عدن وحدها محظية بجمال رباني ، فالمدينة التي تقع وسط المياه عند حضور الليل هي عدن بهدوء أمواجها وبعض من نشوة الروح عند لحظة حزن .. فمن ملتقى العشاق ، إلى حيث الرمال الذهبية ساحل »جولد مور« زبدة شواطئ المدينة منه إلى ساحل »أبين« المكان الذي فيه الأدباء وأصحاب الكيف وكل عاشق له قصة غرامية.. على ذكرى المحبين »ساحل أبين« استهوى الشعراء وغنى عنه الفنانون ، بالساحل الذهبي ، على نفحات هوى البحر وضوء القمر ،حيث تتوافد العائلات ويحلو السمر لاقينا بعضاً من البشر فاستطلعنا معهم حضور المكان ، وبعضاً من ملاحظاتهم والهموم.. فإلى سطور بزرقة البحر ووجع القلوب.. البداية مع الأخت حنان جعفر ، 20 عاماً طالبة جامعية ، والتي تحدثت قائلة : هذه الأيام مع انقطاع التيار الكهربائي ، وحرارة الصيف أكيد بأننا إلى حاجة قوية إلى الخروج وشم الهواء ، وزادت بقولها : على الساحل نجد أنفسنا ، لكننا سرعان ما نشعر بألم يكوي قلوبنا ، فحرية الحركة تكاد تكون مرتبطة بآداب الحاضرين فهناك المرابطون بجلسات قات طويلة مايعني التزامنا بلباس متكامل حتى أخمص القدمين ولعل هذا النوع من الثياب يقيد حرية الحركة تحت الماء ، واضافت : نحن نخرج من جدران المنزل لقضاء ساعات فسحة تحتاجها أرواحنا ، لكن الازدحام على الساحل يجعل النساء يلجأن للجلوس أكثر منه إلى الحركة على الساحل . »سعاد« صديقة ل»حنان« من جانبها تحدثت : حرام مايدور من حولنا نحن أيضاً نحب الترحل ، نشعر بالضيق الشديد من كثرة تواجد الشباب والعامة ، وبخاصة الفارغين والذين لاهم لهم إلا مضايقة النساء ، والذين يبقى اهتمامهم التسمر على أطراف الشاطئ. حافية القدمين على جانب آخر بأقدام حافية »رهام« 34 عاماً تشغل نفسها بالمشي على الساحل وعبور الشاطئ (سرحة وجية) ، قالت : على شاطئ »جولد مور« ليس بإمكان الفتيات فعل أكثر من المشي ، وهذا أكبر شيء ممكن للاستمتاع ، وأوضحت: نحن بنات وعلى شان الأهل ما يختلقوا لنا مشاكل ويعلقوا على خروجنا للساحل ، بل في الغالب هم يحاولون منعنا بحجة الزحام وكثرة الشباب ، وقالت: هذا حرام نحن بشر ، لذلك نقضي أوقاتنا على الساحل بالمشي حفاة ، وليس لدينا فكرة أخرى للتمتع بالساحل ، فالناس كثر ونحن أيضاً لدينا رغبة السباحة وخروجنا في الغالب لايتعدى يوماً في الأسبوع . »رهام« مهمومة عن ذلك نطقت : ليتهم يقسمون الراحة بين الجنسين حتى يمكننا اللهو مع أطفالنا بحرية وأمان أكثر. »محمود«شاب في العشرين،هناك وسط الرمل صامتاً يمضغ اعشاب القات ليلاً يروي: أنا أتي آلى الساحل وبالأخص كثيراً ما أزور جولد مور بدافع قتل الوقت ، وأضاف: مع ذلك أنا أحاول بأن أكون ملتزماً أكثر.. »محمود« يؤكد: أنا لا أخزن فقط على الشاطئ بل أنا أيضاً الهو مع اصدقائي ، فنحن على الشاطئ نمارس لعبة كرة القدم ونتعلم الغوص والسباحة في البحر ، وقال: هذا أمر طبيعي ومن حقنا بأن نستمتع بوقتنا ، نحن شباب أين نذهب أكثر صراحة على اختلاف »من محمود« »نبولي« وهذا اسم الدلال للأخ »نبيل« 19 عاماً بدا أكثر بسالة وصراحة في طرحه بل انه لايخفي خلف كلماته أية نوايا خبيثة إذ تكلم بصراحة: سحر الأناقة التي تتميز بها الفتيات بثياب تطلع بها على الساحل ، وهذا يحسب على اهتمامهن هو مايجعلنا نتدافع إلى ساحل «جولد مور» ويرجع إلى القول: طبعاً هذه سنة الحياة فالجمال صفة