أعتقد أن المؤتمر الصحفي الذي عقده الدكتور/ رشاد العليمي، نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية، والأستاذ حسن اللوزي، وزير الإعلام .. أجاب عن التساؤلات التي تدور في رؤوس الجميع .. بل وأوضح الكثير مما هو غائب عن الأذهان .. ولخص .. وأوفى .. ووضعنا أمام حقائق مهمة .. ووضع (بعض) ممن اعتادوا على التهويل والمغالطة والتشويه في الصورة الواضحة التي قدمت الواقع بدون رتوش وكشفت (حجم) من يقعون في المحذورات ويقفزون على الثوابت! الدكتور العليمي كان رائعاً وهو يلتقط خيوط الإجابات الهادئة .. والمقنعة .. والذكية .. دون تكلف .. وبعيداً عن أي تلكؤ أو تردد .. أو استخدام ما يسمونه بالمناورة من أجل أن تضيع الإجابة ويبقى السؤال مشنوقاً. إجاباته كانت وافية .. وكلامه غلب عليه طابع الدقة ممزوجاً بشيء من السلاسة .. وثقافته الواسعة مكنته من سرد الردود (الشافية) وتوجيه الرسائل (المهمة) وخاصة في أحداث صعدة والفئة الضالة الإرهابية .. مما كان له الأثر في أن يقفز من شاهد المؤتمر عبر الفضائية من مكانه وهو يردد سلم فوك يا دكتور. أنا .. وجدت نفسي أمام حقائق كثيرة ربما كنت أعلمها لكنني كنت محتاجاً لمن يؤكدها لي أو للآخرين .. مما دفعني لأن أقول : أين كنت يا دكتور رشاد .. ولماذا تظل الحقيقة المهمة بعيدة عن التأكيد الرسمي على أقل لكي (تكشف) إذا لم أقل (تفضح) النوايا السوداء عند من يكذبون ويخادعون الناس ولا يجدون حرجاً في المتاجرة بالثوابت واغتيال الحقائق مع سبق الإصرار والترصد؟ الذين يريدون أن يعودوا إلى الوراء بفكرهم الظلامي والإمامي وبحنينهم إلى الطغيان والجبروت من الضروري أن يعرف الآخرون أنهم يقولون إن سيدهم حسين لم يمت وإنما عُرج به إلى السماء! أن تؤكد وجود دعم من هنا وهناك للعناصر المتمردة والإرهابية .. وأن جهة أكدت رسمياً عدم وقوفها مع المتمردين وأخرى ما زالت (صامتة) ووسائل إعلامها الرسمية تدعم.. فذلك فيه ما يجعل الرؤية واضحة بأبعادها وقياساتها! ثم أن يكون الذهاب إلى (العمرة) عدة مرات لأشخاص ممن يحملون لوحات (هيئة سياسية) وهم مبعوثون دبلوماسيون مشروطاً بأن يكون براً من (منطقة معينة) لغرض في النفس .. فلا أظن أن هناك داعٍ للعمرة أو حتى للحج حتى لو كان من باب غسل الذنوب! ولا مانع أن تذكير من يصر على عدم (الفهم) بأن من يُقتل على يد الإرهابيين هو مواطن يمني وليس إسرائيلياً أو أمريكياً كما تقول شعاراتهم! ويا دكتور .. نحن في حاجة إلى مثل هذه المؤتمرات .. وإلى حديث متزن .. عقلاني .. واضح .. عندما تكثر التأويلات ويزداد (المتاجرون) بأمانة الكلمة .. ويدخل المواطن في حيرة من أمره كون الحابل اختلط بالنابل. قد يكون - أحياناً - السكوت من ذهب .. لكن حين يشوه بعض المتمصلحين في الإعلام اليمني أو العربي صورة اليمن .. فلا أعتقد إلا أن السكوت دليل ضعف أو دس رؤوس في الرمال كما تفعل النعامة تجاه أي خطر قادم[email protected]