تعد تجربة المجالس المحلية في مديرية الشمايتين صورة من أروع الصور التي يحق لأبناء المديرية أن يفخروا ويفاخروا بها ...«هنا المواطن» ... وعلى الجميع أن يلتفتوا له ويلتفوا حوله ... لقد أصبح نقطة الارتكاز ومحطة البدء والانتهاء ... وهنا غيث الديمقراطية بدأ يزخ أعذب قطراته ... إنهم قادمون من قراهم البعيدة نوعاً ما عن مركز المديرية (التربة) ... إنهم قادمون ومثقلون بهموم الناس وإنها الدورة الاعتيادية الأولى للمجلس المحلي لمديرية الشمايتين التي تعقد اجتماعاتها على مدى ثلاثة أيام متوالية ... إنهم أعضاء المجلس المحلي الجدد القادمون من صناديق الاقتراع والداخلون من إرادة الشعب الحرة إنهم يلجون باب قاعة الاجتماع الفسيحة ويتموضعون على كراسيهم.. توطئة تنقسم مديرية الشمايتين إلى (30) (مركز اقتراع) ويمثل كل مركز عضو واحد في المجلس المحلي كما يمثل المديرية عضو واحد في المجلس المحلي بالمحافظة ، ويمثل المديرية ثلاثة نواب في المجلس التشريعي (مجلس النواب). مكونات السلطة المحلية تتكون السلطة المحلية للمديرية من المجلس المحلي وإدارات ديوان عام المديرية والمكتب التنفيذي والتي تشكل الأطر المؤسسية الآتية : (أ) المجلس المحلي : يتكون المجلس من (30) عضواً منتخباً يمثلون مراكز الاقتراع في المديرية ويمارس مهامه وفق قانون السلطة المحلية رقم (4) لسنة 2000م ويتوزع أعضاء المجلس على ثلاث لجان هي: لجنة التخطيط والتنمية والمالية، ولجنة الخدمات ، ولجنة الشئون الاجتماعية. (ب) الهيئة الإدارية : تعتبر المحرك الرئيسي لنشاط السلطة المحلية وتعقد اجتماعاتها الدورية نصف شهرية وتقوم بإعداد مشاريع البرامج للمجلس وتتابع تنفيذ القرارات وأداء المناقصات ويترأسها المدير العام ، وتضم في عضويتها الأمين العام ورؤساء اللجان الثلاث. (ج) إدارات ديوان عام المديرية : تعتبر ذاكرة المديرية وحلقة الوصل بين مكونات السلطة المحلية ولا يمكن للسلطة المحلية في المديرية القيام بمهامها بدون استكمال وتفعيل هذه الإدارات وهي إدارة المعلومات والإحصاء والتوثيق ، إدارة السكرتارية الفنية، إدارة الشئون المالية والإدارية ، إدارة الموارد الزكوية، إدارة الرقابة على الموارد المالية ، إدارة الوحدة الفنية. (د) المكتب التنفيذي (الأجهزة التنفيذية) : يوجد في المديرية مكتب تنفيذي يتكون من (28) مكتباً وهي فروع لمكاتب الوزارة بالمحافظة تتولى عملية تشغيل إدارة المرافق الخدمية للمديرية ، وتعمل تحت إشراف المجلس المحلي وفقاً لقانون السلطة المحلية. من أروقة الدورة الاعتيادية لمحلي الشمايتين جدول أعمال الدورة يوزع على الحاضرين من أعضاء المجلس المحلي وعددهم (22) عضواً تخلف منهم ثمانية أعضاء إذ أن العدد الكلي هو (30) عضواً .. وتضمن الجدول ست نقاط أساسية هي: لجان المسح الميداني الخاصة بالدعم اللامركزي والإيرادات المحلية والمشتركة ومشاريع المياه وإيراداتها والتربية والتعليم ومكتب الأشغال واكتفى المجلس بمناقشة النقاط الخمس وعلى مدى ثلاثة أيام متوالية هي مدة انعقاد الدورة. «التربية والتعليم» كانت من أكثر النقاط نقاشاً بين أعضاء المجلس المحلي وقضايا التعليم كانت من أكثر القضايا جدلاً وتراكماً وكان ختامها إقالة مدير مكتب التربية من منصبه بعد كثرة الشكاوي المقدمة ضده ، وقام المجلس المحلي بترشيح مدير جديد وصوت المجلس بالإجماع على ترشيح المدير الجديد وحددت مدة معينة من قبل المجلس لاختبار حسن