ربانية ونحن بطبيعة الحال نتمتع بحس الانجذاب. »محمود« من قلبه نطق: للأمانة نحن نضحي كثيراً برغباتنا الشيطانية ولا نبدي أية حماقات قد تزعج الفتيات ، فقط نعيش لحظات الالتقاء وبفرجة حسنة ، »أحمد« صديق حميم للأخ نبيل يتدخل بقوله أنا لا أرتب حضوري إلى »جولد مور« انما عند شعوري بالكآبة الجأ إلى الساحل فقط لأقضي أوقات »سلا« وزاد: في بعض الأوقات على ساحل جولد مور اسبح مع روحي أرحل مع البحر عن الدنيا ، أداوي جروح نفسي بهدوء البحر وموسيقى الأمواج وقال: أما إذا شعرت بأن تواجدي ثقيل على أحدهم فأنا وبدافع من ضميري الشخصي ، اترك المكان في الحال . على الخط رجال الأخت »نائلة« 40 عاماً أم لثلاث فتيات تحدثت : بصراحة نزوح الاخوة أقلق الكثيرين وبخاصة البنات ، وقالت: إنهم لايراعون خصوصية البنات وحاجتهن إلى التنزه بلا مراقبة ، وأضافت: إن أعين البعض من الرجال على خط الساحل تلاحق البنات ، كالظل ونوهت أن تجوال الرجال على خط الساحل يحاصرنا نفسياً ، وكأن هؤلاء لانسوة في عالمهم ، وأكدت :هذا شيء لايطاق ، حقيقة لقد سافرت راحتنا ولم نعد نأمن على حاجاتنا الشخصية حتى السرقة عرفناها وأشارت أن فوضى المكان شوهت النفوس. واضافت: حتى لاتصاب فتياتي الصغار بعقد الجنس الآخر ، أنا أدلف بهن إلى البحر ، وأظل عن بعد اراقب حركاتهن ، واتتبع لعبهن داخل البحر ، وأقالت طبعاً هذا أمر مقلق بالنسبة لنا نحن الأمهات فأنا مثلاً عادةً خروجي إلى الساحل فقط لألعب دور منقذ السباحة ، وأشارت حتى الفتيات المراهقات اللاتي يحببن البحر أجبرن على نزول البحر بالبالطوهات والمقارم على رؤوسهن ، وهذا يشكل عبئاً على بقائهن داخل المياه وهكذا هي شواطئنا باتت محاصرة بالرجل . احتلال في القسم الرياضي ل 14 اكتوبر »لمياء« محررة صحافية ، قالت: مانشعره الآن بأن هناك احتلالاً ذكورياً اجتاح خصوصيات النساء في المتنزهات السياحية الداخلية ، وقالت: نحن الفتيات نتمنى بأن يعملوا لنا حساباً على الأقل باعتبارنا بشراً ونحتاج إلى راحة النفس ، وزادت فوق ذلك : في اللعب وازدياد الحركة حاجة تشبع الإنسان نفسياً ، ولها فوائد على قوام الجسد ، والحركة وسط المياه بإمكانها أن تساعد على تخفيف السمنة التي باتت تزعج الفتيات ، كما أن (الحر) في المنازل يخنق النفس وهذا قد يعود بالضرر على النفس. جانب رسمي من جانب رسمي أحدهم يعمل في الحراسة المدنية »....« تخوف من ذكر الاسم فجاء كلامه بالتالي: واجبنا يقوم على مراقبة المكان ، ونحن نتلقى أوامر من الأمن ومن مكتب المحافظة مفاده منع الجلوس على الشاطئ وبخاصة الشباب المخزن حتى لايكونوا سبباً في ايذاء العائلات ، وهذه أوامر نافذة وبالأخص أيام الخميس والجمعة ، لأنه في أيام العطل الأسبوعية يزداد المقبلون على الشواطئ لقضاء لحظاتهم السعيدة وبالطبع هناك الأطفال والفتيات ، وأكد: دورنا هو أن نحرص على هدوء المكان وخلوه من الشباب الذين يحاولون الجلوس والتخزين بالقرب من العائلات ، وأوضح: ولأنه أيضاً من حق الشباب الحضور نحن نتلطف في طلب مغادرة المكان ، بل نحن نتحمل تعليقات غضبهم واشار: اهتمامنا وعملنا ينصب من أجل راحة العائلات ، ولاضرر أن يتمتع الشباب بالسباحة ولعب كرة القدم وزاد على تأكيده ، بالقول: الجهات الرسمية المختصة بالحفاظ على الأماكن السياحية أعطت أوامرها بمنع القات على الساحل.