع أن تلعب برامج هذه القناة التعليمية دوراً هاماً في نشر الوعي بأهمية التعليم والمساعدة في تغطية عجز المدارس عن أداء العملية التعليمية كما يجب،والتخفيض من الأمية عبر برامج محو الأمية عبر القناة ذاتها. المناهج المدرسية إذا ما دققنا النظر في المناهج الدراسية لطلاب المرحلة الأساسية آخذين بعين الاعتبار دورها الكبير في تشكيل الوعي حول الأدوار النمطية للمرأة بين صفوف الطلاب والطالبات فسنجد الخطاب الذكوري سائداً في جميع المناهج الدراسية وبمختلف المراحل مع تكريس الأدوار النمطية التنفيذية للنساء سواء من خلال النصوص أو الصور المصاحبة للدراسة أو حتى من خلال القيم المتصلة بالنوع الاجتماعي وهذا ماأكدته الانشطة المتصلة بالمنهج وبالتالي نستطيع القول بأن شكل المنهج قد تغير لكن أدواته وطرقه لاتزال تعتمد على الأساليب التقليدية المعتمدة على التلقين. أما الأنشطة اللاصفية الأخرى فبالرغم من اعتبار بعضها مقرر إلزامي كالرياضة وإنعدام البعض الآخر كا الموسيقى والرسم والفنون إلا أن هناك تمييزاً واضحاً في بعض المدارس الموجودة في المدن «التي تمارس بعض الأنشطة» حيث تدرس مادة التدبير المنزلي والخياطة والتطريز في مدارس البنات وبعض أنواع محددة من الرياضة بينما تمارس الأنشطة الرياضية في مدارس الأولاد مما يكرس الأدوار النمطية. حلول ومقترحات ولنقل أن تعليل تلك الاشكاليات لابد من تطبيق مبدأ إلزامية ومجانية التعليم وفرض عقوبة على المخالفين والتوسع في بناء المدارس العامة والمدارس الخاصة بالفتيات وكذلك نشر الوعي بأهمية التعليم بشكل عام من حيث تحسين الكتاب المدرسي ،مستوى المدرسين وأساليب الإدارة المدرسية والتوجيه....الخ وتقييم كافة الخطط والاستراتيجيات المتعلقة بالتعليم لمعرفة مكامن الخلل التي أدت إلى إخفاق تلك الاستراتيجيات والخطط في تحسين مستوى التعليم والتخفيف من نسبة الأمية والتسرب وإعادة النظر في الكتب الدراسية والأنشطة المدرسية بما يشجع على الانخراط والاستمرارية في التعليم الأساسي والثانوي وبما لايكرس الأدوار النمطية للمرأة والرجل عند التلاميذ وأخيراً تكثيف البرامج التوعوية الإعلامية حول أهمية التعليم. المراجع: تقرير الظل الموازي حول مستوى تنفيذ إتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة / منتدى الشقائق وكتاب الإحصاء السنوي 2005م المسح التربوي الدوري /لوزارة التربية 2004م