أداء المدير الجديد الذي أكد بدوره أنه سيكون عند حسن ظن المجلس الذي أولاه الثقة .. مدير المديرية وأعضاء المجلس المحلي أكدوا أن قرارات ترشيح أو عزل مدراء المكاتب التنفيذية يجب أن تكون عن طريق المجلس المحلي وأن هذا حق لن يتنازل عنه. فالمجلس وإدارة المديرية لأول مرة يتخذ قراراً بهذا المستوى وبدا بعض أعضاء المجلس المحلي متفائلين بمثل هذا القرار. خلافات حادة حالة من الخلاف الشديد ظهرت بين مدير المديرية ممثلة بالأخ / شائف الدكام وبين مكتب الأشغال العامة والطرق ممثلاً بمديره.. إذ وزع الأول على أعضاء المجلس المحلي المجتمعين رسالة مطبوعة لأعضاء المجلس تضمنت عدداً من النقاط التي تشير إلى تدخل مدير المديرية في اختصاصات فرع مكتب الأشغال وتهميش دور الفرع في الإشراف على المشاريع، وعدم إشراكه في لجنة المناقصات. مدير المديرية اعتبر مثل هذه الرسالة إساءة شخصية له من مدير هو يرأسه .. وأكد أن بإمكانه اللجوء لجهات أخرى خارج المجلس المحلي لمحاسبة مدير فرع مكتب الأشغال إلا أنه آثر التنازل عن حقه الشخصي في هذا الجانب وسيترك المجلس المحلي ليكون الحكم بين الطرفين فهناك جانب آخر هو الحق العام ولا تنازل عنه فمدير المديرية بدوره يتهم مدير فرع مكتب الأشغال بتسلم مال عام من مواطنين وبدون سندات وأكد مدير المديرية أن لديه ملف مخالفات كامل ضد مدير فرع الأشغال الذي بدوره أكد أنه يحمل ملف مخالفات آخر ضد مدير المديرية وخلص القول إلى تشكيل لجنة من بين أعضاء المجلس لدراسة هذه القضية بعد أن يسلم كل طرف مالديه من ملفات ضد الآخر ومعاينة هذا المعيب ومن المخطئ فيهم ثم محاسبته .. مدير فرع الأشغال كان قد حضر اجتماع المجلس المحلي بعد رسالة استدعاء وجهت له من المجلس في اليوم الأول لجنة لدراسة مخالفات الضرائب مدير مكتب الضرائب بدوره وجهت له رسالة مماثلة بالحضور من أعضاء المجلس المحلي المجتمعين بعد أن ناقش الأعضاء شكاوي تلقوها من مواطنين تفيد بمطالبة فرع مكتب الضرائب لهم بمبالغ خارج نطاق القانون وتهديد موظفي الضرائب للمواطنين والتنفيذ عليهم بحق وبدون حق وأكد بعض الأعضاء أن موظفي الضرائب يتعاملون بالمقابل بالرشاوي لتمرير معاملات المواطنين وأن منهم من كانت له تجربة شخصية مع مكتب الضرائب في هذا الجانب .. مدير الضرائب لم يحضر إلا في آخر أيام الاجتماع وطرحت كل القضايا الموجهة ضد مكتب الضرائب ودافع مدير مكتب الضرائب باستماتة عن موظفيه ونفى أن يكونوا قد قاموا بأية تجاوزات أو أعمال خارج نطاق القانون بل وأكثر من ذلك اتهم البعض بأنهم متهربون من دفع الضريبة واشتد النقاش .. أعضاء المجلس المحلي الذين أكدوا أنهم يدافعون عن (150) ألف نسمة هم عدد سكان مديرية الشمايتين بينما مدير فرع الضرائب يدافع عن خمسة أشخاص فقط لا غير وأنهم يريدون أن ينقذوا هذا الكم من الناس من مخالب موظفي الضرائب كما قالوا .. وطالبوا بضرورة إشراف المجلس المحلي على عمل مكتب الضرائب وإعطائه كشفاً بأسماء الموظفين المكلفين بجمع الضريبة وكذا المستحقين بدفعها ليكون على اطلاع كامل بمجريات الأمور وحتى لا يكون هناك أي تراخٍ بين الطرفين خارج نطاق القانون .. ومن جانبه أكد مدير مكتب الضرائب أن إحضار كشف بهذا المضمون أمر صعب جداً وأنه يستطيع أن يعطي معلومات في هذا الجانب وأكد أن هناك مكلفين داخل المديرية لا يتبعون المكتب وصوت أعضاء المجلس على تشكيل لجنة لمتابعة تجاوزات مكتب الضرائب اطلاع