أظهرت نتائج أبحاث زراعية أجريت خلال العام الحالي في عدة دول بشمال وشرق أفريقيا واليمن ومناطق غرب آسيا وجود مرض صدأ القمح /99 يو . جي / في اليمن في منطقة تهامة وبعض مناطق الجمهورية بعد زراعة أصناف كاشفة وموضحة من القمح. ويؤكد رئيس الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي الدكتور/ إسماعيل عبدالله محرم أن هذا المرض يسمى صدأ الساق ويعرفه المزراعون، مشيراً إلى أن السلالة الجديدة لصدأ الساق والمعروفة ب// 99UG // /سلالة شرسة يمكن أن تسبب خسارة كبيرة في إنتاجية القمح وعلى مساحة واسعة . ونوه إلى أن العلماء يتوقعون انتشار سلالة صدا الساق 99UG بنفس الطريقة والمسار الذي تم به انتشار سلالة الصدأ الأصفر . وأشار إلى تواجد هذه السلالة في اليمن كما أثبتت نتائج الفحوصات الحقلية والمختبرية وبشكل قاطع، حيث تنتقل من خلال حركة الرياح. وأوضح أن الهيئة قامت بالتنسيق مع المركز الدولي للبحوث الزراعية / إيكاردا / بعمل خطة لمتابعة ظهور هذه السلالة وزارعة مشاتل لمصائد الصدأ في 2005- 2006 و2006-2007م في سيئون ومأرب وتهامة وذمار وصنعاء . وذكر محرم أن زيارة هذه المزارع أو المشاتل البحثية مع خبيري الأمراض في إيكاردا والفاو بينت إصابة معظم الأصناف الكاشفة بصدأ الساق وتم إرسال عينات إلى أمريكا للتحليل والتأكد من سلالات الأصداء المسببة للمرض والتي أثببت وجوده . وقال الدكتور محرم : نظراً للخطورة الكبيرة التي يسببها الصدأ الأصفر وما يلحقه صدأ الساق/ 99UG / على القمح على المستوى العالمي،فقد تم إنشاء المبادرة الدولية للأصداء، على أن تكون اليمن نقطة اتصال،وقد بدأ التعامل مع هذه القضية من خلال التعاون مع كل من / السيميت/ و/إيكاردا / والدول المعنية في المنطقة. وأفاد رئيس الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي أن هناك جهوداً كبيرة تبذل من قبل إيكادرو، والهيئة العامة للبحوث الزراعية والإدارة العامة لوقاية النباتات بوزارة الزراعة لوضع خطة عمل لحماية ، ووقف عملية انتشار سلالة 99UG داخل اليمن، لافتاً إلى أنه سيتم استكمال الخطة ومناقشتها مع المعنيين في اليمن والمراكز الدولية التابعة للمجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية ( إيكاردا - سيميت ) وكذلك المعاهد البحثية المتطورة . وبين أن هذا المرض يصيب العديد من المحاصيل الزراعية المختلفة ويسبب خسائر كبيرة في الإنتاج كونه قادراً على تطوير سلالات وراثية مختلفة التركيب وتظهر في أوقات مختلفة. موضحاً أن مكافحة هذا المرض تقل دياناتهم عن طريق الأصناف والسلالات المقاومة، كون المكافحة الكيميائية له غير مجدية حتى الآن. وشدد رئيس الهيئة على تظافر الجهود المحلية والإقليمية والدولية بهدف تطوير آليات وبرامج المكافحة. وقال : الهيئة العامة للبحوث الزراعية تعمل بالتعاون والتنسيق مع المراكز الدولية البحثية على متابعة آخر المستجدات والأبحاث العلمية حول الموضوع وتطوير أبحاث ووسائل أخرى للمكافحة للحد من انتشار المرض. وتابع محرم : ستعمل الهيئة على استمرار تنفيذ المسوحات في مناطق زراعة القمح والشعير وزراعة مشاتل كاشفة للرصد والتنبؤ والمتابعة ودراسة خواص المرض المختلفة وعمل مسح للأصناف المحلية المقاومة ووضعها في برنامج تربية، وكذلك استخدام المبيدات الكيماوية (بايفيدان) للتقليل من تكون الجراثيم المسببة للمرض عند الحاجة، كما ستعمل الهيئة على تنفيذ برامج التربية بالمشاركة مع المراكز البحثية الدولية للتوصل إلى أصناف مقاومة أفضل وتبادل المعلومات والخبرات وتدريب الكوادر البحثية على مسح المرض والتعامل معه. ودعا إلى سرعة وقف الأصناف الحساسة أينما وجدت وتبديلها بأصناف مقاومة وتغيير المواعيد الزراعية لتجنب الإصابة أو التخفيف من أثرها. وأكد الدكتور محرم ضرورة تحديد جهة يناط بها عملية المكافحة والتنسيق بين البحوث والإرشاد والمزارعين والمؤسسات الأخرى. يذكر أن الاهتمام الكبير بمرض صدأ القمح بدأ عند ظهور سلالة من الأصداء اكتشفت في أواخر تسعينيات القرن الماضي في أوغندا ، والتي تعد بؤرة للسلالات المرضية لأنواع الأصداء ، وأصابت جميع أصنون القمح المقاومة بما أدى إلى تدهورالإنتاج بشكل كبير. وصدأ الساق في القمح يعد من الأمراض التي تصيب القمح بإعاقة ونمو غير طبيعي للمحصول، وهو من الأمراض التي تهدد زراعة القمح في شرق أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وآسيآ.