لبلادنا مميزات سياحية متعددة الأوجه من حيث تفاوت الطقس الطبيعي وتنوع أوجه الطبيعة بما تزخر به من جبال خضراء وبحار زرقاء وإرث ثقافي زاخر بالتاريخ الموغل في القديم.. لذا تجذب اهتمام السائح الأجنبي تحديداً.. أما العربي فإلى جانب هذه المميزات التي يحظى بجمالها يكرم بضيافة خاصة، ولا أشمل العرب كافة، ولكن هؤلاء الذين يقصدون اليمن للتمتع بالميزة الخاصة وهي «الحصول على زوجة صغيرة بالكاد تكون قد وصلت أو تعدت مرحلة البلوغ» ليمضي معها وقتاً ممتعاً يتمتع خلاله بجمالها وشبابها الغض ويشبع رغاباته، ثم يعود أدراجه إلى بلاده بعد أن يترك لها ولأسرتها صكاً بالمؤخر وورقة الطلاق مخلفاً وراءه مأساة يصعب وصفها وليعود في الصيف القادم بحثاً عن ضحية أخرى....!!. هكذا خلّفت الأعوام الماضية كومة من الفتيات الصغيرات المنكوبات يحملن هوية المطلقة في بطائق شخصياتهن، هذا إذا كن قد بلغن السن القانونية للحصول عليها، وأشك في ذلك...!!. ومن المؤكد أنهن قد مررن بصدمات نفسية بالغة الأثر إذا كن قد نفذن من شرك الحمل، فهذه مشكلة تواجهها الفتاة وأسرتها لإثبات النسب والحقوق وهذه مشكلة شائكة ودروبها وعرة. ولمثل هذه الزيجات السياحية سماسرة قاتلهم الله متخصصون لعقد صفقات زواج قصير كهذا. من هنا شددت الدولة إجراءاتها إزاء الزواج ممن لا يحملون الجنسية اليمنية حماية للمرأة اليمنية والحفاظ على كرامتها من خلال إحالة الأمر لموافقة الداخلية«إدارة الهجرة والجنسية». ولكن السؤال الذي يضع نفسه أمامنا هو: لماذا يقبل الأهالي بمثل هذا الزوج؟!. أليس الفقر والعوز والحاجة، والفقر كفر كما وصفه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وتعوذ منه، وظاهرة الزواج هذه أنا أعتبرها إحدى إفرازاته ونتاجاته لظواهر مضرة عديدة في بلادنا. من هذا المنطلق يجب أن نركز أولاً على مكافحة الفقر لضمان الحصول على لقمة العيش وتسهيل فرص زواج الشباب اليمني الذي وصلت تكاليفه إلى مبالغ خيالية، ووضع تدابير مشددة من قبل الدولة إزاءها. وها هو الصيف قادم، ولا ندري ما الذي يحمله لنا من نكبات إن تواصلت ظاهرة الزواج السياحي.. وددت التنبيه فقط.