المجلس على النتائج التي ستتوصل إليها اللجنة. لجان في الهواء أيام مرت منذ انعقاد الدورة الاعتيادية للمجلس المحلي وتشكيل اللجنتين الخاصتين بمتابعة مكتبي الضرائب والأشغال .. يقول بعض أعضاء المجلس إنهما لم يعملا أي شيء حتى الآن وإن تشكيلهما لم يكن أكثر من فض مجالس... وأيضاً قطاع الصحة مدير مكتب الصحة بدوره كان أيضاً ممن نالهم نصيب الاستدعاء من قبل أعضاء المجلس المحلي بعد شكوى تقدم بها الأخ/. عبدالوارث العزعزي عضو المجلس المحلي المنتخب عن الدائرة (62) (أ) والتي اتهم فيها مدير فرع مكتب الصحة والسكان بتجاهل الشكاوي المقدمة إليه من عضو الدائرة بخصوص مركز صحي في دائرته أكد العزعزي أنه مغلق وأن الأجهزة الموجودة بداخله قد نهبت من قبل الطبيب السابق الذي كان يعمل في المركز وأن مكتب الصحة أخلى طرف هذا الطبيب دون أن يسأله عن عهدته .. وأشار عضو المجلس المحلي عن الدائرة الثامنة عشرة وأن أغلب الموظفين داخل هذا المركز بمن فيهم الطبيب الجديد والقديم لايداومون في المركز وأن لديهم وظائف أخرى يمارسونها واستغرب العزعزي كيف أن حافظة الدوام في فرع مكتب الصحة والسكان تشير إلى التزام هؤلاء بالدوام رغم غيابهم وموقعة بخط واحد .. ومما زاد الطين بلة أنه كان قد تم إنزال لجنة تقصي الحقائق إلى المركز وعادت لتقول إن المركز يعمل وأن الطبيب مداوم .. إلا أن الأمين العام للمجلس المحلي.. وأكد أنه قد غرر به وأن المركز بالفعل مغلق. وأشار العزعزي بدوره أنه تم الاتفاق مع الطبيب قبل نزول اللجنة والاتصال به ليحضر. قضية مفتوحة مدير مكتب الصحة أكد أنه وقع على محضر الجرد بعد أن جاءه ناس وطبعوا له وجوههم كما قال : فأخلى عهدة الطبيب عن ثقة وبالنسبة للطبيب الجديد فقد قام بإيقاف راتبه لتغيبه عن الدوام في المركز .. العزعزي بدوره أكد أن راتب الطبيب صرف من قبل أمين الصندوق رغم أمر التوقيف وهدد بتقديم استقالته من المجلس المحلي إن لم تحل هذه المسألة سريعاً فقد أخذت وقتاً أكثر من اللازم .. أعضاء آخرون في المجلس حرروا شكاوى مماثلة عن المراكز الصحية في دوائرهم .. ومازالت قضية الأعضاء ومكتب الصحة مفتوحة مع العلم أن مدير فرع مكتب الصحة والسكان موقوف عن العمل. قضايا عديدة عديد من القضايا المهمة أيضاً ناقشتها الدورة الاعتيادية الأولى للمجلس المحلي منها مشاريع المياه وشحتها وإيراداتها والإيرادات المحلية والمشتركة وأجلت النقاش في نتائج لجان المسح الميداني الخاصة بالدعم المركزي لتناقش في اجتماع استثنائي بعد استكمال تفريغ نتائج هذه اللجان. أجمل الأشياء انتهت أعمال هذه الدورة وكان من أجمل الأشياء فيها أن مدير عام المديرية رئيس المجلس المحلي قد بدأ حديثه في اليوم الأول لانعقاد الدورة بتذكير الأعضاء فيها بأن الولاء داخل قاعة الاجتماع للمواطنين وقضاياهم ومن أراد أن يتحزب فعليه الذهاب إلى مقر حزبه .. ومن الأشياء الجميلة أن بعض الأعضاء يدخلون بمشادات حادة جداً مع بعض أعضاء المكاتب التنفيذية وكلا الطرفين ومن نفس الحزب لتنتصر مصلحة المواطنين وقضاياهم وتصبح فوق كل الولاءات الضيقة.. ومن أجمل الجميل أن أغلبية أعضاء المجلس المحلي هم من أعضاء المؤتمر الشعبي العام وكان يمكن ببساطة عند تشكيل أي لجنة داخل المجلس أن تشكل بالتصويت إلا أن ذلك لم يحدث... وبأريحية شديدة يشترك أعضاء من المعارضة في أي لجنة مشكلة سواء بطلب منهم وموافقة بقية الأعضاء بتزكية من الأعضاء أنفسهم.